الولايات المتحدة تبدأ إسقاط مساعدات غذائية على غزة
تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT
أعلنت الولايات المتحدة السبت تنفيذ أول عملية لإسقاط مساعدات غذائية على قطاع غزة المهدّد بالمجاعة وفقاً للأمم المتحدة، بعد حوالى خمسة أشهر من حرب بين إسرائيل وحركة حماس تسببت بأزمة انسانية حادة وحصدت عشرات الآلاف من القتلى.
وتأتي العملية بعد يومين من مقتل 116 شخصا على الأقل، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس، أثناء تجمعهم في شمال القطاع المحاصر للحصول على مساعدات.
وفي ظل شحّ المساعدات التي تدخل الى غزة عن طريق البرّ، والتي يجب أن تحظى بموافقة مسبقة من إسرائيل، لجأت العديد من الدول إلى إسقاط شحنات مساعدات بالمظلات على القطاع، خصوصا مناطقه الشمالية، في الأيام الأخيرة.
غير أنّ لجنة الإنقاذ الدوليّة (آي آر سي)، وهي منظّمة غير حكوميّة، قالت إنّ “عمليّات الإنزال الجوّي لا يمكن ولا ينبغي أن تحلّ محلّ تأمين وصول المساعدات الإنسانيّة”.
وقال هشام أبو عيد (28 عاماً) من سكّان حي الزيتون في شمال القطاع “الله رزق بكيسين طحين من المساعدات التي وصلت يوم المجزرة”، مضيفاً أنّ “الكل يعاني من المجاعة والمساعدات التي تصل غزة نادرة ولا تكفي لعدد قليل”.
وأعلنت القيادة المركزية الأميركية (“سنتكوم”) أنّ طائرات الشحن العسكرية الأميركية طراز سي-130 “أسقطت أكثر من 38 ألف وجبة على طول ساحل غزة ممّا سمح للمدنيين بالوصول إلى المساعدات الحيوية”.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن الجمعة أن الولايات المتحدة، أبرز داعمي إسرائيل سياسيا وعسكريا منذ بدء الحرب، ستبدأ “في الأيام المقبلة” في إرسال إمدادات الإغاثة جواً.
ولا تصل الشحنات البرية، الخاضعة لموافقة إسرائيل، إلّا بكميات محدودة للغاية من مصر عبر معبر رفح، ولا تكفي للحاجات المتزايدة لسكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون شخص.
كما أنّ نقلها إلى الشمال خصوصاً، محفوف بالمخاطر بسبب القتال والقصف الإسرائيلي والدمار الذي يسدّ الطرق وأحياناً بسبب أعمال النهب.
وأكد بايدن أن الولايات المتحدة “ستصّر” على ضرورة سماح الدولة العبرية بدخول كميات إضافية من المساعدات الى القطاع الذي يواجه ظروفاً إنسانية كارثية بسبب الحرب المستمرة منذ أكثر من أربعة أشهر.
ووفق وزارة الصحة التابعة لحماس، توفي 13 طفلاً جراء “سوء التغذية والجفاف” في الأيام الأخيرة.
وحذّرت الأمم المتحدة من أنّ 2,2 مليون شخص من أصل 2,4 ملايين هم إجمالي سكان القطاع، باتوا مهدّدين بالمجاعة.
والخميس، تحوّل توزيع المساعدات في غزة إلى مأساة بعد إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على حشد من الفلسطينيين الذين هرعوا نحو قافلة للمساعدات تضم 38 شاحنة.
وأعلنت الأمم المتحدة أن فريقاً تابعاً لها زار الجمعة مستشفى الشفاء في شمال غزة الذي استقبل مئات الجرحى في المأساة، وذلك غداة مطالبتها مع دول عدّة بإجراء تحقيق في هذه الحادثة.
ودعا وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل السبت إلى إجراء “تحقيق دولي محايد” في الحادث، معتبراً أن “إطلاق الجنود الإسرائيليين النار على مدنيين يحاولون الحصول على مواد غذائية هو أمر غير قابل للتبرير”.
وقال بوريل إنّ “المسؤولية عن هذا الحادث تقع على القيود التي يفرضها الجيش الإسرائيلي والعراقيل التي يفرضها المتطرّفون العنيفون على إمداد المساعدات الإنسانية”.
كما انتقد وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في مقابلة مع صحيفة “لوموند” السلطات الإسرائيلية، معتبراً أنها مسؤولة عن منع وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
ومن شأن هذه المأساة أن تعقّد المحادثات من أجل التوصّل إلى هدنة، الأمر الذي دفع الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إبداء حذره الجمعة، عندما كرّر الإعراب عن “أمله” في التوصل إلى هدنة بحلول شهر رمضان الذي يبدأ في 10 أو 11 آذار/مارس، بعدما كان أبدى أمله في أن يبدأ ذلك الإثنين المقبل.
ويواصل الوسطاء قطر والولايات المتحدة ومصر محاولة التوصل الى اتفاق يسمح بإبرام هدنة في القتال لقاء الافراج عن الرهائن الاسرائيليين المحتجزين في القطاع وإدخال مزيد من المساعدات.
يتوجه وفد قيادي من حماس إلى القاهرة مساء السبت لإجراء محادثات جديدة بشأن هدنة في قطاع غزة، حسبما قال مصدر مقرّب من الحركة لوكالة فرانس برس.
وقال المصدر طالبًا عدم كشف هويته “من المتوقع أن يتوجه وفد قيادي من حماس إلى القاهرة مساء (السبت) للقاء المسؤولين المصريين المشرفين على مفاوضات وقف النار ومتابعة تطورات المفاوضات الساعية لوقف العدوان والحرب وصفقة تبادل الأسرى”.
وأضاف “سيقوم الوفد بتسليم رد الحركة الرسمي حول اقتراح باريس الجديد”.
وبعدما كان أعرب عن أمله في تدخل الهدنة حيز التنفيذ في مطلع الأسبوع المقبل، قال بايدن الخميس إن الاتفاق سيستغرق وقتًا أطول، وذلك بعد مقتل العشرات أثناء توزيع المساعدات.
قال مسؤول أميركي السبت إن مصير الهدنة يعتمد على موافقة حماس على إطلاق سراح “فئة محددة من الرهائن”.
وقال للصحافيين طالبا عدم كشف اسمه إن “الكرة الآن في ملعب حماس”، مضيفا “الإطار موجود، وقد قبله الإسرائيليون عمليا. من الممكن أن يبدأ اليوم وقف لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع في غزة إذا وافقت حماس على إطلاق سراح فئة محددة من الرهائن المعرضين للخطر”.
ويدور الحديث عن هدنة لستة أسابيع تطلق خلالها حماس سراح 42 إسرائيليا من النساء والأطفال دون سن 18 عامًا إلى جانب المرضى والمسنين، بمعدل رهينة واحدة في اليوم مقابل إطلاق سراح عشرة معتقلين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية. وتطالب حماس بزيادة المساعدات التي تدخل إلى غزة.
اقرأ أيضاًالعالمرئيس كولومبيا: على العالم وضع حد لانتهاكات نتنياهو
في غضون ذلك، واصل الجيش الإسرائيلي عمليات القصف على القطاع خصوصاً على مدينتي خان يونس ورفح في الجنوب، حسبما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس.
وخلّفت الغارات 92 قتيلاً على الأقل خلال الساعات الـ24 الماضية، وفقاً لوزارة الصحة التابعة لحماس.
وأفادت عن مقتل 11 شخصاً و”إصابة حوالى 50 آخرين من بينهم أطفال”، نتيجة استهداف خيام نازحين وتجمّع للمواطنين بجوار مستشفى في رفح.
وتقدّر الأمم المتحدة أن حوالى 1,5 مليون فلسطيني يتكدّسون في مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع الحدودية مع مصر. وتوعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بشن هجوم على “معقل حماس الأخير” في رفح، ما أثار قلقا وتحذيرات دولية واسعة.
ومنذ الهجوم الذي نفذته حركة حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، يشنّ الجيش الإسرائيلي عمليات قصف متواصل على القطاع. وفي 27 تشرين الأول/أكتوبر، بدأت القوات الإسرائيلية عملية برية في الشمال، امتدّت تدريجياً نحو الجنوب.
وأسفر هجوم حماس على إسرائيل، عن مقتل 1160 شخصاً، غالبيّتهم مدنيّون، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيليّة رسميّة.
كما احتُجز خلال الهجوم نحو 250 رهينة تقول إسرائيل إنّ 130 منهم ما زالوا محتجزين في قطاع غزّة، ويُعتقد أنّ 31 منهم لقوا حتفهم.
وتوعدت إسرائيل بـ”القضاء” على حماس. وتشنّ عمليات قصف مكثفة وهجوما بريا، ما أدى الى مقتل 30320 شخصا غالبيتهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.
وأثارت حرب غزة مخاوف من اتساع نطاق التصعيد على جبهات أخرى.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية الولایات المتحدة الجیش الإسرائیلی المساعدات التی الصحة التابعة حماس على
إقرأ أيضاً:
غزة.. جهود الوساطة تتصاعد لسد الفجوات بين إسرائيل وحماس
ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط"، اليوم الأحد، أن الوسطاء قد كثفوا جهودهم في الأيام الأخيرة بهدف سد الفجوات القائمة بين إسرائيل وحركة حماس في مفاوضات وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى.
وأوضحت الصحيفة أن هذه المفاوضات، التي تجري بوساطة مصرية وقطرية، تركز بشكل خاص على الوصول إلى تسوية طويلة الأمد بعد تصعيد العمليات العسكرية في قطاع غزة.
كما أفادت بأن هناك توافقًا بين الأطراف المعنية على ضرورة التوصل إلى اتفاق يضمن استقرارًا في المنطقة.
وتدرس إسرائيل تقليص المساعدات الإنسانية المقدمة إلى قطاع غزة، بعد تولّي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب منصبه في وقت لاحق هذا الشهر، زاعمة أن هذه الخطوة هي محاولة لحرمان حركة "حماس" من الموارد، حسبما نقلت شبكة “سي إن إن” عن مسئول إسرائيلي.
وزعم المسئول الإسرائيلي أن "المساعدات الإنسانية لا تصل إلى الأيدي الصحيحة"، قائلاً إن الحد من المساعدات المقدمة إلى غزة، من بين الخيارات التي يتم النظر فيها حالياً.
ودَعَت منظمات الإغاثة باستمرار إلى زيادة المساعدات الإنسانية المسموح بدخولها إلى القطاع المحاصر، محذَّرة منذ أشهر من تزايد خطر المجاعة بين المدنيين.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية إن 2205 شاحنات مساعدات فقط دخلت غزة في ديسمبر، باستثناء المركبات التجارية والوقود.