الصحة العالمية: السياحة العلاجية مكسب للجميع ومصر مؤهلة بقوة للمنافسة بهذا القطاع
تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT
قالت الدكتورة رنا الحجة مديرة إدارة البرامج، بمنظمة الصحة العالمية بإقليم شرق المتوسط ، إنه من دواعي سروري البالغ أن أنضم إليكم اليوم في المؤتمر لمناقشة هذا الموضوع المهم والمتزايد الاتساع من صناعة الصحة على الصعيديْن العالمي والإقليمي.
واشارت رنا الحجة ، الى ان السياحة الصحية تُعدُّ حاليًّا أحد أسرع أشكال السياحة نُموًّا ، ووفقًا لجمعية السياحة العلاجية، قُدِّرَ حجم سوق السياحة العلاجية العالمية بمبلغ مائةِ مليار دولار أمريكي، بمعدل نمو سنوي يتراوح بين 15 و25%.
وأضافت اننا شهدنا إنشاء مراكز للتفوق الطبي تضم المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط، دولًا اشتهرت بتخصصها في علاج أمراض الأورام، وطب الإنجاب، والجراحات التجميلية والاستبنائية، وجراحات العيون المِجهرية.
وأشارت إلي ان مصر تستقبل السائحين من المرضى الباحثين في المقام الأول عن الخدمات في مجالات جراحات التجميل، والعناية بالأسنان، وعلاجات العظام، وعلاج التهاب الكبد الوبائي C، لا سيَّما أن البلد قد أحرز تقدمًا ملحوظًا في علاجات التهاب الكبد C، وهو ما يبعث الأمل في نفوس الكثير من المرضى على مستوى العالم.
وأوضحت أن مصر تحظى بمكانة مناسبة تؤهلها للمنافسة بقوة في هذه الشريحة من صناعة السياحة، فلقد قطعت شوطًا طويلًا في المجال الصحي، خاصة أن مصر أصبحت أول بلد يصل إلى «المستوى الذهبي» في مسيرته نحو القضاء على التهاب الكبد C، وفقًا للمعايير التي وضعتها منظمة الصحة العالمية في هذا الشأن.
وحصلت هيئة الرعاية الصحية في مصر على الجائزة الذهبية المرموقة لدورها القيادي في مجال الاستدامة الصحية في العالم العربي، تقديرًا لمساعيها المتميزة في الدعوة إلى تحقيق التحول الأخضر في قطاع الرعاية الصحية. وعلاوة على ذلك، فقد أفادت عمليات التحقق التي امتدت من عام 2018 إلى عام 2021 بأن مصر نجحت في استئصال الحصبة والحصبة الألمانية، إلى جانب القضاء على سرايتهما المتوطنة.
وأضافت أن هناك دول أخرى في المنطقة مثل لبنان والاردن تشهد تدفقًا سياحيًّا علاجيًّا هائلًا، منوهة بأنه في عام 2018 فقط، استضاف الأردن 300000 سائح علاجي، مُحققًا إيرادات قدرها 1.5 مليار دولار أمريكي (إدارة التجارة الدولية، 2017)
وتُعد السياحة العلاجية فرصةً مُربحةً لجميع الأطراف، إذ توفر إمكانات لنمو كلا القطاعيْن الصحي والاقتصادي، مع العمل على تعزيز النُّظُم الصحية في الوقت ذاته. ويمكن لنمو السياحة العلاجية أن يدعم الارتقاء بالبِنى الأساسية داخل قطاع الصحة وخارجه. ويتيح أيضًا الفرصة لتحقيق فوائد صحية مُعزَّزة.
واكدت أن السياحة العلاجية تزيد القدرةَ على شراء أحدث التكنولوجيات، وتعزز بدورها القوى العاملة الصحية، وقد يفتح ذلك البابَ أمام اجتذاب العاملين الصحيين المهاجرين للعودة إلى بلدانهم الأصلية، الأمر الذي يؤدي إلى إيقاف هجرة العقول، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تنطوي السياحة العلاجية على حوافز لزيادة الجودة من خلال ضمان الامتثال للمعايير الدولية (الأعلى) للرعاية وتعزيز ثقافة التطوير الشخصي التي يمكن للسكان المحليين الاستفادة منها.
وأشارت إلى أنه يلزمُ كذلك النظر في وضع تدابير لضمان جودة الرعاية الصحية، والتخفيف من المخاطر المحتملة المرتبطة بالسفر للأغراض العلاجية. وينبغي لمقدمي الرعاية الصحية المُنخرطين في صناعة السياحة الصحية أن يضمنوا وضع سلامة المرضى، وجودة الرعاية، والوقاية من العدوى ومكافحتها على رأس الأولويات، وبالإضافة إلى ذلك، ينبغي للبُلدان المُضيفة أن تضع وتفرض لوائح للوفاء بالمعايير اللازمة في مرافق الرعاية الصحية، بما يتواءم مع احتياجات المرضى من مختلف الدول.
وأوضحت أن ذلك يتطلب حوْكمةً قويةً للقطاع الصحي، بما في ذلك الإشراف على النظام الصحي بأكمله (العام والخاص على حد سواء)؛ والاتساق بين وزارتَي الصحة والتجارة في وضع سياسة رشيدة بشأن التجارة في الخدمات الصحية؛ ووضع استراتيجية واضحة للعمل التعاوني مع القطاع الصحي الخاص.
وشددت على ضرورة مواصلة التركيز والتوازن فيما يخص قطاع الصحة المحلي لضمان الإنصاف في تقديم الخدمات الصحية للجميع، لا سيما الفئات الأشد تأثرًا. فقد يُرهق تدفُّقُ السائحين العلاجيين مواردَ النظام الصحي في البلد المُضيف. وقد ينشأُ عن السياحة العلاجية أيضًا خطرٌ آخرُ يتمثل في سحب الاهتمام والموارد من برامج الصحة العامة والتدابير الوقائية وتحويلهما إلى الخدمات العلاجية.
ونوهت بأنه يتعين على راسمي السياسات الوطنيين من القطاعيْن التجاري والصحي العمل عن كثب لضمان وضع تلك السياسات على نحو يراعي احتياجات سكان البلد. ويجب أن تضمن السياسات الموضوعة التوزيعَ العادلَ للموارد، وأن تعطي الأولويةَ للاحتياجات الصحية للمواطنين، وأن تُعزِّزَ إتاحتَها والقدرةَ على تحمُّلِ تكاليفها لجميع المقيمين.
وأكدت أن مصر واحدةٌ من أفضل المقاصد السياحية التي تتمتع بإمكانات لتطوير السياحة العلاجية في إطار صناعة السياحة القائمة والراسخة لديها بالفعل. وسوف نعمل مع الحكومة المصرية من أجل تحقيق هدفها المتمثل في اجتذاب 200000 سائح علاجي سنويًّا وجنْي ثمار هذا القطاع الآخِذ في التطور، عبر إقامة شراكات فعَّالة مع القطاع الصحي الخاص، وتعزيز حوكمة القطاع الصحي كله.
وأكدت أن منظمة الصحة العالمية، لن تدَّخِر وُسعًا في مواصلة تقديم الدعم التقني والاستشاري وغيره من أشكال الدعم إلى دولنا الأعضاء.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الصحة العالمية السياحة الصحية الأوسط وإفريقيا التهاب الكبد الوبائي الرعاية الصحية في مصر السیاحة العلاجیة الصحة العالمیة الرعایة الصحیة صناعة السیاحة أن مصر
إقرأ أيضاً:
الرعاية الصحية تطلق حملة للتوعية والحفاظ على صحة الفم واللثة
أعلنت الهيئة العامة للرعاية الصحية، برئاسة الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية، المشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، عن انطلاق فعاليات حملتها الطبية والتوعوية للحفاظ على صحة الفم واللثة لعام 2025، وذلك للعام الثالث على التوالي، تحت شعار «صحتك.. امسك فيها بإيدك وسنانك»، من محافظة بورسعيد، أولى محافظات تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل الجديد.
وأكد الدكتور أحمد السبكي، أن الحملة تستهدف توعية النشء وطلاب المدارس وأسرهم بأهمية الحفاظ على صحة الفم والأسنان واللثة، وتدريبهم على الطرق السليمة للعناية اليومية بصحة الفم، مشيرًا إلى أن هذا التوجه يأتي في إطار حرص الهيئة على ترسيخ المفاهيم الصحية الوقائية منذ الصغر، وبناء جيل صحي واعٍ، بما ينعكس إيجابًا على مستقبل المنظومة الصحية في مصر.
الحملة تستهدف الوصول إلى 300 ألف مواطنوأوضح رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية، أن الحملة تستهدف الوصول إلى 300 ألف مواطن داخل محافظة بورسعيد وحدها حتى نهاية أبريل 2025، من خلال خدمات الفحص والكشف الطبي المجاني، إلى جانب تقديم جلسات التوعية التفاعلية للأطفال وذويهم، باستخدام شاحنات طبية مجهزة تجوب أنحاء المحافظة، لتصل بالخدمات إلى جميع الفئات المستهدفة.
وأضاف الدكتور أحمد السبكي، أن المرحلتين الأولى والثانية من الحملة، شملتا خمس محافظات ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل، ونجحتا في الوصول بخدمات التوعية والكشف الطبي إلى أكثر من مليون و200 ألف مواطن، في خطوة تعكس حرص الهيئة على التوسع في خدمات الرعاية الوقائية، وتعزيز مفهوم الصحة الشاملة.
وتابع، أن الحملة تأتي ضمن المبادرات الرائدة التي تطلقها الهيئة العامة للرعاية الصحية سنويًا، في إطار استراتيجيتها الهادفة إلى تعزيز جودة الحياة الصحية وتحقيق التغطية الصحية الشاملة لكافة المواطنين، مشيرًا إلى أن الهيئة تعمل على تطوير برامجها الوقائية والتوعوية بالشراكة مع المجتمع، لضمان استدامة الوعي الصحي وتيسير الوصول للخدمات.
وأضاف أن الوقاية من العدوى ومكافحتها بما في ذلك نظافة اليدين، أمرًا بالغ الأهمية في تحقيق التغطية الصحية الشاملة، مشيرًا إلى أهمية رفع وعي النشء بتلك الإجراءات الوقائية، وإطلاعهم على الأنماط الصحية السليمة بشكل عملي، علاوة على استخدام الأدوات التكنولوجية لخلق شغف ومتعة لدى الأطفال بأهمية غسل الأيدي، كونها تعتبر من أكثر الإجراءات فعالية، للحد من انتشار مسببات الأمراض والوقاية من العدوى وإنتقالها، وخاصة الفيروسية منها.
هذا، ويُشار أن شاحنة حملة «صحتك .. امسك فيها بإيدك وسنانك» التي تجوب عدد من المدارس والأحياء المختلفة بمحافظة أسوان، يوجد بها أحواض مجهزة بغرض تدريب الأطفال وتعليمهم الخطوات السليمة لغسل الأيدي بالماء والصابون، علاوة على بعض الفحوصات المبدئية للكشف عن سلامة الفم والأسنان لكافة المترددين على الشاحنة، من مختلف الفئات العمرية.
وتأتي الحملة بالشراكة مع Unilever Egypt وانطلاقًا من إيمان هيئة الرعاية الصحية بتعزيز التعاون مع القطاع الخاص، وتحقيقًا للمسئولية المجتمعية لهذه الشركات، لدورهم الفعّال في تعزيز أنماط الحياة الصحية السليمة، وهو ما يرمي إلى تكامل الخدمات الصحية التي يتم تقديمها من قبل هيئة الرعاية الصحية فلا تقتصر على العلاج فقط، ولكن تمتد لتشمل برامج الوقاية وتعزيز مفاهيم جودة الحياة الصحية السليمة، وذلك بهدف بناء أجيال أقوياء أصحاء ذو عقول واعية، وهو ما يقلل بدوره تكلفة العلاج على الدولة المصرية.