الصين لاعب أساسي في حفظ التجارة العالمية
تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT
تشو شيوان **
كنت حاضرًا المؤتمر الوزاري الـ13 لمنظمة التجارة العالمية والذي استضافته دولة الإمارات، مما دعاني أن أتحدث عن العام 2001، ففي هذا العام كانت الصين والعالم على موعد مهم جدًا غير وسرع وتيرة التنمية التجارية للصين وللعالم حيث إنه في 11 ديسمبر 2001 انضمت الصين إلى منظمة التجارة العالمية، وقد أثبتت الأيام أن قرار الصين الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية كان إيجابيًا تمامًا، حيث سرّع الانضمام وتيرة التنمية الصينية وحقق الفوائد لبقية العالم أيضًا، وأجد أن دخول الصين المنظمة واحد من أهم الأمور التي حدثت خلال القرن الجاري.
وقبل عدة أيام، احتضنت العاصمة الإماراتية أبوظبي اجتماعًا وزاريًا مُهمًا حول تسهيل الاستثمار، أُعلن خلاله عن التوصل الرسمي لاتفاقية "تيسير الاستثمار من أجل التنمية"، وقد حضر وزير التجارة الصيني وانغ ون تاو الاجتماع وألقى كلمة، وقال إنه تم إطلاق "اتفاقية تيسير الاستثمار بمحور "التنمية" من أجل تعزيز الاستثمار العالمي عبر الحدود، وتحسين بيئة الأعمال للأعضاء النامية، والمساعدة في توسيع استخدام الاستثمار الأجنبي، وزيادة دخل الناس وتعزيز النمو الاقتصادي. وأشار وانغ إلى أن إبرام الاتفاقية يعد انتصارا مهما آخرا للتعددية ومثالًا عمليًا لتعزيز التنمية الشاملة للنظام التجاري متعدد الأطراف، وقد جذبت كلمته واجتماعاته الكثير من الاهتمامات لكون الصين لاعبا أساسيا في منظمة التجارة العالمية بصفتها محركا رئيسيا للتبادلات التجارية العالمية.
ومن الجدير بالذكر أنه في سبتمبر من العام الماضي، شدد الرئيس الصيني شي جين بينغ، أثناء جلسة دراسة جماعية للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني على بذل الجهود للمشاركة بنشاط في إصلاح منظمة التجارة العالمية، وتعزيز القدرة على التعامل مع الانفتاح رفيع المستوى، وأشار الرئيس شي إلى أن منظمة التجارة العالمية ركيزة مهمة للتعددية ومنصة مهمة للحوكمة الاقتصادية العالمية، وقال إن تنفيذ الإصلاحات اللازمة للمنظمة يعد توافقًا مشتركًا واتجاهًا عامًا، وفيما يخص الاصلاحات فإن الصين تجد أن هناك ضرورة للتمسك بقوة بسلطة وفعالية النظام التجاري متعدد الأطراف وفي القلب منه منظمة التجارة العالمية، والعمل بنشاط على استعادة العمل الطبيعي لآلية تسوية المنازعات التابعة لمنظمة التجارة العالمية، وضرورة التمسك بالاتجاه العام المتمثل في العولمة الاقتصادية، ومناصرة التجارة الحرة والتعددية الحقيقية، ومعارضة الأحادية والحمائية، ومعارضة تسييس مفهوم الأمن القومي بشأن القضايا الاقتصادية والتجارية واستخدام هذا المفهوم كسلاح والإفراط في توسيعه، وبناء اقتصاد عالمي مفتوح، وهذه الاصلاحات إيجابية للعالم بأكمله خصوصًا وأن هناك حمائية عالية تتبعها بعض الدول الكبرى ضد دول العالم وبالأخص الدول النامية.
منذ أن دخلت الصين منظمة التجارة العالمية والعالم ينمو تجاريًا واقتصاديا بشكل كبير خصوصا وأن الصين تلعب دورًا مهمًا في الصناعات، وباعتبار الصين مصنع العالم فإن دخولها المنظمة سهل الكثير من التعقيدات في توفر البضائع والسلع وسهل حركة التجارة للكثير من البلدان، وهذا ينسجم مع سعي الصين للانخراط في المجتمع العالمي والانفتاح اقتصاديًا وتجاريًا مع العديد من دول العالم، ومنذ دخول الصين المنظمة اختلفت أساليب التجارة العالمية وأوجدت الصين بدائل تجارية كثيرة سهلت من تنمية شعوب وبلدان وأيضًا ساعد هذا الأمر في تحسين حركة التجارة والمحافظة على استقرار الأسواق وسلاسة سلاسل الامداد العالمية، وقد قال المتحدث باسم منظمة التجارة العالمية بأن انفتاح الصين هو مفتاح إنعاش التجارة العالمية، وذلك خلال مشاركته في معرض الصين الدولي للاستيراد في نوفمبر العام الماضي.
ما أودُ استعراضه من خلال هذا الطرح أن الصين لاعب أساسي في منظمة التجارة العالمية ومن حقها أن تطالب وتشارك في إصلاح المنظمة وإصلاح النظام التجاري العالمي، والصين موقفها واضح من هذه الإصلاحات، ويتمثل في البعد عن الحمائية وضمان وصول التنمية للدول النامية. وبالحديث عن تشجيع الاستثمار، فإن الصين مستثمر قوي في الكثير من الأسواق العالمية وخاصة الدول النامية، وتأتي المشاريع الصينية ومبادراتها العالمية مثل مبادرة الحزام والطريق، ومبادرة التنمية العالمية، وبناء مجتمع المصير المشترك للبشرية من المثل الحية للمفاهيم الصينية لتحقيق السلام والتنمية والازدهار، والآن تهدف الصين إلى تحقيق التنمية عالية الجودة أثناء عملية التحديث، وتقديم فرص جديدة لدول العالم وإنعاش الاقتصاد العالمي بأقصى جهودها.
** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية- العربية
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
«AIM للاستثمار 2025» تبحث في أبوظبي تحديات الأسواق العالمية والاستثمار المستقبلي
تستضيف قمة AIM للاستثمار، التي تنطلق خلال الفترة من 7 إلى 9 أبريل المقبل، في مركز «أدنيك» أبوظبي، عدداً من الفعاليات والمنتديات والمؤتمرات المحلية والإقليمية والعالمية، التي تبحث أبرز القضايا والتحديات والفرص الاستثمارية لتعزيز النمو الاقتصادي العالمي المستدام.
وتشهد القمة «منتدى تكنولوجيا التجارة العالمية» التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي، وكلاً من منتديات المكاتب العائلية واستثمار الهند واستثمار اليابان واستثمار الصين واستثمار روسيا ووجهات الاستثمار.
كما تشهد القمة منتديات الحوار الإقليمي التي تغطي مناطق مختلفة حول العالم ومنها، منتدى الحوار الإقليمي لدول أفريقيا، ومنتدى الحوار الإقليمي لدول أوروبا، ومنتدى الحوار الإقليمي لدول أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، ومنتدى الحوار الإقليمي لدول أوروبا، ومنتدى الحوار الإقليمي لدول المنطقة العربية، ومنتدى الحوار الإقليمي لأميركا الشمالية. وتتعاون قمة AIM للاستثمار 2025 لتنظيم هذه المنتديات مع هيئات ومنظمات دولية، ومنها الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)، ومنظمة الأمم المتحدة للسياحة العالمية، والوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA)، ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو)، والرابطة العالمية لوكالات ترويج الاستثمار وغيرها. ويعكس هذا التعاون الدور المحوري الذي تلعبه قمة AIM للاستثمار في المساهمة بتسريع التنمية الاقتصادية العالمية، ونجاحها في توفير منصة مهمة للمستثمرين العالميين ورواد الأعمال وصناع القرار لاستكشاف فرص جديدة وشراكات طويلة الأمد، لدفع عجلة النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة. وتتضمن الفعاليات جلسات حوارية وخطابات رئيسية وورش عمل تفاعلية واجتماعات الطاولة المستديرة، لتبادل الأفكار وأفضل الممارسات، وتعزيز الحوار والتعاون، وتحفيز العمل المشترك نحو مستقبل استثماري أكثر استدامة وشمولية في العالم أجمع. وتفصيلاً، يتم تنظيم الدورة الثانية من منتدى تكنولوجيا التجارة، بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي، ودعم كل من وزارة الاقتصاد، ودائرة التنمية الاقتصادية - أبوظبي، تحت شعار «التحول في مجال التجارة والتكنولوجيا: تقييم الحاضر واستشراف المستقبل»، بهدف توفير منصة مثالية لتبادل الأفكار المبدعة والمستقبلية في مجال تكنولوجيا التجارة. ويتضمن المنتدى مجموعة من الجلسات وورش العمل التي تسلط الضوء على كيفية الاستفادة من التكنولوجيا لتطوير التجارة والاستثمار العالمي. تتطرق الجلسات الرئيسية لمواضيع مثل نتائج تقرير TradeTech لعام 2025، وتحليل البيئة التنظيمية في تمويل التجارة، وأهمية الاستثمار في الابتكار التجاري من أجل تعزيز النمو المستدام، إلى جانب استعراض التحولات التي يقودها الذكاء الاصطناعي في سلاسل التوريد، وتمويل التجارة، والخدمات اللوجستية، مع التركيز على التحديات والفرص التي تتيحها هذه التحولات. وبالتزامن مع قمة AIM للاستثمار، تنطلق فعاليات الدورة الثالثة من المنتدى العالمي للإنتاج المحلي، تحت شعار «تعزيز الإنتاج المحلي من أجل العدالة الصحية والأمن الصحي العالمي والتنمية المستدامة»، بمشاركة وزراء وكبار المسؤولين الحكوميين، إلى جانب قادة المنظمات الدولية، وممثلي القطاع الخاص، والمؤسسات المالية الإقليمية والعالمية، والخبراء الصناعيين والتقنيين. ويهدف المنتدى إلى تبادل الأفكار وصياغة استراتيجيات مبتكرة لتعزيز الإنتاج المحلي، بما يسهم في تحسين الوصول العادل إلى المنتجات الصحية عالية الجودة، وتعزيز الأمن الصحي على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية. وتتناول أجندة المنتدى موضوعات محورية تشمل السياسات التنظيمية والتمويل والاستثمار في النظم البيئية للإنتاج المحلي، إضافةً إلى الابتكار ونقل التكنولوجيا وتحسين سلاسل القيمة الصناعية. كما تسلط الجلسات الضوء على دور الذكاء الاصطناعي والرقمنة والإنتاج المستدام في تطوير التصنيع المحلي، فضلاً عن بناء شراكات فعالة لتعزيز الاستعداد لمواجهة الأوبئة. ويختتم المنتدى بجلسة تجمع نخبة من الرؤساء التنفيذيين لمناقشة آليات قيادة قطاع صناعي قوي يسهم في تحسين الصحة العامة وتعزيز التنمية المستدامة. ويهدف منتدى استثمار اليابان إلى إبراز ريادة اليابان وإنجازاتها في مجال التكنولوجيا المتقدمة، مما يعزز مكانتها كواحدة من أكثر الاقتصادات ابتكاراً في العالم. ويركز المنتدى على تأثير اليابان في الاقتصاد العالمي ودورها في دفع عجلة التطور التكنولوجي عبر مختلف القطاعات. ويشكل المنتدى منصة للمستثمرين العالميين للتفاعل مع القطاعات الرئيسية، واستكشاف الشراكات الاستراتيجية، وتعزيز التعاون بين الصناعات اليابانية والشركاء الدوليين عبر القطاعات الرئيسية، وأبرزها الروبوتات والذكاء الاصطناعي والتقنيات الخضراء والسيارات والتكنولوجيا الحيوية. ومن خلال بناء جسور التعاون، يسعى المنتدى إلى تسريع وتيرة النمو المستدام والابتكار وتعزيز التقدم الاقتصادي على نطاق عالمي.