ذكر مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن اليأس والموت أصبحا يخيمان في الوقت الحالي على عمليات توصيل المساعدات الإنسانية لسكان غزة الذين يعيشون في ظروف غاية في الصعوبة بسبب الحرب الشرسة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والتي بدأت في السابع من أكتوبر الماضي.

وزير خارجية فرنسا: منع وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة مسؤولية إسرائيلية واضحة عشرات الشهداء والجرحى مع استمرار حرب الاحتلال على قطاع غزة

وأضاف المقال، الذي شارك في كتابته ستيف هينرديكس وجوناثان باران، أن سكان قطاع غزة يعانون منذ عدة أشهر من الحرمان من الغذاء والماء مما دفع سكان القطاع، طبقا لما ذكرته الأمم المتحدة، إلى تناول الحشائش وعلف الحيوانات والذي بدوره بدأ ينفد.

 

ويلفت المقال إلى أن عملية توصيل المساعدات الإنسانية لسكان غزة باتت محفوفة بالمخاطر في ظل استهداف القوات الإسرائيلية لتجمعات الفلسطينيين حول شاحنات المساعدات للحصول على ما يسدوا به جوعهم، موضحا أن القوات الإسرائيلية فتحت النار يوم الخميس الماضي على أحد هذه التجمعات في مدينة غزة مما أدى إلى مقتل ما يزيد على 100 شخص وإصابة ما يقرب من 700 آخرين.

 

وأشار المقال إلى أن فرنسا وإيطاليا وألمانيا طالبوا أمس الجمعة بفتح تحقيق مستقل في تلك الحادثة في أعقاب انتقاد الرئيس الفرنسي إيمانوي ماكرون للممارسات الإسرائيلية، بينما أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن أن واشنطن سوف تقوم بإسقاط مساعدات إنسانية لسكان القطاع عبر الطائرات.

 

ويضيف المقال أن تلك الأحداث الدامية، والتي تأتي في وقت وصل فيه عدد الضحايا جراء القصف الإسرائيلي على القطاع ما يربو على 30,000 فلسطيني منذ بداية الحرب، تشير إلى صدق التحذيرات من أن استمرار حالة الحرمان التي يعاني منها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة سوف تؤدي إلى حالة من الفوضى العارمة.

 

ويشير المقال في هذا الخصوص إلى شهادة أحد الفلسطينيين ويدعى إبراهيم الريفي التي يقول فيها أنه ذهب يوم الخميس للحصول على بعض الطعام لأسرته إلا أنه عاد محملا بالدماء والموت.

 

ويشيرالمقال كذلك إلى تصريحات ستيفان دوجاريك المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش والتي يقول فيها أن فريقا طبيا تابعا للأمم المتحدة تمكن أمس الجمعة من الوصول إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة حاملا بعض التجهيزات الطبية لما يقرب من 200 من المصابين في حادث الخميس.

 

ويلفت المقال في سياق متصل إلى شهادة الطواقم الطبية بالمستشفى لفريق الأمم المتحدة حيث يقولون أنهم استقبلوا في بادئ الأمر ما يقرب من 700 من المصابين بأعيرة نارية جراء استهداف قافلة المساعدات وأنهم تمكنوا من علاج حوالي 500 منهم والذين غادروا المستشفى بينما مازال حوالي 200 يتلقون العلاج، موضحين أنهم استقبلوا كذلك جثث 70 ممن لقوا مصرعهم أثناء سعيهم للحصول على بعض المساعدات الإنسانية.

 

ويتابع المقال أن الطواقم الطبية في مستشفى كمال عدوان في مدينة غزة ذكروا كذلك أنهم استقبلوا 176 مصابا جراء حادث شاحنة المساعدات منهم 142 مصابون بطلقات نارية.

 

ويلفت المقال في الختام أن هناك ما يزيد على مليون فلسطيني يتكدسون في مراكز إيواء في جنوب قطاع غزة يصلهم يوميا بعض المساعدات الإنسانية إلا أن هناك مايقرب من 300,000 فلسطيني مازالوا يعيشون في شمال غزة بين أنقاض المباني التي تهدمت ولا يصلهم سوى أقل القليل من تلك المساعدات بسبب القيود التي تفرضها السلطات الإسرائيلية على شمال غزة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الياس الموت المساعدات الإنسانية غزة المساعدات الإنسانیة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

استئناف إدخال المساعدات ضرورة| وخبير: يجب إعادة القضية الفلسطينية إلى الساحة الدولية باستمرار

تعيش الأراضي الفلسطينية المحتلة في ظل ظروف إنسانية قاسية بفعل استمرار الحصار والمواجهات العسكرية، مما يهدد حياة الملايين من المدنيين ويؤثر بشكل كبير على توفير الخدمات الأساسية. 

وهناك ضرورة استئناف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ليعكس حجم الأزمة المستمرة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني في غزة. 

وفي هذا الصدد، يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن الدور المصري في القضية الفلسطينية يتخذ عدة اتجاهات، ولا يقتصر فقط على وقف إطلاق النار، أو الوساطة، أو حتى تقديم خطة لإعادة إعمار غزة.

وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن مصر تسعى بجدية لضمان استمرار وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ويجب أن نحرص دائما على إعادة القضية الفلسطينية إلى الساحة الدولية وتقديم رؤية حل الدولتين، كما أن الاتصالات مستمرة بين جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك حماس، السلطة الفلسطينية، والجانب الإسرائيلي.

استئناف إدخال المساعدات الإنسانية

ومن جانبه، شدد  مهند هادي، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، على ضرورة استئناف إدخال المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة إلى قطاع غزة على الفور. 

وأكد أن أي تأخير إضافي سيؤدي إلى تقويض أي تقدم تم تحقيقه خلال فترة وقف إطلاق النار، موضحا أن قرار إسرائيل بتقييد إمدادات الكهرباء إلى القطاع سيؤثر بشكل كبير على توفر مياه الشرب في غزة، ويزيد من معاناة المواطنين في ظل نقص المياه المستمر.

وتابع: "إن أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة مروا بتجارب إنسانية مروعة على مدار أشهر، وأصبحت المساعدات الإنسانية شريان الحياة لهم،  والقانون الدولي الإنساني يفرض على الأطراف المعنية ضرورة توفير الاحتياجات الأساسية للمدنيين، بما يشمل السماح بإدخال المساعدات وتوزيعها دون أي عقبات، مؤكدا أهمية استمرار وقف إطلاق النار وضمان التزام الأطراف بالتزاماتها الدولية، بما في ذلك إطلاق سراح جميع الرهائن والسماح بدخول المساعدات الإنسانية".

خبير: اتصال السيسي وقيس سعيد أكد الدعم التونسي الكامل لخطة مصر لإعمار غزةصحف العالم.. إسرائيل تقطع الكهرباء عن آخر منشأة في غزة تستقبل الكهرباء.. الاحتلال يريد عودة الإبادة بقوة.. واجتماعات أوكرانية أمريكية في السعوديةإغلاق المعابر وتأثيرها على المساعدات

كما أشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة قد أُغلقت أمام دخول البضائع منذ تسعة أيام متتالية، مما أثر بشكل كبير على قدرة الأمم المتحدة والشركاء الإنسانيين في إيصال المساعدات إلى القطاع، ولا يزال معبر كرم أبو سالم مغلقا، وهو ما يعوق إدخال الإمدادات الإنسانية اللازمة لملايين الفلسطينيين.

وحذرت الأمم المتحدة وشركاؤها من التأثير الكبير لنقص الوقود على عمليات الإغاثة في القطاع، وفي ظل نقص الموارد، يتم تحديد أولويات توزيع الإمدادات المتاحة، كما تم إغلاق ستة مخابز في خان يونس ودير البلح بسبب نقص غاز الطهي، بينما لا يزال 19 مخبزا يعملون بدعم من برنامج الأغذية العالمي.

الدعم الصحي والتعليم  

ورغم الموارد المحدودة، قامت الأمم المتحدة وشركاؤها في مجال الصحة الإنجابية بتوسيع خدمات الأمومة وتوزيع الإمدادات الطبية لدعم 5000 ولادة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة. 

وفي مجال التعليم، تم افتتاح مزيد من المدارس في غزة لتوفير فرص التعليم للأطفال في ظل الظروف الصعبة، حيث أصبح الآلاف من الأطفال في شمال غزة ومدينة غزة ودير البلح وخان يونس ورفح قادرين على الوصول إلى التعليم.

أما عن الوضع في الضفة الغربية، أشار مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إلى استمرار عمليات القوات الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية، حيث قامت مجموعة من المستوطنين بتخريب الأراضي الزراعية وآبار المياه المملوكة للفلسطينيين في نابلس.

 كما تم الإبلاغ عن نزوح أكثر من 2000 فلسطيني، نصفهم من الأطفال، بين يناير 2023 وبداية العام الحالي 2025 بسبب تصاعد العنف من المستوطنين والقيود المفروضة على الوصول إلى الأراضي والمرافق.

 والجدير بالذكر، أن  الوضع الإنساني في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة يزداد سوءا مع مرور الوقت، وتزداد المعاناة في ظل تقييد المساعدات الإنسانية، وفرض الحصار، والاستمرار في العنف من قبل القوات الإسرائيلية والمستوطنين.

ولقد أصبحت الحاجة الملحة للمساعدات الإنسانية والإغاثة الدولية أكثر وضوحا من أي وقت مضى، ولا بد من اتخاذ خطوات عاجلة لضمان وصول المساعدات، وتوفير الخدمات الأساسية، والالتزام بالمعايير الإنسانية والحقوقية الدولية من أجل الحفاظ على حياة المدنيين وضمان حقوقهم الأساسية.

هيئة فلسطين للإغاثة تنفذ مشروع تزويد النازحين في غزة بالخيام المقاومة للمياهبرلماني: اعتماد خطة إعمار غزة خطوة جادة لحل القضية الفلسطينية

مقالات مشابهة

  • الخارجية الفلسطينية تُدين استمرار منع وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة
  • مع قرب المهلة التي منحها السيد القائد.. حماس: العدو يواصل إغلاق معابر غزة بشكل كامل
  • استئناف إدخال المساعدات ضرورة| وخبير: يجب إعادة القضية الفلسطينية إلى الساحة الدولية باستمرار
  • اليونيسف: 90% من سكان غزة لا يستطيعون الحصول على المياه
  • المنسق الأممي للشؤون الإنسانية في سوريا ينفي إرسال بعثة تقصي حقائق إلى منطقة الساحل
  • الأمم المتحدة تحذر من العواقب الإنسانية لتوقف دخول المساعدات إلى غزة
  • سياسة «العقاب الجماعي» تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة
  • الأمم المتحدة تطالب باستئناف دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • كاتبة بريطانية: الولايات المتحدة بحاجة لمعارضة حقيقية
  • وضع مالي حرج وخطير..أونروا: غزة مهددة بأزمة جوع إذا واصلت إسرائيل منع المساعدات