البيان الختامي وتوصيات المؤتمر الدولي الأول لاتحاد خبراء الضرائب العربية
تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT
أنهى اتحاد خبراء الضرائب العرب، مؤتمره الدولي الأول «مستقبل النظم الضريبية العربية في ظل ثورة الذكاء الاصطناعي»، الذي انعقد بالقاهرة، اليوم السبت، تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، ومجلس الوحدة الاقتصادية وبحضور الدكتور محمد معيط، وزير المالية، مشاركًا ونائبًا عن رئيس الوزراء.
وشارك في المؤتمر عدد كبير من خبراء الضرائب في الوطن العربي والعالم، منهم السفير محمدى أحمد الني الأمين العام لمجلس الوحدة الإقتصادية العربية، والسفير مهند عبد الكريم العلكوك، رئيس الدورة الحالية لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية والمندوب الدائم لدولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية، والدكتور تيتسويا كوجى رئيس قسم التطوير الضريبي بهيئة التعاون الدولى اليابانية-الجايكا.
وانتهى المؤتمر بالتوصيات عبر البيان الختامي الذي اعلنه استاذ دكتور عبيد حجازي استاذ الاقتصاد والمالية العامة جاء نصه كالتالي:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
معالى الأستاذ الدكتور محمد معيط وزير المالية وممثل دولة رئيس مجلس الوزراء، معالى الأستاذ الدكتور المهندس مصطفى مدبولي لحضور هذا المؤتمر العلمي.
السادة العلماء
ضيوفنا الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تشير وقائع التاريخ الى أنه منذ عام 1825 وحتى الآن تجتاح العالم اعاصير الأزمات المالية والاقتصادية.
ويرى البعض أن هذه الأزمات قد أحدثت آثاراً مدمرة فى الاقتصاد الرأسمالي تفوق تلك الآثار التي أحدثتها الكوارث الطبيعية من زلازل وبراكين وفياضانات.
كما تشير وقائع التاريخ الى أن التحولات الاقتصادية ذات الطابع الزلزالى تلقي بظلالها على الجميع دون استثناء، سواء أكان هذا التحول ناتجاً عن ظاهرة طبيعية أو تحولاً سياسياً أو تقدماً علميا ( كالذكاء الاصطناعي) ولا ندرى مدى نتائجه الإيجابية أو السلبية على البشرية، ومما يزيد من حدة هذه التحولات وجود ظاهرة الكوكبة globalization.
ويرى العالم الفرنسي ليسكور فى تعقيب له على أزمة الكساد الأعظم سنة 1929 أنه اذا كانت هناك خمس نظريات لتفسير وقوع هذه الأزمات إلا أن احداً لم يقل لنا كيف نتفادى وقوعها، وكأنها أصبحت قدراً مقدوراً على الأمم والشعوب.
وها نحن مقدمون على ثورة الذكاء الاصطناعي التى تنذر بشائرها بإجتياح لكافة مجالات الحياة وعلى رأسها النظم الضريبية التى تحتل دوراً مفصلياً فى الاقتصاد العالمي حيث لم يتحدد بعد مدى آثارها الإيجابية والسلبية.
ومن هنا حاء مؤتمرنا العلمي هذا حتى نجد من بين علمائنا ومفكرينا من يوضح لنا ما هي الآثار المتوقعة على مستقبل النظم الضريبية العربية، تشخيصاً وعلاجاً من خلال أربع جلسات، عرضنا فيها لخمسة عشر بحثاً تحت عناوين:
• المعاملة الضريبية للبديل الآلى للانسان.
• تأثر الذكاء الاصطناعى على التشريعات الضريبية.
• ثورة الذكاء الاصطناعي وتأثيراتها على التشريعات الضريبية.
• أثر الذكاء الاصطناعى على تطور النظم الضريبية.
• الضرائب فى ظل انظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي.
• عرض مشروع خاص للضرائب العقارية الالكترونية.
• دور الذكاء الاصطناعي فى تطوير الادارة الضريبية.
• الاعلان الضريبي فى ظل الرقمنة وتطبيقاته فى بعض تشريعات الدول العربية.
• عرض لتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
• ابتكارات التكنلوجيا المالية والتعامل مع المنظومة الضريبية الالكترونية.
• واقع النظم الضريبية العربية وقدرتها على التكيف مع ثورة الذكاء الاصطناعي.
• الانعكاسات المحتملة لتقنيات الذكاء الاصطناعي على النظم الضريبة.
• الذكاء الاصطناعي والضرائب بين الواقع والمأمول.
• دور الذكاء الاصطناعي فى الحد من استراتيجيات التخطيط الضريبي التعسفى للشركات متعدية الجنسية.
• دور الضرائب فى التنمية المستدامة.
- أيها السادة العلماء:
لقد كان لى شرف دعوتكم لحضور هذا المؤتمر العلمى الأول لاتحاد خبراء الضرائب العرب، فلبيتم مشكورين الدعوة، وتجشمتم مشقة السفر، وشاركتم بعلمكم وافكاركم وأبحاثكم ومداخلاتكم وتعقيباتكم، على مدى (6) جلسات استغرقت ساعات النهار وقطع من الليل، وها نحن نجني ثمار جهدكم بنجاح المؤتمر، والخلوص الى عدد من التوصيات التى هي خير هادِ لصانع القرار على كافة المستويات لعل من أبرزها:
1- اذا كان مؤيدوا فرض الضريبة على الروبوت كما لو كان هو الانسان، فإنه ليس من الملائم فرض ضريبة دخل على الروبوت والاكتفاء بفرض ضريبة اضافية على المنشآت التى تستخدم الربوتات فى نشاطها وأن تخصص حصيلة هذه الضريبة لتمويل صندوق اعانات البطالة وإعادة تأهيل العاملين.
2- وضع اطار شامل للادارة الضريبية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، ويشمل ذلك تحديد نطاق واهداف تنفيذ التكنولوجيا، ووضع بروتوكولات لجمع البيانات واستخدامها، وتحديد أصحاب المصلحة والادوار ذات الصلة، ووضع تدابير لرصد وتقييم تأثير التكنولوجيا على الإمتثال الضريبي.
3- وضع خطوط واضخة للمساءلة لأى انظمة ضريبية قائمة على الذكاء الاصطناعى مع ضمان أن المسئولين عن تطوير ونشر هذه الانظمة مسئولون عن افعالهم والقرارات التى يتخدها الروبوت.
4- من الضروري استخدام الذكاء الاصطناعي كتقنية مساعدة لزيادة عملية التدقيق، وعلى القدر نفسه من الاهمية ان تقوم الاجهزة العليا للرقابة بتنمية القوى العاملة الماهرة لتسخير تقنية الذكاء الاصطناعي.
5- تطوير اطار تنظيمي للذكاء الاصطناعى يتطلب استخدامه فى النظم العربية الضريبية اطاراً تنظيمياً يحدد كيفية استخدام هذه التكنولوجيا بشكل قانوني واخلاقي.
6- العمل على تعريب برامج الذكاء الاصطناعي للاستفادة القصوى منها فى مجتمعنا العربي، ومحاولة الاسنفادة من تجارب الدول الرائدة فى مجال تطبيق الذكاء الاصطناعي عموماً.
7- ضرورة العمل على انشاء وحدة لمصلحة الضرائب تختص بالذكاء الاصطناعى عامة والتوليدي خاصة للعمل على آلية دمج واستخدام الذكاء الاصطناعي بالانظمة الضريبية.
8- وضع اطار شامل للادارة الضريية المدعومة بالذكاء الاصطناعي ويشمل ذلك تحديد نطاق واهداف تنفيذ التكنولوجيا ووضع برتوكولات لجمع البيانات واستخدامها وتحديد اصحاب المصلحة والاداور ذات الصلة ووضع تدابير لرصد وتقييم تأثير التكنولوجيا على الامتثال الضريبي.
9- ينبغي على المؤسسات الاستناد الى تطبيقات ونظم الذكاء الاصطناعي ومتابعة التحديثات اللاحقة به بشكل مستمر، وذلك لتجاوز العديد من التحديات التى تواجه تلك المؤسسات.
10- اعادة تقييم الدور الانسانى والوظائف التى يمكن للبشر اداءها بفاعلية اكبر من الآلات مع التركيز على تعزيز المهارات الابداعية والتحليلية.
11- اعادة النظر فى النظم الضريبية، فقد تحتاج الحكومات الى تحديث النظم الضريبية لتعكس التغيرات الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن الأتمتة، مع النظر فى امكانية فرض ضرائب على استخدام الذكاء الاصطناعي.
12- تعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات المشتركة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والأتمتة وتبادل الخبرات.
13- النظر فى اعطاء الوسائل الالكترونية للاعلان الضريبي حجية قانونية فى الاثبات فى حال وجود اتفاق او قانون يجيز ذلك، ويمكن الأخذ بها كقرينة قضائية فى حال عدم وجود نص.
14- اجاز المشرع الاعلان الضريبي بالوسائل الالكترونية ومن ثم يتعين عليه أى يتدخل بنص صريح ينظم كيفية استخدام هذه الوسائل فى الاعلان الضريبي ويحدد حجيتها القانونية لا سيما ونحن فى عصر التقدم التكنولوجي.
وختاماً:
أيها السادة العلماء:
لا أدرى كيف أشكركم، فعبارات الثناء تقصر عن الوفاء بحقكم، ومن ثم فلا أجد اصدق من قول سيدنا على إين أبى طالب (كرم الله وجهه) فى حق العلماء:
ما الفضل إلا لأهل العلم إنهــــمو على الهدى لمن استهدى أدلاء
وفضل كل امرئ ما كان يحسنه والجاهلون لأهل العلم أعــــــــــداء
ففز بعلم تعش حياً به أبـــــــــــــدا الناس موتى وأهل العم أحـــــــــياء
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: ثورة الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعى النظم الضریبیة خبراء الضرائب
إقرأ أيضاً:
مؤتمر دولي بجامعة القاهرة حول استخدامات الذكاء الاصطناعي فى العلاج الطبيعي
نظمت كلية العلاج الطبيعي بجامعة القاهرة، برعاية الدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس الجامعة، وحضور الدكتور احمد رجب نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، وإشراف الدكتورة أمل يوسف عميدة الكلية، المؤتمر الطلابي الدولي الثالث للبحث العلمي تحت عنوان "العلاج الطبيعي والذكاء الاصطناعي: تمكين جيل Z للبحث العلمي وريادة الأعمال المستدامة"، وذلك بهدف تعزيز البحث العلمي والابتكار في مجال العلاج الطبيعي من خلال خلق منصة حوارية رائدة لتبادل الخبرات بين الطلاب والباحثين، من مختلف الدول العربية والأجنبية.
وأوضح د.محمد سامى عبدالصادق رئيس الجامعة ان تنظيم هذا المؤتمر يأتي في إطار حرص الجامعة على دعم البحث العلمي وتطويره، خاصة في مجالات الطب والرعاية الصحية، من خلال دمج أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي بما يتماشى مع استراتيجية الذكاء الاصطناعي للجامعة، وبما يتسق مع رؤية مصر 2030 لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، كما يُعد خطوة جديدة في مسيرة الجامعة نحو تعزيز البحث العلمي وربط المعرفة الأكاديمية بالتكنولوجيا المتقدمة.
وأضاف الدكتور محمد سامي عبد الصادق، أن هذا المؤتمر يُعد نموذجًا فعالًا لتمكين الطلاب من التعرف على الاستخدامات المختلفة للذكاء الاصطناعي وتسخيرها لخدمة الرعاية الصحية، مشيرًا إلى أن جامعة القاهرة تؤمن بأهمية الاستثمار في العقول الشابة باعتباره المحرك الأساسي لبناء مستقبل مستدام، وبما يعكس الدور الريادي للجامعة في دعم الابتكار ومواكبة التطورات العالمية.
ومن جانبه أكد د.احمد رجب نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب أن انعقاد هذا المؤتمر الطلابي الدولي، يتوافق مع رؤية الجامعة وإستراتيجيتها، فى تعزيز فرص البحث العلمي لدى الطلاب، وانفتاحهم على مدارس بحثية مختلف، ومن هنا جاءت
المشاركات من مختلف الجامعات المصرية والعربية والأجنبية.
وأشار نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب إلى أن المؤتمر تضمن عرض ومناقشة أكثر من 70 بحثًا طلابيًا من 32 جامعة من مصر، والمملكة العربية السعودية، والأردن، وماليزيا، وليبيا، والبرتغال، والمملكة المتحدة، لافتًا إلى أن مناقشة الأبحاث العلمية تمت بمشاركة نخبة من أعضاء هيئة التدريس والخبراء في مجال العلاج الطبيعي والذكاء الاصطناعي.
ومن جانبها، قالت الدكتورة أمل يوسف عميد كلية العلاج الطبيعي: إن المؤتمر تضمن تنظيم عدة محاضرات حول الذكاء الاصطناعي، وجلسات علمية، وندوات متخصصة تناولت الفرص والتحديات في مجال العلاج الطبيعي، إلى جانب تكريم الباحثين المشاركين في المؤتمر والذين تم نشر أبحاثهم دوليًا.
واضافت عميدة الكلية أن المؤتمر انتهى إلى مجموعة مهمة من التوصيات، تضمنت تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الطبية وتحسين التشخيص والعلاج في مجال العلاج الطبيعي، وإدراج برامج تدريبية للمهنيين حول كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في العلاج الطبيعي، لتعزيز مهاراتهم وتأهيلهم للتعامل مع التقنيات الحديثة، وتعزيز الشراكات البحثية بين الجامعات والمراكز البحثية لتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال العلاج الطبيعي، مما يسهم في تعزيز البحث العلمي والابتكار.
وأوضحت د.أمل يوسف، أن المؤتمر أوصى كذلك بتصميم برامج علاجية مخصصة باستخدام الذكاء الاصطناعي للمرضى بناءً على احتياجاتهم الفردية، مما يعزز فعالية العلاج ويحسن نتائجه، ووضع سياسات لضمان الاستخدام الأخلاقي والآمن للذكاء الاصطناعي في مجال العلاج الطبيعي، مع الحفاظ على سرية بيانات المرضى وحمايتهم من أي مخاطر محتملة، وكذلك تشجيع الباحثين الطلاب وغيرهم على استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال العلاج الطبيعي، وتوفير الدعم اللازم لهم لتنفيذ أبحاثهم ومشروعاتهم العلمية المختلفة.