قرر مجلس إدارة جهاز حماية المنافسة ثبوت المخالفة على 20 من أصحاب مصانع ألواح الثلج، لاتفاقهم على رفع وتثبيت أسعار بيع ألواح الثلج داخل محافظات القاهرة الكبرى بالمخالفة للمادة (6/أ) من القانون رقم 3 لسنة 2005 .

وترجع أهمية هذا القطاع إلى المستهلك باعتبار أن ألواح الثلج تستخدم في العديد من القطاعات؛ حيث تستخدم في تبريد الخرسانة إضافة إلى عمليات التبريد لدى متاجر اللحوم والأسماك والعصائر وغيرها، وتزداد أهميتها مع دخول شهر رمضان واقتراب شهور الصيف.

واتضح أن الشركات المخالفة تقوم بتوريد ألواح الثلج إلى أكبر شركات تصنيع الخرسانة التى تعمل في كبرى المشروعات، حيث تستخدم ألواح الثلج في تبريد  الخرسانة، فوفقًا للكود المصري يجب الحفاظ على الخرسانة عند درجة حرارة 25 مئوية مما يؤدي إلى ضرورة اللجوء لألواح الثلج في شهور الصيف للوصول لدرجة الحرارة المطلوبة.

ومن خلال إجراءات البحث والتقصي التي قام بها الجهاز استطاع الكشف عن وجود ثلاثة اتفاقات مختلفة داخل السوق على رفع أو تثبيت أسعار بيع ألواح الثلج إلى مستهلكي السلعة داخل محافظات القاهرة الكبرى.

كما تبين من الفحص أن الاتفاقات السعرية لم تقتصر على التسعير وفقا للمنطقة الجغرافية بل شملت أيضًا الاتفاق على التسعير وفقًا لنوعية العملاء عند تحديد أسعار البيع إلى شركات الخرسانة.

وتتزامن هذه الاتفاقات السعرية مع دخول شهر رمضان الكريم واقتراب فصول الصيف نظرا لزيادة الطلب في هذه الفترة مستغلين الحاجة إلى ألواح الثلج برفع الأسعار.

ويترتب على هذه الاتفاقات الأفقية المؤثمة الزيادة في أسعار ألواح الثلج التي تؤدي إلى زيادة أسعار المنتجات المتعلقة بها مما يؤدي إلى زيادة الأعباء المالية بصورة مباشرة وغير مباشرة على المستهلك.

وتعد جريمة الاتفاق الأفقي من أخطر جرائم المنافسة؛ حيث إنه من المفترض أن يتخذ كل كيان اقتصادي قراراته بشكل منفرد دون أن يكون متأثرًا بالكيانات الأخرى، وذلك تماشيًا مع مبادئ اقتصاديات السوق الحر التي تفترض أن المنافسة بين الكيانات المختلفة يجب أن تكون قائمة فقط على آليات العرض والطلب.

وقدم تم اتخاذ الإجراءات القانونية قبل المخالفين مع إلزامهم بقيام كل منهم بتسعير منتجاته منفردًا والامتناع عن تبادل المعلومات التجارية الحساسة الخاصة بالتسعير والكميات والتكلفة، والتوقف فورًا وبشكل نهائي عن عقد أية اجتماعات أو اتفاقات أو التنسيق على رفع أو خفض أو تثبيت أسعار بيع ألواح الثلج أو أية ممارسات أخرى مخالفة لأحكام قانون حماية المنافسة.

ويهيب الجهاز بأي شخص تورط أو اشتركَ في مثل تلك الممارسات الضارة سرعة الإبلاغ عن الواقعة والاستفادة من الإعفاء الوارد في القانون، ويؤكد الجهاز أنه عازم على التصدي وبكل قوة لكافة أشكال الاتفاقات الأفقية لتجنب أضرارها البالغة على الاقتصاد القومي.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

فرحة شراء قوالب الثلج

 

 

 

 

حمود بن علي الطوقي

قضيتُ السنوات العشر الأولى من طفولتي في قريتي السباح، تلك القرية الوادعة التي احتضنت أجمل ذكرياتي الرمضانية، رغم أن رمضان في تلك الأيام كان يتزامن مع فصل الصيف (القيظ) حيث تصل درجات الحرارة إلى مستوياتها القصوى، إلا أن لهذا الشهر روحًا خاصة لا تشبه أي وقت آخر.

وفي النهار، كنا نذهب إلى المدارس، ومن لم يلتحق بالمدارس الحكومية كان يلتحق بمدارس تحفيظ القرآن وكان عمي المغفور له بإذن الله هو معلم القرآن لأطفال القرية والقرى المجاورة مثل قرية الجبل والمويلح والمعترض.

 كانت القرية تخلو من الزحام وتنتظر عودة الطلاب إلى مدارسهم، ورغم حرارة الشمس إلا أننا كنا نجد من ظلال النخيل الممتدة وأشجار المانجو تعطينا القوة للصمود لتكملة ما تبقى من نهار اليوم الطويل نحن الأطفال -وأنا منهم- نرى في الصيام مغامرة كبيرة نتسابق فيها على الصمود دون أن يضعف جسدنا أمام العطش.

وبعد صلاة الظهر، وحتى قبيل صلاة العصر كنا نجتمع مع آبائنا في سبلة القرية، تلك السبلة البسيطة المبنية من مواد غير ثابتة وسقفها المصنوع من جذوع الأشجار، هذه السبلة لم تكن مجرد مكان للراحة؛ بل كانت بمثابة مدرسة مفتوحة نتعلم منها الحرف التقليدية؛ فقد تعلمنا منها السمت العماني وتعلمنا من آبائنا كيفية صناعة "الخصف" و"السرد" و"المبدع " وغيرها من الصناعات التي تعتمد على سعف النخيل، أيضاً كنا نستمع إلى قصص الكبار عن الماضي وكيف كانوا يقضون رمضان في سنواتهم الأولى.

وبعد صلاة العصر، كان لنا وقت خاص نجتمع فيه تحت شجرة ضخمة عند مدخل القرية، "السوقمة"، حيث كنا نلعب "الكيرم" ونتنافس بشغف، بينما كان الأطفال الأكبر سنًا يستمتعون بلعبة "الحواليس" لكسر الوقت حتى يحين موعد الإفطار؛ ولم يقتصر نشاطنا على اللعب فقط، بل كان بعض أصدقائنا يتسلقون النخيل لقطف التمر وتجهيزه لموائد الإفطار، في مشهد يعكس روح التعاون بينهم، وكان منظرهم وهم يتنقلون بين النخيل بسرعة ورشاقة يثير إعجابنا، وننتظر نزولهم لنحصل على بعض التمر الطازج الذي كان يعتبر مكافأة لصيامنا.

ولأن رمضان كان في عز موسم اللقيط؛ حيث تصل حرارة الجو إلى ذروتها، ولم تكن الكهرباء قد وصلت إلى القرية بعد، فقد كان برودة الماء ترفًا نلجأ لتحقيقه بشراء الثلج؛ لا أنسى مشهد تاجر الثلج الذي كان يصل إلى القرية من خلال حماره حاملًا قوالب الثلج الكبيرة، وكنا نترقب وصوله بفارغ الصبر نحمل أوعيتنا الصغيرة ونتحلق حوله بشوق، بينما كان يكسر القوالب بأداة حادة ويبيع الثلج حسب قدرة كل منا المالية، وكان هذا المشهد من أجمل لحظات اليوم إذ كنا نحمل قطع الثلج الصغيرة ونركض بها إلى منازلنا قبل أن تذوب لنضيفها إلى الماء ونستمتع ببرودته وسط قيظ النهار.

ومع اقتراب المغرب، كانت رائحة الطعام تعم المكان، ونبدأ نحن الأطفال بالعودة إلى بيوتنا حاملين معنا فرحة يوم آخر من رمضان في قريتنا، حيث البساطة والجمال والدفء العائلي، ورغم بساطة الحياة حينها، إلا أن رمضان في قريتي السباح لا يزال يحتفظ بطعمه الخاص وذكراه العطرة التي ستظل محفورة في وجداني.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • فرحة شراء قوالب الثلج
  • «حماية المستهلك» يستعرض خطة الجهاز في ضبط الأسعار خلال شهر رمضان
  • انخفاض أسعار النفط ضمن وقف المساعدات لأوكرانيا وزيادة إنتاج أوبك +
  • انخفاض أسعار النفط مع إيقاف المساعدات لأوكرانيا وزيادة إنتاج أوبك +
  • ارتفاع أسعار القهوة في مصر.. زيادات تصل إلى 17%
  • برلمانية الوفد بالشيوخ: قفزات أسعار الكهرباء مستمرة.. والتوسع في الطاقة المتجددة ضرورة
  • حصريا.. تسريب أسعار iPhone 17 Pro Max قبل إطلاقه
  • عبد العاطي: هناك اتفاق أوروبي على ضرورة حماية الأمن المصري المائي
  • حماية المستهلك بظفار تكثّف جهودها لضبط الأسواق واستقرار الأسعار
  • ملك الأردن يدعو لإعادة إعمار قطاع غزة وتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار