وثائق حرب السودان (4): اغتصاب النساء
تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT
واشنطن، محمد علي صالح
كانت الحلقة الاولى البيانات المتناقضة من الجيش والدعم السريع، من اول يوم في الحرب، حتى شهر نوفمبر. وستستمر هذه البيانات فى حلقات قادمة.
وكانت الحلقة الثانية وثائق حرب الصومال، والدروس التي يمكن ان يستفيد منها السودانيون (20 سنة حكومة عسكرية. 10 سنوات فوضى، بدون حكومة. 15 سنة حكومات مدنية ضعيفة، وتدخلات عسكرية افريقية وامريكية.
وكانت الحلقة الثالثة وثائق حرب ليبيا، والدروس التي يمكن ان يستفيد منها السودانيون: (40 سنة حكومة عسكرية. 3 سنوات فوضى. 10 سنوات الاخيرة، حكومتان بجيشين: في الشرق (بنغازي)، والغرب (طرابلس).
هذه الحلقة الرابعة مقتطفات من وثائق عالمية عن اغتصاب النساء فى حرب السودان. تجرم الوثائق الدعم السريع تجريما كبيرا، لكنها، ايضا، تجرم الجيش.
------------------
لجنة حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة: "اغتصاب ودعارة":
(23-2-2024)
"منذ منتصف أبريل، انتشرت اخبار كثيرة عن العنف الجنسي في مناطق القتال. خاصة الذى اعتمد على التنوع الاجتماعي. وخاصة فى ولاية الخرطوم، وولايات دارفور وكردفان.
ووصلت الى المفوضية السامية لحقوق الإنسان تقارير موثوقة عن 58 حادثة، على الاقل، عن نوعين:
1. الاغتصابات الفردية، والاغتصابات الجماعية، ومحاولات الإغتصاب.
2. تجارة النساء بهدف الدعارة، والممارسات الجنسية.
حسب هذه الوثائق، اشترك في النوعين طرفا الحرب، ومتحالفون معهما.
اولا، هذه أعمال يمنعها القانون الدولى.
ثانيا، الارقام التى وثقناها تؤكد هذه الأعمال. ما لا يقل عن 118 ضحية (98 امرأة، ورجل واحد، و18 بنت، وولد واحد) ...
"هذه هي الحالات التي وثقناها:
26 في الخرطوم، 10 في جنوب دارفور، 10 في شمال دارفور، 12 في ولايات أخرى، مثل: وسط دارفور، وشمال كردفان، وغرب دارفور، وغرب كردفان.
في 39 حادثة، تم التعرف على الذين ارتكبوا هذه الأعمال: رجال يرتدون ملابس قوات الدعم السريع. وتسعة منهم مسلحون. تشكل هذه نسبة 83 في المائة من جملة الاغتصابات.
وفي حالتين، تم التعرف على أفراد من القوات المسلحة السودانية ...
"حسب القانون الدولى، هذه الاغتصابات يمكن ان تكون جرائم حرب.
في الخرطوم، كانت أكثر من نصف الاغتصابات داخل منازل، دخل إليها بالقوة الذين اعتدوا على النساء. لكن، كانت هناك اغتصابات في الشوارع بينما كانت النساء يبحثن عن أماكن لجوء، او اماكن طعام.
في ولايات دارفور، استهدفت الاغتصابات النساء والبنات الافريقيات. خاصة قبائل الفور، والمساليت، والزغاوة. وكانت أكثرها خلال هجمات قوات الدعم السريع، والميليشيات العربية المتحالفة معها، في غرب دارفور، بين مايو ونوفمبر الماضيين ...
"شملت هذه الاغتصابات، في الخرطوم ودارفور، خطف النساء. واحتجازهن في ظروف لا انسانية. ايضا، سوء معاملتهن، وضربهن، واحتقارهن ...
"احتجزت واحدة 35 يوما في بيت، واغتصبها عدد كبير من قوات الدعم السريع ...
"مع الاغتصابات، ظهرت حالات الحمل على أربع نساء، على الأقل:
1. الاولى: أجرت عملية إجهاض خلال الفترة الزمنية التي يسمح بها القانون.
2. الثانية: أجرت عملية إجهاض في ظروف غير مؤكدة.
3. الثالثة: منعت من الإجهاض بسبب انتهاء الفترة الزمنية القانونية.
4. الرابعة: توفيت بعد اغتصابات جماعية من قوات الدعم السريع بسبب الإصابات التى لحقت بها، وعدم الحصول على رعاية طبية ...
"تواجه ضحيات الاغتصاب مشاكل إضافية بسبب انهيار الرعاية الصحية في كثير من مناطق الحرب. خاصة قلة الاطباء والاخصائيين النفسيين. لهذا، لم تحصل كثير منهن على علاج طبى خلال الثلاثة ايام الاولى بعد الاغتصاب، مثل العلاج الوقائى، وأدوية منع الحمل.
ايضا، لم تحصل ضحيات الاغتصاب على مساعدات قانونية بسبب انهيار القانون. أربعة فقط أبلغن الشرطة. ولم تفعل ذلك أخريات بسبب غياب الاجهزة القانونية التى يثقن فيها. وبسبب الخوف من الوصمة الاجتماعية اذا ابلغن الشرطة ... "
--------------------
منظمة العفو الدولية (امنستي انترناشونال): "الحمل بسبب الاغتصاب":
26-3-2011
"في البداية، يظل الاغتصاب، فى حد ذاته، خرقا عميقا لحقوق الانسان. بالاضافة الى ذلك، تظل المغتصبة ضحية سلبيات اجتماعية وعائلية نحوها. وذلك بسبب العلاقة بين الاغتصاب وشرف المغتصبة، وشرف العائلة ...
"حسب مقابلات "أمنستي" مع دارفوريات اغتصبن، لن تقل المرأة بسهولة اذا اغتصبت. وذلك لان اغتصاب المرأة عيب كبير في المجتمع. وتكون المرأة حذرة ألا يعلم اى رجل بأنها اغتصبت. تميل المرأة غير المتزوجة نحو اعلان اغتصابها (حتى لا تفاجئ زوج المستقبل). ويعتمد مصير المتزوجة على زوجها (يعفو عنها، أو لا يعفو).
"تعانى المرأة التى تحمل من الاغتصاب خرق حقوقها كانسانة اربع مرات: الاغتصاب، والنظرة السلبية، والحمل، والنظرة السلبية. ويزيد خرق حقوقها اذا أنجبت من هذا الحمل. ثم يعانى ابنها من خرق حقوقه كانسان، لان المجتمع ينظر اليه على انه "ابن حرام" او "ابن العدو" ...
"حسب تصريحات رجال قابلتهم "امنستى"، قالوا انهم يقبلون عودة المراة المغتصبة إلى المجتمع، لكن، ليس طفلها ... وحسب تصريحات نساء، قلن شيئا غريبا. قلن ان الاغتصاب لا يسبب الحمل ابدا، لان المغتصب غريب. إلا اذا جاء الطفل مشابها لامه. واذا شاء الله الرحمة للام ولابنها، يجعله يشبهها ...
"قالت واحدة، حاملة في شهرها التاسع، أنها اغتصبت. ولا تعرف اذا سيشبها المولود، او اذا سيشبه والده.
وقالت ثانية، حاملة فى شهرها الثامن، ان ثلاثة رجال اغتصبوها. ولا تعرف من هو الآب.
وقالت ثالثة أنها اغتصبت، ثم أجهضت بعد ثلاثة شهور ..."
"قلن كلهن ان كثيرا من المغتصبين من الجنجويد، وهناك مغتصبون من الجيش السودانى ..."
----------------
"بي بي سي" (الاذاعة البريطانية): "نساء الخرطوم":
30-7-2023
"... في الخرطوم، قالت ابتسام (عمرها 24 عاما، وطلبت عدم نشر اسمها كاملا) انها كانت في طريقها لزيارة عمتها عندما أوقفها ثلاثة من قوات الدعم السريع.
وقالت، فى صوت حزين ومتقطع، بالتلفون: "أشهروا أسلحتهم في وجهي. وسألوني إلى أين أنا ذاهبة. وعندما قلت لهم أنا ذاهبة إلى منزل عمتي، قالوا انا كاذبة، وانا جاسوسة مع مخابرات الجيش. اجبرونى على دخول سيارتهم، وذهبوا بي الى منزل مجاور يحتله الدعم السريع. رايت داخل المنزل رجالا شبه عاريين. حاولت الهروب، لكن واحدا منهم ضربنى بكفه ضربة قوية على وجهى. وقعت على الارض. وقالوا انهم سيقتلونى اذا تحركت ...
وقالت، وهى تبكى: "اغتصبنى ثلاثة منهم أكثر من مرة. ثم أعادوني إلى سيارتهم. ورمونى على جانب الطريق عند غروب الشمس ...
توقفت عن الكلام لفترة قصيرة. ثم قالت: "احتقرت نفسي. وشعرت بالإهانة والغضب. فكرت فى الانتحار . لكني غيرت رأيي. وعدت الى المنزل، ولم اخبر اى شخص عما حدث لى."
----------------
"القارديان" البريطانية: قسم مكافحة العنف الجنسي في السودان:
29-8-2023
"قالت سليمة اسحاق، رئيسة قسم مكافحة العنف الجنسي في السودان: "اعمل ليلا ونهارا في توثيق العنف الجنسى. وزاد ذلك كثيرا بعد بداية الحرب."
وتحدثت عن نساء اغتصبن في الخرطوم وامدرمان. وقالت ان الحالات التى جمعتها "ليست الا قمة جبل الجليد الغارق فى المحيط."
وقالت ان رجال الدعم السريع ارتكبوا كل حوادث الاغتصاب تقريبا ...
وقالت: "هذه الاغتصابات، فى حد ذاتها، وحشية جدا. ثم ان هؤلاء الرجال يريدون اذلال النساء، ويريدون اغضاب رجالهن. هذه الاغتصابات جزء من استراتيجيتهم للانتصار في الحرب، وليهرب الناس من منازلهم، ليسرقوها ..."
حسب أرقام منظمة الصحة العالمية، أكثر من اربعة ملايين امرأة وبنت يتعرضن لخطر العنف الجنسي في مختلف أنحاء السودان.
وفى الخرطوم وامدرمان، وقعت حوادث اغتصاب كثيرة قام بها رجال الدعم السريع:
1. واحدة فى منزلها في الخرطوم، اغتصبها عدد منهم، واحدا بعد الآخر. ولم يقدر اخوانها على وقفهم بسبب تهديد الرجال بقتلها، وقتلهم ...
2, ثانية فى امدرمان، عادت الى منزلها لجمع وثائق. لكنهم قبضوا عليها، واغتصبوها.
3. ثالثة في امدرمان، ام اغتصبوها، وبناتها الثلاثة، وهن ينظرن الى بعضهن البعض.
4. رابعة في الخرطوم، دخلوا منزلها، وهددوا والدها بالقتل اذا لم يسمح لهم باخذها في سيارتهم. اغتصبوها، ثم اعادوها.
5. خامسة في الخرطوم، اغتصبوها أمام والدها. ثم توفيت بسبب جراحات عنيفة. وتوفي والدها بسكتة قلبية.
-------------------
"القارديان" البريطانية: منظمة تخطيط الأسرة السودانية:
14-6-2023
"قالت لمياء خلف الله، مديرة منظمة تخطيط الاسرة في السودان: جهودنا في إحصاء حالات الاغتصاب محدودة بسبب التقاليد والعادات السودانية. بسبب المجتمع المحافظ، وبسبب العلاقات العائلية القوية، وبسبب الخوف من سمعة البنات والعائلات. لا تتكلم المرأة عن اغتصابها، لا الى الشرطة، ولا الى عائلتها ...
"هربت نساء اغتصبن في العاصمة الى الأقاليم خوفا على سمعتهن. وللبحث عن وسائل منع الحمل. وتقدم منظمات خدمة النساء فى عيادات متنقلة في مخيمات النازحين مساعدات، لكنها محدودة بسبب قلة الإمكانيات ...
"تحاول سودانيات خارج السودان ارسال ادوية. لكنهن لا يقدرن في حالات كثيرة بسبب عراقيل عبور الادوية عبر الحدود، وقوانين التهريب. توجد شبكات تواصل اجتماعية، حيث تتشارك النساء داخل السودان وخارجه فى وصول الأدوية الى النساء اللائى يحتاجن لها ...
"تحدث حالات الاغتصاب في كل مكان. لكن التي أبلغ عنها رسميا مجرد جزء صغير من كل الحالات. الاستجابة السريعة أمر بالغ الأهمية، لأن معظم الأدوية يجب أن تؤخذ في غضون 72 ساعة بعد الاغتصاب لتكون فعالة...
"كان صندوق الأمم المتحدة للسكان ارسل اكثر من 5,000 رسالة ادوية ما بعد الاغتصاب عن طريق بورتسودان. لكنها لم تصل في الوقت المناسب الى كثير من النساء اللاتي اغتصبن، خاصة نساء دارفور ..."
---------------------
"اكبجس" (المركز الافريقي للعدالة ودراسات السلام)
(13-1-2024)
"قالت منظمات توثيق العنف الجنسي انها وثقت 124 حالة اغتصاب منذ بداية الحرب. لكننا نعتقد ان العدد اكثر كثيرا، بسبب ضعف الاتصالات الهاتفية، وانقطاع الكهرباء والانترنت، وفرار كثير من النساء المغتصبات، والعادات والتقاليد التى تنفر من الاغتصاب، وتنكره ...
"بسبب وجود القواعد العسكرية للجيش، وللدعم السريع، وسط المدن، صار سهلا الاعتداء على المنازل، والاعتداء على النساء خاصة. كان ذلك اغتصابا، او خطفا، او تجارة، او دعارة، او تعذيبا، او مذلة.
لهذا، تتحمل القيادات العسكرية لأطراف الحرب مسئولية الاعتداء على المنازل المجاورة من قبل الرجال الذين يعسكرون في هذه القيادات.
ايضا، غياب الشرطة، وفرار مئات من المساجين من سجونهم. بل ان بعض رجال الشرطة الذين يتعاونون مع الجيش يشتركون في نشر العنف الجنسى. بل تحولت بعض مراكز الشرطة الى معتقلات لرجال ونساء. مثل مركز الشرطة فى مربع ١٨، فى أبو سعد، في الفتيحاب.
في غياب الجيش والشرطة، اضطر الناس للجوء الى مواقع التواصل الاجتماعى. خاصة اعلانات النساء والبنات. خلال فترة معينة، كانت هناك إعلانات عن 400 مفقودة، وعدد أقل من المفقودين ...
"ارتبط خطف النساء المفقودات بسرقة السيارات. وفي الحالتين، قام رجال الدعم السريع بالدور الرئيسى.
من بين الذين اعترفوا بذلك "ا. ع."، كما قال لنا "محمود" وهو ناشط حقوقى. وينتمي الاثنان الى المجموعة الرعوية التى ينحدر منها اكثر رجال الدعم السريع (يقصد التقرير قبيلة الرزيقات).
مع بداية الحرب، تحرك "ا.ع" من غرب السودان الى الخرطوم، ثم عاد وهو يقود سيارة "تويوتا". ثم عاد الى الخرطوم، ثم عاد بسيارة اخرى ...
حسب تقارير منظمات حقوقية مستقلة، انتقلت من الخرطوم الى غرب السودان عشرات من السيارات، خاصة ذات الدفع الرباعي. ويعتقد ان بعضها عبر الحدود الى دول نحو غرب افريقيا ...
"شوهدت نساء خطفن من الخرطوم الى غرب السودان على الطريق من امدرمان الى الابيض، الى الفاشر، الى كتم، التى تبعد 1250 كيلومترات من الخرطوم. بعض النساء والبنات كن مقيدات بالسلاسل.
وقال شهود في كويم، بالقرب من الفاشر، انهم شاهدوا أكثر من 70 سيارة "تويوتا" فيها اثاث وصناديق. وأكثر من 10 سيارات فيها نساء وبنات، مقيدات بسلاسل.
وقال شهود فى كبكابيه انهم شاهدوا 20 امرأة وفتاة داخل سيارات يقودها رجال من الدعم السريع.
وقال شهود في نيالا انهم شاهدوا نساء "غريبات" يبعن الشاي والمأكولات. ويعتقد أنهن من المختطفات اللواتي اجبرن على العمل تحت رقابة صارمة، حتى لا يعودوا الى اهلهم.
وقال كثير من هؤلاء الشهود أنهم استغربوا لظاهرة خطف النساء والبنات. واعتبروها دخيلة على المجتمع فى دارفور.
لكن، يبدو ان الظاهرة مستمرة. مع صعوبة معرفة الهويات. ويقدر عدد المخطوفات بالعشرات. نساء، وبنات، وطفلات. وظهرت صور بعضهن في الانترنت.
ويعتقد انهم خطفوا من ولاية الخرطوم، من جبرة، والسلمة، وعد حسين، والحزام، والازهرى ...
وقالت مصادر فى الاستخبارات العسكرية الحكومية في الفاشر أنها قبضت على عدد من الخاطفين والمخطوفات. مرة قبضوا على قوة من رجال الدعم السريع معهم بنتان، واحدة عمرها 18 سنة، والثانية 20 سنة. وكانتا مقيدتين بالسلاسل. وبعد معرفة اهلهما، نقلتا الى الخرطوم. وقصتا قصصا مؤسفة عن خطفهما، واغتصابهما المستمر ...
وقال شهود في محلية دار السلام، قرب الفاشر، انهم شاهدوا ثلاث بنات من الخرطوم، اعمارهم اقل من عشرين سنة، يتم شراؤهن وبيعهن في وضح النهار. وتدخلت جماعات خيرية، ودفعت فدية الى ثلاثة رجال من قوات الدعم السريع كانوا يحرسون البنات.
دفعت الجماعات الخيرية 9 مليار جنيه سودانى، بمعدل 18,500 دولار للبنات الثلاث. وأشرفت على اعادة البنات الى اهلهم في ابو ادم، في ولاية الخرطوم.
وقالت شاهدات في دامرة شرق الفاشر أنهن شاهدن بنات "غريبات" مقيدات بالسلاسل، في سيارات يقودها رجال من الدعم السريع. وان البنات لوحن لهن لانقاذهن، لكن لم تقدر الشاهدات على ذلك، وابتعدت السيارات عنهن.
وقالت "أم النعيم"، في نفس الدامرة، ان اثنين من ابنائها يعملان فى قوات الدعم السريع عادا من الخرطوم مع بعض زملائهما، ومعهم 8 بنات. وبعد ان استمتعوا بهن، نظموا لهن بيوت دعارة (صاروا قوادين لهن). وان هذه البيوت تقع في دامرات قلاب، وخور مالى، وشرفة، وكولقى، بالقرب من الفاشر.
وقالت "أم النعيم" انها ذهبت الى رجال الدعم السريع، واستحلفتهم ان يعيدوا البنات الى اهلهم في الخرطوم. واعلنت انها حزينة جدا، ليس فقط لما لحق بالبنات، ولكن، ايضا، بما لحق بسمعة رجال دارفور.
وقال شهود في كبكابيه، الى الغرب من الفاشر، انهم شاهدوا اكثر من عشرين من بنات الخرطوم في المنطقة بين كبكابيه وسرف عمره. ولجأ بعضهن الى مساجد. ويعمل أئمة هذه المساجد لاعادتهن الى اهلهن ..."
=================
MohammadAliSalih@gmail.com
MohammadAliSalih.com
Mohammad Ali Salih/Facebook
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: من قوات الدعم السریع رجال الدعم السریع العنف الجنسی فی من الخرطوم فی الخرطوم کثیر من أکثر من
إقرأ أيضاً:
رائحة الموت تنبعث من أحد أحياء الخرطوم على وقْع المعارك بين الجيش و«الدعم السريع»
الخرطوم: «الشرق الأوسط» تنبعث رائحة كريهة من حفرة للصرف الصحي في حي دمّرته الحرب في الخرطوم، بينما ينهمك عناصر «الهلال الأحمر» في انتشال جثة منتفخة من تحت الأرض. ويقول المتطوعون إن 14 جثة أخرى لا تزال تحت الأرض، وقال مدير الطب العدلي بولاية الخرطوم هشام زين العابدين، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، في الموقع، إن بعض الجثث «عليها آثار إطلاق نار على رؤوسها وهي مهشّمة الجماجم».
وأضاف أن الضحايا إما أُطلق عليهم الرصاص أو ضُربوا حتى الموت قبل إلقائهم في الحفرة.
وخلفه كان صندوق شاحنة يمتلئ بالجثث المُنتشَلة من حفرة الصرف الصحي في منطقة شرق النيل، إحدى المناطق الشرقية للخرطوم، والتي باتت، الآن، أنقاضاً.
وألحقت الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين بين الجيش وقوات «الدعم السريع»، أضراراً كبيرة بمساحات واسعة من الأراضي.
ومنذ اندلاع الحرب، فرَّ أكثر من 3.5 مليون شخص من سكان الخرطوم، التي كانت، ذات يوم، مدينة تنبض بالحياة، وفق الأمم المتحدة.
ويعيش ملايين آخرون ممن هم غير قادرين أو غير راغبين في المغادرة، بين مبان مهجورة وهياكل سيارات وما يطلق عليه الجيش مقابر جماعية مخفية.
مدينة مدمَّرة
تتواصل الحرب بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، ونائبه السابق قائد قوات «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو، منذ أبريل (نيسان) 2023.
وأسفرت المعارك عن مقتل عشرات الآلاف، وتهجير أكثر من 12 مليون شخص، وفق أرقام الأمم المتحدة، يعيش كثيرون منهم في مخيمات مؤقتة، بينما فرّ أكثر من 3.5 مليون شخص عبر الحدود.
واستولت قوات «الدعم السريع»، في البداية، على الخرطوم، لكن، في الأشهر الأخيرة، استعاد الجيش السيطرة على مناطق؛ من بينها بحري، المعروفة بالخرطوم شمال، ومنطقة شرق النيل الواقعة شرقاً.
وحالياً لا تفصل وحدات الجيش في وسط الخرطوم عن القصر الرئاسي الذي سيطرت عليه قوات «الدعم السريع» في بداية الحرب، سوى أقل من كيلومتر واحد.
ورغم تلك المكاسب، لا يزال دقلو على تحديه، إذ توعَّد بألا تنسحب قواته من العاصمة. وتعهّد، في كلمة عبر تطبيق «تلغرام»، بأن قواته «لن تخرج من القصر الجمهوري». وأضاف: «نحن قادمون إلى بورتسودان» الواقعة على البحر الأحمر، وحيث تتمركز الحكومة منذ سقوط الخرطوم.
وعَبَر فريق من «وكالة الصحافة الفرنسية»، بمواكبة عسكرية، من أم درمان، المدينة التوأم للخرطوم، والتي استعادها الجيش، العام الماضي، إلى بحري وضواحيها التي مزّقتها الحرب.
ومرّ الموكب في أحياء مهجورة ومُوحشة؛ بما فيها حي الحاج يوسف، حيث تمتد هياكل المتاجر المغلقة والأرصفة المتداعية على طول الشوارع.
وتنتشر الأنقاض والحطام والإطارات المتروكة في الشوارع.
وتجلس مجموعات صغيرة من الناس بين كل بضعة شوارع أمام مبانٍ ومتاجر فارغة منخورة بالرصاص.
وتوقفت المستشفيات والمدارس عن العمل. ويقول الجيش إنه عثر على عدد من المقابر الجماعية، إحداها في محكمة أم درمان.
وتبدو على المدنيين الذين ما زالوا في المدينة، صدمة الحرب.
وقالت صلحة شمس الدين، التي تسكن قرب الحفرة؛ حيث ألقت قوات «الدعم السريع» جثثاً: «سمعت أصوات الرصاص، ليلاً، عدة مرات كما شاهدتهم يُلقون جثثاً في البئر».
جوع
وبالنسبة لمن نجوا وشاهدوا استعادة الجيش للمنطقة، مطلع الشهر، لا تزال الحياة تطرح صعوبات مستمرة. فالكهرباء مقطوعة، والمياه النظيفة والطعام شحيحان.
في شارع هادئ في بحري، يجلس نحو 40 امرأة تحت خيمة مؤقتة يُحضّرن وجبات الإفطار في مطبخ مجتمعي، وهو واحد من عدد من المطابخ التي عانت في ظل سيطرة قوات «الدعم السريع».
وتقوم النسوة بتحضير العصيدة والعدس في أوان كبيرة على نار الحطب.
والغاز لم يعد متوافراً، وشاحنات المياه تأتي، الآن، من أم درمان، وهو تحسُّن ملحوظ، مقارنة بالفترة عندما كان السكان يخاطرون تحت نيران القناصة للوصول إلى نهر النيل، الذي بدوره يمثل مخاطر صحية في ظل غياب خدمات الصرف الصحي.
وأصبحت المطابخ المجتمعية خط الدفاع الأخير للمدنيين الذين يعانون الجوع، وفقاً للأمم المتحدة. لكنها عانت صعوبات طوال الحرب للصمود.
ومع قطع طرق وتدمير أسواق وسلب مقاتلي قوات «الدعم السريع» للمتطوعين تحت تهديد السلاح، أصبح إطعام المحتاجين شبه مستحيل.
وقال مؤيد الحاج، أحد المتطوعين في مطبخ مجتمعي بحي شمبات: «أيام سيطرة (الدعم السريع)، كانت لدينا مشكلة في التمويل لأنهم يصادرون الأموال التي يجري تحويلها عبر التطبيقات البنكية». وأضاف: «لكن، الآن، الوضع اختلف، شبكات الهواتف تعمل، كما أننا، كل أسبوعين، نذهب إلى أم درمان لجلب احتياجات المطبخ».
وما بدأ نزاعاً على السلطة بين البرهان ودقلو، تحوّل إلى أكبر أزمة نزوح وجوع في العالم.
وأدت الحرب إلى تدمير البنية التحتية للسودان، وانهيار اقتصاده الضعيف أصلاً، ودفعت بالملايين إلى حافة الجوع.
وأُعلنت المجاعة في ثلاثة مخيمات للنازحين، وفق التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي المدعوم من الأمم المتحدة.
وفي الخرطوم وحدها، يعاني ما لا يقل عن 100 ألف شخص ظروف مجاعة، وفقاً للتصنيف المرحلي المتكامل.