هادي التونسي يكتب: سيدة من خلال كتاب
تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT
لم تولد في هذا الحي، و لا كانت هذه دولتها، و لا حتي عاشت سنين التكوين فيهما، و مع ذلك فهي تعرف الحي اكثر من سكانه، و تعرف شخصياته اكثر مما يعرفون بعضا، و تنتمي اليه و تخدمه اكثر مما يشعر و يفعل اغلبهم، و تشعرهم بماضيه و مآثره و بمحبته حتي باكثر ممن حزنوا علي ماض فات و من يأسوا من مستقبل آت، ففضلوا هجرته بحثا عن الأمل و الراحة خارجه.
                
      
				
بعد دراسة فن التصوير و احتراف لعبة كرة السلة في موطنها الالماني جاءت كاترين الي القاهرة عام ١٩٩٠ ، لتعيش مع اسرة زوجها المصري، سكنت سيناء اربعة اعوام ،و كتبت عن سكانها ، و استقرت بحي المعادي ٢٥ عاماّ، اندمجت خلالها تماما مع سكانه و تقاليده و لغته و روحه، حتي اصبحت و اسرتها كبنات البلد، و بقت جسرا بين ثقافتين و شعبين، تصل بينهما بشغف و حماس، بطموح و مودة، فكان هذا الكتاب بمعرفة حتي أدق التفاصيل و أعمق الجذور بعد دراسة تاريخية و بحث موضوعي و تواصل متشعب .
الكتاب يشمل فئات سكانه من الأعرق ارستقراطية الي اصحاب الحرف اليدوية، من العلماء و الاطباء، الي الفنانين و الشعراء، من رواد الفكر و الابداع، الي التجار و الصناع، من رجال اعمال الي مسئولين و عمال، ممن ولدوا فيه الي من قدموا اليه، من شباب و مسنين، الي مصممين و رسامين، من مصريين الي اجانب و مخلطين، سفراء و أدباء،، رهبان و نظار، من هواة الرياضة و محترفي الغناء، الي محبي الشجر و الحدائق الغناء، جمعتهم جميعا، و ربما جمعت بينهم، فسألتهم حتي حكوا ذكرياتهم، و ادلوا بارائهم، و طرحوا رؤياهم، و شرحوا علومهم و فنونهم و اعمالهم و آمالهم، فأثروا القراء بمعارفهم و خبراتهم و اساليب حياتهم من خلال اجابات علي اسئلة تصل للعمق برشاقة، و تنم عن تشعب معرفة و لباقة.
لم تنس كاترين و هي تقدم كتابها في حديقة بديعة لتحفة معمارية سكنية، أن ترجع الفضل الي كل من ساعدوها من مؤرخين و مفكرين و دارسين و مصممين و ناشرين، فألفت بين خبراتهم و علومهم بإدارة محبة شغوفة ، كما لو كانت صاحبة دار نشر محترفة، و قدمت الكتاب في أحلا صورة ، رأت بعين الجمال و الإحتواء ماضي المعادي العريق الباهر، الذي أغري صناع السينما بأناقته و ثرائه و أسلوب حياته الي حاضره المفعم بالحيوية و الفكر ،حتي مع الامتداد العمراني الذي ربما أثر علي تناغم عمرانه و سكانه.
و انت تتصفح الكتاب تشعر أنك أيضا تقرأ مؤلفته، تشعر بحماسها و حيويتها، تشعر بتفانيها و بقدرتها الفذة علي التأقلم و التواصل الاجتماعي، تشعر بطموحها و ريادتها و بجهدها الدءوب ، الذي بذلته بمحبة و خيال، تشعر بتعمقها و بنزعة الي الإتقان و حب الجمال، تشعر انها تنتمي الي المجتمع و المكان، و تشعر انها تستمتع و هي تقدم لنا بمودة ما استمتعت به، لتثري حياتنا و تقارب بيننا في كتاب صاغه خيال فنانة بجهد رياضية و روح منتمية.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
ترام الإسكندرية ينهي حياة سيدة بعد سقوطها أسفل العجلات
شهدت منطقة الإبراهيمية بمحافظة  الإسكندرية حادثا مأساويا، ابكى العشرات من المواطنين وتسبب فى حالة ذعر وفزع عقب سقوط سيدة  أسفل عجلات ترام الرمل خلال محاولتها النزول قبل وصوله إلى المحطة وسحلتها الترام امام المارة مما تسبب فى حالة ذعر وفزع وتحول الترام الى صراخ وعويل عقب مشاهدتهم السيدة تموت امام اعينهم ولم يستطيع المارة انقاذها .
كان مدير امن الاسكندرية قد تلقى اخطارا من مدير المباحث الجنائية يفيد ورد بلاغ لادارة شرطة النجدة يفيد بدهس ترام الرمل الزرقاء لسيدة بمحطة الإبراهيمية خلال محاولتها النزول قبل وصول المحطة.
على الفور، انتقلت الأجهزة الأمنية مصحوبة بسيارات الإسعاف لموقع البلاغ وتبين مصرع سيدة مُسجاة على شريط الترام وبها إصابات وجروح مختلفة وتم نقلها للمشرحة تحت تصرف جهات التحقيق.
وكشفت التحقيقات، أن السيدة حاولت النزول قبل وصول الترام لمحطتها الأخيرة فسقطت مسجاة أسفل عجلات الترام، لكن الباب أغلق على حقيبتها، فحاولت الإمساك بها، ما أدى إلى سحبها أسفل عجلات الترام، تحرر محضر بالواقعة وتولت جهات التحقيق تحقيقاتها في الواقعة.
كانت قد كشفت أجهزة الأمن بالإسكندرية الستار عن واحدة من أبشع الجرائم التي ظلت لغزًا لأكثر من عام، بعدما تبين أن الجثة المجهولة التي عُثر عليها داخل مصرف محطة ناصر بمنطقة العامرية، تعود لرجل قُتل على يد زوجته بمساعدة عشيقها وشقيقه، في جريمة بدأت بخيانة وانتهت بجريمة قتل مروعة.
دأت القصة في يونيو 2024 عندما تلقى قسم شرطة العامرية ثان بلاغًا يفيد العثور على جثة رجل في العقد الخامس من العمر طافية على مياه مصرف محطة ناصر، وقد بدت عليها علامات التعفن، دون وجود ما يدل على هويته.
وبعد محاولات لتحديد هوية الضحية، أمرت النيابة العامة بدفنه في مقابر الصدقة، وظلت القضية مقيدة ضد مجهول لأشهر طويلة.
ومؤخرًا، تلقى ضباط وحدة مباحث العامرية معلومات جديدة قادت إلى تحديد هوية الجثمان، وتبين أنه يُدعى "س. ال. ر" في العقد الخامس من العمر، مقيم بمنطقة الناصرية، وأن وراء الجريمة شبهة جنائية واضحة.
ومن خلال التحريات الدقيقة، توصل فريق البحث إلى أن زوجة المجني عليه "ز. ع. خ" هي المتورطة الرئيسية، وشاركها في الجريمة كل من "إ. م. ج" وشقيقه "أ. م. ج". وبعد تقنين الإجراءات، جرى ضبطهم جميعًا.
اعترفت الزوجة خلال التحقيقات بأنها كانت على صلة سابقة بالمتهمين بحكم علاقة صداقة قديمة بينهم وبين زوجها، الذي كان يشاركهم في أعمال تنقيب غير مشروعة عن الآثار، كما كان قد أقرضهم مبالغ مالية لهذا الغرض.
ومع مرور الوقت، تطورت العلاقة بينها وبين المتهم الثاني إلى علاقة غير مشروعة، خاصة بعد تدهور علاقتها بزوجها وسوء معاملته لها، ليخطط الثلاثة معًا للتخلص منه وسرقته.