شهد جيل الألفية، ولا يزال، تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية عديدة، تميز خبرة حياته وتاريخ معيشته. لكن تقرير أخير كشف أن الجيل الذي يتوقع أن يكون الأكثر ثراءا في التاريخ، قد يشهد أيضا مستويات متقدمة من عدم المساواة في توزيع الثروة.

وقال تقرير لشبكة "سي إن إن" الإخبارية أنه على مدى السنوات العشرين المقبلة، من الآن وحتى عام 2044، من المتوقع أن يرث جيل الألفية في الولايات المتحدة نحو 90 تريليون دولار من الأصول ويصبح أغنى جيل في التاريخ - ولكن فقط أولئك الذين ينحدرون بالفعل من أسر ثرية، مما قد يؤدي إلى تعميق عدم المساواة في الثروة.



ونقلت شبكة "سي إن إن" عن تقرير الثروة، وهو تقرير دوري من شركة الاستشارات العقارية العالمية نايت فرانك، إن هذا سيحدث تغييرات هيكلية في كيفية استخدام الثروة.

وفي حين يشمل هذا التحول في الثروة، عبر الميراث من الأجيال السابقة، إلى حد كبير الممتلكات بجانب الأصول الأخرى، إلا أن العقارات ربما لن تكون وجهتهم في "بناء الثروة" في المستقبل.

وقال مايك بيكيت، مدير كازينوف كابيتال، في التقرير: "هناك أدلة على أن الجيل التالي، الجيل Z، قد يكون أكثر راحة في استئجار منزل، واستئجار سيارة، والعيش بأسلوب حياة الاشتراكات مقارنة بالأجيال السابقة".

وأضاف أن هناك مجموعة متنوعة من الطرق الجديدة لبناء الثروة، مثل موقع YouTube الذي يمكن عبره تكوين ثروة مثل المستخدمين الذين تبلغ قيمتهم عشرات الملايين من الدولارات.

ارتفاع عدد أثرياء العالم
وكشف التقرير أيضًا أن المزيد من الأشخاص أصبحوا أكثر ثراءً في العام الماضي، مع نمو في عدد الأفراد فائقي الثراء.

وارتفع عدد الأفراد ذوي الثروات العالية جدًا -الذين يُعرفون بأنهم أولئك الذين تبلغ ثروتهم الصافية 30 مليون دولار أو أكثر- بنسبة 4.3% في عام 2023 مقارنة بالعام السابق، ليصل إلى 626619 شخصًا على مستوى العالم، وفقًا للتقرير.

وشهدت أمريكا الشمالية نمواً في حصتها من الأثرياء أكثر من أي منطقة أخرى،؛ حيث ارتفعت بنسبة 7.2% عن العام الماضي. وتلاها منطقة الشرق الأوسط، مع زيادة بنسبة 6.2% في عدد الأثرياء؛ وأفريقيا التي ارتفعت بنسبة 3.8%. أمريكا اللاتينية هي المنطقة الوحيدة التي شهدت انخفاضا في عدد الأفراد الأثرياءp حيث انخفض بنسبة 3.6% عن العام الماضي.

وقال بيلي: "إن تحسن توقعات أسعار الفائدة، والأداء القوي للاقتصاد الأمريكي والارتفاع الحاد في أسواق الأسهم ساعد على خلق الثروة على مستوى العالم".

وبالنظر إلى المستقبل، من المتوقع أن يرتفع عدد الأثرياء بنسبة 28% خلال السنوات الخمس المقبلة، وفقاً للتقرير. وفي حين أنه من المتوقع أن تنمو أعداد الأثرياء، فإن وتيرة النمو تعتبر أبطأ بكثير من الزيادة البالغة 44% في فترة الخمس سنوات المنتهية في عام 2023.

وقال التقرير إنه من المتوقع حدوث المزيد من النمو في عدد الأفراد ذوي الثروات العالية جداً في آسيا، بما في ذلك الهند والصين وماليزيا وإندونيسيا.

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: عدد الأفراد من المتوقع فی عدد

إقرأ أيضاً:

حين يُشعل الفشل شرارة الابتكار

 

 

د. سعيد الدرمكي

 

في عالم الإبداع والابتكار، لم يعد الفشل مجرد عقبة تُعيق التقدم، بل أصبح عنصرًا جوهريًا في عملية التعلم والتطوير. فهو يُمثل فرصة ثمينة لاكتشاف الأخطاء وتصحيحها، وإعادة تقييم الأفكار والأساليب، مما يجعله حجر الأساس لصقل المهارات وتحقيق التميز. فبدلًا من اعتباره نهاية المطاف، بات يُنظر إليه كخطوة ضرورية على درب النجاح، حيث يولّد الإلهام، ويحفّز التفكير الإبداعي، ويدفع الأفراد والمؤسسات إلى استكشاف آفاق جديدة للابتكار.

عندما يتم التعامل مع الفشل بعقلية إيجابية ونهج استراتيجي، يتحول من عائق إلى محفّز قوي للإبداع. فهو يشجع على التفكير التجريبي والبحث عن حلول غير تقليدية، مما يدفع الأفراد والشركات إلى إعادة النظر في طرقهم وأساليبهم. على سبيل المثال، لم يستسلم توماس إديسون بعد مئات المحاولات الفاشلة، بل واصل سعيه حتى نجح في اختراع المصباح الكهربائي، مؤكدًا أنَّ كل إخفاق يمكن أن يكون خطوة أقرب نحو النجاح.

الفشل ليس مجرد تجربة عابرة، بل هو محرك أساسي للتعلم المستمر والتطوير التدريجي، حيث تحمل كل تجربة غير ناجحة دروسًا قيّمة تساعد في تطوير الأفكار والمشاريع المستقبلية. شركة "سبيس إكس"، على سبيل المثال، حللت كل تجربة إطلاق فاشلة، واستخدمت النتائج لتحسين تكنولوجيا الصواريخ، مما أدى إلى تطوير صواريخ قابلة لإعادة الاستخدام، وهو إنجاز غير مسبوق في عالم الفضاء.

إضافة إلى ذلك، يعزز الفشل المرونة والقدرة على التكيف، مما يجعل الأفراد والمؤسسات أكثر قدرة على مواجهة التحديات المستقبلية. مثال على ذلك "نتفليكس"، التي بدأت كمزود لخدمات تأجير أقراص "DVD"، ولكن بعد فشلها في مواجهة المنافسة التقليدية، تحولت إلى نموذج البث الرقمي، مما جعلها رائدة في صناعة الترفيه.

يساهم الفشل أيضًا في بناء ثقافة التحفيز والمخاطرة المحسوبة، حيث يشجع الأفراد والفرق على تجربة أفكار جديدة دون الخوف من العواقب. هذه العقلية تتبناها شركات كبرى مثل "جوجل" و"أمازون"، التي تتيح بيئة تشجع على التجريب وترى الفشل كخطوة نحو الابتكار وليس كحاجز أمامه.

التجارب غير الناجحة ليست مجرد إخفاقات؛ بل فرص لاكتساب الخبرة والتطور. فهي تكشف نقاط الضعف وتدفع إلى تصحيحها، كما حدث مع شركة "نوكيا" الفنلندية التي فقدت ريادتها لعدم مواكبة تطورات الهواتف الذكية. الفشل يعزز أيضًا المرونة والتكيف، كما فعلت "أبل" الأمريكية بتطوير تقنياتها بعد إخفاقات سابقة، مما أدى إلى نجاح "آيفون". إلى جانب ذلك، يعلم الفشل الصبر والمثابرة، كما أثبت إديسون بعد أكثر من 1000 محاولة قبل اختراع المصباح الكهربائي. كذلك، يدفع الفشل الأفراد والشركات إلى إعادة تقييم استراتيجياتهم، كما فعل جيف بيزوس الذي مر بتجارب فاشلة قبل تحقيق نجاحه الهائل مع شركة "أمازون".

الفشل كان وراء العديد من الابتكارات العظيمة، حيث ساهمت الأخطاء والتجارب غير الناجحة في اكتشافات غير متوقعة أدت إلى تطوير منتجات ثورية. رواد الأعمال الذين ارتبطت أسماؤهم بالنجاح، مثل ستيف جوبز، الذي طُرد من "آبل" لكنه عاد ليحولها إلى واحدة من أكثر الشركات نجاحًا في العالم، وجيف بيزوس، الذي خاض العديد من المشروعات الفاشلة قبل أن يحقق نجاحًا هائلًا مع "أمازون"، هم خير دليل على ذلك.

ومن الأمثلة التي توضح كيف قادت الأخطاء إلى ابتكارات جديدة، اكتشاف البنسلين بالصدفة من قبل ألكسندر فليمنج أثناء فحصه لعفن نما في مختبره، مما أدى إلى تطوير المضادات الحيوية. أما الميكروويف، فقد تم اكتشافه بالخطأ عندما لاحظ المهندس بيرسي سبنسر ذوبان قطعة شوكولاتة في جيبه أثناء عمله على موجات الرادار، بينما اكتُشف البلاستيك أثناء محاولة تطوير مادة جديدة لعزل الأسلاك الكهربائية.

إلى جانب ذلك، هناك أمثلة عديدة من مختلف الصناعات، ففي مجال التكنولوجيا ساعد فشل "جوجل جلاس" شركة "جوجل" في تطوير تقنيات جديدة للواقع المعزز، وفي قطاع الأعمال، بدأت "كوكاكولا" كدواء طبي لكنها فشلت في تحقيق هذا الهدف، مما دفعها للتحول إلى واحدة من أشهر المشروبات في العالم.

خلاصة القول.. إنَّ الفشل ليس نهاية المطاف، وإنما هو خطوة ضرورية على طريق النجاح. الابتكار الحقيقي لا يأتي من النجاحات المتكررة فقط؛ بل من التجريب المستمر والتعلم من الأخطاء. في كثير من الأحيان، كان الفشل هو الدافع وراء أعظم الاختراعات والإنجازات، مما يثبت أن التجربة والخطأ هما أساس التقدم الحقيقي.

لا تدع الخوف من الفشل يُوقِفك؛ بل اجعله خطوة نحو نجاح أكبر.

مقالات مشابهة

  • مركز مشاريع البنية التحتية بمنطقة الرياض يصدر تقرير أداء الجهات الخدمية لشهر فبراير 2025
  • مركز مشاريع البنية التحتية بمنطقة الرياض يصدر تقرير أداء الجهات الخدمية في فبراير 2025
  • أزمة السكن تتفاقم في أوروبا وتزداد حدة في إسبانيا... والشباب الفئة الأكثر تضررًا
  • الجزيرة الأكثر تجهيزاً لـ «تشكيلة المستقبل»
  • معلومات الوزراء: نشر 1.1 مليون براءة اختراع تتعلق بمستقبل النقل منذ بداية الألفية
  • «السبكى»: عهد الرئيس السيسى الأكثر اهتماما بالصحة والفريق الطبى
  • بنك المغرب يتوقع ارتفاع صادرات السيارات إلى أزيد من 19 مليار دولار و تباطؤ تحويلات مغاربة العالم
  • حين يُشعل الفشل شرارة الابتكار
  • الاقتصاد الصيني يُظهر علامات تحسن رغم تحديات سوق الإسكان
  • بينها مصر والسعودية. هذه أكثر الدول استيرادا للأسلحة في العالم (إنفوغراف)