كانت أمنية ابنى الشهيد أن تحج والدته، وتم تخليد اسم الشهيد على مدرسة حجازة بقنا

«إن مت يا أمى ما تبكيش، راح أموت علشان بلدى تعيش»، من لم يبك على شهيد من شهدائنا الأبرار فى حربنا ضد الإرهاب فى سيناء، عليه أن يكشف فورًا عن ضميره، ووطنيته، من لم يذرف الدموع وهو يرى تضحيات الأبطال، وصدمة أسر الشهداء عندما يتلقون خبر استشهادهم، عليه أن يكشف عن ولائه لهذا الوطن الذى يعيش فيه، وينام مطمئنًا وسط أولاده، فى زمن أصبحت المخيمات، هى البيوت الدائمة على الحدود، لمن تشردوا بفعل الحروب!! «إن راية مصر لن تنتكس»، هذا ما أكده السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كل مرة بعد تكريمه لأسر الشهداء، وما سمعه منهم، من وفاء لهذا البلد، واستعدادهم أن يهدوا لمصر كل أبنائهم شهداء فداءً لتراب هذا الوطن، إن هذه الروح التى يتسم بها المصريون هى سر بقاء هذا الوطن، وشموخه، فى ظل تضحيات أبطاله من جيش وشرطة، نعم سيظل «يوم الشهيد» فى ٩ مارس ١٩٦٩، ذكرى استشهاد الفريق أول عبدالمنعم رياض، هو يوم التكريم لكل شهداء مصر، وأسر الشهداء، عرفانًا ووفاءً، لما قدموه لهذا الوطن، لتؤكد أن مصر لن تنتكس، فى ظل هذا الوفاء العظيم لجيش قوى، وأبطال يضحون كل يوم، من أجل أن تبقى مصر.

واليوم تلتقى الوفد مع أسرة الشهيد البطل حمدى حمدان ملازم من محافظة قنا، والذى استشهد منذ عامين فى إحدى وحدات سيناء، وهو يواجه طيور الظلام ومرتزقة سرقة الأوطان، الشهيد الذى اصيب ثلاث مرات فى أوقات مختلفة، ورفض أن يعود سوى بالثأر لزملائه ضد أعداء الوطن، الشهيد الذى قال لوالده أرفض أى وساطة تنقلنى من سيناء، هعيش وأموت مع زملائى، إنهم خير أجناد الأرض الذين تم فطامهم على عشق أرض الوطن والحفاظ على استقراره.

«هموت شهيد»

يقول والده الحاج حمدان ملازم: ابنى الشهيد كان حاصلاً على دبلوم فنى، وكان حريصاً على إنهاء فترة جيشه، حتى يستطيع السفر معى، فأنا كنت أعمل فى المعمار بالخارج، وكان حريصاً على عدم الإدلاء لنا بأى معلومات على طبيعة وجوده فى سيناء، ويقول دى أسرار يا والدى، وكان يقول لوالدته دائماً: «أنا هموت شهيد يا أمى.. لازم نربوا ولاد..... لازم ننتصر عليهم ونمحوهم من سيناء، ويضيف والده: ابنى أصيب ٣ مرات بإصابات متفرقة، ولكنه لم يكن يقول لنا الحقيقة خوفاً على والدته وأشقائه، وكان يقول كل مرة دى حديدة وقعت على قدمى، أو أى شىء من هذا القبيل، حتى لا نحزن أو تأخذنا الشفقة عليه، وكنت فى كل مرة أقول له أنا هنقلك من هناك، وهجيب واسطة تنقلك، وكان يرفض بصورة عجيبة، وينتفض عندما أقول له أنا هنقلك، ويقول لى والله ما هسيب سينا غير لما أجيب حق زملائى الشهداء، وحق مصر.

يوم الاستشهاد 

ويضيف والد الشهيد البطل حمدى حمدان ملازم، كنت فى عملى بالخارج، وكنت أطمئن عليه كل عدة أيام، وكانت أمه تطمئن عليه، وآخر إجازة كان بيقول لوالدته ادعيلنا يا أمى، ويكرر عليها، ادعيلنا يا أمى، دعوتك إن شاء الله تستجيب، وربنا ينصرنا عليهم، وكان يلح على والدته فى كل زيارة أو اتصال تليفونى بأن تقوم الأم بالدعاء له ولزملائه، دون أن يوضح لها أى أسباب أو مخاطر يتعرض لها، وقبل الاستشهاد بيوم اتصل بى وبوالدته، للاطمئنان وقال لأمه أنا إن شاء الله هخليكى تحجى يا امى، وكأنه كان على موعد مع الشهادة والفراق، ويضيف الأب وهو يبكى، كان محبوبًا من طوب الأرض، ويحكى زملاؤه على نوادر له معهم تدل على طيبته وشجاعته، حتى إن زملاءه كل فترة يذهبون إلى قبره لقراءة القرآن له ويجلسون بالساعات، وفى يوم الاستشهاد جاءنا اتصال تليفونى بأن ابنى مصاب فى أحد المستشفيات العسكرية، وفوراً قمت بعمل إجراءات السفر، وحجزت على أول طائرة بالصباح، ووصلت إلى البلد، وكان ابنى قد استشهد على اثر إصابته، وأحضرته القوات المسلحة بطائرة إلى مطار القاهرة، ومنها إلى مطار الأقصر، وأصبح البلد عبارة عن آلاف الأهالى الذين حضروا من كل القرى، كما حضر مع الجثمان قيادات عسكرية من قواتنا المسلحة الباسلة، وتم دفن ابنى فى جنازة لم تشهدها محافظة قنا من قبل، وذهب ابنى فداء للوطن الغالى.

التكريم واسم الشهيد 

ويضيف والد البطل الشهيد، لم تتركنا المحافظة، ولا جمعية المحاربين القدماء وضحايا الحروب، وتم عمل كارنيهات لى ولوالدته، ووعدوا والدته بالحج لبيت الله، وكانت أمنية ابنى الشهيد أن تحج والدته، وتم كتابة اسم الشهيد على مدرسة حجازة بقنا وتغيير خاتم المدرسة باسم الشهيد، وصرف معاش الشهيد لى ولأمه، وأتمنى فى القريب العاجل أن تقوم جمعية المحاربين بوضع والدته على قائمة حجاج هذا العام..وأنا أشكر كل من ساهم فى وضع اسم ابنى الشهيد وتكريمه، بعد ان ضحى بنفسه من اجل الحفاظ على أمن بلده واستقراره.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الوفد هذا الوطن الروح طيور الظلام والد الشهيد سيناء

إقرأ أيضاً:

بشرى خلفان: رأي الكاتب يُستشفُّ من كتاباته وليس فيما يقول عن نفسه

لقد كتبتُ تمت، فقد تمت!

التتمة محكومة بسكون الشخصيات لدي

ظلت الشخصيات متمسكة بحكايتها

قدمت شخصيتين جديدتين لدعم الحكاية

هناك أفكار جديدة تتبلور

وقّعت الكاتبة الروائية بشرى خلفان روايتها الجديدة "دلشاد.. سيرة الدم والذهب" في جناح "منشورات تكوين" بمعرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الحالية الثالثة والأربعين، وقد جمع حفل التوقيع عدداً من القراء الذين قصدوا الحفل للالتقاء بالكاتبة بشرى خلفان والحديث معها حول تفاصيل الرواية التي تأتي كجزءٍ ثانٍ من الرواية الأولى "دلشاد.. سيرة الجوع والشبع".

وعلى هامش حفل توقيع الرواية، التقيتها، فطرحت عليها سؤالي الأول، هل تنتهي حكاية "دلشاد" مع آخر سطر في روايتها الجديدة؟ فأجابت الكاتبة بشرى خلفان قائلة: "لقد كتبت (تمت)، فقد تمت".

وصارحتها بعدم قراءتي للجزء الثاني من دلشاد بعد، الأمر الذي قد يزعج الروائي، فبعض الروائيين يشترطون على المحاور أن يكون قارئاً لروايتهم، ولكن المحاور قد يسأل عن أمور أخرى غير الرواية بحد ذاتها، وهنا أوضحت بشرى خلفان رأيها بهذا الموضوع قائلة: "في اعتقادي الشخصي، أن رأي الكاتب يمكن للقارئ استشفافه من كتاباته، وليس مما يقوله الكاتب عن نفسه، هناك بعض الكتّاب يرون أن أي حوار لا يستند إلى قراءة منتجهم وحواره بشكل جاد هو غير مناسب، خاصة إذا كان الحوار يركز على العموميات بدلاً من مناقشة تفاصيل الكتابة، هنا أتحدث عن اللقاءات الإعلامية المتعلقة بمناسبة إصدار العمل أو احتفاءً بتحقيق العمل لإنجاز معين، فيكون المحور هو العمل نفسه، لذلك من الأولى أن يكون المحاور قارئاً للمنتج، ولكن في لقاءات أخرى، مثلاً حول الندوات التي تتعلق بالرواية العمانية أو غيرها، فلا أرى أنه من الضروري أن يكون المحاور قد قرأ للكاتب، لكن إذا كنت تأتي لفعالية توقيع كتاب، فمن المهم أن تكون على دراية بما كُتب".

رغم إجابتها المحرجة، كوني لم أقرأ الرواية الجديدة، إلا أن الرواية جديدة ولم تحظَ بالتوزيع الكبير بعد، وها أنا قد اشتريت الرواية الموقّعة منها، وكنت قبل ذلك قد قرأت الرواية الأولى، فما كان مني إلا أن وجهت سؤالي المرتبط بقراءتي للرواية الأولى، والتي وعدت في نهايتها القراء بأن هناك تتمة. فهل كان التزامها بكتابة الجزء الثاني نوعاً من الواجب في إتمامها رغم الظروف؟ وما إذا مرت بضغوط الالتزام بالكتابة؟ فأجابت قائلة: "أعتقد أن الأمر محكوم بما إذا كان في داخل الكاتب تتمة للحكاية أم لا، إذا كانت الشخصيات ما زالت حيّة في داخله وتطالب باستكمال حكايتها، فإن الحكاية ستكتمل، لكن إذا كان هناك قسر في الكتابة، فسيشعر القارئ بذلك، أي يشعر بمحاولة اختلاق الحكاية، ويشعر بتكلّف الكاتب، حاولت تأجيل الجزء الثاني، لكن الشخصيات كانت تُلزمني بإتمام الحكاية لأنها حاضرة وتقول لي يجب أن أكتبها".

وفي ذات السياق واصلت بشرى خلفان حديثها بقولها: "بدأت الكتابة وأنهيت الجزء الأول (دلشاد.. سيرة الجوع والشبع) في عام 2020، ونُشر في مارس من عام 2021. أما الجزء الثاني (دلشاد.. سيرة الدم والذهب) فقد بدأت كتابته في نهاية عام 2023، وأتممته في نهاية يوليو 2024، أعتقد أنني تمهلت بما فيه الكفاية، ورغم هذه المدة بين الانتهاء من الجزء الأول والجزء الثاني، إلا أن الشخصيات ظلت متمسكة بحكايتها، رغم ظني أنها قد تبهت أو تغادر".

أخبرتها عن قراءة أحد الأصدقاء للجزء الثاني، رغم أنه لم يُتم الرواية، لكنه لاحظ عدم ظهور شخصيات جديدة. وحول ذلك قالت: "لقد قدمت شخصيتين جديدتين لدعم سير الحكاية وإكمال الصورة التي تعبر عنها الرواية".

وختاماً، طرحت سؤالي الأخير عما تضمره بشرى خلفان في نفسها من مشاريع أدبية قادمة، فقالت: "مهلاً، للتو انتهيت من هذه الرواية التي بين يديك. ولكن رغم ذلك، نعم، هناك أفكار جديدة تتبلور".

وتتمتع الكاتبة بشرى خلفان بأسلوب سردي آسر، خاصة في وصف المكان. ففي رواية دلشاد بجزئها الأول -وأجزم في الثاني كذلك- تتجلّى مسقط القديمة تحديداً بشكل دقيق بأسلوب يبعث في النفس إعمال الخيال لتشكيل صورة سينمائية في الذهن، إلى جانب غيرها من المدن القديمة، ما شكّل ارتباطاً لدى القراء وحماساً لاقتناء الجزء الثاني، إلى جانب روعة الأسلوب المكتوب دون استعجال -كما أشارت الكاتبة في حديثها- وإنما برويّة مقرونة بالمزاج السليم الباعث على الإبداع.

وتقول بشرى في غلاف الرواية الجدية: "كبر الفراغ في قلبي فأوجعني وأوجعتني خيبتي، خيبة من ظن أنه وَجَدَ ثم أدرك أنه ضيّع ما وجد... هل كنت أحلم؟ أكان كابوساً؟ أركض في السوق من زقاق إلى آخر ولا أصل؟ سقطت عيني على قدمي المغبرتين، قدمي اللتين تركضان ولا تصلان إليه، شعرت بألم ركضهما الحافي. أين سقط نعلاي؟... أطلت النظر إليهما، تذكَّرتُ لما كان حصى الوادي يحرق باطن قدمي فيقطر أبي الزيت في كفه ويدهنهما به. لم يكن الألم يزول مرة واحدة، بل يتلاشى مع الوقت وهو يغني لي ثم أتبعه في الغناء. من منا كان يغني للآخر؟".

مقالات مشابهة

  • عاجل: الناطق العسكري الحوثي يقول إن جماعته قصفت ”هدف حيوي” في ”اسرائيل” بالطائرات المسيرة
  • هل تدخل إعانة الوفاة ومكافأة نهاية الخدمة في التركة؟ الإفتاء تجيب
  • شيماء علي تثير الضحك بمقطع كوميدي مع فرح وعقيل: “هموت يا ماما!”.. فيديو
  • ‏زيلينسكي يقول إنه سيلتقي ترامب بعد تنصيبه
  • بشرى خلفان: رأي الكاتب يُستشفُّ من كتاباته وليس فيما يقول عن نفسه
  • دعوات فلسطينية للنفير العام اليوم نصرةً لغزة ورفضًا للإبادة
  • محافظ قنا يهنئ الأقباط بمناسبة ميلاد الشهيد مارجرجس.. صور
  • وفاة والدته أثناء التصوير وكان عاطلاً لسنوات.. أحمد عز يتحدث عن ظروف صعبة
  • شركة بريطانية تقاضي أحد أفرعها لدعمها للفلسطينيين ورفض حرب الإبادة بغزة
  • القضاء على عدد من الإرهابيين جنوب شرق إيران