القاهرة – “رأي اليوم”- محمود القيعي: طالب دبلوماسيون وسياسيون مصريون الحكومات العربية والاسلامية بوقفة حازمة والاقتداء بالحكومة العراقية التي أقدمت على طرد السفيرة السويدية من بغداد اعتراضا على السماح بحرق القرآن الكريم. السفير الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصرية الأسبق والمستشار الأسبق لمنظمة التعاون الإسلامي يرى أن طرد السفير واستدعاء السفير وقطع العلاقات إجراءات لم تعد كافية في هذا الزمان للرد على الإهانات، مشيرا إلى أن الحروب تنشأ بين الدول ومع ذلك تستمر العلاقات الدبلوماسية وتستمر البعثات الدبلوماسية.
ويضيف لـ “رأي اليوم” أن الأكثر إيلاما – في رأيه- أن تصدر منظمة التعاون الإسلامي بياناً موجها للغرب عموما وللسويد خصوصا تؤكد فيه عزمها على مقاضاتهم دوليا. وأبدى السفير الأشعل استعداده لكتابة الدعوى والحضور ضمن وفد المنظمة لمقر الاتحاد الأوروبي لتقيم الدعوى دون مقابل، مؤكدا ضرورة إعلان السويد والغرب تعهدهم باحترام عقائد الآخرين،وعدم استثارة الجاليات الإسلامية في أوروبا. وقال إن الخطوة الثانية للرد على ما حدث قرار تلتزم به كل الدول الإسلامية بمقاطعة السويد اقتصاديا. وهاجم الأشعل الحكومات التي تفضّل كرسي الحكم على الدين والوطن. ووجه الأشعل رسالة لأمريكا بأن تلتزم بأحكام ومبادئ الثورة الأمريكية والدستور الأمريكي، والتخلي عن النفاق. واختتم السفير الأشعل مطالبا بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن بدعوى أن الاعتداء على القرآن الكريم أمر مهدد للسلم والأمن الدولي وفقا لميثاق الأمم المتحدة. من جانبه قال د.إسماعيل صبري مقلد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية إنه يتمني على الحكومات العربية والاسلامية أن تحذو حذو الحكومة العراقية في قرارها الشجاع بطرد السفيرة السويدية من العراق احتجاجا علي سماح حكومتها بانتهاك أقدس الرموز الإسلامية وأغلاها علي قلوب المسلمين، بحرق المصحف الشريف علنا وفي مشهد مخزٍ ومشين للسويد التي يفترض فيها أنها دولة متحضرة وتعرف بشاعة الجريمة الشنعاء التي سمحت لبعض المتطرفين الكارهين للاسلام بارتكابها وتكرارها علي اراضيها ، لتصبح هي الدولة الوحيدة في العالم التي انفردت بهذا العمل الشائن والمستفز وكأنها تتحدي به مشاعر العالم الاسلامي كله ولا يعنيها رد فعله منها. وأضاف مقلد أنه يتمني أن يكون القرار بطرد سفراء السويد من الدول العربية والاسلامية قرارا جماعيا وفوريا حتي يكون له وقعه المدوي في العالم، وحتي نلقنهم في السويد وغيرها درسا عمليا قاسيا نجعلهم يدفعون ثمنه عن ازدرائهم للمعتقدات الدينية للآخرين واهانتهم لها على هذا النحو المرفوض شكلا وموضوعا. وقال إنه لو جري طرد سفراء السويد في عشرات الدول العربية والاسلامية مرة واحدة ، وصدرت عن برلمانات كل تلك الدول ادانات قوية وقاطعة لهذه الاعمال الهمجية المستهجنة وتحذر بأشد العبارات من مغبة تكرارها والتمادي فيها ، فسوف نكون وقتها قد تصرفنا بالحزم المطلوب وبما يمليه علينا واجبنا في الدفاع عن مقدساتنا الدينية دون تخاذل او تهاون، لافتا إلى أنه يبقي علي حكومات كل تلك الدول العربية والاسلامية ان تبادر الي التحرك والتصرف علي غرار ما فعلته الحكومة العراقية التي لم يكن بامكانها ان تفعل اكثر مما فعلته، والذي نالت به تقدير واحترام الجميع لها من مسلمين وغير مسلمين في كل مكان ممن يرفضون مثل هذه الاستفزازات والتجاوزات التي تأباها كل الشرائع والأديان، وتنبذها كل القيم والاخلاق. وقال مقلد إن للحكومة العراقية كل العذر في قرارها بطرد سفيرة السويد من بغداد ، واستدعائها القائم باعمال السفارة العراقية في ستوكهولم ، مشيرا إلى أنه عندما تتكرر الاساءة المرفوضة شكلا وموضوعا، لأقدس رمز اسلامي واغلاها علي قلوب المسلمين، بسماحها المتكرر بحرق المصحف الشريف علي يد مجرم عراقي هارب، وسط جمع من الناس امام دار السفارة العراقية في العاصمة السويدية وبهذه الصورة المتعمدة والمهينة والمستفزة ، فانه لا يصبح من خيار آخر امام الحكومة العراقية سوي ان تفعل ما فعلته غير آسفة او نادمة عليه، لأنه لا يفل الحديد الا الحديد. ولفت إلى أن عملية اقتحام مبني السفارة السويدية في بغداد من قبل جموع المحتجين الغاضبين من هذه الفعلة النكراء التي تهينهم وتزدريهم في اقدس مقدساتهم ، واضرامهم النيران فيها هو عمل مرفوض ويخالف ما وفرته اتفاقيتا فيينا الموقعتان في عامي 1961، و1963بشأن الحصانات الدبلوماسية والقنصلية خاصا بحماية المقرات الدبلوماسية وتأمين سلامة العاملين فيها ضد مثل هذه الاعمال الغوغائية غير المنضبطة. وقال إن حكومة العراق أحسنت صنعا بإحالة المشتبه بهم للقضاء، والمقصرين من رجال الامن للتحقيق معهم. واختتم مؤكدا أن العراق بلد متحضر ويحترم القانون الدولي وحرمة الدور الدبلوماسية ضد اي اعتداء يقع عليها، وهو يعرف حدود ما له او من حقه كدولة ذات سيادة ، وما عليه من التزامات قبل الغير، لافتا إلى أنه تصرف بحزم وبروح المسئولية في الوقت نفسه. في ذات السياق قال محمد مرسي سفير مصر السابق في قطر إنه يحلم بأن يرى يوماً محدداً في كل عواصم العالم الإسلامي تحرق فيه بشكل شعبي سلمي متزامن ومنضبط أعلام السويد وشعار الشواذ جنسياً .
المصدر: رأي اليوم
كلمات دلالية:
العربیة والاسلامیة
إلى أن
إقرأ أيضاً:
المفتش العام للقوات المسلحة المغربية يشيد بجهود التحالف الإسلامي في الحرب على الإرهاب دوليًا
بحضور معالي رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الأول الركن فياض بن حامد الرويلي، استقبل الأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب اللواء الطيار الركن محمد بن سعيد المغيدي, بمقر التحالف بالرياض اليوم, معالي المفتش العام للقوات المسلحة الملكية المغربية وقائد المنطقة الجنوبية الفريق الأول محمد بريظ والوفد المرافق له.
وجرى خلال الاستقبال بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك وسبل تعزيز التعاون بين الجانبين في مجالات محاربة الإرهاب المختلفة.
وقدم التحالف الإسلامي عرضًا مرئيًا حول مسيرته في محاربة الإرهاب شملت مبادراته الإستراتيجية الفكرية منها والإعلامية والمالية والعسكرية، وبرنامج دول الساحل والبرامج التدريبية الممنوحة، وأيضًا الجهود المبذولة في تنسيق وتعزيز الجهود الدولية بين الدول الأعضاء، وأبرز إصدارات التحالف ومخرجاته العلمية التي تهدف إلى تعزيز الوعي بمخاطر التطرف ونشر ثقافة السلام والاعتدال.
اقرأ أيضاً
العالمالخارجية الفلسطينية تناشد المجتمع الدولي وقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي شمال الضفة الغربية
بعد ذلك تجول الوفد داخل غرفة تقدير الموقف، واطلع على الجهود المستمرة في رصد ومتابعة وتحليل التنظيمات الإرهابية على مستوى العالم.
وأشاد الفريق محمد بريظ بما يقدمه التحالف في خدمة الدول الأعضاء منوهًا بمبادراته الإستراتيجية التي يعمل عليها في محاربة الإرهاب والقضاء عليه من خلال منهجية إستراتيجية محكمة، مؤكدًا أن ما تقدمه المملكة العربية السعودية من دعم سخي لهذا التحالف يؤكد مدى التزامها تجاه محاربة الإرهاب حيث أصبحت أنموذجًا عالميًا يُحتذى به، مثمنًا في ذات الوقت الجهود الكبيرة التي يبذلها التحالف الإسلامي للتنسيق العسكري بين الدول الأعضاء وفتح آفاق أكبر لتبادل الخبرات.
من جانبه عبر اللواء المغيدي عن امتنانه لهذه الزيارة، التي تؤكد مدى التزام حكومة المملكة المغربية في تعزيز التعاون الدولي المشترك في كل من شأنه محاربة الإرهاب و القضاء عليه، لا سيما وأن المغرب هي أحد الدول المتحالفة ضمن هذا التحالف المبارك منذ إنشائه، مبينًا أن التحالف الإسلامي وبمتابعه حثيثه من قبل صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع رئيس مجلس وزراء دفاع دول التحالف الإسلامي، ومن خلال مبادراته الإستراتيجية وبرنامج دول الساحل والبرامج الممنوحة من قبل حكومة المملكة العربية السعودية ـ دولة المقر ـ، يسعى إلى تقديم أوجه الدعم والمساندة كافة للدول الأعضاء من خلال برامج تدريبية وتطويرية وتأهيلية تصب جميعها في صالح القطاعين العسكري و المدني للدول الأعضاء المتضررة من آفة الإرهاب.
وأكد أن التكاتف والتعاون المشترك بين الدول الأعضاء هو السبيل الأمثل للقضاء على هذه الآفة التي أنهكت كثيرًا من الشعوب.