مسئول أمريكي: عمليات الإنزال الجوي تأثيرها محدود على علاج معاناة سكان غزة
تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT
نفذت القوات المسلحة الأمريكية ، اليوم السبت، لأول مرة، إنزالين جويين بطائرتين تابعة لسلاح الجو لمساعدات غذائية تستهدف عدداً من المواقع في شمال قطاع غزة
المشاركة الأولى للولايات المتحدة بثلاثة إنزالات نفذتها بثلاثة طائرات تابعة لسلاح الجو الأمريكي على جنوب قطاع غزة، أعلن عنها قبلها الرئيس الامريكي جو بايدن حيث أعلن عن خطط لتنفيذ أول عملية إسقاط جوي للأغذية والإمدادات على غزة، بعد يوم من مقتل فلسطينيين كانوا يصطفون للحصول على المساعدات، ما سلط الضوء على الكارثة الإنسانية التي تتكشف في القطاع الساحلي المزدحم.
وقال مسئول أمريكي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن عمليات الإنزال الجوي لن يكون لها سوى تأثير محدود على معاناة سكان غزة.
وقال المسئول 'إنها لا تتعامل مع السبب الجذري'، مضيفا أن فتح الحدود البرية فقط هو الذي يمكن أن يتعامل مع القضية بطريقة جدية.
وأضاف المسئول أن هناك قضية أخرى تتمثل في أن الولايات المتحدة لا تستطيع ضمان أن المساعدات لن تصل ببساطة إلى أيدي حماس، نظرا لأن الولايات المتحدة ليس لديها قوات على الأرض.
وقال ريتشارد جوان، مدير مجموعة الأزمات الدولية بالأمم المتحدة: 'يشكو العاملون في المجال الإنساني دائمًا من أن عمليات الإنزال الجوي تمثل فرصًا جيدة لالتقاط الصور، ولكنها طريقة رديئة لإيصال المساعدات'.
وقال جوان إن الطريقة الوحيدة للحصول على مساعدات كافية هي من خلال قوافل المساعدات التي ستتبع الهدنة.
وأضاف جوان: 'يمكن القول إن الوضع في غزة الآن سيئ للغاية لدرجة أن أي إمدادات إضافية ستخفف على الأقل بعض المعاناة. لكن هذا في أفضل الأحوال إجراء مؤقت مؤقت'.
وتحت ضغط في الداخل والخارج، قال مسؤول أمريكي آخر إن إدارة بايدن تدرس مساعدات الشحن عن طريق البحر من قبرص، على بعد حوالي 210 أميال بحرية قبالة ساحل غزة على البحر الأبيض المتوسط.
وفي البيت الأبيض، أقر كيربي بأن عمليات الإنزال الجوي في غزة كانت 'صعبة للغاية' بسبب الكثافة السكانية والصراع المستمر.
وتدعو الولايات المتحدة منذ أشهر إسرائيل إلى السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة، وهو أمر قاومته إسرائيل.
وأشار كيربي إلى أن إسرائيل حاولت إسقاط الإمدادات جوا إلى غزة وأنها كانت داعمة لإسقاط المساعدات الجوية الأمريكية.
وقال مسئول إسرائيلي في واشنطن: 'نحن على علم بعملية الإنزال الجوي للمساعدات الإنسانية'.
ولم يرد المسئول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، على سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة قد طلبت موافقة إسرائيل مسبقًا بشأن عمليات الإنزال الجوي أو أنها تنسق الجهود معها.
شاب إعلان بايدن عن المساعدات الجديدة لغزة زلات، إذ خلط مرتين بين الأمر وأوكرانيا.
وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن الأمم المتحدة سلمت مساعدات إلى شمال قطاع غزة المحاصر للمرة الأولى منذ أكثر من أسبوع يوم الجمعة. وقامت الأمم المتحدة بتسليم الأدوية واللقاحات والوقود إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة.
وأكد برنامج الغذاء العالمي قبل 10 أيام إنه أوقف تسليم المساعدات الغذائية إلى شمال غزة مؤقتا حتى تسمح الظروف في القطاع الفلسطيني بتوزيعها بشكل آمن.
وأضافت وكالة اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) يوم الجمعة إنه خلال شهر فبراير/شباط تمكن ما يقرب من 97 شاحنة في المتوسط من دخول غزة يوميا مقارنة بنحو 150 شاحنة يوميا في يناير، مضيفة أن 'عدد الشاحنات التي تدخل غزة لا يزال أقل بكثير من الهدف'. 500 يوميا.'
وقال بايدن إن عملية الإنزال الجوي الأمريكية ستتم في الأيام المقبلة لكنه لم يقدم مزيدا من التفاصيل. ونفذت دول أخرى، بما في ذلك الأردن وفرنسا، بالفعل عمليات إسقاط جوي للمساعدات إلى غزة.
وأضاف بايدن للصحفيين 'نحن بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد والولايات المتحدة ستفعل المزيد'، مضيفا أن 'المساعدات المتدفقة إلى غزة ليست كافية على الإطلاق'.
وفي البيت الأبيض، أكد المتحدث باسم جون كيربي أن عمليات الإنزال الجوي ستصبح 'جهدًا مستدامًا'. وأضاف أن الإسقاط الجوي الأول سيكون على الأرجح عبارة عن وجبات عسكرية جاهزة للأكل.
وقال كيربي: “لن يكون هذا أمرًا منتهيًا”.
وأضاف للصحفيين إن الولايات المتحدة تدرس أيضًا إمكانية إنشاء ممر بحري لتوصيل كميات كبيرة من المساعدات إلى غزة.
وأكد المسئولون إن عمليات الإنزال الجوي قد تبدأ في وقت مبكر من نهاية هذا الأسبوع.
ووفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فإن ما لا يقل عن 576 ألف شخص في قطاع غزة، أي ربع سكان القطاع، أصبحوا على بعد خطوة واحدة من المجاعة.
وألقت إسرائيل باللوم في معظم الوفيات على الحشود التي احتشدت حول شاحنات المساعدات قائلة إن الضحايا تعرضوا للدهس أو الدهس.
وقال مسئول إسرائيلي إن القوات أطلقت النار في وقت لاحق 'في رد محدود' على حشود شعرت أنها تشكل تهديدا.
ومع تناول الناس علف الحيوانات وحتى الصبار من أجل البقاء، ومع قول المسعفين إن الأطفال يموتون في المستشفيات بسبب سوء التغذية والجفاف، قالت الأمم المتحدة إنها تواجه 'عقبات هائلة' في الحصول على المساعدات.
في حين أنه من غير الواضح أي نوع من الطائرات سيتم استخدامها، فإن طائرات C-17 وC-130 هي الأنسب لهذه المهمة.
وقال ديفيد ديبتولا، وهو جنرال متقاعد بالقوات الجوية الأمريكية برتبة ثلاث نجوم، والذي تولى قيادة منطقة حظر الطيران فوق شمال العراق، إن عمليات الإنزال الجوي هي شيء يمكن للجيش الأمريكي تنفيذه بفعالية.
وأضاف ديبتولا لرويترز 'هذا شيء مناسب لمهمتهم، مضيفا 'هناك الكثير من التحديات التفصيلية. ولكن لا يوجد شيء لا يمكن التغلب عليه.'
وتتوقع الولايات المتحدة ودول أخرى أيضا تعزيز المساعدات من خلال وقف مؤقت لإطلاق النار، وهو ما قال بايدن الجمعة إنه يأمل أن يحدث بحلول شهر رمضان الذي يبدأ في 10 مارس/آذار.
وقالت السلطات الصحية في غزة إن القوات الإسرائيلية قتلت أكثر من 100 شخص أثناء محاولتهم الوصول إلى قافلة إغاثة بالقرب من مدينة غزة في وقت مبكر من يوم الخميس. ويواجه الفلسطينيون وضعا يائسا بشكل متزايد بعد مرور ما يقرب من خمسة أشهر على الحرب التي بدأت بهجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر.
وأوضح الرئيس الأمريكي جو بايدن، إنه يأمل في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بحلول شهر رمضان الذي يبدأ في العاشر من مارس.
وقال للصحفيين لدى مغادرته البيت الأبيض: 'لم نصل إلى هذه النقطة بعد'.
وتعليقا على الموقف الامريكي، قال الكاتب الشهير نيكولاس كريستوف في المناقشة الدقيقة المحيطة بالمعايير المزدوجة في التدقيق الدولي في تصرفات إسرائيل في غزة. و
وسلط كريستوف، وفقًا لنيويورك تايمز، الضوء على دفاع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن الرد العسكري الإسرائيلي من خلال التساؤل عن الإجراءات التي ستتخذها الولايات المتحدة في ظروف مماثلة، مؤكدًا على المعايير المزدوجة في الانتقادات العالمية.
واعترف كريستوف بحقيقة التدقيق المتزايد في معاملة إسرائيل للفلسطينيين مقارنة بالفظائع العالمية الأخرى، مستشهداً بإحصائيات الجمعية العامة للأمم المتحدة لدعم هذا التأكيد. وشدد على ضرورة اتباع نهج متوازن تجاه الأزمات الإنسانية العالمية، مشيراً إلى الوضع المقلق للأطفال في السودان والصراع المستمر في أوكرانيا.
وحذر كريستوف من استخدام هذه الفوارق لتبرير أو التغاضي عن التكلفة البشرية للصراع في غزة. وينتقد ما يعتبره قصفاً إسرائيلياً عشوائياً وتقييداً للمساعدات، مشدداً على المسؤولية المشتركة التي تتحملها الولايات المتحدة بسبب دعمها لإسرائيل.
واعترف كاتب العمود بتعقيد الوضع، معترفًا بصحة الانتقاد الموجه ضد إسرائيل ووجود معايير مزدوجة في الخطاب الدولي. ويدعو إلى فهم دقيق لهذه الديناميكيات، مؤكدا على أهمية إعطاء الأولوية للمخاوف الإنسانية على جداول الأعمال السياسية.
وحسب قناة “المملكة” الأردنية، يأتي ذلك، في إطار الجهود التي تقودها المملكة الأردنية الهاشمية نصرة للأهل في قطاع غزة ودعم صمودهم جراء استمرار الحرب الإسرائيلية المستعرة على القطاع.
وأكدت القوات المسلحة أنها مستمرة بإرسال المساعدات عبر جسر جوي لإيصال المساعدات الإنسانية والطبية سواء كانت من خلال طائرات المساعدات من مطار ماركا باتجاه مطار العريش الدولي أو من خلال عمليات الإنزال الجوي على قطاع غزة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: القوات المسلحة الأمريكية سلاح الجو قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: سكان غزة يعيشون في "جحيم" غير مسبوق وتحذيرات من انهيار صحي شامل بسبب نقص الوقود وإغلاق المعابر
حذرت الأمم المتحدة من أن سكان قطاع غزة يعيشون أسوأ فترات الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع، مشيرة إلى أن الوضع بات "جحيمًا حقيقيًا"، وسط تفاقم الأزمة الصحية ونفاد الوقود ومنع دخول المساعدات منذ أكثر من 45 يومًا.
مفوضية حقوق الإنسان: غزة تحترق والعالم يتفرجقال أجيث سانغاي، مدير مكتب مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إن ما تشهده غزة يُعد أسوأ فترات الحرب منذ اندلاعها قبل 18 شهرًا، مشيرًا إلى أن سكان القطاع يعانون من أوضاع مأساوية في ظل غياب تام لأي مساعدات إنسانية منذ شهر مارس الماضي.
عاجل| ارتفاع عدد ضحايا غارات الاحتلال على غزة لـ25 شهيدا منذ فجر اليوم مقتل 3 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على منزل في منطقة الشعف بحي التفاح شرقي مدينة غزةوأضاف سانغاي أن إسرائيل لا تلتزم باتفاقية منع الإبادة الجماعية، محذرًا من أن حياة موظفي الأمم المتحدة العاملين في القطاع أصبحت في خطر متزايد بسبب استمرار القصف وغياب الحد الأدنى من الأمان.
"مقبرة جماعية".. تحذير من انهيار القطاع الصحيمن جانبه، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن الهجمات الإسرائيلية المستمرة على المستشفيات في قطاع غزة تهدد بوقف المرافق الصحية عن العمل، محذرًا من انهيار تام للنظام الصحي في أي لحظة.
وأكد أن الهجمات المتكررة تمنع المرضى من السعي للحصول على الرعاية الصحية خشية استهدافهم، داعيًا إلى حماية المرافق الصحية والمرضى والعاملين في المجال الطبي. كما طالب إسرائيل بالسماح بدخول الإمدادات الصحية ورفع الحصار ووقف إطلاق النار فورًا.
في السياق ذاته، وصفت منظمة أطباء بلا حدود الوضع في القطاع بأنه "مقبرة جماعية للفلسطينيين"، مشددة على ضرورة التحرك الدولي العاجل.
المستشفيات تئن تحت وطأة الحصار.. والوقود على وشك النفاد
أما على الأرض، فكشف مروان الهمص، مدير المستشفيات في غزة، عن واقع كارثي داخل المؤسسات الصحية.
وقال في حديثه لقناة الجزيرة:
"نقدم الخدمات الطبية بالحد الأدنى للجرحى في ظل انعدام الوسائل."
وأضاف أن مستشفيات القطاع مكتظة بالكامل، وأن 11 ألف مريض بحاجة ماسة للسفر لتلقي العلاج خارج غزة، إلا أن الاحتلال يمنع خروجهم.
كما حذر من نفاد الوقود الضروري لتشغيل المستشفيات، مشيرًا إلى أن المخزون الحالي لا يكفي لأكثر من أسبوعين، ما يهدد حياة الآلاف من المرضى.
وطالب بإدخال معدات طبية وفرق إغاثة، مؤكدًا أن النظام الصحي ينهار أمام أعين العالم.
51 ألف شهيد منذ أكتوبر.. وموجة قصف جديدةقالت مصادر طبية للجزيرة إن 17 فلسطينيًا استشهدوا صباح اليوم الأربعاء في غارات إسرائيلية على مناطق متفرقة من القطاع.
وبذلك يرتفع عدد الشهداء منذ استئناف الحرب في 18 مارس الماضي إلى أكثر من 1630 شهيدًا و4300 مصاب، في حين أعلنت وزارة الصحة في غزة أن إجمالي ضحايا الحرب منذ أكتوبر 2023 بلغ أكثر من 51 ألف شهيد و116 ألفًا و343 مصابًا.
وأشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) إلى أن القطاع لم يشهد إدخال أي مساعدات أو إمدادات عبر المعابر منذ 45 يومًا، وهي أطول فترة حصار منذ بداية الحرب، في ظل استمرار التصعيد العسكري وغياب أي تقدم في جهود وقف إطلاق النار.
دعوات لوقف إطلاق النار الفوريفي ظل هذه المعطيات، تتصاعد الدعوات الدولية والعربية المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، وفتح المعابر بشكل دائم للسماح بتدفق المساعدات الإنسانية وإنقاذ ما يمكن إنقاذه في قطاع يواجه أسوأ كارثة إنسانية في تاريخه الحديث.
وتتجه الأنظار إلى مواقف الدول الكبرى والمنظمات الدولية، وسط اتهامات متزايدة بالتقاعس عن تنفيذ قرارات محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، مما يزيد من تعقيد الأزمة ومعاناة المدنيين.