بوابة الوفد:
2024-07-01@14:13:22 GMT

إنسانية أرون…؟

تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT

سلطت الأضواء مؤخرًا على الشاب الأمريكى «أرون بوشنل» الذى أحرق نفسه أمام السفارة الإسرائيلية فى واشنطن احتجاجًا على الحرب الضارية التى تسلطها إسرائيل على قطاع غزة. لم يتحمل هذا الشاب النبيل الفظائع التى يرتكبها الكيان الصهيونى فى غزة، والتى أودت بحياة ثلاثين ألف فلسطينى، وأسفرت عن إصابة سبعين ألفًا. يقول فى بداية الفيديو الذى سجل عملية إضرام النار فى جسده: (لا أستطيع أن أتحمل ما يجرى من إبادة جماعية تنفذها إسرائيل ضد الفلسطينيين).

إنه «أرون» الذى لم يتعد عمره الخامسة والعشرين، لكنه مسكون بالشرف والنبل. هاله الدماء الفلسطينية التى تراق ظلمًا وعدوانًا على يد الطاغوت الإسرائيلى. وحين أشعل النار فى نفسه صاح (الحرية لفلسطين). قالها مرارًا وتكرارًا إلى أن توقف عن التنفس بعد أن أسلم الروح.

يعمل «أرون» فى القوات الجوية منذ 2020 كفنى أنظمة فى إدارة تكنولوجيا المعلومات، ومهندس تطوير البرامج وإدارة البنية التحتية. كان عاكفًا على الحصول على بكالوريوس العلوم فى هندسة البرمجيات، تمتع بأعلى رتبة من الإنسانية دفعته لأن يسلط الأضواء على جرائم إسرائيل وآثامها التى ترتكبها ضد الفلسطينيين. ولأنه مسكون بالغيرة والشرف بادر فسلط الأضواء على فظاعة ما ترتكبه إسرائيل من إبادة جماعية ضد الفلسطينيين. أراد بفعلته وتضحيته بنفسه أن يسلط الأضواء على فظاعة ما يحدث للفلسطينيين فى غزة من ظلم وإبادة جماعية. ولهذا توج بفعلته وإحساسه الراقى بالبطل الذى لا يشق له غبار.

إنه البطل ذو الضمير الحى الذى أراد بفعلته وتضحيته بنفسه أن يزرع الأمل فى نفوس المظلومين. وصل به شعوره إلى هذا الحد من الإحساس ليثبت عن جدارة أنه رمز للإنسانية النقية التى لم تستطع أن تتحمل ما يحدث من مآسى فى فلسطين.

إنه الإنسان الشريف الذى دافع عن الحق عبر إنسانيته النقية المنزهة عن العثرات، إنسانية حدت به إلى التضحية بنفسه فى سبيل إعلاء المبدأ وليرسل بما أقدم عليه رسالة للعالم كله تسلط الضوء على سطوة واستبداد الكيان الصهيونى الغاصب، وجرائمه ضد الفلسطينيين، يتصدرها الإبادة الجماعية وعمليات القتل الممنهج فى محاولة لتصفية القضية، ليعلن بصوت عال وهو يحترق: (لن أكون متواطئًا بعد الآن قى دعم الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين الأبرياء). قالها بصوت عال كى ينبه الجميع إلى ما ترتكبه إسرائيل من جرائم.

كانت السفارة الإسرائيلية هدفًا للاحتجاجات المستمرة ضد الحرب التى سلطتها إسرائيل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضى، وهدفت إلى دعم الفلسطينيين على مرأى من العالم كله على أمل أن يتحرك بإدانة الكيان الصهيونى على ما يرتكبه من جرائم وموبقات ضد الشرعية والقانون الدولي. إن ما أقدم عليه «أرون» من التضحية بنفسه هو رسالة تحذير مفادها أن استمرار الحرب التى تشرعها إسرائيل بهذه الوتيرة ضد غزة سوف تؤدى إلى توسيع الصراع، وإمعان الكيان الصهيونى الغاصب فى ديمومة تحدى العالم.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سناء السعيد السفارة الإسرائيلية واشنطن أرون الکیان الصهیونى ضد الفلسطینیین

إقرأ أيضاً:

تحية إلى شعب مصر قاهر المستحيل وصانع المعجزات

30 يونيو 2013، ليست كأى ثورة ولا يعادلها سوى ثورة 1919، والعامل المشترك بين الاثنتين هو أن الثورتين تبنيتا مشروعاً وطنياً مشتركاً فى ثورة 1919، تم التأسيس لحياة جديدة سياسية واقتصادية، والإعلان الصريح عن استقلال مصر من الاحتلال البريطانى، وفى ثورة 30 يونيو تخلصت البلاد من حكم الجماعة الإرهابية التى اعتلت عرش البلاد فى غفلة من الزمن، وتحولت مصر إلى خرابة كبيرة وتم تقويض كل مؤسسات الدولة بلا استثناء، وأعلن المصريون الحرب على الإرهاب حتى تخلصت منه البلاد إلى غير رجعة.

فعلاً هناك تشابه كبير بين الثورتين فى العديد من المشروعات الوطنية لدرجة لا نكون مخطئين إذا قلنا إن ثورة 30 يونيو هى الوجه الآخر لثورة 1919، فى ظل تبنى مشروع وطنى، الأول، كان بهدف طرد الاحتلال وتأسيس جديد للبلاد، والثاني فى طرد الإخوان والتأسيس لبناء الجمهورية الجديدة ورغم أن الحرب على الإرهاب لم تكن سهلة وخاضت مصر فى سبيلها الكثير من المعارك القتالية والفكرية، إلا أن النجاح كان حليف المصريين، والحقيقة التى لا يمكن إنكارها أو تغافلها هى أنه بعد ثورة 30 يونيو خاضت البلاد حربين فى آن واحد، الأولى للتخلص من الإرهاب وآثار الدولة الثيوقراطية والثانية من أجل البناء والتنمية وإعادة بناء مؤسسات الدولة التى تم تخريبها، وباتت مصر شبه دولة بالمعنى السياسى المفهوم للجميع.

ثورة 30 يونيو أسست لمشروع وطنى عملاق فى كافة المناحى والأصعدة، وفتحت مصر ملفات كثيرة كان مسكوتاً عنها، وتحققت إنجازات سياسية واقتصادية واجتماعية لم يكن أحد يحلم بتحقيقها على الأرض فى كل المجالات بدون استثناء وما زالت مصر تواصل تنفيذ المشروع الوطنى من خلال التنمية المستدامة على كافة المستويات والأصعدة، ولم يكن هذا يتحقق أبداً إلا بفضل عزيمة هذا الشعب البطل، والتفافه حول قيادته السياسية، ولا أحد ينكر أن الرئيس عبدالفتاح السيسى حمل روحه على يديه لتنفيذ حلم المصريين فى التخلص من جماعات الإرهاب والتطرف، وفقدت مصر الكثير من رجالها الأبرار الذين استشهدوا سواء من الجيش أو الشرطة أو المواطنين، من أجل نجاح مهمة القضاء على الإرهاب الذى حاربته مصر نيابة عن العالم.

الأمن والاستقرار الذى نحياه حالياً فى ظل التربص الشديد بالبلاد من كل حدب وصوب لم يأت من فراغ وإنما جاء بفضل ثورة 30 يونيو، التى أعادت الاستقرار إلى البلاد ويجب على جموع المصريين ألا ينسوا أبداً ما كان مخططاً من مصير مشئوم للوطن والمواطن وفى ظل تحديات واسعة وكثيرة ما زالت تواجهها البلاد من أجل إسقاط مصر..ويكفى أننا الآن نعيش وسط بؤرة ملتهبة، وكل الدول العربية المجاورة سقطت فى براثن الفوضى والاضطراب، ورغم ذلك ليسوا هم المقصودين إنما العين على مصر فهى الهدف، هى الصيد الثمين الذى يحلم به الأعداء الذين يتربصون بالبلاد بشكل مخيف.

فى ذكرى ثورة 30 يونيو، يجب ألا ينسينا الأمن والأمان الذى نحياه، أن نغفل عن المتربصين بالبلاد الذين يريدون النيل من الأمن القومى المصرى والعربى، والصبر على أية معاناة اقتصادية يهون تماماً أمام نعمة الأمن، فكل شىء سهل إلا فقط الأمن والاستقرار، ورغم المعاناة التى يتعرض لها المواطن، إلا أن ما تحقق على مدار السنوات الماضية من إنجازات على الأرض وتنفيذ مشروع وطن مصرى خالص كفيل بأن يطمئن المرء على المستقبل الأفضل.

فى ذكرى ثورة 30 يونيو، لا بد من تقديم شهادة عرفان إلى كل شهيد ومصاب قدم روحه من أجل المصريين، وتحية واجبة من القلب إلى هذا الشعب العظيم قاهر المستحيل ومحقق الإنجازات.

مقالات مشابهة

  • في ذكرى يوم عظيم
  • سلخانة الثانوية العامة
  • المناظرة «راكبة جمل»!
  • الاتحاد الدولى للصحفيين يعلن تقديم دعوى للجنائية الدولية ضد الكيان الصهيونى
  • الطريق إلى «30 يونيو».. أسرار «على حافة الأزمة» في مصر من 2011 إلى 2013
  • تحية إلى شعب مصر قاهر المستحيل وصانع المعجزات
  • للتاريخ.. ليس كل ما يعرف يُقال
  • دورنا فى مواجهة التطرف وأشكاله
  • أبعد من مسألة «تتلظى»
  • صراحة رئيس الوزراء