مجموعة سياحية أوروبية تزور مدينة بصرى الشام
تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT
درعا-سانا
زارت مجموعة سياحية من بلدان أوروبية مختلفة المدينة الأثرية في بصرى الشام بدرعا، واطلعوا على معالمها الأثرية والسياحية، وأبدوا إعجاباً بالبنية العمرانية فيها التي مازالت قائمة منذ آلاف السنين.
وبين المهندس أنتوني بير، سائح بريطاني لمراسل سانا أن جمال المعالم في بصرى يعود إلى الإتقان الفائق في التصميم المعماري الذي يقوم على قوانين نعمل بها الآن، ويتم استخدامها في بناء المنشآت الضخمة العملاقة.
في حين اعتبر المبرمج الإيرلندي دومنيك أن زيارة بصرى تحتاج إلى فترة زمنية طويلة ليستطيع الإنسان الاطلاع على جمالية البناء وتداخل الحضارات التي تعاقبت عليها.
ريتشارد ريك، رحالة نمساوي أعرب عن سعادته الفائقة بهذه الزيارة، حيث إن جولاته التي قام بها حول العالم لا تعادل الوقوف على مسرح بصرى أو التجول بين أرجاء المدينة القديمة، وفق تعبيره، لافتاً إلى ضرورة أن يكون هناك اهتمام من منظمات التراث الإنساني بكل حجر في المدينة.
وقال مصمم الأزياء الفرنسي، جاك ديفون: “إن جمالية القلعة ومسرحها خلقت لدي انطباعاً لتصاميم فريدة سأعمل على تنفيذها، وذلك في خطوة لتواصل الماضي مع الحاضر في ظل العديد من الحضارات التي سكنت المدينة وتركت فيها أجمل الآثار”.
رضوان الراضي
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
نهاية الشعب العراقي
بقلم : هادي جلو مرعي ..
تموت الحضارات، وتذوي، وتتحول الى ذكريات وحفريات ومرويات وأساطير ورؤوس لملوك وحكام جبابرة منحوتة على الصخور، وبقايا لقى وفخاريات ومعابد وآلهة يغطيها التراب، وتحيطها خيوط العنكبوت العابث، بينما تتسلل الأفاعي والعقارب الى قبور عظمائها، وتمر من خلال العظام النخرة، وتلتف عليها، وتبدو الرائحة حادة في المقابر المنزوية، والموغلة تحت الرمال، أو في الكهوف، بينما الحكام الجدد يكذبون ويربطون أنفسهم بالحكام الغابرين الذين كانوا يسخرون من شعوبهم، ويذلونهم، ويمسحون بهم بلاط قصورهم، ويحولونهم الى عبيد تارة، والى خدم وحشم وأعوان تارة أخرى.
إنهارت حضارات وادي الرافدين، وبقيت حكاياتها، وإنهارت حضارات الفرس والروم والترك والصينيين، وحضارات أمريكا الجنوبية وأفريقيا العظمى، وصارت حكايات تافهة تلوكها الألسن، أو تتعتق في المرويات والكتب العتيقة، وقد تحاول دول أن تعيد قيامة تلك الحضارات، ولكنها تفشل برغم من ظهور زعماء وقادة حمقى يتلفعون بثياب الجبابرة والأبطال القوميين الذين يعلنون إنهم عائدون لحكم العالم، ولكنهم يتجاهلون إن الحضارة التي تموت لاتعود حالها حال النبات والحيوان والإنسان. فالموت مثل كتلة من الغيوم عملاقة تمر فتغطي السهول، وتبللها، ولاتترك منها مساحة إلا وخرقتها بالرطوبة والبرد والطين.
مثلها مثل الحضارات والحيوانات والنباتات والأمم الغابرة من الديناصورات تموت الشعوب، وتنتهي، وتقوم على إثرها شعوب أخرى قد تكون وافدة بموجات هجرة غير مسبوقة، أو أن تقوم تلك الشعوب من نفس البلدان التي مات فيها السابقون وإندثروا، وفي العراق كانت هناك حضارات وحكام وأباطرة وتاريخ وتواريخ وروايات وأساطير وأنهار ومرويات لاجف عنها أحبار الرواة لأنها تتجدد ولكنها لاتلتقي ومصالح الشعب الذي يعيش اللحظة فلا هو إنتفع من الماضي، ولاهو يعيش الحاضر بإحترام، ولاهو على أمل من الغد المظلم، أو المشرق بحسب حجم التفاؤل، والتصورات التي تنطبع في وجدان وعقل كل إنسان.
أغلب الحضارات تقوم على جماجم الفقراء والمعوزين الذين يبنون ويعمرون ويخدمون ويحاربون، وقد نصفهم بالأبطال دون أن يكون لبطولتهم من أثر سوى إنهم يتركون نساءهم وأطفالهم يصارعون الجوع والحاجة، بينما يتنعم الحكام والمسؤولون وزوجاتهم وأولادهم بالأمان الذي صنعه الضحايا والفقراء الذين لايقبضون شيئا سوى الكلمات والأكاذيب المعلبة والمزينة بأشكال من الزينة التي يقبض ثمنها الخونة والفاسدون وأمراء الحرب، والأشخاص الذين يقدسهم الناس، وهم في سرهم يسخرون منهم ككهنة معبد آمون.
نهاية الشعب العراقي العظيم هي إنه توزع بين عدة طوائف دينية مبغضة لبعضها، وقوميات تريد الفكاك عن بعضها، وعشائر تتفاخر بالهوسات والصراعات والثارات وقتل النساء والتنابز بالألقاب والمفاخر الغابرة التي لاتغني ولاتسمن.
هناك شيعة وسنة وأيزيديون وصابئة ومسيحيون، وهناك عرب وكورد وتركمان وداغستانيون وشبك، وهناك لغات وثقافات وتضاريس وتاريخ وطموحات وصراعات سياسية ومناطقية وبلاوي لاحد لها، ولكن أين هو الشعب العراقي ضمن هذه المسميات؟ لقد إنتهى لأنه إنهزم أمام المسميات.