يقول الكاتب الروسي يوري بريسوف في تقرير له بموقع "المركز الروسي الإستراتيجي للثقافات" إن أميركا تصوغ قوانين توريد الأسلحة للدول الأجنبية وفقا لمصالحها، وإنها تقدم وتؤخر الحروب مراعاة لهذه المصالح.

ونقل بريسوف عن موقع "أكسيوس" الأميركي أن إدارة الرئيس جو بايدن منحت إسرائيل مهلة حتى منتصف مارس/آذار المقبل للتوقيع على رسالة تضمن الامتثال للقانون الدولي عند استخدام الأسلحة الأميركية وتسمح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وفي حال عدم تقديم الضمانات خلال الفترة المحددة سيتم تعليق التوريد لإسرائيل.

وأوضح أن هذه السياسة الأميركية الجديدة لا تخص إسرائيل وحدها، بل تنطبق على جميع الدول التي تتسلم أسلحة أميركية، مضيفا أن هذه السياسة تطلب تقديم "ضمانات مكتوبة وموثوقة" للولايات المتحدة بشأن استخدام أي من الأسلحة وفقا للقانون الإنساني الدولي.

واشنطن تريد إخفاء فشلها في الشرق الأوسط

ويضيف الكاتب أن الولايات المتحدة تريد حجب وإخفاء حقيقة تراجع نفوذها في الشرق الأوسط قبل الانتخابات الرئاسية.

وأشار إلى أن الأعمال العسكرية الإسرائيلية ضد غزة تهدد بنمو المواجهة العسكرية السياسية في هذه المنطقة، الأمر الذي لا يخدم مصالح واشنطن ويؤثر بشكل كبير على الهيبة الأميركية، وبالتالي على محاولاتها لإبقاء المنطقة تحت سيطرتها، لا سيما في ظل تبدد خوف خصوم أميركا العسكريين في الشرق الأوسط من الإجراءات الانتقامية التي قد تتخذها وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).

وأضاف أن عدم خوف خصوم أميركا في المنطقة بلغ حدا بات فيه البعض يملي شروطه على أميركا علنا مثل إنذار الحوثيين عددا من شركات الشحن والتأمين بمنع السفن الأميركية والبريطانية والإسرائيلية من الإبحار في مياه البحر الأحمر وبحر العرب وخليج عدن.

حرب غزة خيار غير مغر لواشنطن

وذكر الكاتب أن احتمال تطور المغامرة الإسرائيلية في قطاع غزة، والتي تواصل حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دفعها إلى طريق مسدود عسكريا خيار غير مغر بالنسبة للولايات المتحدة. ولهذا السبب لجأت واشنطن، وفقا للكاتب، إلى إجراءات ردع غير مسبوقة ضد إسرائيل منها الحث على تعليق هذا الصراع حتى نهاية الدورة الانتخابية.

واستمر بريسوف يقول إن أحكام هذه المذكرة الأميركية حول تصدير أسلحتها إلى الدول الأجنبية تنطبق على أوكرانيا بنفس القدر الذي تنطبق به على إسرائيل.

ومع ذلك، لم تقدم كييف لواشنطن ضمانات مكتوبة بعدم استخدام الأسلحة الأميركية ضد أهداف مدنية ومدنيين، الأمر الذي يحظره القانون الدولي بشكل صارم.

سلوكها يكشف عدم اهتمامها إلا بمصالحها

وبحسب الكاتب فإن أوكرانيا مستمرة في استخدام قاذفات الصواريخ الأميركية "إم 142 هيمارس" يوميا ضد السكان المدنيين والمناطق السكنية في دونيتسك و"المدن الروسية الأخرى".

وأوضح أن كييف تستغل ثغرة قانونية تنص على أنه في الظروف النادرة والاستثنائية المبررة بضرورات تتعلق بالأمن القومي الأميركي، وبناء على إشعار متزامن للرئيس، بما في ذلك صياغة مبرر مناسب، يجوز لوزير الخارجية أو وزير الدفاع الأميركيين التنازل عن طلب الضمانات، وينبغي أن يكون هذا التنازل محدودا بوقت ونطاق لتعزيز مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: إسرائيل تبحث عن الأسلحة المحصنة في جنوب لبنان

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن معلومات تفيد بتنفيذ قوات خاصة إسرائيلية غارات صغيرة في جنوب لبنان لجمع معلومات استخبارية.

وفي تحليل لهذه التطورات، أوضح الخبير العسكري والإستراتيجي العميد حسن جوني أن هذه العمليات الخاصة تهدف على الأرجح إلى البحث عن أسلحة ومخابئ لم تستطع القوات الجوية الإسرائيلية استهدافها وتدميرها.

وأشار جوني -خلال فقرة التحليل العسكري- إلى أن هذه المخابئ قد تكون محصنة بشكل جيد داخل الجبال، مما يجعلها عصية على الهجمات الجوية التقليدية.

وأضاف جوني أن هذا السيناريو يتوافق مع أحد الاحتمالات التي تم طرحها سابقا، والمتمثل في تنفيذ عمليات خاصة إما عبر التسلل البري وإما الإنزال الجوي وإما "الإبرار البحري".

الضغط على الحزب

وفي سياق متصل، تطرق جوني إلى الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية الشاملة في هجماتها على لبنان، مشيرا إلى أنها ترتكز على ثلاثة خطوط جهد رئيسية: الجهد الحربي، والجهد النفسي، والجهد الأمني.

وأوضح أن الجهد النفسي يلعب دورا مهما في هذه الإستراتيجية، حيث يهدف إلى الضغط على مقاتلي حزب الله والبيئة الحاضنة له والمجتمع اللبناني ككل.

وحول التسريبات الإسرائيلية عن قرب تنفيذ عملية عسكرية برية في لبنان، رأى جوني أن هذه التصريحات تندرج ضمن إطار الحرب النفسية والتهديد والتهويل، وأضاف أن الهدف من هذه التكتيكات قد يكون محاولة تحقيق إنجازات تغني عن التنفيذ الفعلي والمكلف للعملية البرية.

وفيما يتعلق بقدرات حزب الله في مواجهة أي تدخل بري محتمل، أشار جوني إلى أن كون عناصر الحزب من أبناء الجنوب اللبناني يمثل نقطة قوة أساسية.

سيناريو كارثي

وأوضح أن هذه الميزة لا يمكن استثمارها بشكل كامل إلا في المواجهة البرية، حيث تعطي للمقاتلين قوة مضاعفة نابعة من إيمانهم بأرضهم ومشروعية قتالهم.

وذكّر جوني بالتجارب السابقة لحزب الله في مواجهة إسرائيل، مشيرا إلى نجاح الحزب في تحطيم صورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر، سواء خلال فترة الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان أو في حرب يوليو/تموز 2006.

وحول استعدادات حزب الله لمواجهة السيناريوهات الصعبة، أقر جوني بأن ما حدث مؤخرا من استهداف واسع النطاق لقيادات وعناصر الحزب يتجاوز ما يمكن لأي عقل عسكري توقعه، لافتا إلى أنه من الصعب تصور وجود خطة مسبقة لمواجهة مثل هذا السيناريو الكارثي.

ومع ذلك، أكد جوني على أهمية المرونة والقدرة على الاستجابة السريعة للتطورات الميدانية، مشيرا إلى أن الخبرة في التخطيط ومواجهة المواقف المستجدة ستلعب دورا حاسما في قدرة حزب الله على التعامل مع هذا التحدي الكبير.

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي: هكذا اغتالت إسرائيل حسن نصر الله
  • خبير عسكري: إسرائيل تبحث عن الأسلحة المحصنة في جنوب لبنان
  • تصريحات خطيرة بخصوص عقيدة الأسلحة النووية الروسية
  • تقرير بموقع روسي: سوريا هي التالية من أجل إسرائيل الكبرى
  • بعد مرور 949 يوما من الحرب.. الصراع بين روسيا وأوكرانيا إلى أين؟
  • بروفيسور بهارفارد: أميركا توافق على كل ما تقوم به إسرائيل
  • بالتفاصيل.. تعرف على تكنولوجيا القنابل الأميركية التي استخدمها “جيش” الاحتلال الإسرائيلي
  • الدواء الأميركية تجيز استخدام دوبيكسنت المضاد لالتهاب الشعب الهوائية لدى المدخنين
  • إسرائيل تلوّح بضرب مطار بيروت
  • تهديدات باستخدام السلاح النووي وبحرب عالمية ثالثة.. هذه التفاصيل