الدويري: الإنزال الجوي الأميركي للمساعدات سيوحي أن المجاعة انتهت بغزة
تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT
أعرب الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري عن خشيته من أن المساعدات التي تنزلها الطائرات الأميركية ستوحي أن المجاعة انتهت في غزة، مما يعني أن إسرائيل ستأخذ الضوء الأخضر للاستمرار بعدوانها على القطاع الفلسطيني.
وأعلنت الولايات المتحدة الأميركية في وقت سابق تنفيذ أول عملية إنزال جوي للمساعدات على قطاع غزة بـواسطة 3 طائرات من نوع "سي-130″، ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤول أميركي أن الطائرات أسقطت 66 حزمة مساعدات على غزة.
وقال الدويري "إن الرئيس الأميركي جو بايدن أرسل 250 طائرة محملة بالذخائر والصواريخ لقتل وتدمير غزة ويرسل الآن 3 طائرات لمساعدة الغزيين"، غير مستبعد أن تستمر الحرب على غزة، وأن يتم تجاوز الحديث عن القتل البطيء بالتجويع، ليواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تنفيذ مشروعه.
وتأتي المساعدات الأميركية في وقت يعاني فيه سكان قطاع غزة وخاصة في الشمال من مجاعة حقيقية أودت بحياة ما لا يقل عن 13 طفلا فلسطينيا في محافظتي غزة والشمال، حسب ما كشفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
أطفال فلسطينيون نازحون يتجمعون لتلقي الطعام في مدرسة حكومية في قطاع غزة (الفرنسية)وقال الدويري إن العالم وقف مذهولا أمام المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في شمال قطاع غزة، وإن دولا داعمة لإسرائيل بدأت تعيد حساباتها، ولكن ليس من أجل أطفال غزة بل خشية على مستقبلها السياسي.
وبشأن التطورات الميدانية في قطاع غزة، أعلن الخبير العسكري والإستراتيجي أنه يتفق مع ما قاله أبو حمزة الناطق باسم سرايا القدس، الذراع العسكرية لـ حركة الجهاد الإسلامي عن استمرار المعارك بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، وكشف أن حدة القتال تراجعت في آخر 24 ساعة في معظم المناطق.
وبشأن إعلان الناطق باسم سرايا القدس استمرار معركة طوفان الأقصى على أساس وحدة الساحات في غزة ولبنان والعراق واليمن، قال الدويري إن هناك تشاركية بين الساحات "ومن يشارك أفضل ممن لا يشارك".
وبشأن التطورات في بيت لاهيا وجباليا شمالي قطاع غزة، أشار الدويري إلى أن هناك قوات إسرائيلية تموضعت شرق جباليا وشمال بيت لاهيا وشمال بيت حانون، وأخرى بين بيت حانون وجباليا، وهو تواجد غير مستقر في حالة دائمة.
و الأخطر -يضيف الدويري- أن قوات الاحتلال دفعت بسرية هندسة متخصصة في تدمير المباني وبدأت في التدمير في بيت حانون وفي أسبوع واحد تم تدمير 150 مبنى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
انتشال 458 جثمانا من الطرقات ومن تحت الأنقاض بغزة
غزة- عندما عثر نجم الشبراوي -أحد رجال الدفاع المدني- على هيكل عظمي شبه كامل، بدا الأمر غريبا بالنسبة له، فيقول إنه من النادر العثور على جثامين كاملة بعد شهور طويلة من بقائها ملقاة على الطرقات، تعبث بها الحيوانات الضالة.
ويتابع في حديثه للجزيرة نت "غالبا نعثر على نصف أو ربع جثة، أو أشلاء متفرقة، وغالبا تكون في حالة تحلل، حتى العظام تتحلل بسبب أشعة الشمس وبقائها في الهواء لفترات طويلة".
وفور انسحاب قوات الاحتلال من غربي مفرق الشهداء (محور نتساريم)، يوم 27 يناير/كانون الثاني الماضي، سارعت طواقم الدفاع المدني للبحث عن جثامين الشهداء الملقاة في الشوارع، وفي المنازل التي كان من المحظور الوصول إليها.
رجال الدفاع المدني يجوبون المناطق بحثا عن جثامين الشهداء (الجزيرة)
معاينة وتوثيق
ويسرد الشبراوي بعض مشاهداته "توجهنا للزهراء (حي سكني دمره الاحتلال جنوبي غزة)، وجدنا رجلا على الطريق من الجهة اليمين، عبارة عن جمجمة ورجلين ويد واحدة، والأخرى غير موجودة.. هيكل عظمي ناقص يد، حاولنا البحث عن اليد لكن لم نجدها".
ووجد الشبراوي مع الهيكل نظارة طبية وخاتما وحذاء وملابس سوداء اللون.
دوّن رجل الدفاع المدني ملاحظاته في ورقة، حسبما تم تدريبهم، والتقط صورا، ووضع الهيكل في كيس الموتى، قبل أن يسلمه لوزارة الصحة.
وحصل الشبراوي وزملاؤه على دورات تدريبية بواسطة اللجنة الدولية للصليب الأحمر حول كيفية التعامل مع الجثامين، ومعرفة نوعيتها وأعمارها التقريبية.
وحول هذا الأمر يضيف "نعاين العظام، ونحدد هل هي للشخص نفسه أم لا، تدربنا على هذا الأمر من خلال مطابقة عظام اليدين أو الرجلين.. الأسنان ممكن أن تعطينا معلومة حول عمر الشخص، نبحث عن مقتنياته الشخصية: خاتم، ساعة، ملابس، طرف صناعي، كل هذه الأمور مهمة للتعرف عليه من قِبل ذويه".
إعلانوتقع المناطق التي تنتشل طواقم الدفاع المدني منها الجثث في محور نتساريم "جنوبي مدينة غزة"، وفي رفح (جنوب القطاع)، وفي المناطق القريبة من السياج الفاصل مع الاحتلال (شرق).
صور أرشيفية لانتشال جثث خلال الهدنة الأولى في نوفمبر 2023 (الجزيرة) انتشال 458 جثمانا
حتى حدود صباح يوم الأحد 2 فبراير/شباط الجاري، وصل عدد جثامين الشهداء الذين تمكنت طواقم الدفاع المدني من انتشالهم إلى 458، بحسب الدكتور خليل الدقران الناطق باسم وزارة الصحة.
ويقدّر الدقران، في حديث للجزيرة نت، أن نحو 4 إلى 5 آلاف جثة لا تزال تنتظر انتشالها من الطرقات، أو من أسفل ركام المنازل المدمرة.
ويشير الناطق باسم وزارة الصحة إلى أن الجثامين لا يتم احتسابها ضمن قائمة الشهداء إلا بعد انتشالها ووصولها إلى المستشفيات بشكل رسمي.
إبراهيم أبو عطيوي يحمل كيسا به جمجمة عثر عليها خلال تفقده لمنزله في بلدة المغراقة وأوصلها لجهاز الدفاع المدني (الجزيرة) جمجمة تحت الركام
حينما ذهب إبراهيم أبو عطيوي للبحث عن بعض أغراضه أسفل ركام منزله بقرية المغراقة جنوبي مدينة غزة، لم يتوقع أن يعثر على "جُمجمة".
بحث إبراهيم أبو عطيوي عن بقية أعضاء الجسد الذي انفصلت عنه الجمجمة، دون جدوى، وخمّن أن يكون أحد الكلاب الضالة قد جرّها إلى هذا المكان.
كانت الجمجمة متحللة بشكل كبير، فبحث عن كيس، وبحذر شديد وضعها داخله، وتوجه نحو مقر جهاز الدفاع المدني بمخيم النصيرات القريب، وسط قطاع غزة لتسليمها.
وكان الشاب الفلسطيني قد استغل انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من المنطقة التي تقع غربي محور "نتساريم"، تنفيذا لاتفاق وقف إطلاق النار، حتى يتفقد منزله الذي تدمر بالكامل.
وتوقع أبو عطيوي، في حديثه للجزيرة نت، أن تكون الجمجمة لرجل قتله قناص إسرائيلي حينما كان يحاول النزوح من المنطقة في بداية الحرب.
إعلان
مشاهد وندوب
وتحتفظ ذاكرة الرائد عصام الصالحي، نائب مدير الدفاع المدني في حي الزهراء، بكثير من القصص المروعة عن الجثامين التي يتم انتشالها.
ويروي الصالحي، للجزيرة نت، قصة انتشال 7 هياكل عظمية غير كاملة، يوم 28 يناير/كانون الثاني الماضي على شاطئ البحر، في المنطقة الواقعة بين مدينة غزة ومخيم النصيرات.
وتمكّن رجال الدفاع المدني من تحديد هوية أحد الهياكل السبعة، حيث تبين أنه يعود لصياد أسماك قد فُقدت آثاره قبل حوالي 8 شهور، ودلّ عليه سروال قصير أزرق اللون، ملفوف بشباك صيد، بحسب الصالحي.
ويتفق حديث الصالحي مع ما ذكره الشبراوي حول صعوبة العثور على جثامين، أو هياكل عظمية كاملة، ويذكر أن ما يتم العثور عليه هو عظام متناثرة أو جماجم.
ورغم سريان وقف إطلاق النار، لا يخلو عمل الدفاع المدني من أخطار، بحسب الصالحي، ويضيف "الاحتلال أطلق علينا النار بعد بدء وقف إطلاق النار، وحتى الآن لا ندخل للمناطق التي كانت محظورة، إلا بتنسيق تجريه اللجنة الدولية للصليب الأحمر".
وتترك عمليات الانتشال ندوبا عميقة في ذاكرة رجال الدفاع المدني، بحسب الرائد عصام الصالحي، فيغادرون الميدان بعد تسليم أكياس الموتى، لكنه لا يغادرهم، وتلاحقهم "مشاهداتهم"، وتطاردهم التساؤلات: من تراهم هؤلاء الأشخاص الذين قُتلوا وهم يحاولون النجاة؟