رغم أن الموت يأتى بغتة، فإن بعض الأحياء يضعون سيناريو وفاتهم: «لو رُحت المستشفى هموت واتبهدل»، كان هذا آخر عنوان فى مسيرة الموسيقار الكبير حلمى بكر، الذى رحل عن عالمنا مساء أمس الأول، عن عمر ناهز الـ86 عاماً، تاركاً خلفه إرثاً كبيراً من الألحان والأغنيات التى شارك فيها، والتى قال عنها مؤخراً: «اتفاجئت إنى عامل 1800 لحن».

29 فبراير، قبل الوفاة بيوم واحد لم يكن يوماً عادياً، كان كبيساً بالفعل داخل أحد المنازل فى منطقة كفر صقر بمحافظة الشرقية، كان «حلمى بكر» يتألم بشدة، هذا ما تحدثت عنه زوجته «سماح القرشى»، فى تصريحاتها لـ«الوطن»، بداية كان «بكر» يشكو ويصرخ من آلام شديدة فى المعدة، لكنه كان رافضاً الذهاب للمستشفى، فطلب طبيبه الخاص المقيم فى القاهرة من زوجته ضرورة الاستعانة بطبيب لتوقيع الكشف فى المنزل، لتستعين بأحد الأطباء، الذى أخبرهم بضرورة نقله إلى المستشفى، لأنه يعانى من حالة جفاف شديدة ولا بد أن يظل تحت الرعاية والملاحظة الدقيقة.

رفض «بكر» أوامر الطبيب لكن الألم لم يتركه، فقرر الجميع الاتصال بالإسعاف، وبالفعل جاءت سيارة الإسعاف ووقّع الطبيب المرافق الكشف مرة أخرى، وكتب تقريره: «المصاب حلمى عيد محمد بكر، البالغ من العمر 86 عاماً، الحالة فى وعيها الكامل، والضغط 90 على 60، والحرارة 37 ونصف، وحالة المريض واعٍ تماماً، لكنه مشوَّش للغاية ويرفض الذهاب إلى المستشفى».

«مش هروح مستشفيات يا جماعة، لو رحت المستشفى هموت واتبهدل»، هكذا صاح «بكر»، مؤكداً رفضه الذهاب إلى المستشفى وأنه يتحمل كامل المسئولية، ولكن عند الفجر قررت زوجته التدخل، فطلبت سيارة إسعاف مرة أخرى، وهذه المرة لم يستطع «بكر» المقاومة، وفور وصوله إلى المستشفى دخل غرفة الرعاية المركزة لتلقى العلاج اللازم، حيث استلزمت حالته نقل دم وإعطاءه كميات كبيرة من الجلوكوز والبوتاسيوم لتفادى الجفاف.

وكشفت زوجته عن أن الطبيب المعالج له داخل العناية أبلغها بتوقف عضلة قلب زوجها فى الرابعة عصراً، فهرعت مسرعة للرعاية فوجدت الفريق الطبى بالكامل حوله يحاولون إنعاش القلب، واستمرت تلك المحاولات فترة طويلة، إلى أن فاضت روحه إلى بارئها وتوقفت جميع أجهزة الجسم بالتوقف المفاجئ لعضلة القلب بعدما كانت الحالة شبه مُستقرة.

وكان هشام، نجل الموسيقار الراحل، قال فى رسالة لمحاميه بالقاهرة: «أنا حالياً فى الطائرة متجه إلى مصر، وسامع عمى فتحى عاوز يسرع فى إجراءات دفنه، وأؤكد أنه لا بد من نقل جثمان والدى ووضعه فى الثلاجة لحين وصولى إلى مصر، وعدم اتخاذ أى قرار دون الرجوع لى وأنا نجله الوحيد».

لم يكن «بكر» يستطيع تحريك ساقيه منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وطيلة هذه المدة كان طريح الفراش، بعدما شعر فى أحد أيام نوفمبر 2023 بإجهاد شديد، وآلام فى الصدر والقلب، وتم إيداعه أحد المستشفيات بمنطقة المهندسين، لكنه خرج منه فى حالة صحية أسوأ كما قال فى تصريح سابق لـ«الوطن»، فما الذى كان يعانى منه فى الأساس؟ هذا ما أخبر به الطبيب المعالج «محمد سلام» قائلاً: «كان يعانى من خلل فى كهرباء القلب، أو ما يسمى تحديداً (ارتجاف أذينى) سبّب له ارتشاحاً مائياً على الرئتين، ما أدى لصعوبة شديدة فى التنفس، حيث كان الأكسجين فى الدم فى أكثر معدلاته انخفاضاً، وكان يتأرجح ما بين الـ80 والـ90».

وقتها تلقى الملحن الكبير العلاج المنزلى على يد الطبيب، وبدأت حالته فى التحسن حتى عادت الرئة لطبيعتها وخف الارتجاف الأذينى، وعادت درجة الوعى لأفضل مستوياتها، وأوصى بعدها الطبيب بالتوجه لأحد المستشفيات لاستكمال العلاج وإعادة التأهيل، لكن هذا ما رفضه «بكر» أيضاً حتى تدهورت حالته.

بعد فترة قضاها «بكر» فى منزله بمنطقة المهندسين طريح الفراش، اقترحت زوجته الانتقال إلى مسقط رأسها بالشرقية، حيث مساحات خضراء أوسع وأكل صحى وهواء أنقى، فوافق.

وقالت «القرشى»، وهى فى حالة انهيار تام، عن بعض وصاياه قبل تدهور حالته نهائياً: «قال لى: ماتدخليش فى معارك مع حد، ركِّزى مع بنتك بس بنتك صغيرة ومحتجالك علشان تربيها كويس، وكانت نصيحته الثانية ماتودنيش المستشفى هتبهدل وهموت، كما أوصى بدفنه داخل المدفن الذى اشتراه فى الوفاء والأمل بمدينة نصر بالقاهرة».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حلمى بكر إلى المستشفى

إقرأ أيضاً:

زوج ينهى حياة زوجته بسبب خلافات بينهما بالقليوبية

شهدت قرية الدير بمدينة طوخ محافظة القليوبية، واقعة قتل مأساوية راح ضحيتها زوجة على يد زوجها، بسبب خلافات بينهما، وتم نقل الجثة للمستشفى تحت تصرف الجهات المختصة، وتحرر محضرًا بالواقعة وتولت النيابة التحقيق، التي أمرت بسرعة ضبط المتهم وتقديمه للنيابة العامة.

وكان اللواء عبد الفتاح القصاص مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن القليوبية، واللواء محمد السيد مدير الإدارة العامة للمباحث، قد تلقيا إخطارًا من اللواء محمد فوزى رئيس المباحث، يفيد ورود بلاغ إلى العقيد أحمد كمال رئيس فرع البحث الجنائي ببنها، بقيام زوج بالتخلص من زوجته بدائرة مركز شرطة طوخ.

وكشفت التحريات بقيادة المقدم مصطفي كامل رئيس مباحث مركز شرطة طوخ ومعاونه النقيب طه سعيد، والنقيب أحمد نصر، والنقيب كمال إبراهيم محرم معاونى رئيس المباحث، قيام زوج بتعذيب زوجته وقيامه بحرقها بأماكن متفرقة من الجسد وارتطامها بالحائط حتى لفظت أنفاسها الأخيرة بين يديه، وفر هاربًا.

وتم تحرير محضرًا بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيق، وصرحت بدفن الجثة عقب انتهاء أعمال الصفة التشريحية بمعرفة الطبيب الشرعى، واستعجال تحريات المباحث وسرعة ضبط المتهم.

مقالات مشابهة

  • أخبار الفن| أول صورة لـ منى فاروق بعد وعكة حقن التخسيس.. وتفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة نبيل الحلفاوي
  • كان عنده سرطان.. محمود سعد يكشف تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة نبيل الحلفاوي
  • زوج ينهى حياة زوجته بسبب خلافات بينهما بالقليوبية
  • زوجته الاولى فنانة شهيرة .. تفاصيل عن حياة الفنان نبيل الحلفاوي
  • شهود عيان يكشفون| ننشر تفاصيل اللحظات الأخيرة لضحايا حريق شقة سكنية بالمنيل
  • كأس الكونفدرالية: نهضة بركان يقتنص فوزا في اللحظات الأخيرة أمام الملعب المالي ويقترب من التأهل لقادم الأدوار
  • وفاة الفنان نبيل الحلفاوي .. تفاصيل اللحظات الأخيرة من حياته | فيديو
  • الشاطبي.. حياة (1)
  • اللحظات الأخيرة التي سبقت رحيل الأسد إلى موسكو
  • بعد وفاة نبيل الحلفاوي .. تفاصيل مرض أيامه الأخيرة