حذر باحثون من أن أولى علامات الإصابة بألزهايمر قد تظهر قبل سنوات، أو حتى عقود، من ظهور الأعراض الرئيسية المعروفة للمرض.

وقال باحثون من جامعة كوليدج لندن إن قدرة الشخص على تحديد طريق مناسب لهدف محدد في سن الأربعين يمكن أن تساعد على التنبؤ بالمرض قبل سنوات من ظهور الأعراض الرئيسية المعروفة لألزهايمر.

إقرأ المزيد تغيرات صامتة في الدماغ تسبق تشخيص مرض ألزهايمر بنحو 20 عاما

وتشير الدراسة إلى أن الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالمرض يعانون من تحديد طريقهم قبل حدوث مشاكل في الوظائف العقلية، بما في ذلك الذاكرة (وهي السمات الرئيسية لمرض ألزهايمر).

واستخدمت الدراسة الواقع الافتراضي لاختبار قدرة 100 بالغ، دون أعراض، تتراوح أعمارهم بين 43 إلى 66 عاما (أي أصغر بنحو 25 عاما من العمر المقدر لبداية الخرف)، لتحديد الطريق من مكان إلى آخر.

وكان أولئك الأكثر عرضة لخطر الإصابة بمرض ألزهايمر، بغض النظر عن السبب، يعانون من ضعف في تحديد الطريق في الواقع الافتراضي، دون تسجيل ضعف مماثل في الاختبارات المعرفية الأخرى، وأن هذا الضعف قد يبدأ في التطور لسنوات، أو حتى عقود، قبل ظهور أي من أعراض ألزهايمر المعروفة الأخرى، مثل فقدان الذاكرة وتقلبات المزاج وصعوبة القيام بالمهام اليومية البسيطة، وفقا للعلماء.

وكان لدى جميع المشاركين في الدراسة خطر وراثي أو فسيولوجي للإصابة بمرض ألزهايمر. وهذا إما بسبب الجين الذي يعرضهم لخطر الإصابة بالحالة، أو تاريخ عائلي للمرض، أو عوامل خطر نمط الحياة مثل انخفاض مستويات النشاط البدني.

واستخدمت الدراسة، بقيادة البروفيسور دينيس تشان، اختبارا صممه الدكتور أندريا كاستينارو والبروفيسور نيل بيرجيس، حيث طلب من المشاركين التنقل داخل بيئة افتراضية أثناء ارتداء نظارات الواقع الافتراضي.

إقرأ المزيد تحذير خطير.. أدوية ألزهايمر "المعجزة" قد تقلّص أدمغة المرضى

وكان عليهم السير عبر حقل للوصول إلى ثلاثة مخاريط، والتي اختفت عندما وصلوا إليها.

بعد ذلك، أزالت نظارات الواقع الافتراضي الإشارات المرئية في المشهد الطبيعي واضطر المشاركون إلى العودة إلى حيث تذكروا وجود المخروط الأول.

وأظهرت النتائج أن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمرض ألزهايمر كانوا يعانون أكثر من غيرهم من مشكلات تحديد الطريق، ما يعني أن هذا العارض قد يظهر قبل سنوات أو عقود من ظهور أعراض ألزهايمر الأخرى. كما كان أداء الرجال أسوأ من أداء النساء في الاختبار.

وأشار الدكتور كوكو نيوتن، من معهد علم الأعصاب الإدراكي التابع لجامعة كوليدج لندن، المؤلف الرئيسي للدراسة، إلى أن النتائج "تسلط الضوء على الحاجة إلى مزيد من الدراسة لاختلاف مدى تعرض الرجال والنساء لمرض ألزهايمر وأهمية أخذ الجنس في الاعتبار عند التشخيص والعلاج في المستقبل".

المصدر: إندبندنت

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أخبار الصحة ألزهايمر اكتشافات الصحة العامة امراض بحوث دراسات علمية مرض الشيخوخة معلومات عامة معلومات علمية الواقع الافتراضی من ظهور

إقرأ أيضاً:

تحديات المنهج التعليمي العُماني.. ما بين الواقع والتطلعات!

 

 

د. سالم بن محمد عمر العجيلي **

لا يخفى على أحد إنجازات التعليم في سلطنة عُمان، والتي ما تزال في تطوُّر وتقدم تصاعدي، وينبغي أن نشير أنه منذ نعومة أظفارنا ونحن نرى التطور الهائل في هذا المجال؛ فمن تحت ظل الشجرة إلى حيث المدارس الفارهة الحديثة الحالية على مستوى السلطنة بشكل عام، ونحن نشهد ونشيد بهذا التسارع المستمر وفق رؤى وثوابت نموذجية.

ومع هذه الطفرة والتسارع كان لا بد أن تكون هناك خطوات يجب مراعاتها ومراجعتها متى ما دعت الحاجة إلى ذلك، وهنا يجب أن نسلط الضوء إلى جانب واحد من هذا التطور وهو المنهج الدراسي التعليمي لدينا. ورغم الارتقاء الكبير في هذا المجال وتوسع وتعاظم قدرات هذا المنهج الدراسي، إلّا أن الواقع الدراسي الحالي على الأغلب لم يراع العوامل النفسية والبيئية والحياتية المحيطة بنا، والظروف المتقلبة وإمكانات الزمان والمكان في وقتنا هذا؛ حيث إن قدرات الطالب العُماني يجب دراستها والنظر فيها بتمعن، فلربما أن الطالب يملك مقومات كبيرة للتطور والاستيعاب كون أن البيئة العُمانية مساعدة على ذلك، ولكننا نعلم كذلك أن البيئة المحيطة بالفرد تؤثر فيه ويؤثر هو فيها، وهذا مربط الفرس.

هل نحن بحاجه لطالب يحفظ ويلزم بواجبات يومية مضاعفة؟ أم نحن بحاجة إلى الفهم وترسيخ المعلومة؟ الحفظ جيد، لكنه مع مرور الأيام يفقد الإنسان الكم الكثير من هذه المعلومات وتطوى إلى طي النسيان، عدا كتاب الله المنزل القرآن الكريم الذي قد تكفل الله به وحفظه جلت قدرته، بينما بالفهم والفطنة تثبت المعلومة بلا شك. والوضع الحالي يقول إن الطالب يجب أن يحفظ ويتم تزويده أحيانًا كذلك بواجبات يومية مكثفة ومعقدة تفوق وتتعدى قدراته ومستواه، لتعقد المنهج الواقعي للطلاب بالسلطنة الذي تطور ولكنه لم يراع المستوى النفسي الملموس لهذا الطالب وإمكانياته؛ فالمستوى تطور، لكنه في مستوى متقدم وأعلى من الإمكانيات والقدرات الحقيقية لهذا الطالب في كل مرحلة دراسية، وهذا ما جعل أغلب الأسر مضطرة ما بين خيارين، أن الوالدين وخصوصا الأم هي من تقوم بحل هذه الواجبات بدلًا عنه، أو من كان مُقتدرًا فبإمكانه تلقي دروس خصوصية مراعاة لوضعه الذي يواجهه.

وقد كان لنا في تجربة فترة جائحة كورونا البائسة عِبرة في كيفية تطوير التعليم وآلياته والاستفادة من التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد؛ حيث كان الأجدر بنا أن نستثمر ونستمر على هذا المنوال في خط متصاعد مراعاةً للظروف الراهنة وللتقدم الحديث والاستدامة ودمج التعليم الحديث بالتعليم الحالي، وعن الحفظ والفهم كان يجب أن نتوجه لأسلوب الفهم الذي يتعاظم بقدرة ومستوى الذكاء للطالب؛ فالقراءة التصويرية التي تقوم على المشاهدة بالعين المجردة بمشاهد أو بصور قد تثبت المعلومة بصورة كبيره، فالكائن البشري يتطور أسرع كلما شاهد ورأى بأم عينه وخصوصًا مع التكنولوجيا الحديثة وتقنيات التواصل الاجتماعي الجديدة، بعكس الحفظ الذي قد يندثر بتوالي الأيام ولا يدوم.

ففي الدول المتطورة في التعليم مثل المملكة المتحدة، نرى في معظم مناهجهم التعليمية بما فيها تعلم اللغة الإنجليزية، يعتمدون كثيرًا على المشاهدة المرئية عبر التلفاز أو الفيديوهات أو غيرها من تقنيات ووسائل حديثة، والاستعانة أحيانًا بالاستماع والقراءة والإنصات؛ ما يعمل على تطور هذا الطالب بسرعة فائقة والارتقاء به إلى مراتب ومستويات أخرى؛ كونها تعتمد على المشاهدة والفهم والاستيعاب.

وهناك أفضل الدول المتقدمة في ممارسة التعليم المتطور وعلى رأسها فنلندا، التي لم تتبع الكثير من المبادئ العالمية لإصلاح التعليم، فلا توجد اختبارات قياسية مُوحَّدة أو عمليات تفتيش على المدارس؛ فنظام التعليم يعتمد على المساءلة الذكية، وتتميز بتوفير تعليم شامل ومتكامل يُركِّز على تطوير مهارات التفكير النقدي والإبداع لدى الطلاب. وتُستخدم الممارسات والتقنيات الحديثة في التعليم التي منها الشاشات الذكية في مدارسها بدلًا من التقليدية، ويستخدم الطلاب الأجهزة اللوحية الإلكترونية بها والتقليل من كم الواجبات المنزلية عليهم، وغير ذلك من أسلوب تعليمي حديث مشوق جعلها تتربع في صفوة الدول المتقدمة في هذا المجال في العالم.

وهناك أيضًا سنغافورة التي تقدمت وأصبحت من الدول الرائدة في مجال التعليم، ومثالًا يحتذى به؛ حيث تتميز بنظام تعليم متطور يُركِّز على تطوير مهارات العلوم والتكنولوجيا والرياضيات وجودة المدارس والمعلمين والمناهج.

ونحن هنا في عُمان بحاجة إلى مثل هذه الآليات والممارسات والإمكانيات المتطورة للنهوض بالتعليم لدينا؛ فنحن وطن النهضة ونحن مدرسة للأجيال ونحن نهضة متجددة، نسعى بكل قوة للتصدر والتفوق والاهتمام بتنمية كل ما هو جديد ومفيد للنهوض بهذا المجتمع وهذا المواطن وصولًا به لتحقيق السعادة وجودة الحياة له. وبكل تأكيد إن الجهات المعنية بالتعليم لدينا سعت وتسعى للتطور، وقد حصدت أعلى الشهادات والاعترافات الدولية لعل من أبرزها شهادة الآيزو العالمية التي لا تُمنح إلّا لمن حقق التفوق في أنظمة الآيزو العالمية ووصلت مستوى جودة الخدمات به لمرحلة الريادة والرفاهية. ولكن هناك بعض اللمسات كالبلسم التي إن تم ضبطها لأضافت للتعليم رونقًا ووسامًا خالصًا، مع الاهتمام النوعي بالجانب النفسي والبيئي والظرفي للطلبة وعدم الإغفال عنه في مجتمعنا؛ فهذا هو الواقع، وصولًا للتطلعات والمأمول لدرجة أقل ما نصفها بالكمال وهي النقطة الصعبة البعيدة التي يحلم بها الجميع.

إنَّنا على ثقة ويقين بقدرة مؤشرات التعليم لدينا بالوصول إلى بر الأمان، وإلى ذلك المستوى من الرقي والازدهار في عُمان المجد وعُمان المستقبل، ولن ننسى ما حيينا تلك المقولة الرنانة التي ترددت على ذهن كل عُماني "سنُعلِّم أبناءنا ولو تحت ظل شجرة".     

** خبير الجودة والتميز المؤسسي والتخطيط الاستراتيجي

مقالات مشابهة

  • تحديات المنهج التعليمي العُماني.. ما بين الواقع والتطلعات!
  • طريقة تحديد موعد ظهور هلال رمضان 2025 وفق الحسابات الفلكية (خرائط)
  • الكثيرون يعانون من أزمات نفسية.. صاحبة مبادرة معلش بإنجلترا تكشف سبب إطلاقها
  • «9 من كل 10 أشخاص يعانون الفقر».. الأمم المتّحدة: تعافي اقتصاد سوريا قد يستغرق 50 عاماً!
  • الفوضى وأثرها على الأمم
  • 5 ملايين شخص يعانون الجفاف فى موزمبيق
  • عارض غزو بوش للعراق.. دو فيلبان يحذر ترامب
  • ترامب.. معتوه يرسم خريطة!!
  • وحدة الكنيسة بين الواقع والمرتجى
  • بدأت من خلال "أم كلثوم".. محطات بمشوار آمال ماهر في عيد ميلادها الـ40