لا تخلو كتب التاريخ المصرية من الحديث عن بذخ وإسراف الخديوي إسماعيل (1830- 1895)، الذي أودى في البلاد إلى السقوط ببراثن الاحتلال، وكان سببا في خضوع الاقتصاد المصري لسيطرة الدائنين بتعيين وزير إنجليزي لمراقبة الواردات المصرية وآخر فرنسي لمراقبة المصروفات الحكومية.

ومنذ انقلاب الثالث من تموز/ يوليو 2013، ولأكثر من 10 سنوات، يسير رئيس النظام عبدالفتاح السيسي، على ذات النهج في الإنفاق، الذي أوصله إلى الاستدانة الخارجية، وتكبيل مصر واقتصادها وشعبها وأجيالها القادمة بأكبر حجم ديون وفوائد في التاريخ، وجعلها رهن السيطرة والتدخل الأجنبي في أي وقت، بحسب متحدثين لـ"عربي21".



أحدث الأرقام وفقا لبيانات البنك المركزي المصري تشير إلى حجم تأثير كارثة الديون على مصر، حيث كشف التقرير الرسمي أن مدفوعات خدمة ديون مصر الخارجية بلغت في 10 سنوات نحو 132.7 مليار دولار، ما بين أقساط وفوائد.



وهو الرقم المهول الذي تم اقتطاعه من الموازنة العامة لبلد هو الأكثر سكانا في إقليم الشرق الأوسط والوطن العربي، وتسبب في وضع أكثر من 106 ملايين نسمة بالداخل في أسوأ الأحوال التي مرت بتاريخ مصر الحديث والمعاصر، بحسب مراقبين.

بل إن وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني، أشارت في أحدث تقاريرها عن الاقتصاد المصري، وفي معرض تعليقها على صفقة "رأس الحكمة"، التي جرت بين مصر والإمارات 23 شباط/ فبراير الماضي، إلى أنها ستعزز سيولة النقد الأجنبي في البلاد.

لكن الوكالة التي خفضت في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، تصنيف مصر الائتماني على المدى الطويل إلى "بي سالب" (B-) هبوطا من "بي" (B)، قالت في تقريرها الجديد إن الاقتصاد المصري سيواجه ظروفا صعبة في العامين الماليين 2024 و2025 في ظل ارتفاع معدلات التضخم وضعف النمو.

وتوقعت "فيتش" أن تكون التحديات المالية على الاقتصاد المصري ضاغطة، إذ وصل الدين الحكومي العام إلى الناتج المحلي الإجمالي إلى حوالي 95 بالمئة في السنة المالية 2023، وتوقع أن تتجاوز الفائدة 50 بالمئة من الإيرادات الحكومية في السنة المالية 2025، وهو مستوى مرتفع مقارنة بباقي الدول التي تغطيها الوكالة، بحسب التقرير.

وتؤكد البيانات الرسمية تضاعف إجمالي الديون الخارجية المستحقة على مصر خلال السنوات العشر الأخيرة، حيث بلغ إجمالي الدين الخارجي بنهاية الربع الأول من العام الماضي نحو 165.4 مليار دولار، فيما تمثل الديون المقومة بالدولار أكثر من ثلثي هذا الرقم، الذي يعادل 40.3 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.


"ذات السياسات والأخطاء"
بل إن المخاوف تتفاقم مع استمرار سياسات حكومات السيسي، الذي يواصل نفس أساليب الإنفاق الترفي وتوريط مصر في ديون جديدة، على مشروعات أكد خبراء اقتصاد وسياسيون مصريون كثيرا عدم جدواها الاقتصادية.

وبرغم أن مصر تعد ثاني أكبر مدين لصندوق النقد الدولي بعد الأرجنتين، إلا أن إلا أن نظام السيسي، يواصل عقد الاتفاقيات مع صندوق النقد الدولي، والمحتمل الإعلان عن الأخير منها بنحو 12 مليار دولار، خلال أيام.

الأمر الذي يعني وفق خبراء حصول السيسي، على ورقة إشادة دولية يمكنه بها الاقتراض مجددا واستقبال الأموال الساخنة مرة أخري، وبالتالي زيادة ديون مصر، وزيادة العبء على الموازنة العامة المصرية، وزيادة أمد الديون المقررة على الأجيال القادمة.

و قادت سياسات الاقتراض الخارجي إلى تنفيذ ما يسمى ببرامج الإصلاح الاقتصادي التي يحددها صندوق النقد الدولي أكبر مؤسسة دولية مقرضة للاقتصاديات الناشئة والدول النامية.

ومن تلك السياسات، توجيهات بتخارج الدولة المصرية من العديد من القطاعات الاقتصادية لصالح القطاع الخاص، ما تبعه التفريط وبيع وطرح أصولا سيادية وأخرى عامة أمام مستثمرين استراتيجيين وفي البورصة المحلية تمثلت في 35 شركة لها تأثيرها ووزنها وتاريخها بالسوق المصرية.

كما أن تلك السياسات قادت إلى كارثة أخرى وهي مبادلة الديون الخارجية بأصول مصرية، نتيجة لعجز حكومة السيسي عن الوفاء بالتزامات خدمة الدين من فوائد وأقساط ومتأخرات، مع أزمة شح الدولار والعملات الصعبة التي ضربت السوق المصرية منذ الربع الأول من العام 2022، وهروب أكثر من 20 مليار دولار من الأموال الساخنة من السوق المحلية.

وأثيرت أنباء عن مناقشات جرت في 2022، حول مبادلة الصين وفرنسا وألمانيا ديونها لدى القاهرة بأصول مصرية استراتيجية، فيما تبقى مخاوف المصريين قائمة على أصول مثل الموانئ والمطارات والأراضي الاستراتيجية والتي تمس الأمن القومي المصري، إلى جانب ما يثار عن قناة السويس وحديث التفريط بأصولها.

آخر صفقات التفريط التي أثارت غضب المصريين كان توقيع الإمارات عقد شراكة وتطوير لمساحة 170 مليون متر مربع من أفضل مناطق مصر السياحية بالساحل الشمالي الغربي فيما يعرف بصفقة "رأس الحكمة"، والتي تحصل منها مصر على 35 مليار دولار، بينها 11 مليار مبادلة ودائع إماراتية لدى البنك المركزي المصري.


"أرقام مفزعة"
وفي كانون الأول/ ديسمبر الماضي، أكد البنك المركزي المصري أن إجمالي الالتزامات الخارجية بما في ذلك الأقساط وفوائد الديون سجلت نحو 42.3 مليار دولار خلال العام 2024، بينها نحو 32.8 مليار دولار ديون متوسطة وطويلة الأجل، ونحو 9.5 مليار دولار أخرى من أقساط الديون والفوائد قصيرة الأجل.

الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، وفي مقاله المنشور بموقع "الشروق" المحلي، 5 آب/ أغسطس الماضي، أكد أن وضع الديون في مصر شديد الخطورة، مشيرا إلى أن "حجم ديوننا يساوى تقريبا حجم كل ما ننتجه"، ناقلا عن المتحدثين بـ"الحوار الوطني"، الذي جرى العام الماضي بدعوة من السيسي، أرقاما مفزعة.

بينها ما ذكره، المقرر المساعد للمحور الاقتصادي عبدالفتاح الجبالي، من أن إجمالى الدين العام الداخلى والخارجى بلغ 113 بالمئة من الناتج المحلي في حزيران/ يونيو الماضي.

وأيضا تأكيد مقرر الجلسة النائب طلعت خليل، وصول حجم الدين الخارجي إلى 165.3 مليار دولار، والدين المحلي إلى 6.68 تريليون جنيه نقلا عن بيانات وزارات التخطيط.

وأن الدين المحلي الداخلي قفز بنسبة 109 بالمئة بزيادة 2.497، تريليون من 2016 إلى 2022، فيما قفز الدين الخارجي بنسبة 614 بالمئة ليصل إلى 2.526 تريليون جنيه بنفس الفترة.

وخلال ذات الجلسة من الحوار الوطني، قال وكيل لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان المصري مصطفى سالم، إن إجمالي الديون الداخلية والخارجية بلغت حوالي 9.4 تريليون جنيه بنسبة 95.9 نهاية آذار/ مارس الماضي من إجمالى الناتج القومي البالغ 9.8 تريليون جنيه،

وبحسب بيانات البنك المركزي في آيار/ مايو الماضي، تبلغ نسبة أعباء الدين المقرر سدادها إلى الإيرادات المتاحة "ضرائب ومنح وإيرادات أخرى" 113 بالمئة وهي تبلغ 15.6 بالمئة من حصيلة الضرائب وفقا لتقرير لجنة الخطة والموازنة للعام المالي الجاري.

"رهن التدخل الأجنبي"
وفي رؤيته، لحجم ما طال مصر وشعبها واقتصادها من أضرار جراء ديون عهد السيسي، قال السياسي المصري خالد الشريف، إن "السيسي كبل مصر بالديون والقروض، وجعلها رهن شروط صندوق النقد الدولي، والذي ما دخل بلدا إلا وخرب اقتصادها، وقضى على سيادتها الوطنية".

القيادي في حزب "البناء والتنمية"، أضاف لـ"عربي21"، أن "السيسي من بداية حكمه وهو يسعى لتدمير مصر؛ بل وفرط في سيادتها وأرضها وأقام مشروعات لا تُجدى ولا تُفيد المواطن دون دراسة أو تفكير استراتيجي"، ملمحا إلى أن ما دشنه السيسي من مشروعات لا تعوض خسائر مصر من الديون.

"ومثال ذلك، حفر تفريعة قناة السويس (2015)، والتي لم تعد بأي فائدة على المجرى الملاحي الهام عالميا ومحليا، والذي يعاني من انخفاض حركة الملاحة ومرور السفن في ظل حرب غزة، والركود التجاري الاقتصادي الذي تعاني منه التجارة العالمية"، متسائلا: "أي عاقل يقول إنها لم تعد بأي فائدة على البلاد"، بحسب الشريف.

وتابع: "والمشروع الثاني: العاصمة الإدارية الجديدة، والتي لا تفيد المواطن، ومصر التي تعاني أزمة اقتصادية ليست في حاجة لها، ولكن السيسي يريد تخليد اسمه فقط حتى وإن كان على حساب المصريين".

وأكد أن من تأثير تلك السياسيات أنه "كبل الأجيال الحالية والقادمة في الديون وجعل البلاد رهينة للتدخل الأجنبي".

وحول كيفية وقف هذه الأزمات أو حلها جزئيا، يرى الشريف، أن "الحل في رحيل هذه السلطة الغاشمة التي ضيعت البلاد وأفشلت كل مناحي الحياة".

وختم مؤكدا أن "رحيل السيسي ضرورة لإنقاذ مصر، وأول سطر بعد رحيله يكون بعدم الاعتراف بتلك القروض ولا بتلك الاتفاقيات التي وقعها السيسي، دون موافقة الشعب عليها".


"بدايات تنبىء عن مآلات"
وفي حديثه لـ"عربي21"، قال الكاتب المصري المعارض أحمد حسن بكر: "لابد أن نعود لبدايات النظام، لنعرف لماذا وصل الحال بمصر وشعبها بكافة الأصعدة لما وصلت إليه؟".

ولفت إلى أنه عقب الانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب الراحل محمد مرسي، وعزله وسجنه حتى وفاته بظروف لم تتكشف أبعادها بعد، جرت مجازر بشعة بحق معارضيه كالحرس الجمهوري، وماسبيرو، ورابعة والنهضة، وزج بآلاف المعارضين بالسجون والمعتقلات، ثم تهديده لأي مصرى تراوده نفسه للترشح لمنصب الرئاسة، والتأكيد نصا: (هشيله من على وش الأرض)".

بكر، أكد أنه "من هذا المقدمة إتضح أن رأس نظام الحكم رسم الملامح الرئيسة لنظام حكمه، كنظام حكم عسكري ديكتاتوري دموي".

ولفت إلى أنه "عندما أراد رسم ملامح نظام حكمه الاقتصادي، وزيادة موارد الدولة، والتخفيف من أزمة البطالة، وجدناه يطالب الحكومة، ورؤساء البنوك (بالفكة) أي كسور الجنيه، من تعاملات المواطنين مع الجهاز المصرفي، وعن بطالة الشباب، رأى أن الشباب الجامعي يمكنهم العمل كسائقي سيارات نصف نقل، لنقل منتجات المزارع للأسواق".

وعلق بالقول: "هكذا أفصح النظام عن انعدام رؤيته، وجهله بأبجديات المالية والاقتصاد"، موضحا أنه "لكي يضمن تنفيذ سياساته ورؤاه، كان لابد وأن يضمن عدم المحاسبة، والمراجعة، فكان التنكيل، والإهانة، ثم الإقالة والسجن لرئيس الجهاز المركزى للمحاسبات هشام جنينة، عندما تحدث عن تقديرات الجهاز لتكلفة الفساد بمصر".

وأضاف: "لم يكتف بكل هذا، بل أطلق للجيش اليد الطولى بالاستحواذ والاحتكار لمعظم الأنشطة الاقتصادية، دون دفع ضرائب، وأجور، أو مراجعة أوجه الصرف والإنفاق، وفوق كل هذا منح الجيش مساحات شاسعة من الأراضي، بل وانتزع أملاك خاصة مسجلة بأسماء مواطنين ليعطيها للجيش بالقوة، لتباع لاحقا".

وأشار الكاتب المصري أيضا إلى غياب دراسات الجدوى الاقتصادية، مؤكدا أنه "ولأن النظام الحاكم يرى نفسه مبعوث العناية الاقتصادية، ضرب بدراسات الجدوى عرض الحائط، وأخذ يردد: (ففهمناها سليمان)، وكأنه نبى أعطاه الله من العلم اللدني، كما أكد أن الله وحده سيحاسبه، وليس الشعب".

ولفت إلى أنه "لهذا بدد المليارات بإنفاقها على مشاريع نفذها دون جدوى، ودون دراسات جدوى، كتفريعة قناة السويس، والعاصمة الإدارية، وعشرات الكباري، وأكبر جامع وأكبر كنيسة، وطائراته وقصوره الرئاسية".

وأوضح أنه "على الجانب الآخر أغلق وهدم عشرات المصانع المنتجة وسواها بالأرض، وشرد عمالها، كمصانع الغزل والنسيج والكيماويات، والصباغة، والحرير الصناعي بكفر الدوار، والإسكندرية، ومصانع الحديد والصلب بحلوان، وبعض مصانع السكر بالصعيد، بقائمة تطول".

"ضياع قيمة الجنيه"
وقال بكر: "بعد كل هذا كان طبيعيا حدوث ندرة في احتياطيات البنك المركزي المصري من العملة الصعبة، التي أنفقها على استيراد معدات هندسية، لحفر تفريعة القناة، ولهدم بيوت ومساجد الشعب، بحجة البناء المخالف، وظلت قيمة الجنيه أمام الدولار تتهاوى، والأسعار ترتفع، والفقر يزداد، وطابور البطالة يمتد بطول وعرض الوطن".

وتابع: "لم يجد النظام، بعد أن وضع البلاد على حافة الإفلاس، وبعد أن رفضت دول الخليج تقديم المزيد من المساعدات إلا مقابل أصول وأرض مصر، إلا اللجوء إلى صندوق النقد للاقتراض مهما كانت شروطه المدمرة للمجتمع والاقتصاد".

وتابع: "تراكمت الديون، وعجزت موارد الدولة عن الوفاء بفوائد الديون لا الأقساط، فكان عليه إعلان بيع أرض وأصول مصر بمزاد علني، بدراهم معدودة وبقرارات ديكتاتورية، وكان قد تحسب لهذا، فغير بالقانون حتى لا يجوز الطعن مستقبلا على عقود البيع، وهكذا وصلت مصر تحت حكم السيسي لما نراه ونسمعه، ويراه ويرصده العالم".

"انتكاسات لا إنجازات"
ويرى الكاتب المصري أن "ما تحقق بعهد السيسي انتكاسات اقتصادية لا إنجازات زادت الفقر، ورفعت الأسعار، ودمرت قيمة العملة الوطنية، ورفعت معدلات البطالة والتضخم لأرقام غير مسبوقة بتاريخ مصر، والقارة الإفريقية، والمنطقة العربية".

أشار إلى إجماع "الخبراء على أن الإسراف في الإقتراض، وإنفاق القروض على مشروعات غير إنتاجية، ودون أولوية اقتصادية، بالإضافة لمغارات على بابا، المسماة بالصناديق السيادية، وتحيا مصر وغيرها، كانت من أهم أسباب إنهيار الاقتصاد، وتدهور أحوال المصريين".

ويرى بكر، أن "رحيل النظام بداية الحل"، قائلا إن "كان هناك من يفكر بإنقاذ ما تبقى من مصر، ويحفظ للأجيال القادمة بعض مقومات الحياة، فليطالب برحيل نظام السيسي، ومحاسبة من أفسد وأهدر مقدرات وأموال الوطن، بل ويطالب بإستراجع ما تم التنازل عنه وبيعه دون موافقة الشعب، وبما أضر بالأمن القومي المصري".

يرى أنه "بعد الرحيل وتولي نظام مدني للحكم، لابد أن تكون الكلمة لخبراء الاقتصاد الوطنيين، ليضعوا وصفات العلاج والإنقاذ، لأنه "لو استمر هذا النظام بسياساته الفاشلة والفاسدة، فحتما ستتفكك الدولة اجتماعيا، وستضعف أكثر وأكثر سياسيا، واقتصاديا، وحتى عسكريا، وسنرى الإنفلات الأمني والأخلاقى بالشوارع بسبب الفقر والبطالة، ونصبح دولة فاشلة مفككة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد عربي المصرية السيسي الديون مصر السيسي الديون التدخل الأجنبي المزيد في اقتصاد اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة البنک المرکزی المصری صندوق النقد الدولی الاقتصاد المصری تریلیون جنیه ملیار دولار بالمئة من إلى أنه أکثر من أکد أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

مدبولي: سددنا فى نوفمبر وديسمبر 7 مليارات دولار ديون

 ترأس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الاجتماع الأسبوعي للحكومة اليوم، وذلك بمقرها بالعاصمة الإدارية الجديدة، حيث تم بحث واستعراض عدد من الموضوعات والملفات المهمة.
 واستهل مجلس الوزراء اجتماعه اليوم بتقديم أعضاء الحكومة التهنئة للرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بمناسبة قرب حلول العام الميلادي الجديد، كما تقدموا لأبناء الشعب المصري العظيم داخل الجمهورية وخارجها بالتهنئة بحلول هذه المناسبة، داعين المولي عز وجل أن يكون عام خير ورخاء واستقرار وسلام على الدولة المصرية والعالم بأسره.


وأشاد رئيس الوزراء، خلال الاجتماع، بنتائج القمة الحادية عشرة لمنظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، التي افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية أعمالها بالعاصمة الإدارية الجديدة منذ أيام، وعقدت تحت عنوان "الاستثمار في الشباب ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة: نحو تشكيل اقتصاد الغد"، وذلك بحضور قادة الدول الأعضاء بالمنظمة، وعدد من قادة الدول النامية والمنظمات الإقليمية والدولية.
ولفت رئيس الوزراء إلى ما عقده الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية من لقاءات واجتماعات ثنائية مهمة مع قادة الدول الأعضاء بمنظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، على هامش انعقاد أعمال القمة الحادية عشرة للمنظمة، وكذا ما تم عقده من لقاءات مع عدد من قادة الدول النامية والمنظمات الإقليمية والدولية المشاركة في أعمال القمة، وما شملته هذه اللقاءات من بحث لسبل دعم وتعزيز أوجه التعاون والعلاقات الثنائية في العديد من المجالات، فضلا عن  التنسيق والتشاور في العديد من الملفات والموضوعات ذات الاهتمام المشترك على المستويين الإقليمي والدولي.


واشارالدكتور مصطفى مدبولي إلى أن المبادرات التي أعلن عنها الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال كلمته الافتتاحية لأعمال القمة الحادية عشرة لمنظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، من شأنها أن تسهم في تعزيز ودفع أوجه التعاون بين دول المنظمة في العديد من المجالات، وذلك بما يحقق الأهداف والمصالح المشتركة، ويلبي آمال وتطلعات شعوب تلك الدول.


وخلال الاجتماع، أشار رئيس الوزراء إلى الانتهاء من المراجعة الرابعة مع مسئولي صندوق النقد الدولي ضمن ترتيب تسهيل الصندوق الممدد، والذي ستحصل مصر بموجبه على 1.2 مليار دولار، لافتا إلى التصريح الصادر عن إيفانا فلادكوفا هولار، رئيسة بعثة صندوق النقد الدولي إلى مصر، والذي أوضحت خلاله أنه تم التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع السلطات المصرية بشأن المراجعة الرابعة ضمن ترتيب تسهيل الصندوق الممدد، كما أكدت أن السلطات المصرية واصلت تنفيذ سياسات رئيسية للحفاظ على الاستقرار الاقتصادي الكلي، وذلك على الرغم من التوترات الإقليمية المستمرة التي تتسبب في انخفاض حاد في عائدات قناة السويس.


و أشار رئيس الوزراء إلى أن الدولة المصرية سددت خلال شهري نوفمبر الماضي، وديسمبر الجاري نحو 7 مليارات دولار من الديون المستحقة عليها، وأن إجمالي ما تم سداده خلال عام 2024 وصل إلى 38.7 مليار دولار، لافتا إلى أن ذلك كان يُمثل تحدياً كبيراً للدولة، مؤكداً أن الدولة المصرية ملتزمة بسداد ما عليها من التزامات، وأنها لم تتخلف يوماً عن سداد تلك المستحقات، منوها إلى أن المبلغ المستحق خلال العام المقبل سيكون أقل مما تم سداده هذا العام.


وأكد رئيس الوزراء، خلال حديثه استمرار جهود مختلف أجهزة وجهات الدولة المعنية فيما يتعلق بحوكمة وضبط بنود الانفاق الاستثماري، وذلك بما يسهم في اتاحة الفرصة بشكل أكبر أمام مؤسسات القطاع الخاص لزيادة نسب معدلات مشاركته في العديد من الأنشطة الاقتصادية، هذا فضلا عن مساهمة هذه الإجراءات في ضبط الأداء المالي للموازنة العامة للدولة.


وجدد الدكتور مصطفى مدبولي، خلال الاجتماع، التأكيد على استمرار جهود مختلف الأجهزة المعنية لتأمين الاحتياطيات المناسبة من مختلف السلع الاستراتيجية والاساسية، التي من شأنها أن تضمن تلبية الاحتياجات الإنتاجية والاستهلاكية من هذه السلع، وإتاحة مخزون آمن منها، ضمانا لاستقرار مستوى أسعارها، وتنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، في هذا الشأن.    
 

مقالات مشابهة

  • أكثر من 1.5 مليار دينار ديون القطاع الخاص على الحكومة
  • أحمد موسى: مصر سددت 38.7 مليار دولار ديونًا مستحقة
  • إجمالي ما تم سداده من ديون خلال عام 2024 بلغ 38.7 مليار دولار.. تفاصيل اجتماع مجلس الوزراء
  • مصر تعلن إجمالي ما سددته من ديون خلال 2024
  • رئيس الوزراء يكشف.. مصر قامت بسداد ديون بهذه القيمة في 2024
  • مدبولي يعلن تفاصيل اتفاق المراجعة الرابعة مع صندوق النقد الدولي.. مصر تسدد 38.7 مليار دولار من الديون المستحقة خلال 2024
  • مدبولي: سددنا فى نوفمبر وديسمبر 7 مليارات دولار ديون
  • رئيس الوزراء: مصر سددت 38.7 مليار دولار ديون مستحقة خلال عام 2024
  • ديون العراق.. انخفاض الخارجي وتراكم الداخلي
  • المركزي المصري: 23.7 مليار دولار تحويلات المصريين العاملين بالخارج أول 10 أشهر في 2024