بعض الأحكام القضائية المصرية لم تقتصر على مجرد تقرير الحق لصاحبه بل تتمتع برؤية مستقبلية تتعدى طرفى النزاع، خاصة إذا كانت الواقعة المعروضة عليه تمثل رأياً عاماً يمس جموع الناس عبر السوشيال الميديا وأهمها على الإطلاق ظاهرة الابتزاز الإلكترونى الجنسى عبر السوشيال ميديا حفظاً للأعراض والتى يروح ضحيتها أرواح الأبرياء خوفاً من تأثير الابتزاز الإلكترونى على سمعتهم.

ومثل تلك الأحكام التى تعالج الظواهر الاجتماعية الخطيرة يجب الوقوف أمامها طويلاً من المجتمع ليتشارك فى المسئولية سواء من العلماء المختصين بمعالجة السلوك الإنسانى، أو من وسائل الإعلام أو منظمات المجتمع المدنى أو من الأجهزة المعنية بشئون المرأة بقصد إبراز الجانب المضيء منها للناس لتحقيق الردع العام .

ونعرض لأهم حكمين صادرين من دائرة الفحص بالمحكمة الإدارية العليا خلال ثلاث سنوات مضت  حذرت المجتمع من الابتزاز الإلكترونى عبر الشوشيال ميديا حفظاً للأعراض، وأكدت فيهما المحكمة على أن أسوأ أنواع وباء العصر الإبتزاز بالعنف المشوه للمرأة نفسياً المهدد للحياة وضحيته أرواح الأبرياء، وأن التخلّف الثقافي والتدهور التعليمي والتربويّ بمثابة الأرضية الثقافية للمجتمع التي تُشرّع ابتزاز المرأة، وتوفّر الحماية والمبرّراتِ للجاني لمكانته ويجب على وسائل الإعلام والمؤسسات المعنية بشئون المرأة ومنظمات المجتمع المدني دور كبير فى مواجهة الابتزاز الإلكترونى حفظاً للأعراض.

أولاً: الحكم القضائى الأول يتعلق بالابتزاز الإلكترونى من امرأة ضد رجل

1- ادعت عليه بأنه يبتزها بغرض إقامة علاقة غير مشروعة معها كذباً عبر الميديا وانقلب السحر على الساحرة.
ومن بين هذه الأحكام الحكم الأول صادر من دائرة الفحص بالمحكمة الإدارية العليا برئاسة المستشار صلاح هلال نائب رئيس مجلس الدولة وعضوية المستشارين الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى ومحسن منصور نائبى رئيس مجلس الدولة بجلسة  23 يناير 2021 فى الطعن رقم  27508 لسنة  64 ق.عليا

وكانت الواقعة تتعلق بقيام المتهمة الطاعنة (ش.ح.م) وتعمل باحث قانونى بمديرية الشباب والرياضة بالجيزة بالتشهير بالمشكو فى حقه (ش.ع.م) مدير مركز شباب كفر نصار تتهمه زوراً بتهديدها بإقامة علاقة غير مشروعة معها للتهرب من سداد مبلغ 11 ألف جنيه اقترتضها منه بحجة مرضها واستولت عليها  بل ادعت عليه بهتانا بأنه يبتزها بغرض إقامة علاقة غير مشروعة معها على غير الحقيقة عبر الميديا

وانقلب السحر على الساحرة فأضحت هى التى تبتزه قاصدة القاء الرعب والخوف فى نفسه حتى تتهرب من سدادها مبلغ القرض وأساءت من أقرضها قرضا حسناً وَجَاءت عليه بإدعاء كذب وسولت لها نفسها أمراً فاعتصم بالله وصبرَ صبرُ جميل وجاء الشهود بحسن خلقه واصفون حتى تبين أنه برئ  من هذا الابتزاز براءة الذئب من دم بن يعقوب, ويكون عقابها بوقفها عن العمل لمدة شهر صحيحاً ويتعين رفض طعنها .

2- التهديد الخادش للشرف يستوى فيه الكتابة أو شفاهة بواسطة شخص أخر

قالت المحكمة إنه نظرا لخطورة الابتزاز أو التهديد على المجتمع  فقد جرَم المشرع المصرى في قانون العقوبات وفقا للمادتين 326 و 327 منه كل من حصل بالتهديد على اعطائه مبلغاً من النقود أو أى شئ أخر ورصد له عقوبة عند اكتماله وأخرى عند الشروع فيه

كما جرَم كل من هدد غيره كتابة بارتكاب جريمة ضد النفس أو المال معاقب عليها بعقوبة مشددة أو بافشاء أمور أو نسبة أمور مخدوشة بالشرف وكان التهديد مصحوبا بطلب أو بتكليف بأمر, وكذلك إذا لم يكن التهديد مصحوبا بطلب أو بتكليف بأمر وكل من هدد غيره شفهيا بواسطة شخص أخر بمثل ما ذكر سواء أكان التهديد مصحوبا بتكليف بأمر أم لا وكل تهديد سواء أكان بالكتابة أم شفيها بواسطة شخص أخر بارتكاب جريمة لا تبلغ الجسامة المتقدمة .

3- لا يهم الأسلوب الذي يصاغ فيه الابتزاز أو التهديد طالما قصد ترويع الضحية

وأضافت المحكمة أن التهديد يتحقق بمجرد توجيهه لإحداث أثر الخوف والقاء الرعب في نفس من وجهت إليه , ولا عبرة بالأسلوب أو القالب الذي تصاغ فيه عبارات التهديد متى كان المفهوم منها أن من وجهها قد قصد ترويع المتلقى على أداء ما هو مطلوب. ذلك أن المشرع في المادة 327 عقوبات نص على عقاب كل من هدد غيره كتابة بارتكاب جريمة ضد النفس أو المال – إذا كان التهديد مصحوباً بطلب أو بتكليف بأمر – لم توجب بصيغتها العامة أن تكون عبارة التهديد دالة بذاتها على أن الجانى سوف يقوم بنفسه بارتكاب الجريمة إذا لم يجب إلى طلبه

بل يكفى أن يكون الجانى قد وجه التهديد كتابة إلى المتلقى وهو يدرك أثره فى حيث إيقاع الرعب فى نفسه وأنه يريد تحقيق ذلك الأثر بما قد يترتب عليه أن يذعن راغماً إلى إجابة الطلب بغض النظر عما إذا كان الجانى قد قصد إلى تنفيذ التهديد فعلاً أم لا , ومن غير حاجة إلى تعرف الأثر الفعلى الذى أحدثه التهديد فى نفس الضحية .
4- التلصص الإلكترونى على الحياة الخاصة للمواطنين بدأ يتفشي في المجتمع المصرى نتيجة إساءة استعمال وسائل التواصل الاجتماعي وضعف الوزاع الدينى والخلقى

وسجلت المحكمة في حكمها أن انتشار ظاهرة الإبتزاز الإلكتروني حديثا التى  بدأت بالتفشي في المجتمع المصرى عن طريق وسائل الاتصال مع المبتزين في وسائل التواصل الاجتماعي بأشكالها المختلفة فيسبوك وتويتر-X- وانستجرام وغيرها مما تكشف عنه الوسائل الحديثة نتيجة إساءة استعمال وسائل تكنولوجيا العصر

وضعف الوزاع الدينى والخلقى والتى تبدأ بعملية تهديد بنشر صور أو فيديو أو معلومات شخصية وحساسة إذا لم ترضخ الضحية لطلبات المبتز التى تدور حول دافع الانتقام للتشفى أو دفع مبالغ مادية أو التهرب من سداد دين أو القيام باعمال غير مشروعة أو القيام بأعمال منافية للأخلاق أو الافصاح عن معلومات سرية والتى تُستخدم فيها ارسال البرامج الخبيثة التى تمكّن المبتز من حرية الوصول إلى معلومات جهاز الضحية و ملفاته, أو اتلاف الملفات القائمة

أو حجز هذه الملفات رهينة عن طريق تشفيرها لجعل الضحية يرضخ لطلباته مما يتعين معه وجوب الحذر حفظا لسمعة العائلات مع الشدة اللازمة لكل من تسول له نفسه التلصص الإلكترونى على الحياة الخاصة للمواطنين .

ثانياً : الحكم القضائى الثانى يتعلق بإبتزاز العنف الجنسى من رجل ضد إمرأة

ومن هذه الأحكام المضيئة الحكم الثانى أصدرته دائرة الفحص بالمحكمة الإدارية العليا برئاسة المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة وعضوية المستشارين محسن منصور وشعبان عبد العزيز نائبى رئيس مجلس الدولة بجلسة 30 أغسطس 2022 فى الطعن رقم  47445 لسنة  64 ق.عليا

ويتعلق بواقعة قيام المتهم (أ.ك.ع)  المدرس بإحدى مدارس للغات بأسيوط بتحرير قصاصة ورقة وضمنها عبارات بذيئة غير لائقة وتخدش الحياء تعف المحكمة عن ذكرها لقذارتها فى حق زميلته (م.ح.ف) المُدرسة بذات المدرسة وألصقها على سيارتها الخاصة أثناء توقفها وقام بتصويرها وهو ما ثبت فى حقه بموجب تقرير إدارة أبحاث التزييف والتزوير بأسيوط بمصلحة الطب الشرعى بوزارة العدل بعد استكتابه بأن الخط المحرر به قصاصة الورق السالفة هو خطه وعباراته صادرة من يده

وهى عبارات مسيئة ومشينة وخادشة للحياء تمس بشرف وكرامة تلك السيدة و تمثل سباً و قذفاً و تشهیراً بها , وتحض على العنف الجنسى ضد المرأة , وتكون مجازاته بالوقف عن العمل لمدة شهر صحيحاً ويتعين رفض طعنه .

1-المرأة عانت طويلاً من العنف وأسوأ أنواع الإبتزاز الإلكترونى العنف الذى يشوه داخل المرأة نفسياً كإنسان فيهدد الحياة وضحيته أرواح الأبرياء

وقالت المحكمة إن المرأة قد عانت طويلاً من العنف ضدها , وترتب على الثورة الاجتماعية تجريم العنف ضد المرأة في المجتمعات المعاصرة، بيد أن العنف ضد المرأة مازال قائماً تحت صور ومسميات شتى من صناعة روح العصر العاجز عن مواجهة العنف الذي تارة يقتل المرأة

وأسوأ أنواع الإبتزاز الإلكترونى هو العنف الذى يشوه داخل المرأة نفسياً وبدنياً كإنسان ليصبح العنف ضدها وباء العصر لا بُراء منه ، حتى بات أخطر أنواع العنف ضد المرأة هو ذلك العنف المهدد للحياة وتكون ضحيته أرواح الأبرياء .

2- يجب مواجهة ثقافة العنف ضد المرأة تحت أى ستار سواء ثقافة متوارثة أو عادات أو تقاليد اكتسبها أفراد المجتمع حول المكانة الاجتماعية للصادر منه العدوان

وأضافت المحكمة يجب على المجتمع ككل مواجهة ثقافة العنف ضد المرأة تحت أى ستار سواء ثقافة متوارثة أو عادات أو تقاليد اكتسبها أفراد المجتمع حول المكانة الاجتماعية للصادر منه العدوان ووضعه في موضع السلطان والقوة والتسلط والتفكير الذكورى الذي يقلل من شأن المرأة ويهمش دورها الأسرى والمجتمعى في معظم الأحيان , ذلك أن التخلّف الثقافي والتدهور التعليمي والتربويّ بمثابة الأرضية الثقافية للمجتمع التي تُشرّع إبتزاز العنف الجنسى ضد المرأة، وتوفّر الحماية والمبرّراتِ للجاني، من خلال التربية التي يتلقّاها المعتدى فى أسرته وبيئته ومجتمعه والتي تصوّر له تحليل فعل العنف وكأنّه أمر طبيعي .

3- وسائل الإعلام والمؤسسات المعنية بشئون المرأة ومنظمات المجتمع المدني لها دور كبير فى مواجهة الإبتزاز الإلكترونى حفظاً للأعراض

واختتمت المحكمة أنه مما يستنهض عدل هذه المحكمة فى بسط الحماية للمرأة خاصة فى بيئة العمل كلما وقع عليها عنفاً نال من كرامتها وخدش حيائها , فيحظر ارتكاب أيّ فعل عنيف من الرجل ضد المرأة تدفعه إليه شهوة الانتقام بما يترتب عليه ثمة أذى أو معاناة للمرأة ولو على سبيل الاحتمال ، سواء من الناحية الجسمانية أو النفسية. وعلى وسائل الإعلام والمؤسسات المعنية بشئون المرأة ومنظمات المجتمع المدني دور كبير فى مواجهة الإبتزاز الإلكترونى والعنف حفظاً للأعراض وسمعة العائلات ومكانتها فى المجتمع.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: احكام القضاء احكام قضائية الابتزاز الالكتروني الأحكام القضائية الظواهر الاجتماعية العنف الجنسي المجتمع المصري المشرع المصري رئيس مجلس الدولة رؤية مستقبلية سوشيال ميديا لأحكام القضاء نائب رئيس مجلس الدولة رئیس مجلس الدولة العنف ضد المرأة وسائل الإعلام غیر مشروعة

إقرأ أيضاً:

حذرت من عواقب أي عدوان على اليمن

 

القوى السياسية اليمنية: أمن التجارة الدولي والسلام ينطلق من فتح معابر غزة اللواء القهالي : اليمن يضع معادلة الحصار بالحصار والعربدة الصهيونية يجب أن تُرْدَع د. أنعم : قرار عودة الإسناد يعبِّر عن قيادتنا وهويتنا كيمنيين طارق الشامي: ندعم استخدام كافة الإمكانيات بما فيها العسكرية لفك الحصار عن غزة لقاءات / إبراهيم الوادعي

عبَّرت القوى السياسية اليمنية عن دعمها لقرار القيادة بإعادة فرض الحصار على الكيان الصهيوني، وعودة الإسناد اليمني لغزة حتى يرضخ العدو الإسرائيلي للمطالب الإنسانية بفك الحصار وفتح معابر غزة أمام دخول المساعدات.
العدو الإسرائيلي يعمِّق مأساة القطاع المتفاقمة أصلا من 15 شهرا، وهو أعاد فرض الحصار ومنع دخول المساعدات ليحصد إنجازات عسكرية لم يحققها على الأرض، يريد تحقيقها باستخدام سلاح التجويع.
وأكدت القوى السياسية اليمنية حضورها لتحمل كافة التبعات عن هذا القرار الذي وصفته بالتاريخي، لافتة إلى أن التخاذل عن نصرة غزة يظل أعلى ثمنا من كلفة مساندتها في الدنيا أو في الآخرة.
وانتقد القوى السياسية مخرجات القمة العربية الهزيلة والتي تنازلت عن أوراق قوة وفرتها المقاومة الفلسطينية في غزة، والتحولات الجيوستراتيجية التي صنعها التدخل اليمني خلال معركة طوفان الأقصى.
وفي هذا السياق أكد اللواء مجاهد القهالي – رئيس حزب التصحيح، أن اليمني يعيد تصويب المعادلة على مستوى التعاطي مع القضية المركزية للأمة ومستوى المواجهة مع الولايات المتحدة الأمريكية .
ويقول:
القرار التاريخي العظيم الذي أصدر القائد العظيم السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، يعكس في جوهره عمق الروابط بين الشعبين اليمني والفلسطيني، وتربط الشعب اليمني بالقضية المركزية للأمة الإسلامية تحرير فلسطين.
وفي نفس الوقت يعمل على وقف العربدة للعدو الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، والعربدة الصهيون في قطاع غزة، هذه العربدة الصهيونية يجب أن تتوقف ويجب أن تردع.
اليمن يضع اليوم المعادلة الحصار بالحصار، وهو يصوب المعادلة على مستوى المنطقة التي تبدوا خانعة أمام المشروع الصهيوني وعربدته، وإذا ما أصر العدو في الاستمرار بالحصار فاليمن يملك الخيارات لإيلام العدو الصهيوني، ويجب أن يعي العالم بأن عملياتنا البحرية هو استمرار لإسناد الشعب الفلسطيني وضد العدو الإسرائيلي.
وأعتقد بأنه يوجد يمني لا يؤيد هذا القرار وموقف الإسناد للشعب الفلسطيني، ولا يرفضه إلا مرتزق أو خائن لبلده وفاقد لهيمنته ولقضية الأمة المركزية.
وحول نتائج القمة العربية التي تجاهل حكامها والمجتمعون فيها أنها تعقد والعدو يفرض الحصار مجددا على القطاع أضاف:
«باعتقادي أن اليمن اليوم يعيد تصويب المعادلة المختلة حين نشاهد الحكام العرب خائفين مرتعدين أمام العدو الإسرائيلي رغم هزيمته أمام مقاومة فلسطينية في غزة، وانكشاف هشاشة أمريكا بوجه اليمن، وأدعو كل عربي ومسلم وكل من لديه نبض العروبة ونبض الإسلام أن يحتذى الموقف اليمني في نصرة غزة وفلسطين بحكم الروابط المتعددة وبحكم ما يملكونه من أوراق قوة لا يستخدمونها في مواجهة العدو الإسرائيلي والضغط عليه كما تفعل ذلك اليمن».
-ندعم القرار بقوة
المؤتمر الشعبي العام اعتبر قرار السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي قرارا يعبر عن إيمان عميق ، ويشرف كل يمني .
ودعا إلى استخدام كافة الإمكانيات اليمنية بما في ذلك العسكرية لإرغام العدو على فك الحصار عن الشعب الفلسطيني في غزة.
وقال طارق الشامي الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام : حاضرون لتقديم كل أشكال المساندة والدعم لهذا القرار الكبير، ونحن في المؤتمر الشعبي نقف خلف القيادة في قرارها الضغط على العدو الإسرائيلي لإدخال المساعدات الأساسية إلى غزة بالقوى، إن لم يرضخ سلما.
هذا الموقف موقف عظيم وموقف ديني وإنساني وأخلاقي، كافة أبناء الشعب اليمني يقفون خلف هذه القيادة في هذا الموقف، ونحن مع أن نستخدم كافة الأساليب وما لدينا من قدرات عسكرية لمساندة أشقائنا في فلسطين، وهذا موقف يشجعه كل عربي حر أو إسلامي وعلى مستوى أحرار العالم.
وأعيد أننا كقوى سياسية مستعدون لبذل كل ما لدينا من قدرات لدعم هذا الموقف اليمني ، وهو موقف مشرف ونحن نرفع راية الحق في وجه الباطل ، وكل أبناء الشعب اليمني حاضرون للتضحية ونصرة إخوتنا في فلسطين.
• أنظمة تخالف شعوبها
وحول ما يتصل بمخرجات القمة العربية أكد الشامي أن الحكام العرب والأنظمة العربية لم يعبروا يوما عن تطلعات شعوبهم ، وما يهمهم هو البقاء على كراسي السلطة ورضا الطرف الأمريكي عنهم.
وحول تخلي القمة العربية عن أوراق القوة التي منحتها إياها المقاومة الفلسطينية والتحول الاستراتيجي الذي صنعه اليمن قال:
« تعودنا من الأنظمة العربية أنها لا تعكس تطلعات شعوبها لا في الماضي ولا في الحاضر ، وتحرص على كراسيها ولا تقيم وزنا لمصالح شعوبها إذا تعارضت مع مصلحة البقاء في السلطة.
أمر مخز أن تقف الأنظمة العربية موقف المتفرج إزاء ما حصل من اعتداء على غزة، وهو مخز اليوم أن تتفرج على قتل الشعب الفلسطيني ، ولا يقبل به أي حر عربي شريف.
دعوة يمنية جامعة
ووجه الشامي الدعوة للقوى السياسية على امتداد العالم العربي والإسلامي والدولي للوقوف بوجه الصلف الصهيوني واستضعاف الشعب الفلسطيني، قائلاً:
ندعو القوى السياسية في الأمة الإسلامية والعربية والقوى السياسية الدولية إلى أن يكون صوتها عاليا في مواجهة الصلف والتعنت الصهيوني في ارتكاب جرائم الإبادة والتجويع بحق الشعب الفلسطيني ، وأن يكون هناك موقف مواحد نصرة للشعب الفلسطيني ، موقف يلزم العدو الإسرائيلي بتطبيق ما تم الاتفاق عليه ، وقد شاهدنا المسيرات التي قادها الأحرار على امتداد العالم وهو أمر مبشر نتمنى أن نرى شبيها له في أقطارنا الإسلامية والعربية.
واجب ديني
من جانبه اعتبر د. محمد طاهر أنعم – عضو الهيئة العليا لحزب الرشاد، الموقف والقرار اليمني بالعودة إلى إسناد غزة وفك الحصار عنها ، نتاج موازنة بين الواجب الإسلامي والتهديد الأمريكي ، حيث لا مجال للاختيال إلا لصالح تنفيذ الأمر الإلهي.
مؤكدا أن القرار الذي أعلنه السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يعبر عن اليمن وهوية اليمنيين كشعب يغيث الملهوف والمستضعف ويقف إلى جانب المظلوم ، فكيف اذا كان المستضعف أخا في الدين والظالم يهودياً يعادي الإسلام.
وقال:
الإسناد اليمني لغزة واجب وطني وواجب عروبي وواجب إسلامي كذلك، وهذا الذي كان مطلوبا ومتوقعا بعد مهلة السيد القائد، وكنا نتوقع من القمة أن تتخذ قراراً بشأن فتح المعابر إلى غزة لكنها لم تفعل وظهرت على خيبتها.
نحن نؤيد قرار القيادة اليمنية في إسناد غزة بوجه الحصار الإسرائيلي، ونقف خلفه بقوة، وسيكون له آثاره طبعا خاصة مع إدارة ترامب الهائجة والساعية لكسب اليمني الصهيوني بكل صلف.
ولكن كما عُرف عنا كيمنيين وعُرف عن قيادتنا أننا نوازن بين خوفنا من الله وخوفنا من الناس ونقدم الخوف من الله على الخوف من الناس، ونتجاوز التهديدات القادمة ونعتبر أن تهديد الله أولى بأن يُخاف منه ويحسب له.
• قمة الصدمة
واعتبر أنعم مخرجات القمة العربية بمثابة الصدمة، حيث تجردت طوعا من كل أشكال القوة التي أرساها طوفان الأقصى في المنطقة، وهي تعبر في ما صدر عنها أن الحكام العرب يخافون أمريكا ولا يقيمون وزنا للخوف من الله.
وحول الصدمة العربية جراء إعراض القمة العربية عن أوراق منحتها جبهة المقاومة للمسلمين والعرب يضيف: كنا نتمنى من القمة أن تصبح عند مستوى تطلعات الشعوب العربية والإسلامية، ولكن العارفين بالقمم العربية ومواقف الأنظمة لعقود يعرفون أنها لن تتجاوز السقف الأمريكي ، والسبب أن الحكام لا يثقون بشعوبهم ولديهم الثقة فقط بأمريكا رغم أنها تخذلهم في كل مرة ، وباختصار هم يفتقدون الثقة بالله ، تراها تحضر عند صياغة بيانات القمم وخطابات الحكام ، يتقربون إليها ويحاولون ألا يزعجوها وتلك هي المشكلة.
• التصعيد المرتقب
تؤكد القوى السياسية اليمنية بمختلف أطيافها أن استمرار العدو في تعنته ورفض فتح معابر غزة أمام دخول المساعدات ، يجب أن يقابل بالمزيد من الخطوات اليمنية ، وعبّرت عن دعمها لما أعلنه السيد القائد في خطابه بأن الإسناد اليمني سيأخذ المنحى التدريجي ولن يقتصر على خطوة الحصار إذا ما استمر الصلف الإسرائيلي .
وأكدت القوى السياسية أن اليمن سياسيا وشعبيا وعلى كافة الصعد موحد خلف هذا القرار التاريخي .لافتة إلى أن أي عدوان أمريكي أو صهيوني على اليمن هو وسام شرف يعتز به اليمنيون لو أنه أتى على خلفية موقفهم المشرف دفاعاً عن المستضعفين في فلسطين والتزاما بالقضية المركزية، داعية القيادة إلى الرد بالمثل على أي عدوان أمريكي أو صهيوني يشن على الأراضي اليمنية، ويجب أن يفهم المعتدون بأنهم سيدفعون الثمن وسيتم الرد على مصادر الهجوم من بلد ينطلق، منوهين بأن العالم يجب أن يفهم بأن أمن التجارة الدولي والسلام في المنطقة ينطلق من فتح معابر غزة وليس عبر العدوان على اليمن.

مقالات مشابهة

  • أربعة أحكام تهم المرأة المسلمة في رمضان.. الأزهر العالمي للفتوى يكشفها
  • تقرير أممي: ضرورة توضيح مخصصات موازنات المرأة
  • المستشارة أمل عمار: تعزيز دور المرأة في المجتمع أصبح نهجًا ثابتا تتبناه الدولة المصرية
  • حذرت من عواقب أي عدوان على اليمن
  • مستقبل وطن يكرم 150 سيدة في الجيزة تقديرا لدورهن في المجتمع
  • نورهان شعيب: المرأة مظلومة في مجتمع ذكوري بنسبة 100%
  • أمل عمار تشارك في جلسة وزارية ضمن فعاليات الدورة 69 للجنة وضع المرأة بالأمم المتحدة
  • إطلاق دليل نموذج الإمارات للحد من العنف الرقمي والعنف ضد المرأة والفتيات
  • ضمن فعاليات الدورة 69 للجنة وضع المرأة بالأمم المتحدة .. أمل عمار تشارك في جلسة "إنجازات وتحديات ما بعد بيجين"
  • المرأة العمانية وصنع القرار.. التأثير بالمقاعد أم بالإنجاز؟