الاقتصاد.. واستقطاب الكفاءات
تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT
خلفان الطوقي
العالم في تغير مُستمر، والسرعة الهائلة في التغير هي السمة الملحوظة، وزادت وتيرتها أثناء وبعد الأزمة العالمية "كوفيد-19"، وقد استوعبت معظم الدول الدرس القاسي، وحاولت إعادة التموضع الأمني والسياسي والاقتصادي والتكنولوجي وغيرها من نواحي من خلال تشريعاتها وسياساتها وإجراءاتها ومبادراتها، لكن ما يُميِّز دولة عن أخرى، سرعة التفاعل وتفعيل ما تم إقراره، فهناك دول سريعة وأخرى أقل سرعة، وهناك دول بطيئة!
بعد هذه المقدمة، من المناسب لعُمان أن تُسرع الخطى لتبنِّي مبادرات مبتكرة وجرئية، وتبدأ من حيث انتهى الآخرون، وتبنى على مبادرات الآخرين، وتتفوق عليهم، ولم لا.
أولى هذه المبادرات التي بدرت في ذهني، وعُمان مؤهّلة لذلك، وهي مبادرة بعنوان: "استقطاب الكفاءات البشرية"، وتكون على مراحل: تبدأ باستقطاب الكفاءات من مفكرين ومخترعين ورياضيين وأطباء ورجال وصاحبات أعمال مرموقين وأصحاب التخصصات النادرة والمطلوبة في العالم وأصحاب العقول المميزة وتنتهي بالتجنيس.
الكفاءات المستهدفة سوف تغير المشهد رأسًا على عقب؛ فهي قيمة مضافة من كل النواحي، وأذكر أهمها:
- السمعة الدولية: فعُمان من البلدان النادرة جدًا التي حصلت على "صفر إرهاب"، وهي البلد الشهير بالتعايش والانفتاح والتعددية والريادة والوسطية والتسامح والسكينة والأمن والأمان، وبهكذا مبادرة ستكون عُمان من أكثر البلدان جذباً وتنافسية، وسيزيد من رفعة سمعتها ومكانتها الإقليمية والعالمية.
- القيمة المضافة: الكفاءات المميزة ستمثل قيمة مضافة في الاقتصاد العُماني الذي سوف يتميز بالسيولة والتوظيف والفرص التي تفيد كل من في المجتمع، ومثل هؤلاء لا خوف منهم ولا عليهم.
- مطلب مجتمعي: تجد كثيرا من أفراد المجتمع وخاصة التجار يشكون قلة التعداد السكاني، وأن على عُمان أن تفتح أبوابها للجميع، فإذا فتحت الأبواب لأصحاب العقول الخلاقة والتخصصات النادرة، فإنَّ الفوائد ستكون مزدوجة.
- القوة الناعمة: بمجرد تطبيق هذه المبادرة سوف تروِّج للسلطنة، وتكون داعمة للقوة الناعمة من خلال مبادرة نوعية وتأثيرها عميق حالي ومستدام.
- توجه الدولة: منذ بداية عام 2021 وتدفق مئات البرامج الوطنية والمبادرات الحكومية والمشاريع النوعية والتي يراد لها أن تنفذ بأسرع ما يمكن من خلال عقول مبدعة، وما يخدم الرؤية الوطنية "عُمان 2040"، وبتفعيل هذه المبادرة سوف تكون عُمان قد حققت أكثر من هدف مباشر وغير مباشر من خلال استقطاب الكفاءات النادرة وفي مجالات مختلفة، وجميع هذه الأهداف تخدم التوجهات الحكومية الحالية.
إن مبادرة استقطاب الكفاءات سوف تكون مثرية للاقتصاد والمجتمع مليئة بتلاقح الأفكار والجهود، ولن تكون مُقلقة لأحد، لأنها مؤطّرة ومُقنَّنة، وتُنفَّذ وفق معايير شفّافة واشتراطات مدروسة، ووفق نسب وأعداد محددة سلفا، كما أنها ليست عامة للجميع، بل هي خاصة محدودة، والقرار السيادي يبقى بيد الدولة، والآن هو الوقت المناسب لجذب الكفاءات من جميع الدول وخاصة الدول التي تعاني أوضاعا سياسية أو أمنية أو اقتصادية حرجة، وما أكثرها.
لا ريب أن دعم المُبدعين العُمانيين وجذب الكفاءات الإقليمية والعالمية ملفان مُكمِّلان لبعضهما البعض، ولا داعي لقلق وردات فعل سلبية من بعض أفراد المجتمع، ويمكن امتصاص ردات الفعل السلبية بالتوضيح المُبكِّر للفوائد العظيمة للمبادرة، وهذا هو الوقت المناسب لقرار سريع وجريء، وأي تأخير هو إقرار بمزيد من الفرص الضائعة سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
“مجموعة روشن” تحتفي بأسبوع البيئة 2025 عبر مبادرات متنوعة في الرياض وجدة
المناطق_واس
تحتفي “مجموعة روشن” (إحدى شركات صندوق الاستثمارات العامة) بأسبوع البيئة 2025، الذي يأتي هذا العام تحت شعار “بيئتنا كنز” من خلال سلسلة من المبادرات والأنشطة التفاعلية والمجتمعية في مناطق المملكة كافة.
وتندرج هذه المبادرات تحت مظلة “مبادرة روشن الخضراء”، البرنامج الشامل للاستدامة في المجموعة الذي يقع ضمن الركائز الرئيسية لبرنامج المجموعة للمسؤولية الاجتماعية “يحييك”، ويهدف إلى رفع الوعي البيئي وتعزيز المساحات الخضراء ودعم المبادرات الوطنية في مجال الاستدامة البيئية.
أخبار قد تهمك “سعود الطبية” تسجّل قصة إنقاذ استثنائية لمريض توقف قلبه 30 دقيقة 24 أبريل 2025 - 7:29 مساءً دوريات الإدارة العامة للمجاهدين بمحافظة جدة تقبض على شخص لترويجه مادة الحشيش المخدر وأقراصًا خاضعة لتنظيم التداول الطبي 24 أبريل 2025 - 7:14 مساءًومن خلال هذه المبادرات تسلّط “روشن” الضوء على أهمية المشاركة المجتمعية في الحفاظ على البيئة الطبيعية للمملكة وإعادة تأهيلها من خلال أنشطة تفاعلية توعوية، وتستضيف فعاليات متنوعة في “واجهة روشن” بالتعاون مع جهات رائدة مثل مؤسسة تنمية الغطاء النباتي (مروج)، ضمن نهجها المستدام في تطوير مجتمعات بيئية متكاملة، يشمل زراعة الأشجار والنباتات المحلية في مختلف مشاريعها دعمًا لمبادرات التشجير وتعزيز الغطاء النباتي.
ففي العاصمة الرياض، تستقبل “مجموعة روشن” الزوار في “مركز مبادرة روشن الخضراء” داخل مجتمع “سدرة”، وتقدّم تجارب توعوية وأنشطة تعليمية تُرسّخ مفاهيم الاستدامة وتُسلّط الضوء على العلاقة بين الاهتمام بالبيئة وجودة الحياة.
وتتعاون المجموعة في “واجهة روشن” مع مؤسسة تنمية الغطاء النباتي (مروج)؛ لطرح مبادرات توعوية تُظهر كيف يمكن لممارسات بسيطة أن تُحدث أثرًا كبيرًا في دعم الأهداف البيئية للمملكة، وتتيح للعائلات المشاركة في جناح تفاعلي في واجهة روشن في الرياض يتضمن أنشطة تفاعلية وكتيبات تثقيفية مخصصة للأطفال، وذلك تعزيزًا لدورهم المجتمعي في دعم الاستدامة من خلال إسهامات عملية ومباشرة.
وفي جدة، تتعاون “مجموعة روشن مع برنامج التطوع و الشراكة المجتمعية بمحافظة جدة “لنبادر”، لتنفيذ مبادرات استدامة ميدانية ذات أثر ملموس, وتشمل هذه المبادرات الحفاظ على الأشجار المعمرة في جدة تكريمًا لقيمتها البيئية وتراثها الثقافي، إلى جانب القيام بحملة لتنظيف الشاطئ على كورنيش جدة بالتعاون مع أمانة جدة.
وخلال هذا الأسبوع، يمكن لزوار “واجهة روشن البحرية” المشاركة في أنشطة غرس الشتلات، والتفاعل مع آلات إعادة التدوير التي تتيح إعادة تدوير البلاستيك مقابل مكافآت تشجيعية، ما يجعل السلوك المستدام عمليًا ومجزيًا في آنٍ واحد.
وتلتزم “مجموعة روشن” في إطار إستراتيجيتها البيئية على المدى البعيد، بزراعة (14) مليون شجرة وشجيرة بحلول عام 2030، مع التركيز على الأنواع المحلية والمقاومة للظروف المناخية، وسيتم إنتاج العديد من هذه الأشجار في “مركز مبادرة روشن الخضراء” في مجتمع “سدرة”، النموذجي شمال مدينة الرياض، مما يترجم التزام المجموعة العملي تجاه “مبادرة السعودية الخضراء” وتحقيق مستهدفات رؤية 2030.
وتجسّد حملة “مجموعة روشن” في أسبوع البيئة 2025 رسالتها الأشمل المتمثلة في تطوير مجتمعات ووجهات حيوية ومستدامة تضع المسؤولية البيئية في صميم رؤيتها، وتُعيد تعريف أسلوب حياة الأفراد وتفاعلهم وإسهاماتهم في بناء مستقبل أكثر اخضرارًا للمملكة.