6 مؤشرات تفضح تعمّد إسرائيل مواصلة "الإبادة الجماعية" وانتهاك قرارات "العدل الدولية"
تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT
الرؤية- سارة العبرية
أكد تقرير صادر عن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، مواصلة جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب جرائم متنوعة تندرج تحت جريمة "الإبادة الجماعية" ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، مشيرا إلى أن ذلك يعد تعمدا لانتهاك قرارات محكمة العدل الدولية.
ووثق تقرير المرصد، استمرار تصاعد العنف من جانب الجيش الإسرائيلي ضد قطاع غزة على مدى شهر كامل بعد صدور قرار المحكمة الدولية، وذلك استنادًا إلى ستة مؤشرات رئيسية.
القتل الجماعي
وخلال شهر من صدور قرار المحكمة الدولية، قتل الجيش الإسرائيلي نحو 3850 فلسطينيًا، بمن فيهم 1306 أطفال و807 نساء، بالإضافة إلى إصابة نحو 5120 آخرين، وهذا يرفع عدد الضحايا منذ السابع من أكتوبر الماضي إلى أكثر من 38 ألف شهيد، من بينهم 14350 طفلا و8620 امرأة، وتشمل الحصيلة أيضًا أكثر من 8 آلاف جثة تحت الأنقاض وفي الشوارع لم تتمكن الطواقم الطبية من انتشالها.
تعمّد الأذى البدني والمعنوي
ووفقًا للتقرير، تستمر إسرائيل في عرقلة سفر الجرحى للعلاج خارج قطاع غزة؛ حيث لم تسمح سوى لـ 800 جريح بالسفر منذ بداية الحرب، إذ تفوق أعداد المصابين 70 ألف شخص، في الوقت الذي يُعاني فيه مئات الآلاف من أصحاب الأمراض المزمنة من الحرمان من العلاج، نظرًا لتوقف مُعظم المستشفيات في القطاع ونقص الأدوية، مما يضع حياتهم في خطر الموت المحتمل.
وحذر التقرير من "الآثار النفسية والعقلية طويلة الأمد" بعد مضي أكثر من 4 أشهر من الحرب التي أسفرت عن نزوح ما يقرب من مليوني فلسطيني، حيث يعيش هؤلاء النازحون في ظروف صعبة، إما في خيام أو مراكز إيواء أو منازل مزدحمة، وسط افتقار مقومات الحياة الأساسية والصحية والنظافة، كما أنهم يتعرضون لقصف متكرر وشديد الحدة، ويفتقرون إلى وجود مناطق آمنة يمكنهم اللجوء إليها.
أحوال معيشية مُهلكة
وأشار التقرير إلى أن الجيش الإسرائيلي واصل "سياسته الممنهجة" لتهجير الفلسطينيين قسرا من منازلهم، وتم ذلك من خلال اتباع مسارين؛ أولهما هو إصرار الجيش على تهجير سكان مدينة غزة وشمالها، من خلال هجمات وقصف مراكز الإيواء في غرب غزة وحي الزيتون؛ حيث يقدر عدد الفلسطينيين في هذه المنطقة بحوالي 88 ألف شخص، الذين تم إجبارهم على النزوح مرة أخرى خلال شهر واحد.
أما المسار الثاني، فقد استمر الجيش الإسرائيلي في تنفيذ سياسته غير القانونية لإصدار أوامر الإجلاء من مخيم خان يونس للاجئين، وهو ما يستهدف منطقة يعيش فيها أكثر من 150 ألف شخص، ووصلت الأمور إلى ذروتها مع اقتحام الاحتلال مستشفيي الأمل وناصر في خان يونس بداية فبراير، مما أدى إلى إجبار حوالي 18 ألف شخص على النزوح.
التجويع وعرقلة الإمدادات
وتواصل إسرائيل في استخدام سياسة التجويع كوسيلة إضافية لتنفيذ ما يصف بجريمة الإبادة الجماعية ضد المدنيين الفلسطينيين، من خلال حرمانهم من المواد الغذائية الأساسية الضرورية للبقاء، وتشمل هذه السياسة تعمّد عرقلة تدفق المساعدات الإنسانية والغذائية، مما أدى إلى مواجهة حوالي 53% من سكان قطاع غزة؛ أي ما يقارب من مليون و170 ألف شخص، لنقص كبير في إمداداتهم الغذائية، وتصل نسبة 26% منهم؛ أي نحو 577 ألف شخص إلى مستوى المجاعة، مما يزيد من حالات الوفاة.
إبادة بمنع الإنجاب
وبشكل ممنهج، استهدفت قوات الاحتلال خلال الأسابيع الأخيرة آلاف النساء والأطفال، بما في ذلك الحوامل والرضّع في الحضانات، وبسبب غياب الرعاية الطبية تجد النساء أنفسهن مضطرات للولادة في ظروف غير آمنة، وعادةً ما يكون من دون المساعدة الطبية اللازمة، مما يعرض حياة الأم والطفل للخطر، ويؤدي إلى زيادة حالات الوفاة بين الرضّع حديثي الولادة بسبب الأمراض المعدية والإسهال والبرد، أو حتى الجوع.
تحريض علني على القتل
وأشار التقرير إلى استمرار التصريحات التي تكشف عن نية إسرائيل في مواصلة ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية، دون تغيير في الطريقة التي يتم بها تنفيذ العمليات العسكرية، ودون توفير أي ضمانات لحماية المدنيين الفلسطينيين، كما أن إسرائيل لم تتخذ حتى الآن أي إجراء لمساءلة أو محاسبة أي من المسؤولين السياسيين أو العسكريين أو الأفراد المدنيين المتورطين في التحريض على إبادة المدنيين في قطاع غزة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
عين العدالة الدولية عمياء.. في "يوم الأسير".. سادية الاحتلال تنتهك إنسانية الفلسطينيين
◄ 9900 أسير فلسطيني يعيشون ظروفا غير إنسانية في سجون الاحتلال
◄ استشهاد أكثر من 63 أسيرا داخل السجون الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر
◄ شهادات مروّعة توثّق أساليب التعذيب الممنهجة داخل السجون
◄ ارتكاب جرائم التعذيب والتجويع والاعتداءات الجنسية ضد الأسرى
الرؤية- غرفة الأخبار
تمارس سلطات الاحتلال الإسرائيلي أفظع الجرائم بحق الأسرى الفلسطينيين في مختلف السجون، كما زادت وتيرة التعذيب الممنهج الذي يفضي إلى الموت بعد أحداث السابع من أكتوبر 2023.
وفي يوم السابع عشر من فبراير من كل عام، يحيي الفلسطينيون "يوم الأسير الفلسطيني"، لإعلان التضامن مع الأسرى والمطالبة بالإفراج عنهم، إذ يخرج الآلاف في الشوارع حاملين صور الأسرى في مسيرات بالمدن الفلسطينية.
وحتى بداية أبريل 2025، بلغ إجمالي أعداد الأسرى في سجون الاحتلال "بدون أسرى غزة" أكثر من 9900 أسير، فيما يبلغ عدد المعتقلين الإداريين 3498 معتقلا، ويبلغ عدد الأسيرات 29 أسيرة بينهن أسيرة من غزة وطفلة، فيما يبلغ عدد الأسرى الأطفال ممن تقل أعمارهم عن 18 عامًا نحو 400 طفل موزعين على سجون مجدو وعوفر، بحسب نادي الأسير الفلسطيني.
وإضافة لذلك، يبلغ عدد من صنفتهم إدارة سجون الاحتلال من معتقلي غزة بـ"المقاتلين غير شرعيين" الذين اعترفت بهم إدارة سجون الاحتلال 1747 أسيرا، علما أن هذا المعطى لا يشمل كافة معتقلي غزة وتحديدا من هم في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال.
وبمناسبة يوم الأسير الفلسطيني، أعلنت مؤسسات الأسرى الفلسطينية أن 63 أسيرًا على الأقل استشهدوا في سجون الاحتلال منذ بداية العدوان على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023.
وفي بيان مشترك بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني، قالت المؤسسات الاحتلال يواصل إخفاء هويات العشرات من الشهداء الأسرى واحتجاز جثامينهم، علمًا أنّ عدد الشهداء الأسرى الموثقة أسماؤهم منذ عام 1967 بلغ 300 شهيد كان آخرهم الطفل وليد أحمد من سلواد.
وأضافت أن جرائم التّعذيب بمستوياتها كافة، وجريمة التّجويع والجرائم الطبيّة والاعتداءات الجنسية منها الاغتصاب، شكّلت الأسباب الأساسية التي أدت إلى استشهاد أسرى ومعتقلين بوتيرة أعلى مقارنة مع أي فترة زمنية أخرى، وذلك استنادًا لعمليات الرصد والتوثيق التاريخية المتوفرة لدى المؤسسات.
ولفتت مؤسسات الأسرى، إلى أن الشهادات والإفادات من الأسرى داخل سجون الاحتلال التي نقلتها الطواقم القانونية والشهادات التي جرى توثيقها من المفرج عنهم، أظهرت مستوى صادمًا ومروعًا لأساليب التّعذيب الممنهجة، تحديدًا في روايات معتقلي غزة.
وحسب البيان، فقد تضمنت هذه الشهادات إلى جانب عمليات التّعذيب، أساليب الإذلال -غير المسبوقة- لامتهان الكرامة الإنسانية، والضرب المبرح والمتكرر، والحرمان من أدنى شروط الحياة الاعتقالية اللازمة.
وقالت المؤسسات: "نجد أنّ الاحتلال عمل على مأسسة جرائم بأدوات وأساليب معينة، تتطلب من المنظومة الحقوقية الدولية النظر إليها كمرحلة جديدة تهدد الإنسانية جمعاء وليس الفلسطيني فحسب، وهذا ما ينطبق أيضًا على قضية الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين".
وأشارت إلى أن "حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة صعدت من حملاتها التحريضية واستهداف الأسرى منذ ما قبل حرب الإبادة".
وبلغت حصيلة الاعتقال منذ بدء الحرب على غزة 16400 حالة، من بينهم أكثر من 510 من النساء، ونحو 1300 من الأطفال. هذا المعطى لا يشمل حالات الاعتقال من غزة والتي تقدر بالآلاف، بمن فيهم النساء والأطفال، حسب البيان.
وعمل الاحتلال على استحداث معسكرات خاصّة لاحتجاز معتقلي غزة والضفة، مع تصاعد أعداد المعتقلين، إلى جانب السّجون المركزية، وكان من أبرزها معسكر "سدي تيمان" الذي شكل العنوان الأبرز لجرائم التعذيب، وسجن "ركيفت" إضافة إلى معسكر "عناتوت"، ومعسكر "عوفر" ومعسكر "نفتالي"، ومعسكر "منشة" وهي معسكرات تابعة لإدارة جيش الاحتلال، وهي فقط المعسكرات التي تمكنت المؤسسات من رصدها وقد يكون هناك سجون ومعسكرات سرّية.
واستخدم الاحتلال جملة من الأدوات لترسيخ جريمة الإخفاء القسري، وذلك من خلال تطويع القانون بفرض تعديلات على ما يسمى بقانون "المقاتل غير الشرعي"، وكذلك منع اللجنة الدّولية للصليب الأحمر من زيارتهم، وعدم الإفصاح عن أعدادهم وأماكن احتجازهم، وظروف اعتقالهم، أو أي شيء يتعلق بمصيرهم.
وتعمد الاحتلال التعامل معهم كأرقام، ولاحقًا تمكّنت الطواقم القانونية في ضوء التعديلات التي تمت الكشف عن مصير آلاف المعتقلين من غزة، وفقًا للبيان.
وتخيم الجرائم الطبية على شهادات الأسرى، تحديدًا مع استمرار انتشار مرض (الجرب- السكايبوس) الذي حوّلته منظومة السّجون إلى أداة تعذيب، وأدى إلى استشهاد أسرى.
وأشارت مؤسسات الأسرى إلى أن منظومة السجون تتعمد حرمان الأسرى من أدوات النظافة والملابس والتعرض للشمس، والاستحمام بشكل منتظم، إلى جانب الاكتظاظ غير المسبوق بين صفوف الأسرى.
وقال البيان: "تصاعدت أعداد الأسرى المرضى في سجون الاحتلال، فهناك المئات من المرضى والجرحى، وأعدادهم في تصاعد مستمر جراء الجرائم والسياسات والإجراءات الانتقامية الممنهجة التي فرضها الاحتلال على الأسرى، وأبرزها التّعذيب والجرائم الطبيّة".
وجددت المؤسسات مطالبتها للمنظومة الحقوقية الدّولية المضي قدمًا في اتخاذ قرارات فاعلة لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب التي يواصلون تنفيذها بحقّ الشعب الفلسطيني.