شبكة انباء العراق:
2024-12-26@02:26:33 GMT

لا عذر لكم أمام الله

تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

يا زعماء العالم الإسلامي المفكك والمقسم إلى طوائف وفرق وأحزاب وكيانات متنافرة: ما هي فاتورة الدم التي ينبغي ان يدفعها الأطفال الجياع حتى تتفقوا على كلمة واحدة وترفعوا عنهم الحصار ؟. ألا ترون اننا نمر الآن بمنزلقات تاريخية مرعبة لم نكن نتوقعها، ولم نكن نتصور انكم سوف تفقدون فيها مروءتكم بالصورة التي لم تشهدها الجاهلية الاولى ؟، فبعد أيام قليلات سوف يتسابق رجال الدين في بلدانكم للبحث عن هلال شهر رمضان.

وسوف يكرّسون أوقاتهم في بيان منازل القمر، الذي يبعد عنكم حوالي 384,402 كيلومترا. أي في حدود ربع مليون ميل تقريباً. لكنكم لن تلتفتوا أبداً إلى خسوف غزة وكسوفها، وما حل بها من حصار ودمار على مسافة لا تبعد عنكم سوى بضعة أمتار. .
لقد أنتهكت القطعان عرض الأخلاق في مدينة فُرض عليها الصيام بالقوة منذ الثاني والعشرين من ربيع الاول الماضي. بينما كانت عيون سكانها تراقب رحلات سفنكم المصرية المكلفة بنقل الفواكة والخضروات والرز والبقوليات من موانئ الوجه البحري إلى موانئ القطعان المتوحشة، الذين يخوضون الآن حرب التجويع والتعطيش. وكان سكان غزة يتابعون اخبار قوافلكم الأردنية المكلفة بنقل البطاطا والبندورة والبيض والكنافة إلى أسواق تل ابيب. .
سوف يكون رمضان القادم عنوانا لتمردكم على مبادئ الدين الحنيف في الرحمة والتواد والتلاحم والمشاعر الإنسانية، وفي مد يد العون والمساعدة للمسكين واليتيم والمحاصر والمضطهد. .
والأغرب من ذلك كله ان بعض بنوككم اغلقت نوافذها منذ الآن بوجه كل فلسطيني يعيش بره البلد ويرغب في تحويل المبالغ المالية إلى أهله داخل الارض المحتلة. وهذا يعني ان بلدانكم التي تتغنى هذه الأيام بأنشودة (رمضان جانا) باتت على أتم الاستعداد لممارسة طقوس التجويع ضد غزة قبل حلول الشهر، من دون ان نسمع صوتا معترضا بلسان فقهاء التحريض، الذين كانوا ينفخون في أبواقهم ليل نهار لتشجيع الشباب، وإرسالهم لقتل الناس بلا سبب في ليبيا والعراق وسوريا ولبنان والسودان وافغانستان. ثم جاءت ردود وكيل وزارة الأوقاف المصرية السابق (سعد الفقي) منفعلة ومتشددة ضد جياع غزة، عندما رفض تحويل أموال الحج والعمرة إليهم، وطالب بعدم المساس بأموال الزكاة حتى لو كانت مخصصة لإسعافهم، وابدى اعتراضه على انتشالهم من براثن الموت. .
سوف يشهد الشهر القادم استعراض حزمة جديدة من مسلسلات الخلاعة والتعري والتفاهة والوقاحة تبنتها قناة mbc، وتبنتها أيضاً مدينة الانتاج في مصر. اما البرامج الدينية فسوف تتلقى تعليماتها الفقهية المباشرة من اجهزة المخابرات في التحريض ضد جياع غزة. .
كلمة اخيرة: لا شك ان انتقاد بعض رجال الدين لا يعني التهجم على الدين نفسه، فرجال الدين يمثلون أنفسهم فقط. ثم ان مخالفة المشايخ والاعتراض عليهم، لا تعني مخالفة الخالق جل شأنه، لأن الله وحده هو الذي يحاسبنا على عثراتنا، وليس الشيخ او مجلس الشيوخ. .
اللهم ارحم اهلنا في غزة برحمتك الواسعة. وانصرهم واخذل من خذلهم. .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

الأزهر للفتوى: ادعاء معرفة الغيب والتنبؤ بالمستقبل أفكار تخالف صحيح الدين والعلم

قال مركز الازهر العالمي للفتوى الالكترونية، إن الإسلام حفظ النَّفس والعقل، وحرَّم إفسادهما، وأنكر تغييب العقل بوسائل التغييب المادية كالمُسكِرات التي قال عنها سيدنا النبي ﷺ: «كلُّ مُسكِر خمر، وكل مسكِر حرام» [أخرجه أبو داود]، والمعنوية كالتَّعلُّق بالخُرافات، فقد رأى سيدنا رسول الله ﷺ رجلًا علَّق في عضده حلقة من نحاس، فقال له: «وَيْحَكَ مَا هَذِهِ؟»، قال: من الواهنة -أي لأشفى من مرض أصابني-، قال ﷺ: «أَمَا إِنَّهَا لَا تَزِيدُكَ إِلَّا وَهْنًا، انْبِذْهَا عَنْكَ، فَإِنَّكَ لَوْ مِتَّ وَهِيَ عَلَيْكَ مَا أَفْلَحْتَ أَبَدًا». [أخرجه أحمد وغيره].

حصاد الأزهر للفتوى.. 66 ألف عمل إلكتروني ساهم في تقديم رسالة توعوية وسطية مؤسسة «فاهم» تعقد ندوة حوارية بمركز الأزهر للفتوى عن التعامل الأمثل مع الأمراض النفسية

وأضاف مركز الازهر العالمي للفتوى الالكترونية، أنه لا ينبغي للمسلم أن يعلق قلبه وعقله بضلال، ولا أن يتَّبع الخيالات والخرافات، ويعتقد فيها النَّفع والضُّر من دون الله.

وأوضح مركز الازهر العالمي للفتوى الالكترونية، أن كما رأى الإسلام أن ادعاءَ معرفة الغيب منازعةً لله فيما اختص به نفسه، واتباعَ العرافين ضربًا من الضلال الذي يفسد العقل والقلب، ويُشوش الإيمان؛ فالكاهن لا يملك لنفسه ولا لغيره ضرًّا ولا نفعًا، وهو كذوب وإن صادفت كهانته وقوع بعض ما في الغيب مرّة، ولا يليق إذا كان العرّاف أو المُنجّم يهدم القيم الدينية والمجتمعية، ويرسخ في المجتمع التعلق بالخرافه؛ أن يُستضاف ويظهر على الجمهور ليدلي إليهم بتنبؤاته وخرافاته، ثم تُتدَاوَل مقولاته وتُتنَاقل؛ بل إن مجرد سماعه مع عدم تصديقه إثم ومعصية لله سبحانه.

وأشار المركز إلى أن قال الحق سبحانه: {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ}. [النمل: 65]،  وقال سيدنا رسول الله ﷺ: «مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً». [أخرجه مسلم]

وأردف مركز الأزهر للفتوى، فما البال إن أفضى التمادي مع هذه الخرافات والافكار لفساد الاعتقاد، وارتكاب الجرائم، باسم العلم، والعلم منها براء؟!

وأكد مركز الأزهر للفتوى، إن ما ينتشر -في هذه الآونة- من رجم بالغيب وتوقعات للمستقبل من خلال حركة النجوم والكواكب، والأبراج والتاروت وغيرها؛ لهي أشكال مستحدثة من الكهانة المُحرَّمة، تدخل كثير من الناس في أنفاق مظلمة من الإلحاد والاكتئاب والفقر والفشل والجريمة، أو في نوبات مزمنة من الاضطراب العقلي والنفسي والسلوكي، وقد ينتهي المطاف بأحد الناس إلى إيذاء نفسه أو أهله؛ بزعم الراحة من الدنيا وعناءاتها.

وتابع الأزهر للفتوى: كل هذا يجعل امتهان هذه الأنماط المذكورة جريمة، والتكسب منها مُحرمًا، واحترامها والاستماع إليها تشجيع على نشر الفساد والخرافة، ويَقضِي ألَّا نراها -فكرًا وسلوكًا- إلا كجُملةٍ من المُخالفات الدينية، سيَّما وأن عامة طقوسها مُستجلَب من أديان وثنية، ويصطدم والعلم التجريبي، الذي لا يعترف بمنهجيتها في استنتاجاتها المُدَّعاة، حتى وإن أطلَّت على مجتمعاتنا عبر شاشات ملونة، أو قُدّمت للناس تحت أسماء مستحدثة، أو قُدّم المتحدثون فيها على أنهم خبراء وعلماء؛ سيبقى في طياتها الجهل والإثم، وصدق الحق سبحانه إذ يقول: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُون}. [الأنعام: 21]

 

مقالات مشابهة

  • الأزهر للفتوى: ادعاء معرفة الغيب والتنبؤ بالمستقبل أفكار تخالف صحيح الدين والعلم
  • حكم الدين في «فوتوسيشن الحمل» أمام الكعبة.. فتوى تحسم الجدل
  • أستاذ شريعة بالأزهر يوضح كيفية المحافظة على الدين
  • أستاذ بجامعة الأزهر: الحفاظ على الدين واجب كل مسلم
  • حزب الله يحدد مكان دفن نصر الله وصفي الدين
  • الطائرات المسيّرة الصينية.. الحلول الفعالة التي تهدد الأمن القومي الأمريكي
  • المفتي: حب الوطن من الدين وغريزة فطرية
  • رمضان عبد المعز: الدين أعظم نعمة يمنحها الله لعباده
  • بعد تعافيها من الأزمة صحية.. مي عز الدين تعود لتصوير مسلسل «الحب كله»
  • عزّالدين من معروب: لبنان لا يحتمل رئيس تحدٍّ