أسماك تطفو فوق السطح بسبب التلوث.. كارثة روبيمار تحل على البحر الأحمر
تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT
أصبح صيادو محافظة الحديدة والساحل الغربي في اليمن، يعيشون لحظات قلق صعبة من حدوث كارثة بيئية بسبب سفينة "روبيمار" المهددة بالغرق في مياه البحر الأحمر نتيجة الاستهداف الذي تعرضت له خلال أواخر فبراير الماضي من قبل ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران.
ويخشى الصيادون من تسرب الأسمدة الخطيرة التي تحملها السفينة إلى مياه البحر التي تعد المصدر الوحيد والرئيسي للرزق ولقمة العيش.
بحسب التحذيرات الملاحية والدولية لن تكون الأضرار قاصرة على السواحل اليمنية أو منطقة محددة فقط، بل سيمتد الضرر إلى كافة المياه في البحر الأحمر وشواطئ إفريقيا. وهذا الأمر يجعل من السفينة "روبيمار" قنبلة موقوتة تهدد مستقبل الصيادين ومصدر أرزاقهم. إلى جانب أضرار كبيرة ستلحق بالاقتصاد الوطني لليمن والدول المطلة على البحر الأحمر.
يقول الصياد محمد أحمد العسيلي، وهو أحد صيادي المخا لـ"نيوزيمن" إنه يشعر بخيبة أمل من الخطورة المتزايدة التي تشكلها مليشيا الحوثي على حياة الصيادين اليمنيين. فالأعمال العدائية الحوثية المتواصلة في البحر الأحمر وخليج عدن تسببت في حرمان الصيادين من ممارسة الصيد فيما الهجمات المتبادلة بين مليشيا الحوثي والقوات الدولية المرابطة في البحر أدت إلى أضرار فادحة.
ويروي العسيلي حادثة عثور الصيادين على أطنان من الأسماك وهي تطفو على سطح البحر بعد نفوقها خلال الأسابيع الماضية نتيجة المواد الكيميائية الخطرة الناتجة عن وقوع الصواريخ الحوثية في مياه البحر. يضيف: إن تجاهل المجتمع الدولي لغرق السفينة "روبيمار" وعدم تضافر الجهود لإنقاذها سيؤدي إلى تدمير مختلف أنواع الأسماك ويفقد الصيادون مصدر رزقهم.
وأعرب الصياد عن أمله في أن تكلل جهود الحكومة وجهود عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح بالنجاح أثناء زيارته إلى بريطانيا ومناقشته مع الجهات المعنية لإنقاذ السفينة والحفاظ على البيئة.
وأشار إلى أن السفينة تحولت من نبأ عابر إلى شبح يهدد الثروة السمكية في البحر الأحمر تركت خلفها سحابة من القلق ما تزال تخيم على قلوب الصيادين في المخا والساحل الغربي، وترسم مستقبلا غامضا لمهنة الصيد التي تعد مصدر رزق لأكثر من 160 ألف صياد مع عائلاتهم على طول الشريط الغربي للبلاد.
وخلال الأيام الماضية أطلقت الأمم المتحدة وعدة دولة بينها أميركا وبريطانيا تحذيرات من أن السفينة "روبيمار" معرضة لخطر التسرب في البحر الأحمر، في ظل مخاطر بحرية مرتفعة وتوشك أن تغرق في البحر.
وأشارت التحذيرات إلى أن الجهود الدولية لعدة سنوات سعت لتجنب حدوث أزمة سفينة صافر، واليوم الحوثيون يهددون بكارثة أخرى من خلال الهجوم المتهور على السفينة "روبيمار".
وشكلت الحكومة اليمنية خلية إدارة أزمة للتعامل مع وضع السفينة "روبيمار"، التي استهدفها الحوثيون في خليج عدن وأدى ذلك لتسرب نفطي بطول 18 ميلا بحريا. في حين تشكل حمولة السفينة من الأسمدة والزيوت مخاطر بيئية كارثية.
والاثنين، قال وزير المياه والبيئة اليمني، توفيق الشرجبي، إن الوضع العام بشأن سفينة الشحن "روبيمار" التي استهدفتها مليشيا الحوثي مقلق جدا. وأكد أن السلطات الحكومية تبذل ما في وسعها للتعامل مع السيناريوهات المحتملة للسفينة المنكوبة حاليا في البحر الأحمر على بُعد نحو 11 ميلاً من أقرب نقطة بر في اليمن، وأنه يجري حاليا اتخاذ الإجراءات مع المعنيين لسحبها من المياه الإقليمية اليمنية بشكل آمن.
السفينة المستهدفة يبلغ طولها 171 مترا وعرضها 27 مترا وذات صهاريج سائبة تحمل كمية من الأسمدة (مواد خطرة) والزيوت والوقود، وتحمل علم دولة بليز، ومملوكة لشركة جولدن أدفنشر شيبنيغ الملاحية المسجلة في جزر مارشال، وإدارتها من الجنسية السورية، وعدد طاقمها 24 شخصا: 11 سوريا، و6 مصريين، و3 هنود، و 4 فلبينيين، وتم إجلاؤهم جميعا إلى جيبوتي.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: فی البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
الحوثي يؤكد استمرار إسناد غزة ويصف الهجمات الأمريكية بالإرهابية
جددت جماعة الحوثي اليمنية التأكيد على استمرارها في جبهة الإسناد لقطاع غزة، واصفة الهجمات الأمريكية التي شنتها طائرات مساء السبت على مواقع داخل البلاد، بالإرهابية.
وقال القيادي في جماعة أنصار الله، محمد علي الحوثي، إن الهجمات الأمريكية على بلاده "إرهابية ومدانه وغير مشروعة، وتساند إرهاب الكيان الإسرائيلي المؤقت لاستمر الإبادة وحصار غزة".
وأضاف في تغريدة على سحابه بمنصة "إكس"، إن هذه "الهجمات الإرهابية تأتي لتؤكد العربدة خارج القانون وممارسة الإجرام في المنطقة"، مؤكدا أن "التصرفات الإرهابية الرعناء ضد اليمن لا توقف عمليات الإسناد لغزة".
الهجمات الأمريكية على اليمن هجمات إرهابية مدانةوغير مشروعة تساند إرهاب الكيان الإسرائيلي المؤقت لاستمرار ابادة وحصارأبناء غزة.
وتأتي الهجمات الإرهابيةالأمريكية لتؤكدالعربدة خارج القانون وممارسة الإجرام في المنطقة
أن التصرفات الإرهابية الرعناء ضد اليمن لا توقف عمليات الإسناد لغزة — محمد علي الحوثي (@Moh_Alhouthi) December 22, 2024
وتعرضت العاصمة اليمنية صنعاء، السبت، لعدوان أمريكي جديد طال أهدافا عدة.
وقالت القيادة الوسطى الأمريكية، إنها نفذت ضربات جوية دقيقة ضد منشأة لتخزين الصواريخ ومنشأة قيادة وتحكم للحوثيين في صنعاء.
وبينت القيادة أن القصف يهدف لتعطيل وتقليص عمليات الحوثيين، كالهجمات ضد السفن الحربية بالبحر الأحمر، لافتة إلى أن الضربة تعكس التزامها بحماية القوات الأمريكية والشركاء الإقليميين والشحن الدولي. وفق زعمها.
كما زعمت أنها أسقطت خلال العملية مسيرات تابعة للحوثيين وصاروخ كروز مضادا للسفن فوق البحر الأحمر.
وفي وقت سابق اليوم، قال مسؤولون أمنيون إسرائيليون إن تل أبيب تستعد لشن هجوم آخر في اليمن، يتضمن مشاركة دول أخرى، لإيجاد "تعبئة كاملة" تزيد الهجوم على الحوثيين.
يأتي ذلك بعد أن كشف تحقيق لسلاح الجو الإسرائيلي عن إجراء عدة محاولات اعتراض فاشلة للصاروخ الباليستي الذي أُطلق السبت من اليمن، وسقط في ملعب بتل أبيب، مخلفا 30 مصابا وأضرارا بعشرات الشقق في المنطقة.
واعترفت وسائل إعلامية إسرائيلية بالفشل استخباريا وفنيا في مواجهة الهجمات التي تنطلق من اليمن، منذ بدء الحرب على غزة في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وقالت صحيفة "معاريف" العبرية، السبت، إن "إسرائيل فشلت منذ بداية الحرب على غزة في التصدي لتهديدات الحوثيين، الذين أطلقوا على أراضيها أكثر من 200 صاروخ باليستي و170 مسيّرة".
جاء ذلك في تقرير للصحيفة عقب إصابة 20 إسرائيليا جراء سقوط صاروخ باليستي أطلقه الحوثيون على تل أبيب وسط دولة الاحتلال. دون أن يتمكن "الجيش" من اعتراضه.
وقالت "معاريف": "يجب أن ننظر إلى الواقع ونعترف بصوت عال أن إسرائيل فشلت في مواجهة تحدي الحوثيين من اليمن، واستيقظت متأخرة جداً في مواجهة التهديد القادم من الشرق".
وأضافت: "الجيش الإسرائيلي يواجه صعوبة في مواجهة التهديد من اليمن، في الدفاع والهجوم. ومنذ أكثر من عام، ألحق الحوثيون أضرارًا جسيمة في الاقتصاد الإقليمي بشكل عام، وفي الاقتصاد الإسرائيلي بشكل خاص".
وصباح أول أمس الخميس، شن الاحتلال سلسلة غارات على العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظة الحُديدة المطلة على البحر الأحمر غربي البلاد.
و"تضامنا مع غزة" التي تتعرض لحرب إسرائيلية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، قالت جماعة الحوثي إنها بدأت منذ نوفمبر/ تشرين الثاني من العام نفسه، استهداف سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر بصواريخ ومسيّرات.
كما بدأت واشنطن ولندن، منذ مطلع العام الجاري، شن غارات جوية وهجمات صاروخية على مواقع للحوثيين، وهو ما قابلته الجماعة بإعلان أنها تعتبر كافة السفن الأمريكية والبريطانية ضمن أهدافها العسكرية.