بايدن لـ"نتنياهو": "إنت يهودي يا جدع!"
تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT
تفسيرات عدة لجملة "إنت يهودي يا جدع" انتشرت في القاموس الشعبي للمصريين، صفة ذميمة نستخدمها في قدح الأشخاص والتصرفات، تارة بحدة وتارة بسخرية، وحينما نتأذي من الفعل نستبدل "يهودي" ب"صهيوني"، كانت تلك الكلمة شهادة نجاح لجمعة الشوان في مهتمه، حينما قال له ضابط الموساد: "إنت يهودي يا جظع"وكذلك حينما قيلت لرافت الهجان بدل الملحمة المخابراتية التي مازلنا نتحاكى بها.
اليوم قالها بايدن ضمنيا لذلك النتنياهو، حينما دعا جانتس للقاء في واشنطن دون علم رئيس الوزراء التي باتت أفعاله تهدد عرش الرئيس الأمريكي، تلاها تصريحات لمسؤولين امريكين تصف غطرسة بنيامين بالتعجرف وتكشف عن حدوث وقيعة بين اليهود.
لم يصل الخلاف بين بايدن ونتنياهو إلى هذا الحد رغم سيل الدماء على الأراضي الفلسطينية، بل كان داعما له رغم وحشية قتل الأطفال وكان يهدده كطفل يعبث بأرواح شعب كامل ويطالبه على استحياء بإطعامهم قبل قتلهم حتى لا يفقدوا ترنيمة لحن حقوق الإنسان الذين طالما تغنوا بهم.
في كل مرة كان الشيطان يعظ ابنه بعدما الإفراط في مص الدماء خشية أن تصيبه تخمة تؤثر على عافيته، فلما استفحل طفله وبات يهدد عرشه الوهمي وأوشك أن يفقد متبوعيه أراد أن يغل يد طفله عن القتل فضرب طفله بحديثه عرض الحائط، فظهرت العبارة جلية وبدأت تتحقق "كنت يهوديا معهم وأثنيت عليك.. فلا تكن يهوديا معي فأنا من اخترعتها".
فيما يبدو أن ذر التحكم في يد بايدن لم يعد يعمل وخرج السفاح عن السيطرة، فبات لزاما على هيئة التصنيع الأمريكية تغيير الروبوت الدموي حتى لا يأكل الثدي الذي ارضعه.. هي تضحية في عرف اليهود جائزة شرعا للحفاظ على الأم ولأن أطفال السفاح كثيرا فلا بأس من استبدال بنيامين بجانتس فكلاهم دمى في يد الشيطان الأكبر.
يريد بايدن ان يسلسل شياطينه في غزة قبل رمضان أخذا بشريعة العرب ليخطب في الناس احتراما للأديان، ويأبى طفله المدلل ذلك فما زال يبحث عن فردة الحذاء الأخرى للسنوار ويبكي لأنه لم يجدها برغم عبثه بخريطة الأرض كل هذه الأيام.
لا يرى الشيطان وابنه الله.. لكنا نراه في هذه الملحمة والإعجاز الذي لم يصنعه فقط رجال غزة بل صنعه الأطفال والنساء، وهم يتهادوا إلى الموت فرحين بشهادة أحيت قضية لم تموت.. فمات من مات وعاشت فلسطين مع كل قصف تولد صبية فتية تحمل غصن الزيتون من جديد.
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
لا بايدن ولا ترامب، وإنما المقاومة
يتفاخر الرئيس الأمريكي ترامب بأنه هو الذي أسهم في التوقيع على صفقة وقف إطلاق النار مع غزة، وأن صفقة وقف إطلاق النار تعد إنجازاً تاريخياً، وبهذا التصريح يكون الرئيس الأمريكي الحالي قد زاحم الرئيس الأمريكي السابق الذي حرص على نسب اتفاق وقف النار في غزة إليه شخصياً، وإلى المبعوثين الذين أرسلهم لإنجاز المهمة. ولكن الرئيس الأمريكي الحالي ضاعف من جرعة التدخل في الحرب على غزة حين أعلن أن وقف إطلاق النار في غزة إنجاز تاريخي، وهو بهذا التصريح يؤكد أن معركة طوفان الأقصى كانت معركة تاريخية، وأقرب إلى حرب عالمية، ولاسيما أن الكثير من الدول الأوروبية، وعلى رأسهم أمريكا، كانوا شركاء بشكل مباشر، أو غير مباشر في العدوان على أهل غزة.
ومن هذا المنطلق، يطيب للإعلام الإسرائيلي أن يركز على دور ترامب في وقف إطلاق النار، وأن ضغط ترامب هو السبب في خضوع نتانياهو لصفقة وقف إطلاق النار، التي عارضها وزراء في الحكومة، أمثال بن غفير الذي قدم استقالته هو وأعضاء حزبه اعتراضاً على صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار. تركيز الإعلام الإسرائيلي على دور الرئيس الأمريكي ترامب في وقف إطلاق النار فيه تبرئة للجيش الإسرائيلي من الهزيمة، وفيه تبرئة لرئيس الوزراء نتانياهو من خطأ التقدير، وتوفر له مخرجاً مشرفاً من جلافة التعبير عن تحقيق النصر المطلق على حركة حماس، واجتثاثها من أرض غزة، وفرض حكم عسكري، أو حتى استيطاني جديد، بما في ذلك تهجير أهل غزة، وكسر إرادتهم في البقاء. وتجاهل الساسة الإسرائيليون حقيقة الميدان، وكمائن رجال المقاومة، والمواجهات التي أدمت ظهر الجيش الإسرائيلي، وهي في تقديري تمثل السبب الحقيقي الذي فرض على المستوى السياسي أن يخضع لتوصيات المستوى العسكري، الذي طالب بضرورة وقف إطلاق النار في غزة، وعدم ترك الجنود الإسرائيليين كالبط في ساحة الرماية، كما وصف ذلك وزير الحرب السابق أفيجدور ليبرمان. قد يكون للإدارة الأمريكية السابقة واللاحقة مصلحة استراتيجية في وقف إطلاق النار في غزة، ولكن المصلحة الاستراتيجية الأهم كانت للكيان الصهيوني نفسه، الذي تزعزعت ثقته بجيشه، والذي كان يعتبر الجيش هو البقرة المقدسة، القادرة على توفير الحليب للأجيال، والقادر على حمايتهم من العدوان، انهيار قدرات الجيش الإسرائيلي أمام صمود غزة، وعدم قدرته على الانتصار رغم مرور أكثر من 15 شهراً من حرب الإبادة، مثل رسالة أمنية حساسة للمستوى السياسي الذي لم يجد مفراً من الموافقة على وقف إطلاق النار، وتنفيذ صفقة تبادل أسرى، لم يرغب بها نتانياهو، وهو يناقش مع بقية وزرائه ـ الذين بكى بعضهم وهو يوقع على الصفقة ـ آلية استبدال كل المستوى القيادي الأعلى للجيش الإسرائيلي. بعد كل هذه الحقائق، هل يجرؤ قائد سياسي إسرائيلي على التهديد باستئناف الحرب على غزة كما يطالب بذلك المتطرف سموتريتش؟
كاتب فلسطيني