بقلم: عبدالماجد عبدالحميد

الظروف القاسية التي يعيشها الرئيس المشير عمر البشير داخل السلاح الطبي تطرح سؤالاً جوهرياً عن موقع قيمة الوفاء والمعاملة الحسنة بالقانون لقادة ورموز الجيش الذين تضعهم تصاريف القدر في مواجهة واقع لايمكنهم التعامل والتعاطي معه بغير الثبات والشجاعة وهو عين مافعله ويفعله الرئيس البشير ليس فقط خلال أشهر الحرب الحالية ولكن منذ اعتقاله عقب انقلاب مجموعة الخيانة بشقيها العسكري .

. والسياسي !!

• والسؤال عن أسباب حبس الرئيس البشير في السلاح الطبي منذ رصاصة الحرب الأولي وحتى اليوم نطرحها أمام أربعة من قادة الجيش الذين يتحملون وحدهم مساءلة التاريخ وشرف الجيش عن الأسباب الحقيقية على حبس البشير داخل السلاح الطبي تحت وابل الرصاص والقصف المركز الذي طال غرفة الرئيس البشير داخل الجناح الطبي الذي صار مشفي ومعتقلاً له في ذات الوقت!!

• والقادة الذين نوجه إليهم السؤال هم الفريق عبدالفتاح البرهان .. الفريق الكباشي .. الفريق ياسر العطا .. والفريق إبراهيم جابر ..

• وفقاً لقرار إخلاء سبيل المحتجزين السياسيين من العسكريين والمدنيين كان منتظراً أن يتم نقل الرئيس البشير إلي موقع آخر غير السلاح الطبي يتلقي فيه الرعاية الطبية اللازمة التي تفرضها ظروفه الصحية وفي ذات الوقت يتم إبعاده من دائرة الخطر حيث يقع السلاح الطبي في مرمي النيران أثناء الإشتباكات اليومية والمتقطعة ..

• تم إجلاء كبار قادة الجيش والأجهزة الأمنية الأخري من المناطق الملتهبة إلي أماكن أكثر أمناً ليقوموا بمتابعة سير العمليات العسكرية ..

• تم إجلاء عدد من معاشيي القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى لمناطق آمنة تقديراً لخدمتهم الطويلة الممتازة ولأنهم يواجهون ظروفاً قاهرة لا تمكنهم من المغادرة بطريقتهم الخاصة ..
• ما أعلمه أن الرئيس البشير رفض مغادرة السلاح الطبي .. وقرر البقاء وسط المقاتلين في ظروف الحرب حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا ..

• ومع هذا فإن تقدير قيادة الجيش والأجهزة الأمنية الأخري لموقف وموقع الرئيس البشير كان ينبغي أن يكون مختلفاً .. أن تبادر قيادة الجيش إلي إخلائه لمنطقة آمنة إن لم يكن تقديراً لكونه قائد للجيش السوداني وباني نهضته الحديثة ، فلكونه رئيس أسبق للسودان وتأمينه واجب أخلاقي على من بيدهم مقاليد السلطة في البلاد ..

• وما أعلمه أيضاً أن بعضاً ممن يحفظون للرئيس البشير ماقدمه لوطنه وشعبه قد بادروا منبهين لضرورة نقله إلي موقع آمن ..لكن طلبهم هذا قوبل بالرفض غير المُعلن .. والتفاصيل تزيد الوجع وتنكأ الجراح ..

• طيلة سنوات وظروف حبسه لم يتضجر البشير من سؤ المعاملة التي ظل يجدها في سجن كوبر .. وطيلة سنوات حبسه لم يشكو البشير من المضايقات التي تعرّض لها حتي داخل محبسه حيث حُرِم من أبسط حقوق الإنسان السجين .. والشعب السوداني كله يعلم أن البشير مُنع من حضور اللحظات الأخيرة لوالدته قبل مفارقتها الحياة ومُنع أيضاً من المشاركة في تشييعها .. كما تم حرمانه من وداع أخيه الراحل عبدالله البشير وتمت إعادته بأعجل ماتيسر إلى سجن كوبر بعد السماح له بتلقي العزاء بمنزل الفقيد بكافوري ..

• هل هنالك أصابع عسكرية وسياسية تريد التخلص من البشير ؟!
• نبحث جميعاً عن إجابة لهذا السؤال الغامض وبين أيدينا الظروف التي يواجهها الرئيس البشير داخل السلاح الطبي ..

• إن كانت التقديرات والتعقيدات الأمنية خلال أشهر الحرب قد منعت القائمين علي الأمر من نقل البشير خارج دائرة الخطر فإن الأمر (مقبول) علي مضض .. أمَا وقد تم فتح الطريق من كرري إلي سلاح المهندسين وتم ترحيل حتي الكوادر الطبية الأجنبية إلي بلادهم .. وتم نقل عدد من الضباط والجنود والمرابطين ومنحهم أذونات مستحقة لزيارة أهلهم وعشيرتهم، والحال هذه لايمكن (هضم) بقاء الرئيس البشير وثلة من رفاقه داخل السلاح الطبي ومن بينهم الفريق الركن بكري حسن صالح والفريق الركن عبدالرحيم محمد حسين.
لا يمكن هضم أسباب بقائهم حتى الآن داخل السلاح الطبي وقد تقاسموا مع أبطال قلعة الصمود الطبية أياماً جللتها مواقف الشجاعة والبسالة والتفاني في سبيل الله ثم الوطن العزيز ..

• لانُذكر القائمين على الأمر بالحقوق القانونية والإجرائية لحبس البشير وقد تجاوز السبعين عاماً .. نذكرهم فقط بأخلاقيات مهنتهم التي رعاها البشير حق رعايتها وهو يُكرِم ويُكرّم قادة الجيش والأجهزة الأمنية الأخري ممن جار عليهم الزمان وكادت تدهسهم عجلات النسيان ..
• لن يطلب منكم البشير مغادرة موقعه الحالي ولا تحسين ظروف رعايته الغذائية والصحية ..
• لن يطلب منكم البشير شيئاً من هذا ..لكن التاريخ لن يرحمكم ..

اليوم التالي

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الرئیس البشیر البشیر م

إقرأ أيضاً:

من البشير إلى نتانياهو.. شخصيات لاحقتها "الجنائية الدولية"

منذ تأسيس المحكمة الجنائية الدولية في عام 2002، أصدرت العديد من أوامر الاعتقال بحق قادة سياسيين وعسكريين متهمين بارتكاب جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، والإبادة الجماعية.

وكان آخر أمر اعتقال أصدرته المحكمة، اليوم الخميس، بحق رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، ومحمد الضيف قائد كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، بتهم ارتكاب جرائم حرب في هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول).
قبل نتانياهو وغالانت والضيف أصدرت المحكمة عدة أوامر هذه أبرزها: أمر الاعتقال ضد فلاديمير بوتين (روسيا) أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمراً بالقبض على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بتهم ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا، بما في ذلك الهجمات على المدنيين واستخدام الأطفال في النزاع.
وروسيا ليست عضواً في المحكمة الجنائية الدولية، وبالتالي ليس لديها التزام قانوني بالتعاون مع المحكمة.
ورغم أن الأمر في مارس (آذار) 2023، من غير المحتمل أن يتم تنفيذ هذا القرار في المستقبل القريب.
ورفضت روسيا الاعتراف بالمحكمة الجنائية الدولية، كما رفضت تسليم بوتين إلى لاهاي، وتستمر في ممارسة نفوذها الدولي على بعض الدول التي ترفض التعاون مع المحكمة. في الوقت نفسه، يبدو أن تنفيذ أمر الاعتقال غير ممكن ما لم تحدث تغييرات جذرية في الوضع السياسي الروسي أو في العلاقات الدولية. أمر الاعتقال ضد عمر البشير (السودان)

في عام 2009، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمرًا بالقبض على الرئيس السوداني عمر البشير بتهم الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في دارفور بين عامي 2003 و2008.

ولكن على الرغم من أن المحكمة الجنائية الدولية أصدرت أوامر الاعتقال، إلا أن البشير بقي في منصبه حتى عام 2019 ولم يتم القبض عليه.

إحدى الصعوبات الرئيسية في تنفيذ هذا الأمر كانت مواقف بعض الدول، التي دعمت الحكومة السودانية، ورفضت تنفيذ أمر القبض على البشير.

السودان يُسلم البشير إلى المحكمة الجنائية الدولية - موقع 24أعلن مسؤول سوداني الثلاثاء، تسليم الرئيس السابق عمر البشير وثلاثة آخرين إلى المحكمة الجنائية الدولية التي تلاحقهم بتهمة ارتكاب جرائم في إقليم دارفور المضطرب منذ 2003.

 في 11 فبراير (شباط) 2020، وافق السودان على تسليم البشير إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي لمواجهة اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في دارفور.

المحكمة الخاصة بلبنان

سليم عياش، أحد القيادات العسكرية في تنظيم حزب الله، تم إصدار أمر توقيف بحقه في 2011 من قبل المحكمة الخاصة بلبنان بتهمة تورطه في اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري في 2005.
وتمت محاكمته غيابياً وحُكم عليه في 2020.
وقالت إسرائيل قبل أيام إنها اغتالته بضربة في سوريا.

مقتل سليم عياش المُدان باغتيال الحريري في غارة على دمشق - موقع 24أكدت تقارير إسرائيلية، مقتل سليم عياش، المُدان بقيادة فريق من عناصر حزب الله، لاغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري عام 2005، بعد قصف إسرائيلي استهدف مساء الأحد، مبنى سكنياً في منطقة السيدة زينب جنوبي العاصمة السورية دمشق. سلوبودان ميلوسيفيتش (يوغوسلافيا)

أصدرت المحكمة الجنائية الدولية الخاصة ليوغوسلافيا (ICTY) أمراً بالقبض على الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش في عام 1999 بتهم جرائم حرب وإبادة جماعية في البلقان خلال التسعينيات.

وتم القبض على ميلوسيفيتش في عام 2001 وجرى نقله إلى لاهاي لمحاكمته.

وفي عام 2006، توفي ميلوسيفيتش في السجن بينما كانت محاكمته مستمرة، مما أدى إلى عدم إتمام الإجراءات القانونية بالكامل.
على الرغم من وفاة ميلوسيفيتش، يُعتبر اعتقاله في عام 2001 أحد الأمثلة الناجحة في تنفيذ أوامر المحكمة، حيث تم القبض عليه في وقت قصير نسبياً بعد إصدار أمر الاعتقال.

أحمد هارون (السودان)

أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمراً بالقبض على أحمد هارون، المسؤول السوداني البارز ووزير الشؤون الإنسانية السابق، بتهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور.
تم وضع هارون على قائمة المطلوبين منذ عام 2007، لكن لم يتم القبض عليه بعد. في عام 2010، تم تعيينه وزيراً في الحكومة السودانية.
رغم محاولات المحكمة الجنائية الدولية للضغط على الحكومة السودانية، ظل هارون في منصبه حتى الإطاحة بنظام البشير، دون أن يتم تنفيذ أمر الاعتقال بحقه.

5 ملايين دولار مقابل معلومات عنه.. من هو أحمد هارون؟ - موقع 24أعلنت الولايات المتحدة أمس الإثنين، أنها ستقدم مبلغاً يصل إلى 5 ملايين دولار لمن يساهم في القبض على متعاون سابق مع الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير، المتهم بارتكاب جرائم حرب في دارفور. جان بيير بيمبا (جمهورية الكونغو الديمقراطية)

في 2008، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمراً بالقبض على جان بيير بيمبا، نائب الرئيس السابق لجمهورية الكونغو الديمقراطية، بتهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تتعلق بالأعمال الوحشية التي ارتكبها مقاتلو ميليشيا "الحركة الوطنية من أجل التحرير" (MNT) في جمهورية إفريقيا الوسطى بين 2002 و2003.
وفي 2008، تم القبض على بيمبا ونقله إلى لاهاي حيث تم محاكمته.

أمر اعتقال نتانياهو وغالانت والضيف.. كيف يُنفَّذ القرار؟ - موقع 24بعد إصدار المحكمة الجنائية الدولية الخميس، أمر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، ومسؤولين في حركة حماس، يبقى التساؤل الآن عن كيفية تطبيق القرار.

في 2016، تمت إدانة بيمبا بتهم الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب بسبب دوره في الفظائع التي ارتكبها مقاتلوه. لكن في 2018، تم إلغاء الحكم بعد استئناف من قبل الدفاع.

جان بول أكايسو (محكمة الجرائم الدولية لرواندا)

جان بول أكايسو أصبح أول شخص أدين باستخدام الاغتصاب شكل من أشكال الإبادة الجماعية.

في 2008، حُكم عليه بالسجن مدى الحياة من قبل المحكمة الخاصة برواندا.

مقالات مشابهة

  • اللواء سمير فرج: الرئيس السيسي حقق حلم الجميع بالخروج من عباءة أمريكا.. وتنويع مصادر السلاح
  • في اجتماعه بقادة القوات المسلحة | الرئيس يوجّه سؤالا لـ المتحدث العسكري
  • من البشير إلى نتانياهو.. شخصيات لاحقتها "الجنائية الدولية"
  • نديم الجميّل: حصر السلاح بيد الجيش والعودة إلى اتفاقية الهدنة أساس الاستقرار
  • حزب الله يعلن استهداف تجمعا لجنود الجيش الإسرائيلي في محيط موقع السماقة بصلية صاروخية
  • في ظروف غامضه.. العثور على جثة طبيب أسنان بالمنيا
  • العثور على جثة طبيب أسنان توفي في ظروف غامضة داخل منزله بالمنيا
  • "صحة الفيوم": تدريب 120 من أعضاء الفريق الطبي ضمن مبادرة "الألف يوم الذهبية"
  • الجيش اللبناني يعلن استشهاد 3 من جنوده جراء هجوم إسرائيلي على موقع عسكري جنوب البلاد
  • الجيش اللبنانى يعلن مقتل 3 من جنوده جراء هجوم إسرائيلى على موقع عسكرى جنوب البلاد