علي جمعة: رفع الحرج والتيسير أساس التشريع الإسلامي
تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، أن المسلمون استقرأوا نصوص الوحي الكريم واستخرجوا مقاصد التشريع التي تمثل النظام العام وهي: حفظ النفس، والعقل، والدين، وكرامة الإنسان - حسب التسمية المعاصرة وكانت تسمى قديمًا بالعِرض أو النسل - والملك - وهي تسمية معاصرة كذلك والتسمية القديمة المال - وإنما رَتبتُ هذه المقاصد بهذا الترتيب؛ لأنه ليس مُتفق على ترتيبها بشكل معين، فالشاطبي بدأ بالدين، والزركشي يورد الخلاف في هذا الترتيب، وهذا الترتيب أراه مناسبًا للتفكير وللعصر كذلك، فالإنسان يحافظ على نفسه ثم على عقله ثم يكلَّف فيحافظ على دينه ثم يحافظ على كرامته وملكه.
وعلى هذا الترتيب نكون قد جعلناه نظامًا يصلح لغير المسلمين أيضا؛ لأنه متفق عليه بين البشر، فليس هناك نظام قانوني يبيح القتل العدوان، أو يبيح السرقة إلى يومنا هذا في أي مكان، مما يجعل هذا النظام العام يتسع للتعددية الحضارية التي فعلها المسلمون عندما أبقوا غير المسلمين بكافة طوائفهم.
كما استخرجوا المبادئ الدينية التي تبين أنه {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} ، {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} ، {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا } ، وهو ما يسمى بفورية القوانين و....إلخ من المبادئ الحاكمة للعقل المسلم.
واستخرجوا كذلك ما يسمى بالقواعد الفقهية وجعلوا منها خمس قواعد كلية بنوا عليها السلوك في الإسلام وتشريعه:
أولها: «الأمور بمقاصدها» وأخذوها من قوله صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات...» [رواه البخاري ومسلم].
ثانيها : «الضرر يزال»
وثالثها: «واليقين لا يرفع بالشك»
ورابعها : «والعادة محكمة»
خامسها : وهي بيت القصيد «المشقة تجلب التيسير».
فالتيسير ورفع الحرج من خصائص التشريع الإسلامي، وهو أمر يقابل به المسلم العالمين لأن الله سبحانه وتعالى امتن عليه به، فالتيسير فطرة المسلمين، وهو عنصر يكون عقلية المسلم، فينشئ المسلم الفقيه الذي يعلم دينه، والذي يدرك عن ربه مراده.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: هذا الترتیب
إقرأ أيضاً:
مجلس حكماء المسلمين يهنئ أذربيجان بنجاح استضافتها لمؤتمر (COP29)
هنأ مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، جمهورية أذربيجان ورئيسها إلهام علييف، ورئاسة (COP29) بمناسبة النجاح الباهر في استضافة الدورة التاسعة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطاريَّة بشأن تغير المناخ التي انعقدت في العاصمة الأذربيجانية باكو خلال الفترة من 12 إلى 22 نوفمبر الجاري.
وأشاد مجلس حكماء المسلمين في بيان اليوم بالجهود المتميزة التي بذلتها أذربيجان قيادةً وشعبًا لإنجاح هذا المؤتمر، مشيرًا إلى أن (COP29) نجح في إحداث نقلة نوعية من خلال مخرجاته التي عززت تمويل المناخ للدول النامية، وفعَّلت أسواق الكربون، كما أبرز أهمية تمكين الشباب ليكونوا في صدارة العمل المناخي، مؤكدًا أن هذه الإنجازات يمثِّل خطوة كبيرة نحو تحقيق التوازن البيئي والعدالة المناخية.
وكان مجلس حكماء المسلمين قد نظَّم جناح الأديان في مؤتمر الأطراف (COP29) الذي عُقِدَ على مدار أسبوعين أكثر من 54 جلسة حوارية ونقاشية، قدَّمها ما يزيد على 230 متحدثًا من خلفيات متنوعة، ضمن تحالف عالمي ضم 97 منظمة تمثل 11 ديانة وطائفة من مختلف أنحاء العالم، وذلك بالتعاون مع وزارة التَّسامح والتَّعايش في دولة الإمارات العربية المتحدة، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، ورئاسة مؤتمر الأطراف (COP29) وإدارة مسلمي القوقاز، ومركز حمد العالمي للتعايش السلمي، ومؤتمر زعماء الأديان العالمية والتقليديَّة بكازاخستان.
وشهدت فعاليات الجناح زخمًا كبيرًا ومشاركات متنوعة وإشادات واسعة من رواد (COP29) بالدور المحوري الذي يقدمه الجناح في إبراز أهمية مساهمة قادة الأديان في الجهود المناخية العالمية، وما يمثله من نموذج ملهم للتعاون بين مختلف المعتقدات في مواجهة التحديات البيئية المشتركة.
وأكد مجلس حكماء المسلمين مواصلة العمل لتعزيز الشراكة بين قادة الأديان والعمل على توحيد جهود القادة الدينيين في مواجهة التحديات العالمية، وحشد الأصوات الأخلاقية والروحية لمعالجة الأزمة المناخية في مؤتمرات الأطراف المستقبلية بما يسهم في تبنِّي نهج شمولي يعزز الحوار والعمل الجماعي، ويعمل على صياغة السياسات التي تدعم التحول نحو الاستدامة البيئية، وتحقيق العدالة المناخية التي تراعي احتياجات الفئات الأكثر عرضة لتداعيات تغير المناخ.
اقرأ أيضاًمجلس حكماء المسلمين يهنئ الأمتين العربية والإسلامية بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف
مجلس حكماء المسلمين يعزي سلطنة عمان في ضحايا السيول
مجلس حكماء المسلمين يقدم 5 برامج متنوعة خلال شهر رمضان المبارك 2024