أنا و«راست» والبحث عن القاتل "مع الذكريات"
تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT
تعودنا لفترة تمصير روايات بعض الأفلام الإنجليزية أو الأمريكية أو الهندية، ولأن طبائع وثقافات المجتمعات مختلفة أخذنا منها ما يُحرك ركود السوق أحيانًا، وأعدنا تفصيل بعضها لتُناسب جيل الأكشن لدينا، حتى تلك التي أخذناها من السينما الهندية قللنا حدة الطيران في الجو وبلع طلقات الرصاص ثم إعادة بصقها.
لكن لم نكن نحن فقط من نستعير الحكايات والحركات فقد استدعت في ذاكرتي محاكمة «أليك بالدوين» بتهمة قتل المصورة السينمائية «هالينا هاتشينز» وإصابة جويل سويزا، مخرج فيلم «راست»، على خلفية تحول موقع تصوير "راست" إلى مأساة في أكتوبر 2021، بعدما صوّب أليك بالدوين سلاحًا كان يُفترض أنه يحتوي على رصاصات فارغة فقط، لكن مقذوفة حقيقية تسببت بمقتل المصورة السينمائية هالينا هاتشينز وإصابة المخرج جويل سوزا.
ودون الخوض في تفاصيل المحاكمة، ولأنني لسنوات عملت في توثيق المكتبات براديو وتلفزيون العرب، إذ كانت مهمتي مشاهدة الأفلام ثم توثيقها كتابيًا أو بمعنى أحرى كتابة سيناريو لها، لذا شاهدت وقرأت وأعددت ملخصات لمعظم الأفلام السينمائية المصرية عدا ما تم إنتاجه بعد عام 2009.
لذا لدى قراءتي للخبر قفز في ذهني "أحمد مظهر" و"مريم فخر الدين" في فيلم الذكريات الذي تم عرضه عام 1961، وكان قصة وحوار "سعد عرفة" وتقريبًا كان محور القصة ما حدث في واقع "لوكيشن" فيلم راست" وهو حشو "المسدس" بطلق حقيقي، وإطلاق علامة استفهام تبحث عن إجابة.. من القاتل الحقيقي؟ ذلك الذي خلسة تعمد في "حشو المسدس" طلق حقيقي، أم ذلك الذي ضغط على الزناد وقتل دون أن يدري؟.
أخذتني رأسي لأبعد من الفيلمين، لأبحث أنا الآخر عن إجابة لهذا السؤال الذي خرج من بينا جنبات السينما يتسكع في الشوارع؟ من القاتل؟ أذلك الشاب الذي ينضم إلى جماعة مسلحة تحت شعارات دينية تم حشو رأسه بها خلسة كذلك المسدس، فقتل بفتاوى مُحرفة وغاب عن الوعي وحينما عاد أقسم أنه لم يتخيل أن ما في المسدس كان رصاصًا حقيقيًا.
من القاتل؟.. أهو ذلك الشاب الذي طعن صديقه عشر طعنات حينما ضاق بمجتمع متنمر وصمه بعيب خلقي لم يكن له ذنب فيه بل منحه الله له فحولها مجتمع جاهل إلى "عاهة".. أم المجتمع هو الذي استل السكين وقتل واتهم غيره!.
من القاتل؟ أهم الذين يغلقون كل أبواب الأمل ويضعون أسلاك شائكة على نوافذ الحلم؟ أم هؤلاء الذين يؤثرون الانتحار على حياة بلا غدٍ!.
من القاتل؟.. مسؤؤولة إجراءات الأمان في فيلم "راست" أم ذلك الصديق الذي أراد الثأر لنفسه وصديقه من حبيبة خائنة فورطه في "جريمة".
في كل مرة وفي كل مكان ذهبت إليه بعقلي لأبحث عن إجابة لهذا السؤال.. من القاتل؟ اكتشفت أنني.. وأنكم في بعض الروايات مقتولون.. وفي بعضها قاتلون.. لكن في الحالتين لم نكن ندري!.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: من القاتل
إقرأ أيضاً:
تنفيذ حكم الإعدام فى قاتل الأديبة نفيسة قنديل زوجة عفيفى مطر
شهد سجن برج العرب 2 خلال الساعات الماضية تنفيذ حكم الإعدام فى قاتل الأديبة والناقدة نفيسة قنديل زوجة الشاعر الراحل محمد عفيفى مطر، ليسدل الستار على أبشع الجرائم التي شهدتها محافظة المنوفية خلال العام 2019 .
وقامت عائلة القاتل المدعو السيد عادل السيد محمد يونس، بدفن جثته فى مقابر عائلة زوجته بالإسكندرية، تجنبا لاحتجاجات أهالى مدينة أشمون التى شهدت الجريمة البشعة فى مارس 2019 ، فيما سادت حالة من الارتياح بين عائلات قرية رملة الأنجب بالمنوفية، بعد تنفيذ حكم الإعدام والقصاص لشهيدة الغدر.
وقال صبحى مبارك هلال محامي عائلة الناقدة نفيسة قنديل، إن حكم إعدام القاتل جرى التصديق عليه من قبل رئيس الجمهورية فى أبريل الماضي، بعدما قضت محكمة النقض في الطعن رقم 3634 لسنة 91 قضائية جنايات إعدام بجلستها المنعقدة بالدائرة "أ" فى 19 ديسمبر الماضي، بتأييد الحكم بإعدام القاتل وعدم قبول الطعن منه شكلا، وقبول عرض النيابة العامة للقضية وإقرار الحكم الصادر بإعدام المدعو السيد عادل السيد محمد يونس، 31 عاما وحرفته نجار مسلح.
وأضاف هلال، أن المحكمة أنصفت الضحية الشهيدة نفيسة قنديل دون استعمال الرأفة مع القاتل المجرم، وقبلت طلباتنا بتوقيع أقصى عقوبة واردة بالمواد 230 و 231 و 234 فقرة 2 عقوبات والمادة 317 عقوبات، وأحالت أوراق القضية إلى المفتى الذي أيد إعدامه، لافتا إلى أن حكم الإعدام ضد هذا القاتل هو الوحيد خلال العام 2020 الذي تصدره المحكمة نظرا لبشاعة الجريمة بالنظر للمقارنة بين عمر كل من القاتل والضحية وإصراره على تنفيذ جريمته التي استمرت أحداثها داخل منزل الشاعر الراحل لعدة ساعات.
وكانت الدائرة الثالثة جنايات شبين الكوم، قضت في 20 ديسمبر 2020 ، برئاسة المستشار عبد الحليم حسين المسيري، بإعدام السيد عادل السيد محمد يونس قاتل الناقدة نفيسة قنديل، زوجة الشاعر الكبير الراحل محمد عفيفي مطر، شنقا حتى الموت، عقب تأييد فضيلة المفتي، وصدر الحكم بإجماع الآراء، حيث ضمت هيئة المحكمة في عضويتها، المستشار أحمد فتحي عبد العال، المستشار الدكتور مصطفى علي خلف، المستشار أحمد سويلم محمد، وأمانة سر سعيد أبو صالح.
تعود أحداث القضية رقم 10586 لسنة 2019 جزئي جنايات أشمون المقيدة برقم 663 لسنة 2019 كلي شبين الكوم، إلى فجر يوم 19 مارس 2019، حينما اقتحم القاتل، المقيم بقرية "سدود" التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، فيلا "شهيدة الغدر" نفيسة قنديل، بقرية رملة الأنجب، المجاورة لقريته، مسلحًا بغرض سرقة أموالها، وقام بقتلها عمدا مع سبق الإصرار والترصد، مستغلا مبيتها وحدها- بحسب قرار الإحالة.
وبتكثيف البحث والتحرى واستجواب المشتبه بهم، تم ضبط المتهم بعد 5 أيام من الواقعة، واعترف بجريمته تفصيليًا، وقام بتمثيلها أمام ضباط المباحث الجنائية بقيادة العميد محمد على، وأقر باستخدام أداتين "حديدة" و"مفك" في الجريمة؛ واقتحام منزل الشاعر الراحل محمد عفيفي مطر، وقتل زوجته وسرقة مبلغ مالي.
كما اعترف بسابقة اقتحام منزلها وتقييدها وسرقة أموالها فى واقعة سابقة بتاريخ 17 مارس 2017 والتي لم تتوصل التحريات وقتئذ إلى مرتكبها، وقضت المحكمة بحبسه سنة مع الشغل، قبل تنفيذ حكم إعدامه هذا الأسبوع.