«الإمبراطور» يرسخ «عقدة» الشارقة في «زعبيل»
تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT
معتز الشامي (دبي)
أخبار ذات صلة الوصل يدخل «القائمة التاريخية» في كرة الإمارات «دي عزيزة» أجمل «الأفراس» في «الشارقة للجواد العربي»
تفوق الوصل على الشارقة للمرة الثانية هذا الموسم، بعدما تغلب عليه بهدفين، على استاد زعبيل، في قمة «الجولة 15» من «دوري أدنوك للمحترفين»، وسبق أن رجحت كفة «الإمبراطور» 3-1 في الدور الأول، كما بات معقل «الأصفر»، عقدة للاعبي «الملك»، لفشلهم في الفوز خلال 9 مباريات متتالية، حقق خلالها الوصل 5 انتصارات التعادل 4 مرات.
امتاز الوصل بترابط خطوط اللعب، عبر الأدوار الدفاعية التي قام بها سياكا وبوبليتي في الوسط، إلى جانب الكوري سيونج الذي وفر عنصر «الزيادة العددية» في الوسط والهجوم، وتوغل داخل منطقة الشارقة وهدد مرماه كثيراً، ويُحسب للفريق تحركات الأطراف بصورة مثالية، سواء عبر فابيو ليما في الجبهة اليمنى «المزعجة»، أو علي صالح الذي تبادل المراكز مع هاريس وخيمنيز، ما أدى إلى «خلخلة» دفاع «الملك» الذي أخفق في التعامل مع الضغط الهجومي في الثلث الأخير لملعبه، حيث أطلق الوصل 12 تسديدة، منها 4 محاولات على المرمى، سجل منها هدفين، إلا أن المفاجأة في أداء هجوم الشارقة الذي وصل إلى مرمى الوصل، بـ 14 تسديدة، منها 4 باتجاه الشباك، إلا أن تألق خالد السناني حارس «الأصفر» حال دون تسجيل الأهداف، بينما نجح صاحب الأرض في استغلال أخطاء دفاع الضيوف وسجل هدفين.
ولعب عامل آخر دوراً مهماً في إنهاء أي أمل لـ «الملك»، وتمثل في «التدخلات المتأخرة» و«غير الموفقة» من جانب الروماني كوزمين مدرب الشارقة، والذي أجرى تعديلات أدت إلى فتح دفاعاته، خصوصاً بعد سحب ماركوس، والدفع بفراس بلعربي، ما كشف دفاع «الملك»، وسهّل مهمة علي صالح، في التسجيل بـ «أريحية» الهدف الثاني للوصل.
وأدى جمهور الوصل دوره على الوجه الأكمل في الدعم والمساندة على مدار الشوطين، وكان دوره سحرياً وفعالاً، في ضمان تفوق «الفهود»، خصوصاً مع تمسك «الوصلاوية» بالصدارة، أملاً في تعثر المنافسين، والاقتراب من حسم «الدرع».
ومن جانبه، أبدى الصربي ميلوش مدرب الوصل، سعادته بالفوز، ونجاح الفريق في السيطرة على مجريات أغلب فترات المباراة، كما أجاد استغلال أطراف الملعب، وشن الهجمات بتركيز على مرمى الضيوف، وترجمة الفرص التي أتيحت للاعبيه، مع عدم ترك الفرصة للمنافس للعودة إلى المباراة.
ودافع ميلوش عن فابيو ليما، مشيراً إلى أن دعم الجماهير لـ «النجم المفضل» أمر إيجابي وصحي، وقال أرى أن ليما قدم واحدة من أفضل مبارياته، حتى لو لم يسجل، وأعرف أن الجماهير تريد أن يسجل ليما الأهداف في كل مباراة، ولكنه يقوم بدور كبير، ويعد نجماً وقائداً للفريق.
وأضاف: «سعيد لفرحة جماهير الوصل، ودورهم أصبح محورياً في أي فوز، وهو وراء إشعال حماس اللاعبين دائماً، ولكن لدي رسالتين لهم، مفادهما مواصلة حضورهم القوي واللافت، وهم البطل الحقيقي هذا الموسم، والهتاف للفريق واللاعبين لأنهم الأهم، وليس الهتاف للمدرب!
ورداً على سؤال بأن البطولة تتمسك بالوصل الذي يفوز في أسوأ الحالات، قال: لو كنا محظوظين، لما فاز شباب الأهلي بـ 10 لاعبين في مباراته الأخيرة، ولما عاد العين بالفوز من بني ياس، ومع ذلك لا ننتظر هدايا من الآخرين، وأدرك تماماً أن العين وشباب الأهلي يتربصان بالصدارة، وعلينا أن نقاتل من أجل كل «نقطة» في 11 جولة قادمة، لذلك أرى أن اللقب لا يزال في الملعب».
وشدد ميلوش على أنه أغلق تماماً ملف الدوري، وبات تركيزه منصباً على مباراة العودة أمام الوحدة في نصف نهائي كأس مصرف أبوظبي الإسلامي، وقال: «نريد أن نصل إلى نهائي البطولة، وننافس بقوة على اللقب، وهذه البطولة مهمة لفريقي ولنا في النادي، وعلينا بلوغ المباراة الختامية، والتحضير بكل قوة».
وبدا الروماني كوزمين مدرب الشارقة محبطاً من خسارة فريقه، وغياب الأداء المقنع من لاعبيه، مشيراً إلى أن الوصل استحق الفوز، لأنه سجل من الفرص القليلة التي أتيحت له، بينما حصل لاعبو «الملك» على عدد أكبر من الفرص، من دون ترجمتها، ما أثر على النتيجة.
وتطرق كوزمين إلى غياب التعاقدات القوية، خصوصاً في الهجوم، وقال: «لست من يقوم بذلك، ولكن لو توفرت التعاقدات التي تساعدنا، لما خسرنا مباريات في المتناول».
كما دافع مدرب الشارقة عن قراراته الفنية، وتغييره لمدافع في وقت قاتل، والدفع بمهاجم، ما أدى إلى تسجيل الوصل هدفه الثاني، وقال: «غامرت بإشراك مهاجم وإخراج مدافع، لأن فرصة التسجيل كانت قريبة، ولكننا ارتكبنا أخطاءً في الدفاع، وفي النهاية أتحمل المسؤولية وقت الهزيمة».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: دوري أدنوك للمحترفين الوصل الشارقة فابيو ليما
إقرأ أيضاً:
عقدة “بيت العنكبوت” تطارد نتنياهو
أول سطر في كتاب التحرير “بيت عنكبوت”، خطه القائد المقاوم بأحرف من نور النصر، مفتتحًا زمن الانتصارات معلنًا وأد زمن الهزائم، بضع كلمات حفرت عميقًا في وجدان الأمة، أنهضتها من سباتها العميق فانبعثت آمالها من جديد باستعادة الحقوق التاريخية المسلوبة قسرًا، يوم شهدت وشهد العالم معها مصداق التحرير في جنوب لبنان من رجس الاحتلال وكيف فرّ جيش صوروه بأنه “لا يقهر” هاربًا تاركًا خلفه كل شيء.. شاهدوا يومها نثر الأرز والزغاريد والأناشيد وسمعوا الشكر والحمد على التحرير (“الحمد الله اللي تحررنا”) .. يومها فقط رأوا بأم أعينهم الفرحة العارمة التي لا توصف لشعب حقق عزته وكرامته بسواعد مجاهديه، ولم ينتظر قمم العرب ومبادراتهم ومؤتمراتهم، ولا مساعداتهم المرهونة بتوقيع اتفاقات الذل والاستسلام.
خمسة وعشرون عامًا تقريبًا وصدى عبارة “بيت العنكبوت” التي وصّف بها سماحة الشهيد القائد السيد حسن نصر الله “إسرائيل” تتردد على مسامعنا، مذ أطلقها سماحته من بنت جبيل في خطاب النصر والتحرير في 25 أيار 2000، دخلت التاريخ من بوابته الواسعة، كونها خطت بدماء وتضحيات المقاومين، وأسست لمرحلة مفصلية دخل فيها لبنان ومعه المنطقة كلها زمن الانتصارات، بعدما ولى زمن الهزائم.
أبدع بعض العرب ربما بابتداع مصطلحات هزيمتهم، فخط المفكر القومي قسطنطين زريق مصطلح “النكبة” بعد تأسيس الكيان على هياكل الشعب الفلسطيني عام 1948، كذا فعل “صحفي القرن” الراحل محمد حسنين هيكل يوم تلاعب بعبارة الهزيمة فاجترع مصطلح “النكسة” للتخفيف من وطأة انكسار العرب كي لا تتحول هزيمتهم نكبة ثانية لا تقوم لهم قائمة بعدها، لكن سيكتب التاريخ أن أول من كتب أسطر النصر بالخط العريض كان سماحة السيد حسن نصر الله بعبارته الشهيرة:”والله، إسرائيل هذه أوهن من بيت العنكبوت”.
وإذا كانت مصطلحات “النكبة” و”النكسة” أسست لمرحلة طويلة من الانهزام العربي، ودفعت أصحاب القضية من الدول المعنية للتنازل عن خيار المقاومة والاستسلام لخيار الخنوع بمسمى “السلام” في “كامب ديفيد” و”أوسلو” و”مدريد”، فإن لبنان ومعه سورية لم يدخلا قط في قطار الهزيمة، فكانت المقاومة وتعاظمت وكبرت لتحقق في العام 2000 أول نصر وتحرير لأراضٍ عربية بقوة المقاومة والسلاح، ولتكتب بعد ذلك صفحات من العز والكرامة كانت الأمة بأمس الحاجة إليها لتستنهض من جديد وتحيي شعلة آمالها بأن تحرير فلسطين لم يعد خيالاً أو بدعة، بل صار قابلاً للتحقق كما حصل في جنوب لبنان.
ولأن عقدة “بيت العنكبوت” كانت بحجم الأمة وأخرجتها من حالة “كي الوعي” إلى حالة “قمة الوعي” بحتمية النصر بحال سلوك خيار المقاومة، فإن وقعها كان أقسى وأشد وطأة على كيان العدو، وليس غريبًا أن نرى رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو مهجوسًا بها، كأنها تتلبسه إلى حد الهوس، فتكاد لا تغيب عن لسانه من بوابة السعي لمحو تلك الصورة الهشة التي رسمها سيد المقاومة عن كيانه، لعل نتنياهو يدرك عميقًا في صميم ذاته أنها استحالت واقعًا لا مفر منه، فيحاول جاهدًا بين الحين والآخر تصوير كيانه على أنه “ليس بيت عنكبوت إنما بيت من فولاذ”، كما ردد منذ أسابيع قليلة، مكرراً ما قاله منذ تسعة أشهر أيضًا..، ليعيدنا بالذاكرة إلى حرب تموز عام 2006 يوم سعى جيش العدو إلى رد اعتباره بعد هزيمة عام 2000، فأطلق عملية “إسرائيل خيوط من فولاذ” التي هدف من خلالها للوصول إلى مدينة بنت جبيل ورفع العلم داخل الملعب الذي أطلقت منه عبارة “بيت العنكبوت”، وحينما فشل بالوصول، طلب من جنوده الوصول إلى أقرب نقطة من الملعب على بعد كيلومتر واحد. وبمجرد رفع العلم فوق منزل هناك، استُهدفوا بقذيفة مباشرة.
العدو الذي هزته ولا تزال تهزه حتى يومنا هذا، كلمتان لسماحة السيد نصر الله، قد يكون وضع من صلب أهدافه في الحرب القائمة حاليًا أيضًا الدخول الى مدينة بنت جبيل والسعي لمحاولة زرع العلم “الإسرائيلي” من جديد في المكان الذي أطلق منه سيدنا العبارة الشهيرة، ولعل هذا جائز فعلاً باعتبار أنه لم يتمكن من تحقيق هذا الهدف في حرب تموز 2006، وفق ما وثّق كتاب صدر آنذاك للمراسل العسكري في “هآرتس” “عاموس هرئيل” وزميله “آفي يسخاروف” اللذين كشفا خلاله أن السبب الوحيد للحرب “الإسرائيلية” على لبنان كان رغبة المجتمع والجيش “الإسرائيلي” الجامحة والمكبوتة في “إسرائيل” بنفي نظرية الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إن “إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت”. إذ يقر الكتاب بأن “إسرائيل” خرجت للحرب من أجل هذه الغاية، لكن حصاد الحرب رسخ في وعي المجتمع والجيش في إسرائيل نظرية “بيت العنكبوت”.
ولعل عبارة “بيت العنكبوت” كانت موفقة إلى الحد الذي يجعلنا نتصور هشاشة ذلك البيت عند كل فعل مقاوم يهزأ بالعدو ويظهر ضعفه.. ظهر تجسيد العبارة جليًا في أحداث السابع من أوكتوبر 2023، حينما حطّم بضع مئات من المقاومين كل المنظومة الأمنية والعسكرية الصهيونية على تخوم غزة في ثلاث ساعات فقط، وتكرر المشهد على مدى عام ونيف في صليات صواريخ المقاومين اللبنانيين ومسيراتهم التي تصول وتجول في أرجاء الكيان وتدخل صالة طعام جنوده في “بنيامينا” وغرفة نوم نتنياهو في “قيسارية” ورأيناه بعدما عجزت “إسرائيل” عاماً كامل عن اغتيال قائد “حماس” يحيى السنوار الذي أذلها في حياته وفي استشهاده يوم استهزأ بتكنولوجياتها المتطورة وضربها بعصاه وواجه جيشها حتى آخر رصاصة .. رأيناه في الضربات الإيرانية الصاروخية التي شلت ولعثمت قادة العدو وجنرالاته.. وشاهدناها بالتصدي البطولي الذي يخوضه بضع مئات من المقاومين الذين صدوا أكثر من 5 فرق مؤلفة من 65 ألف جندي ومنعوها من دخول قرى أمامية تعرضت لمسح عن الخارطة لكنها ما زالت ثابتة تقاوم .. ولولا المظلة الأميركية لانهارت “إسرائيل” منذ اليوم الأول لطوفان الأقصى، لكن ما أبقاها على قيد الحياة هو أوكسجين الدعم العسكري والمادي اللا محدود بأحدث أنواع الذخائر والأسلحة، وآخرها قاذفات “B2” ومنظومة “ثاد” الدفاعية، عقب فشل القبة الحديدية، وقبلها البوارج وحاملات الطائرات التي لم تغادر بحَارنا و”تحالف حارس الازدهار” الذي رافقها لمواجهة اليمن.
يكفي تكرار رأس هرم قادة العدو لعبارة سيد المقاومة التي أطلقت قبل حوالي 25 عامًا لنكتشف حجم ارتدادات هذه العبارة التي استحالت كابوساً لقادة العدو في يقظتهم ومنامهم، ودليلاً على أن العدو كان يعد العدة منذ ذلك الزمن للانتقام من المقاومة وقادتها.. قد يحاول العدو جاهدًا مسح صورة “بيت العنكبوت” عنه، لكن الميدان سيعاود تذكيره بها عند كل حي وبلدة وطريق ومفترق.. ولئن استشهد سيد المقاومة فقد غدت كلماته ثقافة جهادية عملية يصعب محوها من الكتب والسجلات بل يستحيل انتزاعها من قلوب وعقول ملايين المحبين في الأمة الذين باتوا يؤمنون بها وينتهجونها في مسارهم العملي المقاوم، بل بات يصعب ويستحيل انتزاعها من عقول المستوطنين الصهاينة الذين باتوا موقنين من مصير كيانهم المحتوم وبأن بيتهم “أوهن من بيت العنكبوت”.. وستظل تلك العبارة تلاحقهم وتطاردهم وتؤرقهم حتى يحزموا حقائبهم ويغادروا آخر شبر من فلسطين المحتلة.