تشارك سلطنة عمان ممثلة بهيئة الدفاع المدني والإسعاف، الدول الأعضاء بالمنظمة الدولية للحماية المدنية الاحتفال باليوم العالمي للدفاع المدني وسط إنجازات نوعية سجلتها في مسيرتها التطويرية على كافة الأصعدة، وجهود تبذل من قبل منتسبيها الذين أرخصوا أرواحهم من أجل حماية الأرواح والممتلكات من كافة الأخطار.

ويعد هذا اليوم فرصة سانحة للتعريف بمهام وواجبات هيئة الدفاع المدني والإسعاف، ومن جانب آخر نشر وتعزيز الوعي الوقائي لدى كافة شرائح المجتمع للحد من المخاطر المرتبطة بأمن وسلامة الأرواح والممتلكات، وذلك من خلال تنظيم البرامج التلفزيونية والإذاعية، ونشر التحقيقات والمقالات الصحفية، وعقد الندوات والمحاضرات، وتوزيع المطبوعات والملصقات والنشرات، وتبادل الزيارات بالتنسيق مع الجهات العامة والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني.

وقد جاء شعار هذا العام تحت مسمى (دور الدفاع المدني في التنمية المستدامة) وذلك إيمانا بأهمية دورهـا في حماية الأرواح والممتلكات وتحقيق السلامة العامة، والحد من المخاطر والتقليـل مـن آثارها، والعمـل علـى تطبيق التدابيـر والإجراءات ذات الصلة بأعمال الدفاع المدني والإسعاف، كما يعـد الشعـار امتـدادا للمساعي الرامية لتحقيق استدامة الخدمات ومواكبة للتنمية المستدامة التي تشهدها سلطنة عمان في مختلف المجالات تماشيا مع أهداف ومرتكزات رؤية «عمان ٢٠٤٠».

وقال العقيد عبدالله بن صالح النجاشي مدير عام الدفاع المدني (رئيس لجنة الاحتفال باليوم العالمي للدفاع المدني لعام 2024م): إن هيئة الدفاع المدني والإسعاف من بين أجهزة الدولة المختلفة التي تسهم في بناء الوطن وتقدمه وازدهاره، وقد خطت خطوات كبيرة على صعيد التطوير والتحديث، حتى أصبحت خدماتها تغطي أرجاء سلطنة عمان، وذلك من خلال إدارتها ومراكزها، التي زُوِّدَت بالحديث والمتطور من الآليات والمعدات والأجهزة المختلفة، ورفدها بالكوادر المؤهلة والمدربة علميا وعمليا.

وأوضح العقيد، أن من أهداف رؤية «عمان 2040» تعزيز الشراكة بين أجهزة الدولة والمجتمع المدني الأمر الذي ينعكس إيجابا للحد من مخاطر الأزمات، وهو جزء أساسي من التنمية، مناشدا الجميع بضرورة تعزيز هذه الشراكة وبنائها والتقيد باشتراطات السلامة ودعم جهود الهيئة، مؤكدا على أن تفاعل المؤسسات العامة والخاصة والمجتمع المدني والأفراد يمثل الركيزة الأساسية في تحقيق التنمية المستدامة في سلطنة عمان.

وأضاف مدير عام الدفاع المدني: إن هيئة الدفاع المدني والإسعاف قد أعدت هذا العام سلسلة من البرامج التوعوية التي تستهدف جميع شرائح المجتمع، مثل إقامة فعاليات ومناشط على شاطئ العذيبة بمحافظة مسقط بتاريخ 8 مارس القادم، والقيام بزيارات ميدانية إلى مراكز تأهيل ذوي الإعاقة والمستشفيات والمطارات والموانئ ومحطات تقديم الخدمات في بعض المؤسسات الحكومية وغيرها من الأماكن التي يرتادها الجمهور، وبين أن الهيئة ستنظم «مؤتمر ومعرض عمان للدفاع المدني والإسعاف» في نسخته الثانية بتاريخ 6 و7 من مايو القادم بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض، كما تعكف هذا العام على إقامة معرضين توعويين في كل من محافظتي ظفار والبريمي، إضافة إلى تدريب نحو (5000) شخص من أفراد المجتمع على برامج الأمن والسلامة والإسعافات الأولية، وغيرها من البرامج التي سيعلن عنها تباعا.

خدمات

ومن خلال كوادرها المدرَّبة والمؤهّلة، فإنّ الهيئة تضطلع بتقديم خدماتها المتمثلة في أعمال الدفاع المدني (الإطفاء والإنقاذ، والتعامل مع حوادث المواد الخطرة، والبحث والإنقاذ بمكوناته الثلاثة الحضري- الجبلي- المائي، وخدمات الإسعاف، وخدمات الحماية المدنية بمهنية عالية واقتدار، وتعاملت فرق هيئة الدفاع المدني والإسعاف بمختلف تخصصاتها في عام 2023 مع (19726) بلاغا.

وفي إطار التوسع السكني، والسكني التجاري، والصناعي، والسياحي الذي تشهده سلطنة عمان، سعت الهيئةُ إلى تعزيز منظومتها العملياتية في مختلف المجالات الخدمية، من خلال مراكزها المنتشرة في ربوع البلاد، فقد عززت ذلك بافتتاح مراكز جديدة لها في ولايتي المزيونة، والجبل الأخضر، لتقديم أفضل الخدمات للمواطن والمقيم والزائر بكل سهولة ويسر.

وحرصا من الهيئة على تعزيز الإمكانيات، فقد رفدت إداراتها ومراكزها بمجموعة من الآليات والمعدات الحديثة من مركبات للإطفاء والإنقاذ والإسعاف مزودة بمواصفات نوعية وتقنية لتواكب التطور الذي تشهده سلطنة عمان ودعم منظومة العمل الميداني لضمان سرعة الاستجابة، والكفاءة، وتأمين استدامة تلك الخدمات وفق أفضل الممارسات العالمية.

تعزيز الكوادر

وأسهمت هيئة الدفاع المدني والإسعاف في توظيف الكوادر الوطنية من الجنسين في مختلف التخصصات لتعزيز وتجويد الخدمات التي تقدمها وضمان استدامتها، وسعت على تأهيلهم وتدريبهم بمستوى عالٍ على يد مختصين وخبراء دوليين، ليلتحقوا بالعمل وهم على أتم الجاهزية.

وتماشيا مع توجهات رؤية «عمان 2040» الرامية إلى تمكين القطاع الخاص وجذب الاستثمار الأجنبي، فقد عملت الهيئة مع الجهات ذات الاختصاص على مراجعة الرسوم الخاصة بإصدار تراخيص وشهادات الحماية المدنية، وقد أفضت عملية مراجعة رسوم هيئة الدفاع المدني والإسعاف إلى تخفيض وإلغاء ودمج 15 رسما، إذ تم تخفيض ودمج 14 رسما وإلغاء رسم واحد من بينها تبسيط عدد من الرسوم أهمها رسم ترخيص الحماية المدنية ليكون رسمًا واحدًا وتخفيض رسم دراسة المخططات (ترخيص الأمن والسلامة) ورسوم ترخيص المكاتب الاستشارية والفنية والهندسية في مجال الحماية المدنية.

وسعت هيئة الدفاع المدني والإسعاف إلى تبسيط وتسريع الإجراءات المتعلقة بإصدار التراخيص وشهادات الحماية المدنية الخاصة بالأنشطة التجارية والصناعية من خلال الربط الإلكتروني مع وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار عبر برنامج «استثمر بسهولة»، إضافة إلى إنشاء منصة إلكترونية لدراسة المخططات للمنشآت التجارية والصناعية وإصدار التراخيص اللازمة لها إلكترونيا دون الحاجة إلى مراجعة الإدارات وأقسام الحماية المدنية بالمحافظات لتسهيل الجوانب المتعلقة بإصدار التراخيص للمستثمرين ورواد الأعمال والمستفيدين جميعهم من الخدمات.

التمارين العملياتية

وتعد التمارين العملياتية جزءا من عمليات رفع الجاهزية لرجال الإطفاء والإنقاذ ولأجهزة الطوارئ في التعامل مع مختلف أنواع الحوادث والأزمات، إضافة إلى إعداد فرق الأمن والسلامة في المباني والمنشآت المستهدفة بتلك التمارين ومراجعة خطط الطوارئ للتأكد من مدى ملاءمتها وفعاليتها وقدرة الأجهزة على التعامل مع مختلف أنواع المخاطر في أثناء وقوعها، فقد نفذت إدارات الدفاع المدني والإسعاف في عام 2023 نحو (412) تمرينا شملت الجهات الحكومية والخاصة وغيرها من الجهات.

وفي إطار اهتمام هيئة الدفاع المدني والإسعاف بتدريب وتأهيل جميع منتسبيها بمختلف التخصصات لرفع كفاءة وتجويد الأداء، فقد أُعِدّ العديد من البرامج التدريبية وتنفيذها وفق خطة سنوية بما يتناسب مع طبيعة أعمال الهيئة والاحتياج التدريبي، أهمها برنامج إعداد وتأهيل القيادات لمديري الإدارات.

كما استحدثت الهيئة مؤخرا العديد من البرامج النوعية مثل برنامج طب الطوارئ التأسيسي للمساعدين الصحيين، وبرنامج التعامل مع حوادث الكهوف والجبال والأودية بالتعاون مع المركز التدريبي الأسترالي للإطفاء والإنقاذ، إضافة إلى تأهيل وتدريب عناصر أخرى في مجال البحث والإنقاذ، وفرق تخصصية إضافية للتعامل مع حوادث المواد الخطرة وغيرها من البرامج التي تُنَفَّذ بما يتناسب وطبيعة الحوادث التي تتعامل معها مختلف الفرق.

وحصلت هيئة الدفاع المدني والإسعاف على المركز الثاني في المسابقة الدورية عن فئة الأفلام التوعوية والتثقيفية وكذلك فئة الملصقات التوعوية والتثقيفية المتعلقة بالحماية المدنية -الدفاع المدني- لعام 2023م التي تنظمها الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب.

كما تولى هيئة الدفاع المدني والإسعاف اهتماما كبيرا بتوعية منتسبيها (الجمهور الداخلي) وإرشادهم وإمدادهم بما يرقى بمستوى أدائهم وإنتاجهم واكتسابهم المهارات التدريبية اللازمة لضمان أفضل الأداء، كما تحرص على وضع القوانين والأنظمة للتقيد بالضبط والربط العسكري.

وتظل التوعية الحلقة الأهم لترسيخ وتعزيز مفاهيم السلامة المرتبطة بأعمال الدفاع المدني والإسعاف، إيمانا منها أن الوقاية خير من العلاج، وقد شهد الجانب الإعلامي بالهيئة تطورا ملحوظا خلال الفترة الماضية من خلال فتح نوافذ أوسع مع المجتمع سواء من خلال الاتصال المباشر مع مختلف الجهات والمؤسسات والأفراد، والبرامج التي تعد بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، وتفعيل برامج التواصل الاجتماعي عبر حسابات الهيئة وتوزيع المطبوعات والنشر والتواصل مع وسائل الإعلام الإذاعية والتلفزيونية.

تجدر الإشارة إلى أن هيئة الدفاع المدني والإسعاف تمكنت من تنفيذ نحو (1050) زيارة ومحاضرة توعوية بمختلف الجهات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني في مختلف محافظات سلطنة عمان في عام 2023م.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: هیئة الدفاع المدنی والإسعاف الحمایة المدنیة المجتمع المدنی للدفاع المدنی سلطنة عمان من البرامج إضافة إلى وغیرها من فی مختلف من خلال

إقرأ أيضاً:

الهيئة القبطية الإنجيلية تنظم مؤتمرًا تحت عنوان "الإنسان في الدولة المدنية الحديثة"

نظّمت الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية مؤتمرًا بعنوان "الإنسان في الدولة المدنية الحديثة"، بمشاركة نخبة من القيادات الدينية والشخصيات العامة والمفكرين، وذلك في إطار جهودها لتعزيز الحوار والتعايش المشترك وبناء الإنسان المصري.
افتتحت اللقاء الأستاذة سميرة لوقا، رئيس قطاع أول للحوار بالهيئة الإنجيلية وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، مؤكدةً في كلمتها أهمية تعزيز قيم التعددية والمواطنة باعتبارها الأساس لتحقيق السلام المجتمعي.
أدار الجلسة الرئيسية الإعلامي حمدي رزق، التي جاءت تحت عنوان: "دور المؤسسات الدينية ومؤسسات التنشئة الاجتماعية في بناء الإنسان". وناقش المشاركون خلالها دور المؤسسات المختلفة في تعزيز الوعي المجتمعي وترسيخ القيم الإنسانية المشتركة.


أكد الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، أن بناء الإنسان هو اللبنة الأولى والأساس الحقيقي للدولة المدنية الحديثة، موضحًا أن الإنسان الواعي بقيم المواطنة والتعددية هو القادر على مواجهة تحديات العصر.


أشار رئيس الطائفة الإنجيلية إلى أهمية التكامل بين المؤسسات الدينية ومؤسسات التنشئة الاجتماعية لدعم القيم المشتركة وتعزيز التعايش السلمي، مشيدًا بدور الهيئة القبطية الإنجيلية في هذا المجال.


أوضح الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، أن الخطاب الديني الرشيد هو أداة رئيسية لدعم بناء الوطن، مؤكّدًا أهمية التعاون بين المؤسسات الدينية والتربوية لتحقيق هذا الهدف.


شدّد الأزهري على أن التنشئة السليمة التي تتبناها المؤسسات الدينية والتعليمية هي القادرة على إعداد جيل واعٍ يحمل على عاتقه مسؤولية بناء مستقبل مصر.

مقالات مشابهة

  • النادي الثقافي يناقش واقع الفلسفة في سلطنة عمان
  • من أجل العودة آمنة... توجيهات من الدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية الى الأهالي
  • المجلس القومي للدفاع المدني يسير قافلة إسناد لمتضرري شرق الجزيرة
  • التلفزيون العماني و50 عاما من «الخدمة العامة»
  • بحث التعاون بين عمان وإيطاليا في مجال خدمات ذوي الإعاقة
  • سلطنة عمان تحتفل بعيدها الوطنى الـ54
  • الهيئة القبطية الإنجيلية تنظم مؤتمرًا تحت عنوان "الإنسان في الدولة المدنية الحديثة"
  • الجامعة الأمريكية بالقاهرة تحتفل باليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة 3 ديسمبر
  • ما حقيقة إخلاء الدفاع المدني آلياته وعناصره من رأس النبع؟
  • جمعية الطلبة المبتعثين بجلاسكو وفلوريدا تحتفل بالعيد الوطني