رسائل في بريد أخي يوسف عبد المنان
تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT
على غرار رسائل الجمعة التي كان يبعثها أخي الصحفي الكبير صاحب القلم السلسال يوسف عبد المنان أيام الصحافة الورقية فإنني أبعث بهذه الرسائل القصيرة في بريده تعقيبا على ما كتبه بالأمس تعليقا على وصفي لرحلتي الطويلة بحثا عن العلاج بعد علة أصابتني في العين لأدلل بذلك على معاناة المرضى في بلادي بعد إندلاع حرب المليشيا المتمردة المجرمة الإرهابية .
الرسالة الأولى :
لك خالص الشكر و التقدير على ما كتبته عن شخصي الضعيف و ما خلعته علي من أوصاف فأنا أقل من ذلك بكثير ، ثم الحمد لله الذي جعلني أقدم إنتمائي لديني و فكري على أي إنتماء آخر في الوقت الذي سقط فيه كثيرون من أهل الإنتماء و بعض مدعي الثقافة و المعرفة من كافة الأطراف في جب القبلية و الإثنية و الجهوية السحيق !!
الرسالة الثانية :
موقفي من المليشيا المتمردة المجرمة الإرهابية و حلفائها هو موقف قديم تأسس على قناعات راسخة قبل إندلاع الحرب و هو موقف مبدئي كما ذكرت أنت لإعتقادي الجازم بأن المليشيا و حلفائها في (قحت/تقدم) هم مجرد وكلاء و عملاء لقوى الشر الإقليمية و الدولية التي تريد تدمير الدولة السودانية بالكامل و سلخها عن هويتها و إسقاطها في بحور الفوضى و الخراب و من ثم تقسيمها إلى كيانات و كنتونات صغيرة و ضعيفة !!
الرسالة الثالثة :
إن موقفي هذا هو الذي جعلني أتعرض لمحاولة قتل بمطار الخرطوم في الأسبوع الثاني بعد (الثورة المصنوعة) و إنقلاب 11 أبريل 2019 و أنا متوجه إلى مقر عملي في دولة الإمارات بعد إجازة أمضيتها مع الأهل !!
و موقفي هذا أخي يوسف وضعني مرة أخرى ضمن بنك أهداف قوى الشر الذي حوى في كشفه الأول قائمة تضم 450 من قيادات التيار الإسلامي و الوطني الذين يجب تصفيتهم في الساعات الأولى بعد نجاح إنقلاب 15 أبريل !! و لذلك تم استهداف منزلي و بإحداثيات دقيقة جدا بعد مكالمة هاتفية بصاروخ موجه مما أدى لإستشهاد زوجتي و نجوت أنا !!
الرسالة الرابعة :
إن ما كتبته أنت و أوردته أنا عرضا في وصف رحلتي العلاجية في حق الأخ الصديق عبد الله محمد علي بلال هو قليل جدا في حق الرجل الذي أعرف عنه الكثير و لا نملك إلا أن ندعو له بأن يبارك الله في عمره و عمله و أن يجزيه خيراً .
الرسالة الخامسة :
و هي تتعلق بما ختمت به مقالك عن فترة عملي في دولة الإمارات و تعليقك بأنها أثارت جدلا !! و أنك تنتظر مني أن أكتب عن تلك الفترة ، و أعتقد أن هذا التعليق هو بيت القصيد !!
و بالنسبة لي فإنها فرصة مناسبة للرد و ذلك في النقاط الآتية :
– دولة الإمارات هي إحدى مهاجر السودانيين القديمة منذ الرعيل الأول من الإداريين و المهنيين الذين ساهموا في التخطيط لبنائها و نهضتها مع بداية تأسيس الدولة في العام 1971 و حتى اليوم . و الآن و حسب معلوماتي يوجد بها أكثر من 150 ألف سوداني يعملون في القطاع الحكومي و الخاص في مختلف المجالات و التخصصات و يوجد آلاف آخرون ينتظرون الحصول عن فرص للعمل و قد تضاعف عددهم بعد إندلاع الحرب و هنالك أسر كثيرة خاصة من الميسورين و رجال أعمال هاجروا إليها بعد إنقلاب أبريل 2019 بحثا عن فرص أفضل لإستثماراتهم و لإستقرار أسرهم .
– هاجرت إلى الإمارات كغيري من السودانيين بحثا عن وضع أفضل خاصة بعد أن ضاقت الفرص في السودان و ضاق صدر إخواني و مؤسساتهم و لم يتحملوا آرائي و انتقاداتي الجهيرة لأداء مؤسسات الدولة و الحزب في السنوات الأخيرة التي سبقت إنقلاب اللجنة الأمنية ، و كان آخر عمل لي بعد إعفائي من جهاز المغتربين هو تأسيسي لمكتب خاص يعمل في مجال الإستشارات الإقتصادية و المالية و الإدارية و تطوير الأعمال بإسم عمل (مدى الإستشارية) و قد شاركني فيه عدد من الخبراء و لكن للأسف و نسبة لتراجع الأوضاع الإقتصادية في البلاد لم نتمكن من إنجاز ما كنا نطمح إليه ، و بعدذلك سعيت مع مجموعة من المغتربين في تأسيس كلية جامعية خاصة أعددنا لها كل المطلوبات و لكن لم نتحصل على التصديق النهائي بسبب تعقيدات بيروقراطية !!
في ظل هذه الظروف بدأت بصورة جادة في البحث عن أي فرصة عمل براتب معقول في أي دولة من دول الخليج تمكنني من مواجهة متطلبات الحياة .
– بالفعل و عن طريق أحد الأصدقاء وجدت فرصة عمل في وظيفة مدير تنفيذي لمركز إستشارات إدارية و مالية و بحوث و هو مؤسسة خاصة يمتلكها رجل أعمال إماراتي عاملني بكل إحترام و تقدير ، مقرها بالشارقة و هي وظيفة تشبه آخر وظيفة لي ، و بالفعل وقعت معه العقد في نهاية العام 2017 و باشرت عملي في مارس 2018 و في أكتوبر 2021 اي بعد ثلاث سنوات تقريباً تم إنهاء العقد بالتوافق بيني و صاحب المركز فمكثت بعد ذلك عدة أشهر بحثا عن فرصة جديدة و عندما لم أجدها عدت إلى أرض الوطن في مارس 2022 و لم أغادره قط منذ ذلك التأريخ و حتى هذه اللحظة !!
– أخي يوسف أنا هاجرت إلى الإمارات علناً و لم أذهب إليها خلسة و كان في وداعي في مطار الخرطوم عدد مقدر من إخوة أعزاء في مقدمتهم الأخ الفاضل كمال عبد اللطيف و الأخ عبد الله محمد علي بلال و هاجرت إليها بعقد عمل و بشهاداتي – و بالمناسبة فإن وظيفة مدير تنفيذي في القطاع الخاص و حسب قانون العمل في الإمارات لا يشغلها إلا حملة الشهادات الجامعية من جامعة معترف بها – و لم أهاجر إليها معارضا أو متسولا او عميلا !!
– و للأمانة و بحكم عملي السابق كأمين عام لجهاز المغتربين فإن دولة الإمارات تعتبر في مقدمة المهاجر التي يجد فيها السودانيون الإحترام و التقدير .
و للأمانة فإنني على الصعيد الشخصي إستفدت كثيراً من فترتي التي قضيتها فيها فمن ناحية تطوير القدرات فقد تحصلت على أربع دبلومات خلال هذه الفترة و نلت عدداً من الدورات التدريبية و حصلت على شهادة مدرب معتمد من أحد المراكز الكبيرة في دبي .
– أما ما بعد تمرد المليشيا فأعتقد بأنني من أوائل السياسيين الذين أشاروا صراحة إلى دور الإمارات في حرب تدمير السودان من خلال دعمها للمليشيا بالسلاح و العتاد و المرتزقة و لو راجعت مدونتي لوجدت الكثير مما يؤكد زعمي !!
و قبل الختام أخي يوسف لو سألت شخص من الذين زاملوني أو عملوا معي في أي مؤسسة فإنني بعد مغادرتها أتحاشى الحديث عنها و أتحاشى حتى الشوارع التي تضطرني إلى المرور بجوارها !!
في الختام أرجو أن أعتذر للأصدقاء و المتابعين فهذه واحدة من المرات القليلة التي أضطررت فيها للكتابة عن نفسي .
مع خالص تقديري للأخ يوسف عبد المنان الذي أتاح لي هذه الفرصة .
#المقاومة_الشعبية_خيارنا
#كتابات_حاج_ماجد_سوار
1 مارس 2024
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: دولة الإمارات بحثا عن
إقرأ أيضاً:
الإمارات تحتفي بــ«اليوم الدولي للتسامح»
إبراهيم سليم، ووام (أبوظبي)
أخبار ذات صلة قيادة الإمارات ترسخ الزراعة ركيزة تنموية مستقبلية وإرثاً خالداً الإمارات تؤكد موقفها الراسخ في دعم الشعب الفلسطينيتحتفي دولة الإمارات اليوم السبت بـ«اليوم الدولي للتسامح» الذي اعتمدته الأمم المتحدة في 16 نوفمبر من كل عام، كمناسبة سنوية للتشجيع على التسامح والوحدة بين البشر، ونشر قيم التعايش وتقبل الآخر.
وتأتي المناسبة هذا العام، تزامناً مع فعاليات الدورة السادسة للمهرجان الوطني للتسامح، التي انطلقت يوم «الاثنين» الماضي وتستمر حتى 18 نوفمبر الجاري، بتنظيم من وزارة التسامح والتعايش.
ويتضمن المهرجان مجموعة من الأنشطة الدولية والجماهيرية والحكومية مثل «ملتقى الحكومة حاضنة للتسامح»، والمنتدى الدولي الأول للحوار الديني والحضاري، الذي يعقد بالتعاون بين الإمارات والنمسا في «بيت العائلة الإبراهيمية»، إلى جانب الأنشطة الجماهيرية والفنية والتراثية التي تقام في «حديقة أم الإمارات»، بمشاركة واسعة من مختلف الفئات المجتمعية.
ويختتم المهرجان بمشاركة وزارة التسامح والتعايش في مؤتمر «الإمارات وطن التسامح» بجامعة الإمارات العربية المتحدة في مدينة العين، ويشارك في المهرجان عدد من القيادات الفكرية والدولية وقادة الأديان والعقائد والشرائع المختلفة، ومفكرون بارزون من مختلف دول العالم.
وواصلت دولة الإمارات، خلال 2024، دورها المحوري في تعزيز صوت الاعتدال، ونشر ثقافة التسامح والانفتاح حول العالم، حيث استضافت في فبراير الماضي، «قمة التحالف العالمي للتسامح»، التي ناقشت سبل تعزيز القيم الإنسانية، بما يضمن حياة أفضل للبشرية في المستقبل القريب، كما شهدت القمة صدور «النداء العالمي المشترك للتسامح والتعايش».
ونظمت دولة الإمارات أعمال «المؤتمر الدولي لحوار الحضارات والتسامح»، الذي ناقش القضايا العلمية المرتبطة بتعزيز قيم التسامح والتعايش، وأثرها على التواصل مع الآخر المختلف ثقافياً وعرقياً واجتماعياً ودينياً، وأهمية فهم واحترام الاختلافات الحضارية، والاستثمار في تنمية المجتمعات.
وأطلقت دولة الإمارات في أغسطس الماضي برنامج «فارسات التسامح»، الذي يهدف إلى تمكين المرأة وتعزيز دورها المحوري في نشر قيم التسامح والتعايش داخل أسرتها والمجتمع ككل.
ونجحت دولة الإمارات، خلال السنوات الماضية، في حجز موقعها ضمن قائمة الدول الـ20 الكبار على مستوى العالم في مؤشرات التنافسية العالمية الخاصة بالتسامح والتعايش، وذلك بفضل مسيرتها الحافلة بالإنجازات في هذا مجال، حيث أنشأت في عام 2013 مركز «هداية» الدولي للتميز في مكافحة التطرف العنيف، وهو أول مؤسسة بحثية تطبيقية مستقلة داعمة للحوار والبحث والتدريب لمكافحة التطرف، كما أسست في يوليو 2014 مجلس حكماء المسلمين، وهو هيئة دولية مستقلة تهدف إلى تعزيز السلم في العالم الإسلامي.
وأصدرت دولة الإمارات في يوليو 2015 مرسوماً بقانون بشأن مكافحة التمييز والكراهية، يهدف إلى إثراء التسامح العالمي ومواجهة مظاهر التمييز والعنصرية أياً كانت طبيعتها، واستحدثت في فبراير 2016 وزارة للتسامح لأول مرة في العالم أصبح مسماها وفقاً للتعديل الوزاري في يوليو 2020 وزارة التسامح والتعايش، بينما اعتمد مجلس الوزراء في 8 يونيو 2016، البرنامج الوطني للتسامح.
وفي 21 يونيو 2017، أصدرت دولة الإمارات قانون تأسيس المعهد الدولي للتسامح، كما تم تأسيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة عام 2018 الذي يعمل على تعزيز قيم الاعتدال والحوار والتسامح والانتماء للوطن ونشرها، مع نبذ التعصب الديني وكراهية الآخر.
وخصصت دولة الإمارات عام 2019 عاماً للتسامح، وهو العام الذي شهد اللقاء التاريخي بين فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، في أبوظبي، وصدرت عنه وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك التي وضعت إطاراً لدستور عالمي جديد يرسم خريطة طريق للبشرية نحو عالم متسامح، كما دشنت على أرضها بيت العائلة الإبراهيمية الذي يجسد حالة التعايش السلمي وواقع التآخي الإنساني الذي تعيشه مختلف الأعراق والجنسيات من العقائد والأديان المتعددة في دولة الإمارات.
وخلال رئاستها مجلس الأمن في يونيو 2023، قادت دولة الإمارات جهود اعتماد القرار التاريخي رقم 2686 بشأن التسامح والسلام والأمن الدوليين الذي تضمّن لأول مرة إقراراً دولياً بوجود ارتباط بين خطاب الكراهية وأعمال التطرف والسلام والأمن الدوليين، كما حث القرار على نشر قيم التسامح والتعايش السلمي.
والجدير بالذكر، أن دولة الإمارات أطلقت العديد من الجوائز العالمية التي تحتفي بجهود الأفراد والكيانات التي تصب في مصلحة تعزيز التعايش السلمي، ومنها جائزة زايد للأخوة الإنسانية، وجائزة محمد بن راشد للتسامح، وجائزة محمد بن راشد آل مكتوم للسلام العالمي، وجائزة الإمارات العالمية لشعراء السلام.
وتضم دولة الإمارات أكثر من 200 جنسية تنعم بالحياة الكريمة والاحترام، فيما كفلت قوانين الدولة للجميع العدل والاحترام والمساواة، وجرّمت الكراهية والعصبية، وأسباب الفرقة والاختلاف، فانطلقت قوافل التسامح والسلام من أرض الإمارات لتنير للعالم طريقه.
وقد سنت الدولة قانون مكافحة التمييز والكراهية، وأسست مراكز عدة لمكافحة التطرف والإرهاب، فيما وضعت وثيقة الأخوة الإنسانية التي خرجت من الإمارات للعالم، إطاراً لدستور عالمي جديد يرسم خريطة طريق للبشرية نحو عالم متسامح.
منتدى أبوظبي للسلم
حمل منتدى أبوظبي للسلم على عاتقه مسؤولية نشر ثقافة التسامح والتعايش، منذ نشأته، ونشر ثقافة السلم، وبث روح التسامح، من خلال المنتديات والندوات التي عقدها ولا يزال يعقدها، مستلهماً روح قيم القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فقد عُني المنتدى بتأصيل مفهوم السلم في الإسلام، وبيان مساهمة ديننا الحنيف فيه تاريخياً، ففتح بذلك أمام الدارسين والأكاديميين أبواباً واسعة لاستكمال البحث وتنوير الرأي العام والخاص، كلُّ ذلك وفق منهجية علمية رصينة، تستمد جذورَها من أصول الشريعة الغرّاء، وتراعي مقتضيات الزمان والمكان، ويقوم المنتدى بجهود دؤوبة لنشر قيم التسامح وبث روح الإنسانية في قلوب أصحاب الديانات.
استحداث وزارة للتسامح
في فبراير 2016، تم استحداث وزارة للتسامح لأول مرة في دولة الإمارات والعالم، حيث قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله: «لا يمكن أن نسمح بالكراهية في دولتنا، ولا يمكن أن نقبل بأي شكل من أشكال التمييز بين أي شخص يقيم عليها، أو يكون مواطناً فيها»، مشيراً سموه إلى أن ثقافة التسامح ليست وليدة اليوم في مجتمع دولة الإمارات، بل هي امتداد لثقافة سائدة في المنطقة منذ القدم، وأن إنشاء الوزارة يدعم موقف الدولة نحو ترسيخ قيم التسامح، والتعددية، والقبول بالآخر، فكرياً وثقافياً وطائفياً ودينياً.
وتحرص الدولة على استدامة قيم التسامح واحترام التعددية والقبول بالآخر فكرياً وثقافياً ودينياً وطائفياً من جهة، مع نبذ العنف والتمييز والكراهية من جهة أخرى.
وأسست دولة الإمارات مجلس حكماء المسلمين في 19 يوليو عام 2014 كهيئة دوليَّة مستقلَّة، تهدف إلى تعزيز السِّلم في المجتمعات المسلمة، وتجمع ثلَّة من علماء الأمَّة الإسلاميَّة وخبرائها ووجهائها ممَّن يتَّسمون بالحكمة والعدالة والاستقلال والوسطيَّة، بهدف المساهمة في تعزيز السِّلم في المجتمعات المسلمة، وكسر حدَّة الاضطرابات والحروب التي سادت مجتمعات كثيرة من الأمَّة الإسلاميَّة في الآونة الأخيرة، وتجنيبها عوامل الصراع والانقسام والتَّشرذم.
وكرس مركز جامع الشيخ زايد الكبير دوره المحوري بين مراكز الفكر الإسلامي في تقديم الصورة المشرقة للدين الإسلامي الحنيف، إلى جانب مكانته كواحد من أهم المعالم الثقافية في العالم، حيث عمل على ترجمة الرؤية الاستشرافية للوالد المؤسس في جعل الجامع واحداً من أهم جسور التقارب الحضاري، ومنصة حوار عالمية للتقارب بين مختلف الثقافات، وأبرز منابر التسامح والتعايش الإنساني في العالم، فمنذ إنشائه دأب على بث قيم التسامح وإرساء ثقافة الوسطية والاعتدال؛ من خلال انتهاج رؤية القيادة الرشيدة في تحقيق الانفتاح الفكري والتعايش واحترام الآخر، وبات مقصداً للزوار من مختلف ثقافات العالم، يوفر لهم الجامع على مدار العام تجارب ثقافية حضارية مفعمة بروح التسامح والانفتاح على الآخر.
كما تم احتضان اللقاء التاريخي بين البابا فرنسيس وشيخ الأزهر في جامع الشيخ زايد الكبير، حيث شهد الجامع لقاءً تاريخياً بين فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، ضمن «ملتقى الحوار العالمي بين الأديان حول الأخوة الإنسانية»؛ وذلك انطلاقاً من دوره كمنصة عالمية للحوار الحضاري بين الأديان والثقافات.
المعهد الدولي للتسامح
في 21 يونيو من العام 2017، وتأكيداً لصدارة الإمارات في بناء غدٍ أفضل للمجتمعات العربية والعالمية وخدمة الإنسانية، صدر قانون تأسيس المعهد الدولي للتسامح بقرار من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، ونص القانون رقم 9 لسنة 2017 على إنشاء المعهد الدولي للتسامح ضمن مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، كما أصدر سموه المرسوم رقم 23 لسنة 2017 بتشكيل مجلس أمناء المعهد الدولي للتسامح، والمرسوم 28 لسنة 2017 بتعيين العضو المنتدب للمعهد الدولي للتسامح.
جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية
تأسست جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية بتاريخ 16 نوفمبر 2020، والآن أصبحت من أهم الجامعات في هذه العلوم، وأطلقت العديد من البرامج الخاصة بالتسامح وتأطيره، سواء بمرحلة الماجستير أو الدكتوراه.