نيويورك تايمز تكشف السبب وراء إحراق طيار أمريكي نفسه أمام سفارة إسرائيل بواشنطن
تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT
نشرت صحيفة "نيويورك بوست" تقريرًا عن الطيار الأمريكي آرون بوشنل الذي لقي حتفه بعد أن أضرم النيران في نفسه أمام سفارة إسرائيل بواشنطن، موضحةً أنه أكد حصوله على معلومات سرية حول نشاط القوات الأمريكية في غزة قبل أن يلجأ إلى الاحتجاج بطريقة مأساوية بإشعال النار في نفسه.
وبحسب تصريح صديق مقرب لصحيفة "نيويورك بوست"، فإن الطيار البالغ من العمر 25 عامًا، الذي خدم في الجناح السبعين للاستخبارات والمراقبة والاستطلاع بالقوات الجوية الأمريكية، كان قد حصل على "تصريح سري للغاية" للوصول إلى بيانات المخابرات العسكرية في الولايات المتحدة.
وأفاد الصديق بأن آرون بوشنل كان قد أخبره ليلة السبت الماضي بوجود قوات أمريكية في الأنفاق بغزة، مشيرًا إلى مشاركة جنود أمريكيين في عمليات القتل هناك، مما أثار دهشته لدى اكتشافه هذه المعلومات.
وبينما كان بوشنل يفصح عن استيائه وذهوله من اكتشافه لنشاط القوات الأمريكية في غزة، يظهر أن هذه المعلومات تنسجم مع التقارير التي تشير إلى أن هناك تواجدا عسكريا أمريكيا في المنطقة، ما يجعل الأمر أكثر تعقيدًا وجدلًا في السياق الدولي.
ووفقًا للصديق، فإن وظيفة آرون بوشنل تتمثل في معالجة البيانات الاستخباراتية، وكانت بعض المعلومات التي كان يتعامل معها تتعلق بالصراع الإسرائيلي في غزة.
وأكد الصديق قوله: "من الأشياء التي أخبرني بها، أن الجيش الأمريكي متورط في عمليات الإبادة الجماعية الجارية في فلسطين، وكان ذلك تفسيرا لبعض ما وجدته على مكتبه"، مشيرًا بذلك إلى العدوان الإسرائيلي على غزة.
وأضاف الصديق: "أخبرني أن لدينا قوات على الأرض، وتقوم بقتل أعداد كبيرة من الفلسطينيين"، موضحًا: “هناك الكثير من الأشياء التي لا أعرفها، لكن يمكنني أن أخبرك أن نبرة صوته كانت تحمل شيئًا يخبرني أنه كان خائفًا.. لم أسمع قط تلك النغمة تخرج منه”.
وادعى البيت الأبيض مرارا وتكرارا إنه لن يرسل قوات أمريكية على الأرض في غزة، وقال الرئيس بايدن إنه يأمل في التفاوض على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس هذا الأسبوع، ولكن تم نشر قوات العمليات الخاصة الأمريكية في إسرائيل منذ الهجوم الذي نفذته حماس في 7 أكتوبر الماضي، بذريعة "التعرف على الرهائن، بما في ذلك الرهائن الأمريكيون"، بعد أن احتجزت الحركة أكثر من 200 شخص خلال الهجوم.
وذكرت الصحيفة أن القوات الخاصة الأمريكية كانت متواجدة أيضًا للمساعدة في استراتيجية القوات الإسرائيلية في غزة، التي تقوم بملاحقة أعضاء حماس من شبكة الأنفاق تحت الأرض، زاعمة أن القوات "لم يتم تكليفها بأي أدوار قتالية".
وقالت القوات الجوية الأمريكية أن منصب آرون بوشنل هو فني خدمات الابتكار، لكنها لم توضح التصريح الأمني الدقيق الذي حصل عليه.
ووفقًا للصحيفة، فإن الصديق أعرب عن صدمته مما فعله بوشنل نظرا لعدم انتهاكه تصريحه العسكري من قبل، قائلًا: "هذه المرة الوحيدة التي، حسب علمي، انتهك فيها البروتوكول وقدم معلومات غير مسموح بها".
وأضاف الصديق عن بوشنل: "كان خائفًا جدًا"، لكنه في النهاية انتهى به المطاف بإشعال النار في نفسه أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن العاصمة، وذلك يوم الأحد حوالي الساعة الواحدة مساءً، وهو يصرخ "فلسطين حرة".
وقبل أن يُقدِم على إشعال النار في نفسه، بث بوشنل خطابًا قصيرًا عبر الفيديو مباشرة، حيث قال: "لن أكون متواطئًا بعد الآن في الإبادة الجماعية".
وفي آخر منشور له على فيسبوك، كتب بوشنل: "يجب علينا جميعًا أن نتساءل... ماذا سأفعل إذا كانت بلادي ترتكب إبادة جماعية؟ الجواب هو أن تتصرف.. الآن".
ووفقًا للصحيفة، كانت منشورات على موقع "Reddit" تحمل تصريحات غاضبة مرتبطة بحساب يبدو أنه يعود لآرون بوشنل، تفيد بأنه كان هناك هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي فيما عرف باسم “طوفان الأقصى”.
وقال صديق بوشنل إنه "لم يكن يتوقع بأي حال من الأحوال أن يقدم المسيحي المتدين على الانتحار، خاصة بعدما أخبره الطيار سابقًا بعدم موافقته على ذلك.. ولكن ليفعل آرون ما فعله، فإن هناك أمورًا تخطت هذا الحد".
وعندما علم الصديق بالحادثة المأساوية التي بثت مباشرة، قال: "لم أصدق الأمر في البداية.. الانتحار لم يكن شيئًا يمكن أن يفعله آرون".
وأضاف أنه عندما ناقش الثنائي ما اكتشفه بوشنل عن الصراع، "طالبته بمتابعة ضميره، لأن هذا الأمر كان يوجهه دائمًا نحو الصواب"، بالرغم من عدم إشارة بوشنل إلى خطته في اليوم التالي... فهو كان يتصرف بتحليل واعٍ جدًا، وكان سيتخذ قراره بعد دراسة دقيقة للأمر.
أكد الصديق أن آرون بوشنل يظهر كشخصية هادئة وتماسكية بشكل لا مثيل له، حيث يعتبره الأكثر هدوءًا على الإطلاق. وعند مشاهدة فيديوهاته، يظهر مدى هدوئه وتماسكه، وهذه هي طبيعته الحقيقية.
وأضاف الصديق أنه على الرغم من أنه كان يرى بوشنل في بعض الأحيان متوترًا للغاية، إلا أن أكثر ما يمكن أن يُزعجه هو رؤيته وهو يذهب ويحمل بفأس ويقطع الحطب.
وكان الصديق، الذي كان يعرف بوشنل منذ مراهقته، يتطلع في الأصل إلى الانضمام إلى الجيش، وبعد أن نظر الاثنان بعناية إلى كافة فروع القوات المسلحة، قرر الشاب أنه إما ينضم إلى القوات الجوية أو البحرية.
وعلى مر السنوات القليلة التالية، وجد بوشنل نفسه ملتزمًا بشكل متزايد بالخط العسكري، كما ذكر الصديق.
ووصف الصديق بوشنل بأنه "صادق" ومليء "بالنزاهة"، وأنه “سيفعل أي شيء لمساعدة أي شخص في أي وقت”.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: غزة إسرائيل الإبادة الجماعية آرون بوشنل فی نفسه فی غزة
إقرأ أيضاً:
اكتشاف جديد يوضح السبب الأساسي وراء الإصابة بالنقرس
شمسان بوست / متابعات
داء الملوك هو أحد أنواع التهابات المفاصل التي تحدث نتيجة زيادة حمض اليوريك في الدم وتراكمه في السائل المفصلي، مما يؤثر في سلاسة حركة المفاصل، ويصيب غالباً أصبع القدم الكبير،غالبًا ما ترتبط مثل هذه الأمراض بالإفراط في تناول الطعام أو عدم تناول الطعام الصحي بشكل كافٍ، لكن بحثًا جديدًا يشير إلى أن الجينات تلعب دورًا أكبر مما كان يعتقد سابقًا وتحديدا بحالة الإصابة بمرض النقرس.
مرض النقرس، أسباب حدوثة وأعراضة وطرق علاجه | الطبي
وفي بحث أجراه فريق دولي من العلماء، في البيانات الوراثية التي تم جمعها من 2.6 مليون شخص عبر 13 مجموعة مختلفة من بيانات الحمض النووي، وشمل هذا العدد 120,295 شخصاً مصاباً بمرض “النقرس السائد”.
وجد الباحثون من خلال مقارنة الشفرات الوراثية للأشخاص المصابين بالنقرس مع الأشخاص الذين لا يعانون منه، أن 377 منطقة محددة في الحمض النووي حيث توجد اختلافات خاصة بالإصابة بالمرض – 149 منها لم يتم ربطها بالنقرس من قبل.
وعلى الرغم من أن نمط الحياة والعوامل البيئية لا تزال تلعب دورًا في الإصابة بالنقرس بالتأكيد، إلا أن النتائج تشير إلى أن الجينات تلعب دورًا رئيسيًا في تحديد ما إذا كان الشخص مصابًا بالنقرس أم لا، ويعتقد الباحثون أنه قد يكون هناك المزيد من الروابط الوراثية غير المكتشفة التي لم يتم اكتشافها بعد أيضًا.
عُرف النقرس قديما بـ”داء الأثرياء” و”داء الملوك”، لأن هذه الفئات تتناول عادة كميات كبيرة من اللحوم قد تقوي احتمال الإصابة بالمرض مقارنة مع الآخرين.
يقول عالم الأوبئة توني ميريمان، من جامعة أوتاغو في نيوزيلندا، في مقال نشرته مجلة “ساينس أليرت”: “النقرس مرض مزمن له أساس وراثي وليس خطأ المصاب به – يجب تحطيم الأسطورة القائلة بأن النقرس ناتج عن نمط الحياة أو النظام الغذائي.”
والنقرس هو مرض يصيب عملية التمثيل الغذائي (الأيض) في الجسم مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات حمض البوليك (اليوريك) في الجسم وتراكمه، ويقود إلى تجمعه في المفاصل وترسبه على شكل بلورات، ويؤدي هذا إلى حدوث آلام شديدة في المفاصل والتهابها.
ويشير الباحثون إلى أن الوراثة مهمة في كل مرحلة من مراحل تلك العملية. فهي تؤثر على وجه الخصوص في احتمالية مهاجمة الجهاز المناعي للجسم للبلورات، وفي طريقة انتقال حمض اليوريك في الجسم.
يمكن أن يصاب الشخص بمرض النقرس وأن يشفى منه، ولكن هناك علاجات متوفرة، ويعتقد القائمون على الدراسة الجديدة أن المفاهيم الخاطئة يمكن أن تمنع الناس من الحصول على تلك العلاجات. وهذه مشكلة حقيقية مع ارتفاع حالات الإصابة بهذه الحالة وتزايدها.
يقول ميريمان: “هذه الخرافة المنتشرة تسبب الخجل لدى الأشخاص المصابين بالنقرس، مما يجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة للمعاناة في صمت وعدم الذهاب إلى الطبيب للحصول على دواء وقائي يخفض نسبة البول في الدم ويمنع الألم.”
وأضاف، علاوة على منحنا فهمًا أفضل لأسباب النقرس، تمنح الدراسة الجديدة العلماء المزيد من الخيارات لاستكشافها عندما يتعلق الأمر بالعلاجات، خاصة فيما يتعلق بالتحكم في استجابة الجسم المناعية لتراكم حمض اليوريك، وفي الواقع، يمكن إعادة استخدام الأدوية الموجودة حالياً في هذه المهمة.
ويضيف ميريمان: “نأمل أن تتوافر علاجات أفضل وأكثر سهولة مع مرور الوقت مع الأهداف الجديدة التي حددناها.