جريدة زمان التركية:
2024-11-09@23:16:37 GMT

اللص الفقيه!

تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT

بقلم: محمد على نور الدين 

القاهرة (زمان التركية)- فى يوم من الأيام خرج قاضي أنطاكية إلى مزرعته، فلما سار من البلد اعترضه لص، فقال له: دع ما معك وإلا أوقعت بك المكروه..

فقال القاضي: أيَّدَك الله؛ إن لأهل العلم حرمة، وأنا قاضي البلد، فَمُنَّ عليَّ واتركني ..

فقال اللص: الحمد لله الذي مكنني منك، لأنني منك على يقين إلى كفاية من الثياب والدواب، أما غيرك فربما كان ضعيف الحال فقيراً، لا يجد شيئاً .

.

فقال له القاضي: أين أنت مما يُروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : «الدين دين الله، والعباد عباد الله، والسنة سُنَّتي، فمَن ابتدع فعليه لعنة الله».
وقطعُ الطريق بدعة، وأنا أشفق عليك من أن تدخل تحت اللعنة..

فقال اللص: يا سيدي القاضى هذا حديث مُرْسَل، لم يُرْوَ عن نافع، ولا عن ابن عمر. ولو سلّمته لك تسليم عدل أو تسليم انقطاع؛ فما بالك بلص متلصص مما لا قوت له ولا يرجع إلى كفاية عنده!؛ إن ما معك هو حلال لي؛ فقد روى مالك عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صل الله عليه عليه وسلم قال:«لو كانت الدنيا دماً عبيطاً لكان قوت المؤمنين منها حلالاً».
ولا خلاف عند جميع العلماء أن للإنسان أن يحيي نفسه وعياله بمال غيره إذا خشي الهلاك. وأنا واللهِ أخشى الهلاك على نفسي، وفيما معك إحيائي وإحياء عيالي، فسَلِّمه لي وانصَرِف سالماً..

فقال القاضي: إذا كانت هذه حالتك فدعني أذهب إلى مزرعتي، فأنزِلُ إلى عبيدي وخدمي وآخُذُ منهم ما أستتر به، وأدفع إليك جميع ما معي..
فضحك اللص وقال: هيهات!
فمثلك مثل الطير في القفص، فإذا خرج إلى الهواء خرج عن اليد، وأخاف أن أخلي عنك فلا تدفع لي شيئا! ..

فقال القاضي: أنا أحلف لك أني أفعل ذلك ..

فقال اللص: حدثني مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
« يمين المُكره لا تُلْزِم».
وقال تعالى: (إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ ) [ النحل : 106].
فادفع ما معك..

فأعطاه القاضي الدابة والثياب دون السراويل..
فقال اللص: سَلِّم السراويل، ولا بُدَّ منها..

فقال القاضي: إنه قد آنَ وقتُ الصلاة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« ملعون مَن نظر إلى سوأة أخيه».
وقد آنَ وقتُ الصلاةِ، ولا صلاة لعريان، والله تبارك وتعالى يقول: (يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) [ الأعراف: 31] ؛ وقيل في التفسير: هي الثياب عند الصلاة ..

فقال اللص: أما صلاتك فهي صحيحة؛ حدَّثَنَا مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:« العراة يُصلُّون قياماً، ويقوم إمامهم وسطهم»..
وقال مالك: لا يُصلُّون قياماً؛ يُصلون متفرقين متباعدين، حتى لا ينظر أحد منهم إلى سوءة البعض، وقال أبو حنيفة : يصلون قعوداً. وأما الحديث الذي ذكرتَ فهو حديث مُرْسَلٌ، ولو سلّمته لكان محمولاً على النظر على سبيل التلذُّذ، وأما أنت فحالك اضطرار، لا حال اختيار ..
فقال القاضي: أنت القاضي وأنا المستقضي، وأنت الفقيه، وأنا المستفتي، وأنت المفتي، خذ ما تريد، ولا حول ولا قوة إلا بالله .فأخذ اللص السراويل والثياب ومضى ..

عجبت من أمر اللص ما كل هذا أمام القاضى
إذا كانت هذه فطنتك فلم السرقه!!!!
لكن يبدو أن اللصوص درجات ثم تذكرت أبا حنيفة رضى الله عنه أنه مر في طريق فرأى رجلاً سرق تفاحة ثم تصدق بها!.

فسأله: لم سرقتها؟، ظننتك جائعاً.

فقال: لا يا هذا -وهو لايعرف أبا حنيفة- أنا أتاجر مع ربي.

قال: كيف ذلك؟.

قال: سرقتها فكتبت عليّ سيئة واحدة، وتصدقت بها فكتب لي عشر حسنات.
فبقي لي تسع حسنات!.
فإذن؛ أنا كسبت تسع حسنات فأنا أتاجر مع ربي.

فقال له الإمام أبو حنيفة رحمه الله: أنت سرقت فكتبت عليك سيئة، لكنك تصدقت بها فلم يقبلها الله منك، لأن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، فبقيت عليك سيئه واحدة

Tags: أبو حنيفةفقيهلص

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: أبو حنيفة فقيه لص رسول الله صلى الله علیه وسلم عن ابن عمر

إقرأ أيضاً:

فضل المحافظة على السنن الرواتب والحث على أدائها

السنن الرواتب.. قالت دار الإفتاء المصرية إن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، حث على الإكثار من أداء النوافل، وأن المحافظة ليها سبب لمحبة الله تعالى؛ روى الإمام البخاري في "صحيحه" عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ اللهَ قَالَ:.. وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ».

وأضافت الإفتاء أن سيدنا رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم، حث على المحافظة على أداء اثنتي عشرة ركعة وهى السنن الراتبة التابعة للصلوات المفروضة، وهم أربع ركعات قبل صلاة الظهر، وركعتان بعدها، وركعتان بعد صلاة المغرب، وركعتان بعد صلاة العشاء، وركعتان قبل صلاة الفجر، وبيَّن أن في المحافظة عليها أجرًا عظيمًا.

وروى الإمام الترمذي في "سننه" عن أم المؤمنين أم حبيبة رضي الله عنها أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ: أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمغرب، وَرَكْعَتَيْنِ بعد الْعشَاء، وَرَكْعَتَيْنِ قبل صَلَاة الْفَجْرِ»، وفي رواية الإمام مسلم أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي للهِ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا غَيْرَ فَرِيضَةٍ إِلَّا بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ -أَوْ إِلَّا بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ-».

أداء السنن الرواتب

قال العلامة الشيرازي الحنفي في "المفاتيح في شرح المصابيح" (3/ 137، ط. دار النوادر): [مثال المؤدي للفرائض والنوافل جميعًا كمن عليه دينٌ لأحد، فإذا أدَّى دينَه موفرًا كاملًا عن غير مطلٍ يحبُّه، ولو أدَّى دينه وزادَ عليه شيئًا من ماله غيرَ ما وجب عليه، لا شكَّ أن آخِذَ الدين أشدُّ حبًّا له بأخذ الدين والشيءِ الزائد من أخذ الدين، فكذلك مَنْ أدَّى فرائضَ الله تعالى يحبُّه الله، ومن أدَّى الفرائضَ والنوافلَ يزيدُ حبُّ الله له، فبقدرِ ما زاد من النوافل يزيدُ حبُّ الله له، حتى صار عبدًا مُخلصًا مُرْضِيًا لله تعالى] اهـ.

وقالت الإفتاء إن سيدنا رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم، خص بعضَ هذه الرواتب بالتأكيد والترغيب، كنافلة الفجر؛ روى الإمام مسلم في "صحيحه" عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا»، وفي شرحه لهذا الحديث قال العلامة المباركفوري في "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي" (2/ 388، ط. دار الكتب العلمية).

السنن الرواتب

االسنن.. وقَوْلُهُ «رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» أَيْ مِنْ مَتَاعِ الدُّنْيَا، قَالَهُ النَّوَوِيُّ، وَقَالَ الطِّيبِيُّ: إِنْ حَمَلَ الدُّنْيَا عَلَى أَعْرَاضِهَا وَزَهْرَتِهَا فَالْخَيْرُ إِمَّا مُجْرًى عَلَى زَعْمِ مَنْ يَرَى فِيهَا خَيْرًا أَوْ يَكُونُ مِنْ باب: ﴿أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا﴾ [مريم: 73]، وَإِنْ حُمِلَ عَلَى الْإِنْفَاقِ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَكُونُ هَاتَانِ الرَّكْعَتَانِ أَكْثَرَ ثَوَابًا مِنْهَا، وَقَالَ الشاه ولي الله الدهلوي في حجة الله الْبَالِغَةِ: إِنَّمَا كَانَتَا خَيْرًا مِنْهَا؛ لِأَنَّ الدُّنْيَا فَانِيَةٌ وَنَعِيمُهَا لَا يَخْلُو عَنْ كَدَرِ النَّصَبِ وَالتَّعَبِ، وَثَوَابُهُمَا بَاقٍ غَيْرُ كَدِرٍ] اهـ.

السنن الرواتب.. وأضافت الإفتاء أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كان يحرص على أن يصلي أربعًا قبل الظهر، فإذا لم يصليهنّ قبل الظهر صلاهن بعدها؛ روى الإمام الترمذي في "سننه" عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم كَانَ إِذَا لَمْ يُصَلِّ أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ صَلاَّهُنَّ بَعْدَهُ"، وفي رواية ابن ماجه أنها قالت: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم إِذَا فَاتَتْهُ الأَرْبَعُ قَبْلَ الظُّهْرِ صَلَّاهَا بَعْدَ الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ"؛ قال العلامة الشوكاني في "نيل الأوطار" (3/ 32، ط. دار الحديث): [الحديثان يدلّان على مشروعية المحافظة على السنن التي قبل الفرائض، وعلى امتداد وقتها إلى آخر وقت الفريضة؛ وذلك لأنها لو كانت أوقاتها تخرج بفعل الفرائض لكان فعلها بعدها قضاء وكانت مُقدَّمةً على فِعل سنة الظهر] اهـ.

فضل المحافظة على أداء السنن الرواتب

وأوضحت الإفتاء أن محافظة المسلم على الرواتب القبلية للصلاة يوقظ قلبه ويهيئه للخشوع في الفريضة، ومحافظته على الرواتب البعدية للصلاة يَجْبُر ما وقع فيها من النقص والخلل.

مقالات مشابهة

  • فضل المحافظة على السنن الرواتب والحث على أدائها
  • ما هي سورة التوديع؟.. تعرف على الآيات التي نعت النبي محمد
  • علي جمعة: الغنى الحقيقي هو غنى القلب والرضا بحكم الله
  • دليل استجابة الدعاء وقت نزول المطر
  • المراد من الدعاء المأثور عند نزول المطر: «اللَّهُم صَيِّبًا نَافِعًا»
  • هل الزواج من سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. الإفتاء تجيب
  • فضل الصلاة على النبي من مغرب الخميس إلى مغرب الجمعة| تعرف عليه
  • 8 سنن قبل صلاة يوم الجمعة احرص عليها
  • صحة مقولة "كذب المنجمون ولو صدقوا" الإفتاء توضح
  • أسباب القرب من النبي صلى الله عليه وسلم.. عالم أزهري يوضح