2 مارس، 2024

بغداد/المسلة الحدث: في ظل التطورات الاجتماعية والاقتصادية والصحية التي شهدتها العراق على مدى الخمسين عامًا الماضية، يتبين أن إحدى الجوانب المهمة التي شهدت تغيرًا كبيرًا هي معدل الخصوبة لدى النساء. حيث شهد العراق تراجعًا ملحوظًا في نسبة الخصوبة على مدى هذه الفترة، مما يستدعي دراسة وتحليل الأسباب والتأثيرات المحتملة لهذا الانخفاض المستمر.

تعدّ الخصوبة مؤشرًا هامًا للتنمية الديموغرافية والاجتماعية في أي بلد، حيث تؤثر على توزيع السكان وهيكلية الأسرة والاقتصاد الوطني بشكل كبير.

وفي العراق، شهدت نسبة الخصوبة تقلبات كبيرة على مدى العقود الخمسين الماضية، مع تسجيل أرقام تفصيلية تظهر الانخفاض المستمر في هذا المؤشر المهم.

وفي العام 1950، كانت نسبة الخصوبة في العراق تبلغ 6.2 طفل لكل امرأة، وكان هذا المعدل مرتفعًا بشكل لافت. لكن منذ ذلك الحين، شهدت البلاد انخفاضًا تدريجيًا في هذا المعدل، حتى وصلت إلى مستويات قياسية منخفضة في السنوات الأخيرة.

تسجلت أعلى نسبة للخصوبة في عام 1969، حيث وصلت إلى 7.1 طفل لكل امرأة، وهو معدل يعتبر مرتفعًا للغاية بالمقارنة مع المعدلات العالمية. لكن منذ ذلك الحين، بدأت نسبة الخصوبة في العراق في الانخفاض بشكل مستمر، حيث تراجعت بشكل ملحوظ على مدى السنوات اللاحقة.

تأتي هذه الانخفاضات في نسبة الخصوبة في العراق متزامنة مع تطورات اجتماعية واقتصادية وصحية في البلاد، مثل زيادة مستويات التعليم وتحسن خدمات الرعاية الصحية وتغير في أوضاع المرأة في المجتمع. كما تأثرت نسبة الخصوبة بسياسات الحكومة والبرامج الديموغرافية التي اتخذتها السلطات على مدى السنوات الأخيرة.

إذن، يتبين أن الانخفاض المستمر في نسبة الخصوبة في العراق يعكس تغيرات هامة في المجتمع والاقتصاد، ويشير إلى تطورات إيجابية في مستقبل التنمية البشرية والاقتصادية للبلاد. ومع ذلك، يتطلب هذا التراجع المستمر متابعة ودراسة أسبابه وتأثيراته بشكل مستمر لضمان استمرار هذا الاتجاه الإيجابي في المستقبل.

وترتبط معدلات الخصوبة بعدة عوامل، بما في ذلك التغيرات الاقتصادية والاجتماعية. يمكن أن يكون التراجع في معدلات الخصوبة نتيجة لتحسن مستويات المعيشة والتعليم، حيث تسعى النساء إلى تحقيق أهداف شخصية ومهنية قبل الإنجاب. علاوة على ذلك، فإن التغيرات في الأدوار الاجتماعية والثقافية، مثل تحرر المرأة وزيادة مشاركتها في سوق العمل، قد تؤدي أيضًا إلى تأخير قرارات الإنجاب وتقليل الأسر الكبيرة.

وعلى الرغم من أن تراجع الخصوبة قد يعتبر إيجابيًا من حيث تعزيز حقوق المرأة وتحسين مستويات المعيشة، إلا أنه يشكل تحديات جديدة أيضًا. فمع تراجع معدلات الخصوبة، قد تواجه الدولة تحديات اقتصادية واجتماعية، مثل تقليل معدلات النمو السكاني وزيادة نسبة الشيخوخة، مما قد يؤثر على الهيكل الديموغرافي والاقتصادي للبلاد.

وتتطلب معالجة تراجع الخصوبة في العراق استراتيجيات شاملة تعمل على توفير الدعم الاجتماعي والاقتصادي للأسر، بما في ذلك توفير فرص العمل المناسبة للنساء وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية. كما يتعين على الحكومة والمجتمع المدني تعزيز الوعي بأهمية التنوع السكاني وتشجيع الأسر على التخطيط العائلي المسؤول.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: على مدى تراجع ا

إقرأ أيضاً:

الجيل: اتفاق غزة انتصار تاريخي لإرادة مصر في وقف معاناة الأشقاء

أكد الدكتور حسن هجرس، مساعد رئيس حزب الجيل الديمقراطي، أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يمثل انتصارا تاريخيا لإرادة مصر لوقف معاناة الأشقاء ودورها القيادي في المنطقة، مشيدا بالدور المحوري الذي لعبته القاهرة تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في الوصول إلى هذا الاتفاق، الذي يعكس التزام مصر الثابت بدعم الشعب الفلسطيني وحماية حقوقه.

وأوضح هجرس في تصريحات صحفية له اليوم، أن وقف إطلاق النار في غزة جاء بعد جهود دبلوماسية مضنية استمرت لأكثر من عام، حيث عملت مصر على التوسط بين الأطراف المختلفة لإيقاف العدوان الإسرائيلي على غزة، مؤكدة رفضها القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين أو تصفية قضيتهم العادلة.

وأشار هجرس إلى أن وقف إطلاق النار يعد خطوة إيجابية نحو تخفيف معاناة الفلسطينيين الذين عانوا من دمار هائل جراء العدوان الإسرائيلي الغاشم، إلا أنه شدد على أن هذا الاتفاق، رغم أهميته، ليس سوى بداية طريق طويل نحو إعادة إعمار غزة ومعالجة الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية والمرافق الحيوية في القطاع.

وأكد أن التحدي الأكبر الآن يكمن في ضرورة تكاتف المجتمع الدولي لدعم جهود إعادة الإعمار وتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة للسكان المتضررين.

وأضاف هجرس أن مصر، التي أثبتت على مدار التاريخ أنها الداعم الأكبر للقضية الفلسطينية، لن تتوانى عن مواصلة دورها في تقديم الدعم للشعب الفلسطيني، سواء من خلال الجهود السياسية أو من خلال قيادة جهود إعادة الإعمار، مشيدًا بالرؤية الاستراتيجية للقيادة السياسية المصرية التي تضع حقوق الشعب الفلسطيني في مقدمة أولوياتها وتعمل على تحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة.

وشدد هجرس على أهمية استمرار المجتمع الدولي في تقديم الدعم اللازم لغزة، معربا عن أمله في أن يكون هذا الاتفاق بداية لمرحلة جديدة من الاستقرار والتنمية في القطاع، تحت رعاية مصر التي ستظل الحصن المنيع الذي يدافع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ويعمل بلا كلل من أجل تحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • الجيل: اتفاق غزة انتصار تاريخي لإرادة مصر في وقف معاناة الأشقاء
  • العثور على جثة الشخص المفقود بواد الشفة في البليدة
  • الفيتامينات والمعادن: أسلحة سرية للحفاظ على صحة الإنجاب عند الرجال
  • محمد المُغني مخرج الفيلم المرشح للأوسكار في حواره لـ"البوابة نيوز ": "برتقالة من يافا" استعارة لطعم الوطن المفقود
  • انخفاض صادرات العراق النفطية إلى الولايات المتحدة
  • والدة الصحافي الأمريكي المفقود تبحث عن نجلها في دمشق
  • رئيس حزب الجيل: إسرائيل لم تحقق أهدافها من الحرب على غزة
  • قبل توجهها إلى سوريا.. والدة الصحافي الأميركي المفقود تلتقي اللواء عباس إبراهيم
  • للراغبات فى الحمل .. 9 أطعمة تساهم في تنشيط التبويض
  • ميقاتي استقبل والدة الصحافي الاميركي اوستن تايس المفقود في سوريا منذ العام 2012