سحر الذكريات الجميلة كيف يسهم في تحسين المزاج؟
تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT
تبقى اللحظات الزمنية الجميلة والحيوية عالقة في الأذهان بمرور السنوات، وعادة تمثل هذه الحالات تجارب مؤثرة عاطفيا، وتمنح حياتنا هدفا وبهجة، وتستمر في نفعنا لفترة طويلة بعد حدوثها، مما يزيد من رفاهيتنا ومرونتنا بشكل عام، إنها توفر الفرح الذي لا ينتهي.
ولعل هذه اللحظات هدية ثمينة، إذ يتم خلالها استرجاع الذكريات الإيجابية بشكل نشط.
من جهته يقول اختصاصي الطب النفسي الدكتور أسامة كنعان للجزيرة نت: "للذكريات الطيبة قوة خاصة بتوليد مشاعرنا الإيجابية، فمجرد الإمساك بصورة قديمة مثلا فيها ذكريات جميلة تتولد لدينا مشاعر إيجابية، وقد تتغير حالتنا المزاجية بطريقة أفضل".
ويضيف، كما أن الذكريات الجيدة هي المنقذ في أوقاتنا العصيبة في الحياة. فعندما نكون تحت الضغط ونفكر في الذكريات السعيدة من ماضينا، مثل النجاحات أو الإجازات العائلية أو الضحك، فإن ذلك يوفر لنا المزيد من الطاقة للمضي قدمًا بطريقة إيجابية. موضحا، أنه يحفز رد فعل الاسترخاء، ويرفع معنوياتنا، ويقلل من القلق.
ويشرح كنعان، عندما تفكر في الذكريات السعيدة والرائعة، غالبًا ما تشعر بالامتنان، للبيئة أو الأشخاص الذين كنت معهم والذين صنعت معهم ذكريات طيبة.
أسامة كنعان: الذكريات الجيدة تنقذنا في أوقاتنا العصيبة وتوفر لنا الطاقة للمضي قدمًا بطريقة إيجابية (الجزيرة)ويذكر كنعان مزية أخرى لاسترجاع الذكريات السعيدة، وهي أنه يزيد من احترام الذات، فغالبًا ما يرتبط تذكر الأوقات السعيدة والبهجة الشديدة بفترات النجاح لدى العديد من الأشخاص.
على سبيل المثال، ربما كنت الطالب المتفوق لهذا العام أو الفائز في السباق المدرسي. إذ تلهمك هذه الأنواع من الذكريات المبهجة لبذل قصارى جهدك في الوقت الحاضر وتجعلك سعيدًا. بالإضافة إلى ذلك، فإنها تشجعنا على البناء على نجاحاتنا الماضية.
وأيضا، الرضا عن العلاقة إذ يمكن تقوية الروابط العاطفية والاجتماعية بين الأشخاص من خلال الذكريات السعيدة المرتبطة بالأحباء، إن إحياء كل التفاعلات الرائعة يمكن أن يعزز الشعور بالانتماء للمجتمع بين الناس، وفق كنعان.
ويلفت إلى أن استعادة الذكريات المبهجة عن قصد يمكن أن يساعد في تفكيك أنماط التفكير السلبية، وتقليل القلق، وحتى خفض مستويات الكورتيزول. معللا ذلك بأنها تشجع على تكوين صورة ذاتية أكثر إيجابية.
استرجاع الذكريات الجميلة يجعل الفرد أكثر إنتاجية وأقدر على تحمل التحديات (بيكسلز) كيف تحفز الذكريات الإيجابية؟يقول كنعان: هناك عدة طرق يمكن للفرد أن يحفز نفسه لاسترجاع الذكريات الإيجابية والتي تعزز شعوره بالسعادة والرضا، ومنها:
توجيه الانتباه: عندما يلاحظ الفرد أنه يبدأ في التفكير في ذكريات سلبية أو مؤلمة، يمكنه توجيه انتباهه نحو الذكريات الإيجابية بوضعها في الاعتبار بشكل نشط. تقنيات التفكير الإيجابي: يمكن للفرد استخدام تقنيات التفكير الإيجابي، مثل تغيير النظرة إلى الأمور، والبحث عن الجوانب الإيجابية في الوضع، والتركيز على النماذج البناءة للسلوك، لتشجيع نمط الذكريات الإيجابية. ممارسة الاعتناء بالذات: يمكن للفرد تطوير ممارسات الاعتناء بالذات مثل: التأمل واليوغا والتدريب الذهني، لتعزيز الوعي بالذات وتحسين القدرة على استرجاع الذكريات الإيجابية. الاستفادة من التجارب السابقة: يمكن للفرد أن يستفيد من التجارب السابقة والذكريات الإيجابية التي عاشها في الماضي، واستخدامها كمصدر للقوة والتشجيع عندما يواجه تحديات في الحاضر. البحث عن الهدف: يمكن للفرد أن يحفز نفسه لاسترجاع الذكريات الإيجابية من خلال تحديد أهداف وأحلام في الحياة، واستخدام الذكريات الإيجابية كمصدر للتحفيز والإلهام لتحقيق تلك الأهداف.سوسن كيلاني: درب مخك على استرجاع المواقف الجميلة بتعمد وإصرار لمدة 21 يوما، لتصبح عادة لديك (الجزيرة) تعويد المخ على استرجاع المواقف الجميلة
وبدورها تقول مدربة مهارات الحياة سوسن كيلاني للجزيرة نت: "قرأت يوميا عن إستراتيجية رائعة جدا، أحب أن تعتمد من قبل كل المعارف والأصدقاء والقراء، وهي عبارة عن تمرين ما قبل النوم يعتمد على استذكار الأحداث الجميلة التي مرت باليوم لمدة 5 إلى 10 دقائق بطريقة حيوية".
وتتابع، لدرجة أنك ستبتسم حقيقة إذا تذكرت ضحكة الطفل الصغير عندما فرح بفوز فريقه في كرة القدم وكأنك تشاهده الآن.
وتوضح المدربة كيلاني، هدف هذا التمرين هو تعويد المخ على استرجاع المواقف الجميلة التي مرت عليه، واستبعاد المواقف السيئة، وبذلك يصبح أكثر مرونة وقدرة على ذلك، حتى ولو من دون وعي منك.
وتؤكد، يطالب الخبراء أن نفعل ذلك بتعمد وإصرار لمدة لا تقل عن 21 يوما، ثم تصبح عادة، وبذلك تفوز وتزدهر الحياة، لأن النوم على الذكريات الجميلة مريح للأعصاب، خاصة وأن الذكريات الجميلة تحل بدل السيئة المزعجة التي ترفع ضغط الدم وتنغص على الإنسان من دون فائدة.
وتختم: "نحن لا نستطيع تغيير الماضي، ولكن لا بد أن نتعلم منه، ثم نغلق الملف، بينما الذكريات الجميلة فإن عبيرها يفوح ويغمرك بالسعادة، وهذا يجعلك أكثر إنتاجية وأقدر على تحمل التحديات، ومواجهة المشاكل".
النوم بعد استعادة الذكريات الجميلة مريح للأعصاب (بيكسلز) تقنيات استرجاع الذكريات الإيجابيةونشر موقع "فسيولوجي" تقنيات المشاركة في استرجاع الذكريات الإيجابية، ومنها:
الصور المرئية: قم بإعداد قائمة ببعض الذكريات الجيدة، ثم اختر واحدة للتفكير فيها، أغمض عينيك، واسمح لنفسك بتذكر أي صورة مرتبطة بها، وفكر في الأشخاص الذين رأيتهم والأشياء التي كانوا يقولونها ويفعلونها. وحينها تذكر ما الذي جعل هذه الذكرى رائعة. امنح نفسك الإذن للاستمتاع بهذه الرفاهية من الوقت. المشاركة: وفقا للأبحاث، عندما نشارك تجاربنا الممتعة مع الآخرين، فإنها تصبح ذات معنى أكبر. ونتيجة لذلك تعمل على تحسين رفاهيتنا. استخدام عبارات مثل "تذكر متى" بشكل متكرر: تحدث عن "تذكر متى" مع أصدقائك. تدرب على قول هاتين الكلمتين في المرة القادمة التي تكون فيها بين العائلة والأصدقاء من خلال التفكير مرة أخرى في المناسبات الممتعة التي شكلت روابط أقوى. المحفزات الحسية: استخدم قوة المحفزات الحسية، مثل الصوت أو الرائحة، لتعود بنفسك إلى ذكريات الماضي الممتعة.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الذکریات الجمیلة على استرجاع
إقرأ أيضاً:
وزيرة التنمية المحلية: مركز سقارة للتدريب يسهم في تحقيق الكفاءة المهنية للموظفين
أكدت وزيرة التنمية المحلية الدكتوره منال عوض، أن مركز تدريب سقارة هو الذراع التدريبي لوزارة التنمية المحلية، وهو المنوط به الارتقاء بالجوانب المعرفية والسلوكية والمهارية لموظفي الإدارة المحلية، وذلك بغرض تحقيق الكفاءة والفعالية المهنية في أدائهم، مما ينعكس على جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.
جاء ذلك خلال حضور الدكتورة منال عوض، اليوم الخميس، الاحتفالية التي أقامتها الوزارة في مركز سقارة للتدريب، بمناسبة العيد الأربعين للمركز.
وخلال الاحتفالية، جرى إطلاق خطة تطوير المركز، بحضور المدير التنفيذي للأكاديمية الوطنية للتدريب الدكتورة رشا راغب، ومحافظ الجيزة المهندس عادل النجار، ورئيس مجلس إدارة المجلس الوطني للتدريب والتعليم الدكتور صفوت النحاس، وعدد من رؤساء اللجان النوعية بمجلسي النواب والشيوخ والبرلمانيين من مختلف المحافظات وقيادات وزارة التنمية المحلية ومركز التنمية المحلية للتدريب بسقارة.
وأشارت الدكتورة منال عوض إلى أنها تتشرف بأنها تدربت في مركز سقارة منذ 10 سنوات بعد تعيينها نائبا لمحافظ الجيزة، مضيفة أن المركز يستمد استراتيجيته للتطوير من رؤية مصر 2030، وينفذ برنامج عمل الحكومة المصرية 2024-2027 بمحور بناء الإنسان المصري من خلال "جهاز إداري كفء وفعال"، وفي ضوء توجهات الدولة، وتأكيد القيادة السياسية على أهمية بناء الإنسان المعاصر والشخصية المصرية.
وأوضحت أن الوزارة تجدد هذا التوجه في دعم أبناء المحليات من خلال إطلاق خطة تطوير ثلاثية المحاور بمركز تدريب وزارة التنمية المحلية، تشمل: الجانب الإنشائي والفني والإداري، مستعينة بالأساليب والمنهجيات والممارسات التدريبية العالمية، في سبيل تحقيق رؤيتها وخطتها الطموحة، لاسيما أن المركز يعد مصنع القيادات المحلية، ومكمن الطاقات البشرية التي تضعها وزارة التنمية المحلية نصب أعينها ركيزة لصناع القرار في خطط تمكين الكفاءات من أبنائها.
من جانبه، أشاد محافظ الجيزة بالدور الحيوي والمهم بمركز التدريب بسقارة ومجهوداته في تصميم وتنفيذ برامج تدريبية طبقاً لتقييم الاحتياجات التدريبية بالمحافظات، وإعداد كوادر قيادية مؤهلة للعمل بفاعلية، وكذلك تخريج مدربين طبقاً للمعايير الدولية للمساهمة في تحسين مستوى أداء العاملين بالجهاز الإداري وتقديم أفضل الخدمات للمواطنين.
بدورها، أشادت المديرة التنفيذية للأكاديمية الوطنية للتدريب الدكتورة رشا راغب، بتطوير مركز التنمية المحلية بسقارة، مؤكدة أنه يعد أحد أهم أذرع التدريب في الوزارة لتأهيل وتدريب العاملين بالمحليات، مضيفة أن هناك شراكة بين الأكاديمية الوطنية للتدريب ووزارة التنمية المحلية، منذ عام 2019، تم تفعيلها لدعم وتدريب العاملين في المحليات وإعداد القيادات بما يتماشى مع رؤية الوزارة للاستثمار في الإنسان ورؤية مصر بصفة عامة.
من ناحيته، أكد رئيس المجلس الوطني للتدريب والتعليم الدكتور صفوت النحاس، أهمية مركز التنمية المحلية بسقارة، في تدريب العاملين بالمحليات، مشيدا بتطوير المركز الذي اعتبره نقلة نوعية ليس فقط في المحليات وإنما في مصر بشكل عام.
وشدد الدكتور النحاس، على أن المحليات تحتاج مجهودات كبرى لتلبية المطالب الجماهيرية، وتغيير الصورة الذهنية عن المحليات بالكامل، مؤكدا أن الاستثمار في القدرات البشرية بداية من تنمية مهارات رؤساء الوحدات المحلية والقروية لكافة القيادات، هو رأس المال الحقيقي للإدارة المحلية.
من جانبها، نقلت رئيسة قطاع التخطيط الإقليمي بوزارة التخطيط، تحيات وتقدير الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، مشيرة إلى أن مركز سقارة من الأدوات المهمة في تطوير وتأهيل جميع العاملين بالمحليات.
اقرأ أيضاً«أخ وصديق».. مصطفى بكري ينعى الدكتور يحيى القزاز بكلمات مؤثرة