عربي21:
2025-01-19@00:15:54 GMT

مصر والخليج.. مسار الصدام المستقبلي

تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT

نقلت تقارير إعلامية وصحفية الأسبوع الماضي خبراً يفيد بموافقة الإمارات على استثمار عشرات المليارات من الدولارات في تطوير بنية تحتيّة في منطقة رأس الحكمة على الساحل الشمالي الغربي، وذلك بعد فترة من التكهّنات حول الموضوع. وأكّد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي التقارير في مؤتمر صحفي أشار فيه إلى أنّ مصر وافقت على صفقة بقيمة 35 مليار دولار مع أبو ظبي لتطوير المنطقة المذكورة.



وقد اتّهم العديد من المراقبين ومنتقدي النظام المصري السيسي ببيع الأراضي المصرية نتيجة الأزمة الاقتصادية الحادة التي أدخل البلاد فيها بالرغم من مئات المبالغ غير المسبوقة التي حصل عليها النظام المصري من الدول الخليجية والممولين الأجانب لاسيما بعد الانقلاب العسكري الذي تم عام 2013. وفي سياق ردّها على هذه الاتهامات، أشارت الحكومة المصربة الى انّ الاتفاق المشار إليه ينحصر بجهود تطوير المنطقة المذكورة لافتاً الى انّ مصر ستحصل على مبلغ مُقدّم قدره 15 مليار دولار خلال أسبوع و20 مليار دولار خلال شهرين لاحقين، واصفة المشروع بأنّه أكبر استثمار أجنبي مباشر في مشروع تنمية حضرية في تاريخ البلاد.

وتثير الصيغة التي طرحها رئيس الحكومة تساؤلات حول الهدف الحقيقي للمشروع، إذ أنّ تحويل مبالغ طائلة بشكل مسبق وخلال مدّة قصيرة لا يتناسب مع طبيعة تطوير مشاريع بنية تحتية، وإنما هو أقرب إلى صفقات البيع والشراء. ووفقاً لما تمّ الإعلان عنه، فسيتم نقل المواطنين المصريين الموجودين في المنطقة إلى أماكن أخرى وتعويضهم، لكنّ الأكثر غرابة أنّ التعليقات السابقة واللاحقة للحكومة تتضارب فيما بينها، إذ قالت تقارير صادرة عن وسائل محسوبة على النظام المصري أنّه لا اتجاه لتحصيص الأراضي في منطقة رأس الحكومة، ثم ما لبث أن حصل العكس، ثمّ قالت إنّ الأمر يتعلق بتطوير، لكن المبالغ ستُنقل بشكل شبه فوري إذ لفت مدبولي أنّ الجانب الإماراتي نقل بالفعل 11 مليار دولار أودعها في البنك المركزي، وأنّ هذا المبلغ سيتحوّل إلى منحة!

بالرغم من أنّ أحد الأسباب البيّنة للجميع في صفقات بيع أصول ومؤسسات وممتلكات وأراضي مصرية إلى الخارج هو رغبة النظام المصري في الحصول على المال بأي طريقة أو ثمن ممكن، إلاّ أنّ هذا المسار لن ينجح في تسديد ديون مصر إذا لم يقم النظام نفسه بإصلاح جذريوكانت الإمارات والسعودية، وهما من أبرز من دعم نظام السيسي مالياً بعد انقلاب عام 2013، حيث يقدّر البعض حجم المبالغ التي تم تحويلها له بأكثر من 100 مليار دولار بالإضافة إلى الاستثمارات وشراء أصول الشركات والأراضي المصرية. وقد أعلنت السعودية والإمارات العامي الماضي عن تململها من أنّ دعمها لم يعد بالنفع على هذه الدول وأنّها ستتوقف عن الدعم غير المشروط وستطالب بشكل مسبق بالحصول على المنافع والمكاسب قبل أن تقرر وضع أموالها في مصر. الجانب السعودي على وجه التحديد كان أكثر مجاهرة في هذا الخصوص في وقت كان يتوقع فيه نظام السيسي الحصول على المساعدات مجدداً بعد أن اقترب الدين العام الإجمالي لمصر حنيها داخليا وخارجيا من حدود الـ 400 مليار دولار.

وقد تعرّض النظام المصري لانتقادات شديدة خلال العقد الماضي نتيجة طبيعة تعامله مع أصول مصر والمصريين كممتلكات خاصة، إذ يتمّ اتهامه ببيع جزيرتين إلى المملكة العربية السعودية والتنازل عن حقوق مصرية في شرق المتوسط لليونان وإسرائيل، وبعدم القدرة على الدفاع عن مياه النيل، وبيع أصول المؤسسات المصرية إلى الخارج، قبل أن يتم الحديث عن هذه الصفقة المثيرة للجدل الآن. وتأتي هذه الصفقة في سياق صعوبات مالية وإقتصادية غير مسبوقة في تاريخ تترافق مع تحديثات إقليمية لا تقل خطورة من بينها مشروع سد النهضة الأثيوبي، وحصول أثيوبيا على منفذ على البحر الأحمر، وقبلها إتفاق التطبيع الإماراتي ـ الإسرائيلي الذي أضر مصر اقتصادياً، ومثله الخط التجاري من الهند عبر الخليج إلى أوروبا وهو خط يتجاهل مصر، وأخيراً التهديدات الحوثية للملاحة وخطوط التجارة في البحر الأحمر.

وبالرغم من أنّ أحد الأسباب البيّنة للجميع في صفقات بيع أصول ومؤسسات وممتلكات وأراضي مصرية إلى الخارج هو رغبة النظام المصري في الحصول على المال بأي طريقة أو ثمن ممكن، إلاّ أنّ هذا المسار لن ينجح في تسديد ديون مصر إذا لم يقم النظام نفسه بإصلاح جذري، وهو الأمر الذي يبدو أنّه عاجز عن القيام به لأنه جزء من المشكلة وليس جزءً من الحل. هذه الديون ستكبّل مصر إلى الأبد، ففي حال انهيار الاقتصاد المحلي، لن يكون هناك قيمة للأصول التي يتم شراؤها ولذلك يركّز الدائنون على الحصول على شيء مادي في المقابل وأرباح مسبقة أو أكيدة. وفي حال سقوط النظام، ستطالب الجهات الدائنة السلطات الجديدة بالالتزام بتسديد ديونها، في الوقت الذي سيطالب فيه النظام الجهات الدائنة بإعادة ممتلكات المصريين التي يُفترض أنّ النظام القديم باعها. هذا الوضع يضع مصر على مسار الصدام مع هذه الجهات مستقبلاً.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإمارات المصري صفقة مصر صفقة الإمارات رأي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة النظام المصری ملیار دولار الحصول على

إقرأ أيضاً:

الصدام المرتقب بين مرموش ومحمد صلاح.. موعد مباراة مانشستر سيتي ضد ليفربول

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يبحث عشاق الساحرة المستديرة في مصر والوطن العربي عن موعد مباراة مانشستر سيتي ضد ليفربول، في الصدام الأول والمرتقب بين النجمين المصريين عمر مرموش ومحمد صلاح في بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز.

يعلن نادي مانشستر سيتي في الساعات القليلة المقبلة انتقال عمر مرموش إلى صفوفه، قادمًا من آينتراخت فرانكفورت الألماني خلال فترة الانتقالات الشتوية الجارية.

أما ليفربول لطالما يتسلح بنجمه وهدافه محمد صلاح في المواجهات الكبرى، خاصة أمام السيتي الذي يقوده فنيًا الإسباني بيب جوارديولا.

حسم مانشستر سيتي صفقة انتقال مرموش إلى صفوفه بعد التوصل إلى اتفاق مع آينتراخت فرانكفورت، ليوقع المهاجم المصري على عقود انتقاله بعد اجتياز الكشف الطبي لمدة 5 سنوات مع مان سيتي.

وبحسب التقارير الصحفية، فإن صفقة مرموش قدرت بما يقرب من 80 مليون يورو، قيمة انتقال لاعب المنتخب الوطني إلى السماوي.

ودع عمر مرموش جماهير ناديه آينتراخت فرانكفورت بعد مباراة بوروسيا دورتموند، التي أقيمت، مساء أمس الجمعة، في قمة منافسات الجولة الثامنة عشرة من بطولة الدوري الألماني.

قدم عمر مرموش أداء استثنائيًا مع آينتراخت فرانكفورت خلال الموسم الجاري 2024-2025، حيث سجل 20 هدفًا وقدم 14 تمريرة حاسمة في مختلف البطولات، ما جعله محط أنظار كبار الأندية الأوروبية على رأسها مانشستر سيتي.

على الجانب الآخر، فإن محمد صلاح يملك حاليًا 175 هدفًا في رصيده، ويحتل المركز السابع في ترتيب الهدافين التاريخيين بالدوري الإنجليزي الممتاز، متساويًا مع الفرنسي تيري هنري، أسطورة نادي أرسنال، ويبحث صلاح عن هدف في الوقت الحالي لفض شراكته مع هنري.

يتصدر نجم ليفربول قائمة هدافي الدوري الإنجليزي هذا الموسم برصيد 18 هدفًا، بفارق هدفين عن النرويجي إيرلينج هالاند مهاجم مان سيتي، كما يعتلي صلاح قائمة أفضل صانعي الأهداف بـ13 هدفًا، بفارق 3 أهداف عن بوكايو ساكا جناح أرسنال.

بانتقال مرموش إلى مانشستر سيتي، يعد أغلي لاعب كرة قدم مصري في التاريخ، كما يصبح اللاعب المصري الثالث في الدوري الإنجليزي بالموسم الحالي، بعد محمد صلاح وسام مرسي قائد فريق إبسويتش تاون.

موعد مباراة مانشستر سيتي ضد ليفربول 

تحدد موعد مباراة مانشستر سيتي ضد ليفربول في الدور الثاني من بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز، لتقام يوم الإثنين الموافق 23 فبراير المقبل، لتشهد المواجهة الأولى بين عمر مرموش ومحمد صلاح في الاحتراف الأوروبي، وذلك في إطار منافسات الجولة السادسة والعشرين من البريميرليج.

مقالات مشابهة

  • الصدام المرتقب بين مرموش ومحمد صلاح.. موعد مباراة مانشستر سيتي ضد ليفربول
  • أكثر من مليار دولار.. مبيعات المركزي العراقي في 5 أيام
  • ما مصير 11 مليار دولار من الإعلانات حال حظر تيك توك بالولايات المتحدة
  • خبراء: نظام الثانوية الجديد يتطلب مزيدا من الدراسة لمواكبة سوق العمل
  • 10 مليارات دولار تكلفة إعادة تأهيل النظام الصحي في غزة
  • السفير نبيل فهمي: هكذا ينظر ترامب إلى العلاقات مع مصر والخليج
  • قيمة تيك توك في الولايات المتحدة تصل إلى 50 مليار دولار
  • إيرادات فيلم الرسوم المتحركة "Mufasa" تتخطى نصف مليار دولار عالميا
  • فائض صافي الأصول الأجنبية للبنك المركزي المصري يرتفع لـ 11.6 مليار دولار بنهاية ديسمبر الماضي
  • المركزي الصيني يضخ 55 مليار يوان في النظام المصرفي