تشو شيوان **

كنت حاضرًا المؤتمر الوزاري الـ13 لمنظمة التجارة العالمية والذي استضافته دولة الإمارات، مما دعاني أن أتحدث عن العام 2001، ففي هذا العام كانت الصين والعالم على موعد مهم جدًا غير وسرع وتيرة التنمية التجارية للصين وللعالم حيث إنه في 11 ديسمبر 2001 انضمت الصين إلى منظمة التجارة العالمية، وقد أثبتت الأيام أن قرار الصين الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية كان إيجابيًا تمامًا، حيث سرّع الانضمام وتيرة التنمية الصينية وحقق الفوائد لبقية العالم أيضًا، وأجد أن دخول الصين المنظمة واحد من أهم الأمور التي حدثت خلال القرن الجاري.

وقبل عدة أيام، احتضنت العاصمة الإماراتية أبوظبي اجتماعًا وزاريًا مُهمًا حول تسهيل الاستثمار، أُعلن خلاله عن التوصل الرسمي لاتفاقية "تيسير الاستثمار من أجل التنمية"، وقد حضر وزير التجارة الصيني وانغ ون تاو الاجتماع وألقى كلمة، وقال إنه تم إطلاق "اتفاقية تيسير الاستثمار بمحور "التنمية" من أجل تعزيز الاستثمار العالمي عبر الحدود، وتحسين بيئة الأعمال للأعضاء النامية، والمساعدة في توسيع استخدام الاستثمار الأجنبي، وزيادة دخل الناس وتعزيز النمو الاقتصادي. وأشار وانغ إلى أن إبرام الاتفاقية يعد انتصارا مهما آخرا للتعددية ومثالًا عمليًا لتعزيز التنمية الشاملة للنظام التجاري متعدد الأطراف، وقد جذبت كلمته واجتماعاته الكثير من الاهتمامات لكون الصين لاعبا أساسيا في منظمة التجارة العالمية بصفتها محركا رئيسيا للتبادلات التجارية العالمية.

ومن الجدير بالذكر أنه في سبتمبر من العام الماضي، شدد الرئيس الصيني شي جين بينغ، أثناء جلسة دراسة جماعية للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني على بذل الجهود للمشاركة بنشاط في إصلاح منظمة التجارة العالمية، وتعزيز القدرة على التعامل مع الانفتاح رفيع المستوى، وأشار الرئيس شي إلى أن منظمة التجارة العالمية ركيزة مهمة للتعددية ومنصة مهمة للحوكمة الاقتصادية العالمية، وقال إن تنفيذ الإصلاحات اللازمة للمنظمة يعد توافقًا مشتركًا واتجاهًا عامًا، وفيما يخص الاصلاحات فإن الصين تجد أن هناك ضرورة للتمسك بقوة بسلطة وفعالية النظام التجاري متعدد الأطراف وفي القلب منه منظمة التجارة العالمية، والعمل بنشاط على استعادة العمل الطبيعي لآلية تسوية المنازعات التابعة لمنظمة التجارة العالمية، وضرورة التمسك بالاتجاه العام المتمثل في العولمة الاقتصادية، ومناصرة التجارة الحرة والتعددية الحقيقية، ومعارضة الأحادية والحمائية، ومعارضة تسييس مفهوم الأمن القومي بشأن القضايا الاقتصادية والتجارية واستخدام هذا المفهوم كسلاح والإفراط في توسيعه، وبناء اقتصاد عالمي مفتوح، وهذه الاصلاحات إيجابية للعالم بأكمله خصوصًا وأن هناك حمائية عالية تتبعها بعض الدول الكبرى ضد دول العالم وبالأخص الدول النامية.

منذ أن دخلت الصين منظمة التجارة العالمية والعالم ينمو تجاريًا واقتصاديا بشكل كبير خصوصا وأن الصين تلعب دورًا مهمًا في الصناعات، وباعتبار الصين مصنع العالم فإن دخولها المنظمة سهل الكثير من التعقيدات في توفر البضائع والسلع وسهل حركة التجارة للكثير من البلدان، وهذا ينسجم مع سعي الصين للانخراط في المجتمع العالمي والانفتاح اقتصاديًا وتجاريًا مع العديد من دول العالم، ومنذ دخول الصين المنظمة اختلفت أساليب التجارة العالمية وأوجدت الصين بدائل تجارية كثيرة سهلت من تنمية شعوب وبلدان وأيضًا ساعد هذا الأمر في تحسين حركة التجارة والمحافظة على استقرار الأسواق وسلاسة سلاسل الامداد العالمية، وقد قال المتحدث باسم منظمة التجارة العالمية بأن انفتاح الصين هو مفتاح إنعاش التجارة العالمية، وذلك خلال مشاركته في معرض الصين الدولي للاستيراد في نوفمبر العام الماضي.

ما أودُ استعراضه من خلال هذا الطرح أن الصين لاعب أساسي في منظمة التجارة العالمية ومن حقها أن تطالب وتشارك في إصلاح المنظمة وإصلاح النظام التجاري العالمي، والصين موقفها واضح من هذه الإصلاحات، ويتمثل في البعد عن الحمائية وضمان وصول التنمية للدول النامية. وبالحديث عن تشجيع الاستثمار، فإن الصين مستثمر قوي في الكثير من الأسواق العالمية وخاصة الدول النامية، وتأتي المشاريع الصينية ومبادراتها العالمية مثل مبادرة الحزام والطريق، ومبادرة التنمية العالمية، وبناء مجتمع المصير المشترك للبشرية من المثل الحية للمفاهيم الصينية لتحقيق السلام والتنمية والازدهار، والآن تهدف الصين إلى تحقيق التنمية عالية الجودة أثناء عملية التحديث، وتقديم فرص جديدة لدول العالم وإنعاش الاقتصاد العالمي بأقصى جهودها.

** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية- العربية

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الصين تعلق على أوامر تنفيذية لترامب

انتقدت الصين الأوامر التنفيذية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي وجهت الولايات المتحدة للانسحاب من منظمة الصحة العالمية واتفاقية باريس للمناخ.

وقال المتحدث الجديد باسم وزارة الخارجية الصينية، قوه جيا كون، اليوم الثلاثاء، إن بلاده "قلقة" بسبب تصرفات ترامب.

وأردف أن بكين ستعمل مع جميع الأطراف للتعامل مع تحدي تغير المناخ.

وأضاف المتحدث أنه "يجب أن يتم تعزيز دور منظمة الصحة العالمية فقط، وليس إضعافه".

How else are they going to implement their global Health Pact?

China says committed to WHO, Paris climate deal after US pulls out https://t.co/50cfdd2kDi

— Cassis (@cassisnouveau) January 21, 2025

ويشار إلى أن تحركات ترامب الانعزالية خلال أول يوم له في البيت الأبيض، تعكس نهج السياسة الخارجية الخاص به خلال فترة ولايته الأولى، عندما سحب الولايات المتحدة من اتفاق باريس وبدأ عملية الخروج من منظمة الصحة العالمية التي تتخذ من جنيف مقراً لها.

وفي يوم تنصيبه أمس الاثنين، وقع ترامب على خطاب سيجرى إرساله إلى الأمم المتحدة يفيد بانسحاب بلاده من اتفاقية باريس للمناخ، والتي تنص على مهلة إخطار تبلغ عام واحد.

للمرة الثانية..ترامب ينسحب من اتفاق باريس للمناخ - موقع 24قال البيت الأبيض في بيان اليوم الإثنين، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سينسحب مجدداً من اتفاق باريس للمناخ، وقال في بيان، إن الخطوة من أولويات ترامب.

وكان ترامب قد قاد الولايات المتحدة بالفعل إلى الانسحاب من الاتفاق خلال فترة ولايته الأولى في منصبه لأنه يرى فيه "احتيالاً" وعيوب تنافسية، لكن الانسحاب لم يستمر سوى بضعة أشهر، لأن خليفته جو بايدن أعاد الالتزام بالاتفاق.

وتهدف اتفاقية باريس إلى استقرار تركيز الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي عند مستوى يمنع حدوث اختلال خطير في نظام المناخ.

كما أمر ترامب مجدداً بانسحاب بلاده من منظمة الصحة العالمية.

"خدعتنا".. ترامب ينسحب من "الصحة العالمية" - موقع 24وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الإثنين، على أمر تنفيذي يوجه الولايات المتحدة للانسحاب من منظمة الصحة العالمية التي كانت هدفاً لانتقاداته في السابق بسبب معارضته طريقة استجابتها لوباء كوفيد.

وقال في مرسوم إن المنظمة تفعالت بشكل سيئ مع جائحة كورونا وطالبت بمساهمات غير عادلة من الولايات المتحدة. وكان ترامب قد قدم مرسوم الانسحاب من المنظمة خلال ولايته الأولى في عام 2020، لكن خليفته جو بايدن أوقف ذلك في عام 2021 قبل أن يدخل حيز التنفيذ.


مقالات مشابهة

  • منظمة التجارة العالمية: رسوم ترامب الجمركية "كارثية" العواقب
  • "التجارة العالمية" تحذر من رسوم ترامب "الكارثية"
  • منظمة التجارة العالمية: رسوم ترامب الجمركية "كارثية" العواقب
  • خبير:زيادة الاستثمار الأجنبي هدف أساسي للدولة
  • حديقة أم الإمارات تحتفل بمرور 40 عاماً على الصداقة الإماراتية الصينية
  • بعد مرونة ترامب..الصين تتعهد بزيادة وارداتها من الخارج
  • الصين تعلق على أوامر تنفيذية لترامب
  • الصين تتعهد بدعم الصحة العالمية بعد انسحاب الولايات المتحدة منها
  • الصين: نآمل في التعاون مع واشنطن بشأن التجارة خلال ولاية ترامب
  • الصين: سنواصل دعم منظمة الصحة العالمية بعد انسحاب الولايات المتحدة