عربي21:
2025-03-04@05:08:07 GMT

هل الدولة الفلسطينية على مرمى حجر؟

تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT

في الوقت الذي تستمر فيه المجازر الإسرائيلية على مدار الساعة في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، فضلاً عن تكميم الأفواه في الداخل الفلسطيني لنصرة شعبهم؛ ظهرت إلى العلن من جديد مواقف غربية أمريكية وأوروبية تدعو إلى إنشاء دولة فلسطينية، لكن دون تحديد الإطار الزماني والجغرافي.

السلام الأجوف

بعد اتفاقات إعلان المبادئ بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل في أيلول/ سبتمبر 1993؛ استمرت المفاوضات لأكثر من ثلاثة عقود ولم تفض إلى دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، ورغم توزيع الاراضي في الضفة الغربية وتصنيفها (أ، ب، ج) والاتفاق على السلطات فيها إلا أنها عملياً كانت محتلة من قبل الجيش الإسرائيلي وعزز ذلك التنسيق الأمني؛ وبالمجمل لم تفض المفاوضات إلى دولة فلسطينية وبقي الاقتصاد الفلسطيني تحت قبضة الاقتصاد الإسرائيلي ولمصلحته واستمر النشاط الاستيطاني في عمق الضفة الغربية بما فيها القدس ليتضاعف عدد المستوطنين والمستوطنات الجاثمة على أراضي السلطة الفلسطينية، وكان الجدار العازل أهم معلم احتلالي إسرائيلي بعد اتفاقات أوسلو، هذا جنباً إلى جنب مع استمرار المحاولات الإسرائيلية لفرض التقسيم الزماني في حنايا الأقصى المبارك بغرض تهويده في نهاية المطاف وتعميم الرواية الصهيونية حوله، وبهذا يمكن الجزم بأنه سلام أجوف بكل ما تحمله الكلمة من معنى .



إجماع إسرائيلي

ثمة اتفاق بين كل الأطياف السياسية الإسرائيلية على حل القضايا الجوهرية الفلسطينية، حيث تؤكد جميع الأحزاب الإسرائيلية بتلاوينها ونعوتها المختلفة على الدوام أن حل قضية اللاجئين يجب أن يتم عبر توطين اللاجئين في الدول المضيفة، وبالتالي عدم القبول بمبدأ حق العودة حسب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194، وترى تلك الأحزاب أن القدس بشقيها الشرقي المحتل عام 1967  والغربي المحتل عام 1948 يجب أن تبقى العاصمة الموحدة والأبدية لإسرائيل، وتؤكد على شرعية النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس، مع الإصرار على السيطرة الإسرائيلية المطلقة على الحدود حتى الأردن من الشرق، فضلا عن إبقاء السيطرة على المصادر المائية الفلسطينية، وقد تكون الوثيقة الموقعة في العام 1996 بين حزبي العمل والليكود ذات دلالة على الرؤى والتصورات الإسرائيلية المشار إليها إزاء القضايا الجوهرية الفلسطينية.

من نافلة القول أن الإجماع الإسرائيلي حول القضايا الجوهرية الفلسطينية يجعل الحديث المتكرر من قبل إدارة بايدن وبعض دول الاتحاد الأوروبي بعد عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول / أكتوبر الماضي بأن الدولة الفلسطينية ليست على مرمى حجروفي الاتجاه نفسه يتطرق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الدوام  إلى أهم القضايا التي برزت مع ظهور القضية الفلسطينية، ويؤكد حتى اللحظة على ثوابت إسرائيل المعهودة من تلك القضايا، حيث يوجد إجماع إسرائيلي حولها بين الأحزاب الإسرائيلية بغض النظر عن نعتها، وبالنسبة للقضية الأبرز قضية اللاجئين الفلسطينيين تؤكد تلك الأحزاب بأن تحل في خارج إسرائيل، وبالتالي عدم تحملها  أية مسؤولية سياسية أو قانونية عن تلك القضية وتداعياتها.

وحول اقامة دولة فلسطينية، كان نتنياهو يشير قبل سنوات إلى دولة فلسطينية منزوعة السلاح وتعترف بيهودية إسرائيل، لكن دون تحديد إطارها الجغرافي، ثم أوقف التفاوض مع السلطة الفلسطينية بحجة عدم وجود مفاوض فلسطيني، مدعوماً من الإدرات الأمريكية وصولاً إلى إدارة بايدن الحالية بشكل لافت وعلى كافة المستويات .

حكومة نتنياهو

أكد نتنياهو في خطاباته المتكرة على ثابت من ثوابت الخطاب السياسي الإسرائيلي حيال إبقاء القدس بشقيها المحتلين الشرقي والغربي عاصمة أبدية وموحدة لإسرائيل، ويعتمد نتنياهو في ذلك على وقائع تحاول المؤسسات الإسرائيلية فرضها على الأرض في مدينة القدس بغية تهويدها والإطباق عليها، وقد رافق ذلك محاولات إسرائيلية ما زلنا نشهد فصولها لتهويد الأحياء العربية القديمة من خلال الإخطارات اليومية لهدم منازل العرب وطردهم والسيطرة أيضا على ما تبقى من عقارات ومحال تجارية عربية بغية تهويدها وفرض الأمر الواقع الاحتلالي، جنباً إلى جنب مع ارتفاع وتيرة النشاط الاستيطاني في عمق الضفة الغربية، وهناك إجماع إسرائيلي على توسيع البؤر الاستيطانية وبناء وحدات استيطانية جديدة.

ومن نافلة القول أن الإجماع الإسرائيلي حول القضايا الجوهرية الفلسطينية يجعل الحديث المتكرر من قبل إدارة بايدن وبعض دول الاتحاد الأوروبي بعد عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي بأن الدولة الفلسطينية ليست على مرمى حجر، وقد عزز ذلك تصريحات نتنياهو المتكررة والذي رفض خلالها إنشاء دولة فلسطينية، بل ذهب إلى أبعد من ذلك في إشاراته الإعلامية الواضحة حول أهمية السيطرة الإسرائيلية الكاملة على الضفة الغربية .

*كاتب فلسطيني مقيم بهولندا

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطيني دولة احتلالي احتلال فلسطين رأي دولة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دولة فلسطینیة الضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

بعد ساعات من فوزها بجائزة أوسكار عن فيلم لا أرض أخرى.. سلطات الاحتلال تخطر بلدة فلسطينية

بعد ساعات قليلة من فوز الفيلم الوثائقي الفلسطيني "لا أرض أخرى No Other Land"، بجائزة الأوسكار عن أفضل فيلم وثائقي طويل، أخطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي بهدم مدرسة في مسافر يطا جنوب الخليل جنوب الضفة الغربية، تلك المنطقة التي يوثّق الفيلم معاناتها جراء اعتداءات الاحتلال والمستعمرين المتكررة والهادفة إلى تهجير أبنائها قسرا لصالح التوسع الاستعماري.

اقرأ ايضاًلابيد يقترح مصر لإدارة غزة لـ15 عاما مقابل إسقاط ديونها.. ما رد القاهرة؟

رئيس مجلس قروي سوسيا جهاد النواجعة، أفاد لـ"وفا" بأن قوات الاحتلال أخطرت بهدم مدرسة فلسطين الأساسية المختلطة بمسافر يطا، حيث داهم جنود الاحتلال المدرسة الواقعة بمنطقة اشكارة وسلمت إدارتها إخطارا لهدمها بتاريخ 26 آذار/ مارس الجاري، بحجة عدم الترخيص.

ووفقا لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، نفذت سلطات الاحتلال خلال شهر شباط/ فبراير الماضي، 79 عملية هدم طالت 156 منشأة، ووزعت 93 إخطارا لهدم منشآت فلسطينية.

ويتعرض قطاع التعليم في مسافر يطا لانتهاكات واعتداءات متواصلة من الاحتلال ومستعمريه، تصل أحيانا إلى منع الطلبة والمعلمين من الوصول إلى مدارسهم، بحسب المواطنين.

مديرة مدرسة فلسطين الأساسية المختلطة، مها أبو زهرة، بينت لـ"وفا" أن المدرسة تخدم منطقتي اشكارة وجورة الجمل بمسافر يطا، ويصل عدد طلبتها إلى قرابة 140 طالبة وطالبا، منهم 23 في الروضة، وهي مكونة من 6 غرف صفية وغرفتي مديرة ومعلمات ودورات مياه وصرف صحي، وجميعها من الطوب والصفيح.

ويطالب المواطنون في المنطقة، المؤسسات الأممية والدولية التي تعنى بحقوق الإنسان، بتحمل مسؤولياتها في حماية المدارس من تهديدات الاحتلال المتواصلة بحق مسيرة التعليم والكوادر التعليمية، خاصةً بالمناطق النائية والتي يستفيد منها الطلبة الأطفال.

ويصل عدد المدارس في مديرية تربية وتعليم يطا، إلى 105 مدارس، ويبلغ عدد الطلبة 33 ألف طالبة وطالب، منهم 8 آلاف طالبة وطالب في مسافر يطا والبادية والمناطق المحاطة بالمستعمرات في يطا، بحسب مدير العلاقات العامة في المديرية جبرين دبابسة.

ويشير دبابسة لـ"وفا" إلى أن وزارة التربية والتعليم العالي باشرت منذ عام 2016 بإنشاء مدارس "الصمود والتحدي" في مسافر يطا وعددها حتى الآن 10 مدارس، لافتا إلى أن الاحتلال هدم في الأعوام الأخيرة ثلاث مدارس في يطا وهي: خلة الضبع وعميرة وصفي.

وفي توثيقها لانتهاكات الاحتلال بحق التعليم في قطاع غزة والضفة الغربية ما بين السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 و11 شباط/ فبراير الماضي، أفادت وزارة التربية والتعليم باستشهاد ما يزيد على 12467 طالبة وطالبا، وإصابة 20311 آخرين في قطاع غزة، فيما استشهد 91 طالبا وطالبة في الضفة، وأصيب 563 آخرين، واعتقل 313.

كما استشهد 569 وأصيب 2703 من الكوادر التعليمة في قطاع غزة، فيما استشهد 3 وأصيب 18 واعتقل ما يزيد على 157 في الضفة الغربية.

ودمر الاحتلال  111مدرسة بشكل كامل و241 تعرضت لأضرار بالغة، و85 تعرضت للقصف والتخريب وجميعها حكومية، إضافة إلى 89 مدرسة تابعة للأونروا تعرضت للتخريب في قطاع غزة، فيما تعرضت 117 مدرسة في الضفة للتخريب في الفترة ذاتها.

وبخصوص الجامعات، تعرضت 20 مؤسسة تعليم عال لأضرار بالغة، كما تم تدمير 51 مبنى تابعا للجامعات بشكل كامل، و57 مبنى بشكل جزئي في قطاع غزة، فيما تعرضت 7 جامعات وكليات لاقتحامات متكررة وتخريب في الضفة الغربية في الفترة ذاتها.

يذكر أن قرى وتجمعات مسافر يطا تعرضت في أكثر من مرة لعمليات هدم وتهجير على يد الاحتلال. ففي عام 1966 هاجمت قوات الاحتلال جنوب الضفة الغربية، وبلدة السموع، وقرى مسافر يطا، وهدمت جزءا كبيرا من تلك التجمعات ومنها قرية "جنبا".

اقرأ ايضاًبيان أردني شديد اللهجة حول قرار إسرائيل وقف إدخال المساعدات

وفي عام 1981 أصدر الاحتلال أمرًا عسكريًا بإغلاق تلك المناطق، وإعلانها منطقة إطلاق نار، وشرع في تنفيذ سلسلة من الاعتداءات على المواطنين، كان أعنفها في 17 رمضان 1985 عندما قام بهدم عدد كبير من منازل المواطنين في تلك التجمعات، وفي صبيحة عيد الفطر من العام ذاته أعاد الاحتلال هجومه على (جنبا، وبئر الغوانمة، والمركز، والفخيت) وهدم ما تبقى منها للمرة الثانية.

وتكرر الأمر عام 1999، عندما شن الاحتلال حملة تهجير قسري لأهالي تلك التجمعات، وأغلق المنطقة بالكامل ونقل بقوة السلاح المواطنين وقطعان الماشية خاصتهم بحافلات، وأبعدهم عن قراهم، إلى منطقة نائية تقع بين قريتي الكرمل والتوانة، وهدم تلك التجمعات للمرة الثالثة.

وبمسافر يطا ما يزيد على 30 قرية وخربة صغيرة تقع على تلال جنوب الخليل جنوب الضفة الغربية، وتعاني من بنية تحتية معدومة، وهي جزء من المخطّط الإسرائيلي الذي وضع قبل أكثر من سبعة أعوام لصالح التوسّع الاستعماري، فقد سمحت سلطات الاحتلال بإقامة عشرات البؤر الاستعمارية العشوائية في المنطقة وتهجير المواطنين الفلسطينيين قسرا منها بذريعة أنها منطقة تدريبات عسكريّة وإطلاق نار حي.

Via SyndiGate.info


� 2022 Palestine News and Information Agency (WAFA). All rights reserved.

عمر الزاغ

محرر أخبار، كاتب وصانع محتوى عربي ومنتج فيديوهات ومواد إعلامية، انضممت للعمل في موقع أخبار "بوابة الشرق الأوسط" بعد خبرة 7 أعوام في فنونالكتابة الصحفية نشرت مقالاتي في العديد من المواقع الأردنية والعربية والقنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي. ‎

الأحدثترند بعد ساعات من فوزها بجائزة "أوسكار" عن فيلم "لا أرض أخرى".. سلطات الاحتلال تخطر بلدة فلسطينية بيان عاجل عن حماس بشأن استمرار اتفاق وقف النار بيان هام من البنك المركزي بشأن القروض والتسهيلات تشكيلات الفرق: ريال مدريد وأتلتيكو مدريد في دوري أبطال أوروبا 2024-25 تفاصيل إطلالة سيلينا غوميز الخاطفة في حفل الأوسكار 2025.. 16,00 قطرة زجاجية Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • أرودغان: إسرائيل لن تجد السلام بدون إقامة دولة فلسطينية
  • مش رجل سلام.. أحمد موسى: نتنياهو لا يرغب في قيام الدولة الفلسطينية
  • فيديو.. الاحتلال يهدم مزارع فلسطينية لصالح مشروع إي1 الاستيطاني بالقدس
  • بعد ساعات من فوزها بجائزة أوسكار عن فيلم لا أرض أخرى.. سلطات الاحتلال تخطر بلدة فلسطينية
  • الأمم المتحدة تندد باستخدام الجيش الإسرائيلي للأسلحة في الضفة الغربية
  • فصائل فلسطينية تعقب على عملية الطعن في حيفا
  • قلق أوروبي من تداعيات العمليات الإسرائيلية في الضفة الغربية
  • غوتيريش سيشارك في القمة العربية.. "لا حل إلا بإقامة دولة فلسطينية"
  • الاتحاد الأوروبي يحذر من التصعيد العسكري الإسرائيلي في شمال الضفة الغربية
  • وزيرة فلسطينية ريفييرا غزة غير مقبولة ما لم تكن موجهة لسكانها