لماذا وكيف نحتاج #الابداع..
ا.د #حسين_محادين*
(1)
الاعتياد على تكرار كل من:-
الافعال، التذوق، نفس الوجوه ، الدوام اليومي، الواجبات الاجتماعية الزائفة وهي المكررة حد البلادة وحتى تفاهة المواضيع او حتى بعض الاحاديث والأزياء التي تجتاحنا عنوة بحكم سكوتها علينا في كثير من اللقاءات التي تبدأ بعبارة ملوله…شو في اخبار اليوم …طقس اليوم كويس.
اقول ..ربما كلها مبعث على #الخمول الاتكال والمعرفة المُسبقة لمقدمات هذه الوقائع ونهاياتها المكررة كذلك…لأنها جميعا تعني وباختصار كثيف ..غياب #الدهشة وضمور #التجدد والاشتراك مع ما هو روتيني ونمطي الاجابة والمحتوى .
(2)
ضغوط الحياة في يومياتنا الذبلى تستلزم منا افرادا ومجاميع ان نتمرد على السائد من جهه، ومن جهة متممة ان ندرب انفسنا ايضا على قبول المغاير لنا ولاحاديثنا المثقلة بالتكرار دون ان ننتبه لها، فقد غدت هي الاعتياد والاقل كلفة علينا للتخلص من كسلنا الذهني وبالتالي تعديل وسلوكاتنا الاجتماعية والثقافية الاشمل ، وهذا هو السلوك المواز وربما البديل لذاك الاعتياد الرايب الذي يستنزف دافعيتنا للتجدد والإبداع .
(3)
كم نحتاج للتفكر والعمل على إعادة ترتيب شجرة حواسنا انطلاقنا من دواخلنا اولا، وبالتالي امتلاكنا جرأة تعديل وإغناء كل من :-
ذائقتنا والارتقاء بها فكرا،حديثا وأطعمة، مفاهيمنا التي تيبست وجعلت الفجوة الجيلة بين اجيال واسعة في حياتنا بعد انتشار وشعبية وإغواء ادوات التكنولوجيا والتواصل لنا في ظل سطوة “ثقافة الصورة” التي نمذجتنا جميعا فأصبحنا كأننا نسخة بليدة دون روح متمردة على الكثير من الثوابت التاريخية ونابضة كهدف الى ايقاد التمرد في ارواحنا وحواسنا في ظل العولمة التي تسعى الى اعادة تشكيلنا وفقا للقيم الفردية التي تحترم احتياجات اجسادنا والى توسيع متابعاتنا ومداركنا في كون اصبح بحدود كف اليد الواحدة؛ واقصد هنا “الهاتف الخلوي” كظل جديد لكل انماط تفكيرنا وحركاتنا غير التقليدية بالتأكيد من حيث لا ننتبه احيانا.
اخيرا.. ألم يُمثل الانبياء رضوان الله عليهم تمرداً وكسراً لكل الاعتيادات والروابط القبلِية والاعتقادية التي سبقت مجيئهم..لا بل، نعتهم “العقل الجمعي/العوام” وقتها بأنهم الخارجون على المِلة والسائد في حياة الشعوب حينها في محاولة لطمس ابداعاتهم المختلفة..؟. ماذا عن العلماء والمفكرون والثوار والمغالبون لانفسهم ولنمطية بيئاتهم ليشكلوا لاحقا ابداعا ما لم يكن مقبولا في بداية ظهورهم هم واطروحاتهم المخالفة للسائد حينها ثم ما لبث الا ان نجحوا في تغيير الكثير من مسلماتنا النمطية حينها كجموع وهي التي استقرت عبر اجيال وقرون ..؟. يبدو لي ان المسلمة الوحيدة في حياتنا هي التغير ولكن طوعا ام بالاكراه.
-فهل نوقن بحقيقة اننا لسنا الآخرين وعلينا قبولهم كما هم، وليس كما نسعى الى نمذجتهم وفقا لمقايسنا نحن سواء في احديثهم، طموحاتهم، الوان واشكال زيهم ، كيفية ادارتهم لمواردهم ومهاراتهم الخاصة،اهتماماتهم المختلفة عن فهمنا نحن والتي قد تبدو لجُلنا وبحكم الاعتياد الجمعي لدينا بأنها عبثية او الجادة لاعتقادنا المجحف بحقهم بأنها دخيلة على قيمنا وسلوكاتنا المعتادة في رتابة يومياتنا.
*قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة -الأردن.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الابداع الخمول الدهشة التجدد
إقرأ أيضاً:
الجيش الذي “لا يرتدي النعال”.. الاستخبارات الصينية تعرض صوراً لعملية استهداف حاملة الطائرات “إبراهام” وكيف اختبأت المدمرات الأمريكية ضمن تشكيلة الأسطول الصيني (تفاصيل مثيرة)
يمانيون../ كشفت منصة صينية تفاصيل دقيقة ومثيرة عما أسمته “الاشتباك اليمني – الأمريكي” الأخير والأضخم، والذي جرى هذا الأسبوع في البحر الأحمر على مقربة من الاسطول الصيني.
حيث نشرت المنصة الصينية باسم الاستخبارات العسكرية الأولى، تقريرا عن استهداف حاملة الطائرات الأمريكية وكيف اختبأت سفن البحرية الأمريكية ضمن الأسطول الصيني.
ومما ورد في التقرير: ان مدونين أجانب كشفوا صورتين من صور الأقمار الصناعية، لما يمثل صفعة بوجه الأمريكيين والتي تُظهر مغادرة المدمرتين الأمريكيتين “ستوكدايل” و”سبرونز”، اللتان تعرضتا لهجوم يمني في البحر الأحمر إلى خليج عدن.
وقال التقرير: المثير للاهتمام أن الأسطول الصيني رقم 46 كان أيضاً في المنطقة، حيث كانت المدمرة الصينية “جياوزو” من طراز 052D وسفينة الإمداد الشاملة “هونغهو” من طراز 903A تجوبان نفس المياه، وقد اختبأت السفينتان الأمريكيتان ضمن تشكيل الأسطول الصيني.
وأضاف: من الواضح أن السفن الأمريكية، التي تعرضت للهجوم اليمني، وفرت مذعورة قررت الالتصاق بأسطول جيش التحرير الشعبي لتجنب الصواريخ والطائرات بدون طيار التابعة للقوات المسلحة اليمنية.
وأشار التقرير إلى: إن هذا السلوك الذي قام به الجيش الأمريكي وقح للغاية، فقد تسلل إلى التشكيل الصيني وأراد منا أن نقدم “حماية” غير مباشرة “لأفعاله الشريرة”.
وتابع : في الواقع، هذه ليست المرة الأولى التي يفعل فيها الغرب ذلك، ففي السابق، بعد أن “أغلقت” القوات المسلحة اليمنية البحر الأحمر، “اختلطت” السفن التجارية من الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى مع السفن التجارية الصينية التي تمر عبر البحر الأحمر. ومن حسن الحظ أن اليمن صديقة نسبياً للصين ولن تهاجم السفن الصينية، ولهذا نجحت أفكار الغرب التافهة. ولكن هناك حالة طوارئ في كل شيء.
متسائلة .. ماذا لو كانت معلومات استخبارات القوات المسلحة اليمنية خاطئة واعتقدوا أن السفينة الصينية هي أسطول أمريكي – أو تعرض الصاروخ لحادث أثناء الطيران وأصابه عن طريق الخطأ؟ ولذلك، يجب علينا أن ندين بشدة هذا السلوك غير المسؤول للغاية من جانب الولايات المتحدة.
وسرد التقرير: في بداية هذا العام، كاد اليمنيون ان يغرقو إحدى السفن الحربية الأمريكية. حيث استغل اليمنيون جنح الليل وأطلقوا صاروخ كروز نحو المدمرة “غريفلي” التي كانت تبحر في البحر الأحمر. . وفي النصف الأول من هذا العام، أعلنوا بفخر أنهم “أصابوا” حاملة الطائرات الأمريكية “آيزنهاور”، مما أثار ضجة واسعة على الإنترنت. وما زاد من التكهنات هو مغادرة الحاملة “آيزنهاور” البحر الأحمر في صمت تام وسط تشكيك عالمي، مما جعل الكثيرين يعتقدون أنها ربما تعرضت لحادث غير عادي.
ووصف التقرير القوات المسلحة اليمنية بانها لم تعد “الجيش الذي لا يرتدي النعال” كما كانت في السابق، ولكنها قوة حديثة حقيقية تستحق هذا الاسم.
وهي تمتلك صواريخ كروز وصواريخ باليستية وطائرات بدون طيار، وهي تستغل موقعها الجغرافي الفريد لحراسة المضيق في البحر الأحمر.
وفي الوقت نفسه، فإنه يعكس أيضًا أنه مع تطور الطائرات بدون طيار وأنواع مختلفة من تكنولوجيا الصواريخ، تغيرت قواعد الحرب بشكل كبير، الأمر الذي أدى إلى حد ما إلى كبح طموح الجيش الأمريكي في الاعتماد على حاملات الطائرات لإثارة الصراعات الإقليمية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.