سالم بن نجيم البادي
مثل هذه الكلمات وغيرها من كلمات الرفض تهبط على الباحث عن عمل وكأنها سياط تجلده عشرات المرات بعد أن يكون قد تقدم للوظائف التي يُعلن عنها في القطاعين العام والخاص وهو يطارد إعلانات الوظائف عبر وسائل التواصل الاجتماعي دون كلل ولا ملل يحدوه الأمل في الظفر بوظيفة طال انتظارها وهو يتلقى إعلانات الوظائف من أفراد أسرته وأقاربه وأصدقائه.
قد يتم قبول طلبه وبعدها يدخل في دوامة المقابلات والاختبارات وهو يقطع المسافات الطويلة للوصول إلى مكان إجراء المقابلات والاختبارات وقد يكلفه ذلك الكثير من المال من أجل أجرة وسيلة النقل أو وقود سيارة أهله ومن أجل شراء الطعام وأجرة السكن وكل ذلك شيء طبيعي، ولا بُد منه. لكن أن يتكرر كل ذلك أكثر من مرة في الشهر والسنة وأن يمتد عبر سنوات طويلة والعمر يمضي والآمال تموت وكل القطارات تمر وهو في محطة واحدة هي محطة انتظار الوظيفة، فذلك الأمر صعب جدًا ومزعج وله تبعات جمة على الباحث عن عمل وعلى أهله وعلى المجتمع الذي يعيش فيه!
لكم أن تتخيلوا نفسية هذا الباحث عن عمل، بعد أن يتلقى تلك الرسائل الرافضة لشخصه لشغل الوظائف التي يتقدم لهاـ ومع ذلك يواصل معركة البحث عن الحلم المفقود، ويخوض عدة معارك في الوقت ذاته؛ فحياته متوقفة تماماً وآماله مؤجلة، وكذلك هو يواجه كلام الناس الذين يتهمونه بالخمول والكسل ويغدقون عليه بالنصائح من أجل أن يعمل ولا ينتظر الوظيفة وكأن الأعمال متاحة والتجارة ميسرة ولا يوجد روتين وبيروقراطية وعمالة وافدة تملأ الأرجاء والتنافس على أشده بين الوافد والمواطن في ساحة المال والأعمال، ورأس المال يمثل مشكلة أخرى، والتجارة عبر وسائل الاتصال الاجتماعي تحتاج إلى مهارة قد لا يتقنها كل من يبحث عن عمل.
لكنه فوق كل ذلك يتصدى لنظرات الشفقة من الناس المحيطين به وفي نظرهم هو عاطل باطل لا يصلح لشيء، ويسمع عبارات جارحة ومثبطة وتحمل معاني سلبية، وعوضًا عن كل ذلك ينبغي احتواء الباحثين عن عمل والنظر إلى مشكلتهم على أنها مشكلة وطنية لها الأولوية القصوى وحلها يتطلب تضافر كل الجهود، ووطنهم المعطاء عُمان قادر على احتوائهم مع توفر الإمكانيات وقلة عدد السكان وفي ظل النهضة المتجددة التي يقودها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه-.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
استمرار العجز في سوق البلاتين للعالم الثالث على التوالي
يتوقع تقرير اقتصادي حديث أن يستمر نقص العرض عن الطلب في سوق البلاتين العالمي للعام الثالث على التوالي، بعد أن سجل النقص في العام الماضي نحو مليون أوقية.
وقال مجلس استثمار البلاتين العالمي، الذي يقع مقره في لندن: إن الفجوة بين العرض والطلب على هذا المعدن الحيوي خلال العام الحالي ستكون في حدود 848 ألف أوقية، وهو ما يمثل حوالي 11% من إجمالي الطلب السنوي.
وأوضح إدوارد ستيرك، مدير الأبحاث في المجلس، أن «العجز كبير للغاية لدرجة أن حالة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي لن تكون قادرة على التأثير على الطلب بشكل كافٍ للقضاء على هذا العجز».
يذكر أن إجمالي الطلب العالمي على البلاتين في العام الماضي تجاوز 8 ملايين أوقية لأول مرة منذ عام 2019، حيث ارتفع الطلب في الربع الأخير من العام الماضي بسبب رد فعل المستثمرين على تهديدات الرئيس الأمريكي المنتخب حينها، دونالد ترامب، بفرض تعريفات جمركية جديدة على واردات الولايات المتحدة، مما دفعهم إلى نقل مخزونات البلاتين من أوروبا إلى الولايات المتحدة، كما زادت استثمارات المستثمرين في صناديق الاستثمار القابلة للتداول والمضمونة بالبلاتين.
في الوقت نفسه، يتوقع مجلس استثمار البلاتين أن يستمر تراجع طلب قطاع صناعة السيارات على البلاتين خلال العام الحالي بنسبة 1%، ويعد هذا القطاع من أهم المستخدمين للمعدن النفيس «البلاتين»، حيث يمثل حوالي 40% من إجمالي الطلب عليه، ويُستخدم البلاتين في صناعة محولات التحفيز في محركات الاحتراق الداخلي التقليدية، لذا فإن نمو السيارات الكهربائية التي لا تستخدم هذا المعدن يعد تهديدًا حيويًا للطلب عليه.
وكالة الأنباء الألمانية «د ب أ»