عربي21:
2025-04-24@15:46:14 GMT

مصر والخليج.. مسار الصدام المستقبلي

تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT

نقلت تقارير إعلامية وصحفية الأسبوع الماضي خبراً يفيد بموافقة الإمارات على استثمار عشرات المليارات من الدولارات في تطوير بنية تحتيّة في منطقة رأس الحكمة على الساحل الشمالي الغربي، وذلك بعد فترة من التكهّنات حول الموضوع. وأكّد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي التقارير في مؤتمر صحفي أشار فيه إلى أنّ مصر وافقت على صفقة بقيمة 35 مليار دولار مع أبو ظبي لتطوير المنطقة المذكورة.



وقد اتّهم العديد من المراقبين ومنتقدي النظام المصري السيسي ببيع الأراضي المصرية نتيجة الأزمة الاقتصادية الحادة التي أدخل البلاد فيها بالرغم من مئات المبالغ غير المسبوقة التي حصل عليها النظام المصري من الدول الخليجية والممولين الأجانب لاسيما بعد الانقلاب العسكري الذي تم عام 2013. وفي سياق ردّها على هذه الاتهامات، أشارت الحكومة المصربة الى انّ الاتفاق المشار إليه ينحصر بجهود تطوير المنطقة المذكورة لافتاً الى انّ مصر ستحصل على مبلغ مُقدّم قدره 15 مليار دولار خلال أسبوع و20 مليار دولار خلال شهرين لاحقين، واصفة المشروع بأنّه أكبر استثمار أجنبي مباشر في مشروع تنمية حضرية في تاريخ البلاد.

وتثير الصيغة التي طرحها رئيس الحكومة تساؤلات حول الهدف الحقيقي للمشروع، إذ أنّ تحويل مبالغ طائلة بشكل مسبق وخلال مدّة قصيرة لا يتناسب مع طبيعة تطوير مشاريع بنية تحتية، وإنما هو أقرب إلى صفقات البيع والشراء. ووفقاً لما تمّ الإعلان عنه، فسيتم نقل المواطنين المصريين الموجودين في المنطقة إلى أماكن أخرى وتعويضهم، لكنّ الأكثر غرابة أنّ التعليقات السابقة واللاحقة للحكومة تتضارب فيما بينها، إذ قالت تقارير صادرة عن وسائل محسوبة على النظام المصري أنّه لا اتجاه لتحصيص الأراضي في منطقة رأس الحكومة، ثم ما لبث أن حصل العكس، ثمّ قالت إنّ الأمر يتعلق بتطوير، لكن المبالغ ستُنقل بشكل شبه فوري إذ لفت مدبولي أنّ الجانب الإماراتي نقل بالفعل 11 مليار دولار أودعها في البنك المركزي، وأنّ هذا المبلغ سيتحوّل إلى منحة!

بالرغم من أنّ أحد الأسباب البيّنة للجميع في صفقات بيع أصول ومؤسسات وممتلكات وأراضي مصرية إلى الخارج هو رغبة النظام المصري في الحصول على المال بأي طريقة أو ثمن ممكن، إلاّ أنّ هذا المسار لن ينجح في تسديد ديون مصر إذا لم يقم النظام نفسه بإصلاح جذريوكانت الإمارات والسعودية، وهما من أبرز من دعم نظام السيسي مالياً بعد انقلاب عام 2013، حيث يقدّر البعض حجم المبالغ التي تم تحويلها له بأكثر من 100 مليار دولار بالإضافة إلى الاستثمارات وشراء أصول الشركات والأراضي المصرية. وقد أعلنت السعودية والإمارات العامي الماضي عن تململها من أنّ دعمها لم يعد بالنفع على هذه الدول وأنّها ستتوقف عن الدعم غير المشروط وستطالب بشكل مسبق بالحصول على المنافع والمكاسب قبل أن تقرر وضع أموالها في مصر. الجانب السعودي على وجه التحديد كان أكثر مجاهرة في هذا الخصوص في وقت كان يتوقع فيه نظام السيسي الحصول على المساعدات مجدداً بعد أن اقترب الدين العام الإجمالي لمصر حنيها داخليا وخارجيا من حدود الـ 400 مليار دولار.

وقد تعرّض النظام المصري لانتقادات شديدة خلال العقد الماضي نتيجة طبيعة تعامله مع أصول مصر والمصريين كممتلكات خاصة، إذ يتمّ اتهامه ببيع جزيرتين إلى المملكة العربية السعودية والتنازل عن حقوق مصرية في شرق المتوسط لليونان وإسرائيل، وبعدم القدرة على الدفاع عن مياه النيل، وبيع أصول المؤسسات المصرية إلى الخارج، قبل أن يتم الحديث عن هذه الصفقة المثيرة للجدل الآن. وتأتي هذه الصفقة في سياق صعوبات مالية وإقتصادية غير مسبوقة في تاريخ تترافق مع تحديثات إقليمية لا تقل خطورة من بينها مشروع سد النهضة الأثيوبي، وحصول أثيوبيا على منفذ على البحر الأحمر، وقبلها إتفاق التطبيع الإماراتي ـ الإسرائيلي الذي أضر مصر اقتصادياً، ومثله الخط التجاري من الهند عبر الخليج إلى أوروبا وهو خط يتجاهل مصر، وأخيراً التهديدات الحوثية للملاحة وخطوط التجارة في البحر الأحمر.

وبالرغم من أنّ أحد الأسباب البيّنة للجميع في صفقات بيع أصول ومؤسسات وممتلكات وأراضي مصرية إلى الخارج هو رغبة النظام المصري في الحصول على المال بأي طريقة أو ثمن ممكن، إلاّ أنّ هذا المسار لن ينجح في تسديد ديون مصر إذا لم يقم النظام نفسه بإصلاح جذري، وهو الأمر الذي يبدو أنّه عاجز عن القيام به لأنه جزء من المشكلة وليس جزءً من الحل. هذه الديون ستكبّل مصر إلى الأبد، ففي حال انهيار الاقتصاد المحلي، لن يكون هناك قيمة للأصول التي يتم شراؤها ولذلك يركّز الدائنون على الحصول على شيء مادي في المقابل وأرباح مسبقة أو أكيدة. وفي حال سقوط النظام، ستطالب الجهات الدائنة السلطات الجديدة بالالتزام بتسديد ديونها، في الوقت الذي سيطالب فيه النظام الجهات الدائنة بإعادة ممتلكات المصريين التي يُفترض أنّ النظام القديم باعها. هذا الوضع يضع مصر على مسار الصدام مع هذه الجهات مستقبلاً.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإمارات المصري صفقة مصر صفقة الإمارات رأي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة النظام المصری ملیار دولار الحصول على

إقرأ أيضاً:

"إعمار" تستثمر مليار دولار لتعزيز مكانة دبي العالمية

أعلنت إعمار، شركة التطوير العقاري التي أنشأت أبرز معالم دبي، عن استثمارها أكثر من مليار دولار في تعزيز الهوية العالمية للإمارة، ما يجسد التزام الشركة العميق بتقديم تجارب مبتكرة، ومنصات ثقافية نابضة بالحياة، وبنية تحتية اجتماعية أيقونية، تُسهم جميعها في ترسيخ حضور دبي على الساحة الدولية.

وبدءاً من نافورة دبي، أكبر نافورة راقصة على الإطلاق، مروراً بتنظيم احتفالات رأس السنة في برج خليفة وسط إعجاب عالمي، ووصولاً إلى ترسيخ مكانة دبي أوبرا كمركز ثقافي رائد في المنطقة، تثبت إعمار مراراً قدرتها على رفع سقف التوقعات في إثراء النسيج الحضري والثقافي في دبي.

وتعمل إعمار على استدامة هذه التجارب المميزة وتطويرها من خلال استثمارات سنوية تتجاوز 50 مليون دولار، لا تقتصر على تشغيل أبرز المعالم وصيانتها فحسب، بل تشمل أيضاً تطوير تقنيات غامرة وأنماط ترفيهية مبتكرة، كما في برج خليفة، الذي يشهد تحديثات دوربة لواجهته بأحدث أنظمة الإضاءة والعرض، بما يجعل منه منصة سرد بصري تروي قصصاً ملهمة لملايين المشاهدين حول العالم.

وإلى جانب المساهمات العمرانية، تواصل إعمار تعزيز النمو الشامل ورفاهية المجتمع من خلال "مؤسسة إعمار"، التي تدعم طيفاً واسعاً من القضايا المحلية — بدءاً من البرامج الإسكانية والتطويرية وصولاً إلى رعاية الفعاليات الرياضية والثقافية الوطنية— ما يعكس دورها الفعال في تنمية دبي، مدينةً ومجتمعاً.

وقال محمد العبار، مؤسس إعمار: "لطالما انطلقت مسيرة إعمار من رؤية تتجاوز الخرسانة والحديد نحو صياغة تجارب تلهم وتوحّد وتترك بصمة لا تُنسى. استثماراتنا تجسد قناعتنا الراسخة بإمكانات دبي اللامحدودة، ونحن فخورون بدورنا المحوري في في رسم ملامح روايتها العالمية."

ويستمر التزام إعمار بالتميز، والابتكار، وتمكين المجتمع في دفع عجلة التقدم، ما يشكل ملامح مستقبل دبي كمقصد عالمي ريادي. وفي ضوء أفكارها الجريئة ومساهماتها المستمرة، تستعد الشركة للاضطلاع بدور أكبر في كتابة الفصل القادم من حكاية دبي، التي تمضي بخطى ثابتة نحو أن تصبح من أكثر الوجهات جاذبيةً في العالم.

يذكر أن إعمار العقارية، شركة مدرجة في سوق دبي المالي، وهي من الشركات العالمية الرائدة في مجال التطوير العقاري ومشاريع الحياة العصرية، وتتمتّع بحضور قويّ في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا.

وتعتبر إعمار من أكبر شركات التطوير العقاري في العالم، ولديها رصيد كبير من الأراضي يصل إلى حوالي 1.7 مليار قدم مربّع في الإمارات العربية المتّحدة والأسواق العالمية الرئيسية.

لدى إعمار سجلّ حافل بالإنجازات في استكمال المشاريع وفقاً للمواعيد المحدّدة، وسلّمت منذ العام 2002 أكثر من 118,400 وحدة سكنية في دبي والأسواق العالمية الرئيسية.

ولدى الشركة حوالي 1.4 مليون متر مربّع من الأصول التي تولّد إيرادات مستمرّة، و38 فندقاً ومنتجعاً تضمّ 9,200 غرفة تقريباً (تشمل الفنادق المملوكة للشركة والفنادق التي تقوم بإدارتها).

وتساهم عمليات الشركة في قطاعات مراكز التسوّق والضيافة، والترفيه والتسلية، والتأجير التجاري بالإضافة إلى أنشطة إعمار في الأسواق العالمية، بنسبة 34% من إجمالي إيرادات الشركة.

ويعتبر كلّ من "برج خليفة"، المعلم العمراني العالمي، و"دبي مول"، أكثر وجهات التسوّق والترفيه زيارةً في العالم، ونافورة دبي، أكبر نافورة راقصة في العالم، من أبرز المشاريع التي قامت إعمار بتطويرها حتى اليوم.

مقالات مشابهة

  • وزير المالية: نتطلع إلى دعم مسار التطور الإيجابي للاقتصاد المصري وتعزيز قدرته على جذب الاستثمارات
  • المالية: نتطلع إلى دعم مسار التطور الإيجابي للاقتصاد المصري وتعزيز قدرته
  • جرائم الإنترنت تتسبب في خسائر ضخمة تصل إلى 16 مليار دولار في 2024
  • وزير المالية: متمسكون بمواصلة الإصلاحات الاقتصادية والهيكلية لضمان تنافسية الاقتصاد المصري
  • السفير الصيني: التبادل التجاري مع مصر 17.4 مليار دولار ونستهدف المزيد
  • سياسات ترامب تربك الشركات التي مولت حفل تنصيبه
  • المالية: 78 مليار جنيه بالموازنة لدعم السياحة والأنشطة الإنتاجية والصناعية
  • جامعة هارفارد تقاضي إدارة ترامب لرفع تجميد تمويل منح بحثية بأكثر من 2.2 مليار دولار
  • جامعة هارفارد تقاضي إدارة ترامب بسبب 2.2 مليار دولار
  • "إعمار" تستثمر مليار دولار لتعزيز مكانة دبي العالمية