أغلقت السلطات الأمنية العراقية المنطقة الخضراء في بغداد، والتي تضمّ مقار حكومية وبعثات دبلوماسية، تزامنا مع دعوات للتظاهر تنديدا بحرق المصحف الشريف، في حين تستمر ردود الفعل الغاضبة على مستوى عدد من الدول الإسلامية.

وأغلقت السلطات العراقية أيضا جسر الجمهورية الذي يربط ساحة التحرير في وسط بغداد بالطريق المؤدي إلى المنطقة الخضراء، بعد احتجاجات شهدتها المنطقة تنديدا بحرق المصحف الشريف والعلم العراقي أمام السفارة العراقية في الدانمارك.

وقالت رئاسة الجمهورية في العراق إن إحراق نسختين من المصحف الشريف في السويد والدانمارك يهدف إلى استفزاز العراقيين، وإظهار العراق بلدا غير آمن للبعثات الأجنبية.

ودانت الرئاسة -في بيان- الاعتداءات "الآثمة" على المصحف الشريف، واستفزاز مشاعر المسلمين، ودعت المنظمات الدولية والحكومات الغربية إلى إيقاف ممارسات التحريض وبث الكراهية مهما كانت ذرائعها.

كما دعت الرئاسة العراقيين إلى تفويت الفرصة على من سمّتهم "المغرضين والانتهازيين" الذين يفتعلون الأزمات في الخارج لتشويه صورة العراق الآمن المستقر.

pic.twitter.com/LauK1BWApZ

— رئاسة جمهورية العراق (@IraqiPresidency) July 22, 2023

خامنئي يطالب بعقوبات قاسية

ودانت إيران حادثة إحراق نسخة من القرآن الكريم في العاصمة الدانماركية كوبنهاغن تحت حماية الشرطة، ودعت العالم الإسلامي إلى إبداء موقف موحد ضد الإساءات للمصحف الشريف.

وقال المرشد الإيراني علي خامنئي إن الإساءة إلى القرآن الكريم في السويد مؤامرة وأمر خطير، وتعتبر حادثة مؤلمة، وإن من يرتكبون "جريمة تدنيس القرآن" يجب أن يواجهوا "أقسى عقوبة"؛ وطالب السويد بتسليمهم لمحاكمتهم في الدول الإسلامية.

وأضاف أن العلماء المسلمين يتفقون على ضرورة محاسبة مرتكب هذه الإهانة بأشد العقوبات، ومن واجب الحكومة (السويدية) تسليم الجاني إلى الأنظمة القضائية في الدول الإسلامية".

واعتبر -في بيان- أن على الحكومة السويدية أن تدرك أن دعمها للشخص المسيء إلى المقدسات الإسلامية يعني أنها تقف في مواجهة العالم الإسلامي، وهذا الأمر سيثير غضب المسلمين عليها، وفق تعبيره.

من جانبه، دان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني -في بيان- بشدة واقعة حرق المصحف في الدانمارك، وأكد على ضرورة وحدة الدول والشعوب المسلمة وجميع أتباع الديانات السماوية للتصدي بفعالية لأي انتهاك لحرمة القرآن الكريم ومقدسات الديانات الإبراهيمية في أي مكان في العالم.


الحزب الحاكم في تركيا يدين

كما دان المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي (الحاكم) عمر جليك بشدة، إحراق نسخة من القرآن الكريم في العاصمة الدانماركية كوبنهاغن تحت حماية الشرطة.

وقال في تغريدة اليوم السبت: ندين بشدة الاعتداء الذي نفذته مجموعة معادية للإسلام في الدانمارك ضد كتابنا المقدس القرآن.

واعتبر جليك الاعتداء الذي طال القرآن الكريم جريمة كراهية واضحة، مشيرا إلى أن صمت السلطات الدانماركية حيال الاستفزازات ضد الإسلام والمسلمين هي بمثابة دعم لجرائم الكراهية هذه.


العراق: لن نسمح بتكرار الاعتداء على السفارات

وأكد العراق-اليوم السبت- أنه لن يسمح بتكرار الاعتداء الذي تعرضت له سفارة السويد في العاصمة بغداد، مع أي بعثة دبلوماسية على أراضيه.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف -في بيان- إن حكومة العراق تؤكد التزامها الكامل باتفاقية فيينا لتنظيم العلاقات الدبلوماسية بين الدول، وتؤكد أن ما تعرّضت له سفارة مملكة السويد في بغداد عملٌ لا يمكن السماح بتكراره، وأن أي فعل يماثله سيكون تحت طائلة المساءلة القانونية.

وتأتي هذه التطورات في سياق ردود الفعل بعد إقدام مجموعة دانماركية يمينية متطرفة مناهضة للإسلام -أمس الجمعة- على إحراق نسخة من المصحف الكريم أمام السفارة العراقية بالعاصمة كوبنهاغن، في وقت تصاعدت فيه ردود الفعل الرسمية والشعبية المنددة بتدنيس المصحف في السويد.

وقالت وكالة الأناضول للأنباء إن أعضاء المجموعة التي تطلق على نفسها اسم "الوطنيون الدانماركيون"، رفعوا لافتات معادية للإسلام ورددوا شعارات مسيئة له، زاعمين أنهم قاموا بهذا العمل ردَّ فعل على إحراق سفارة السويد في بغداد.

وأضافت الوكالة أن أنصار المجموعة المتطرفة ألقوا العلم العراقي والمصحف على الأرض وداسوا عليهما، كما بثوا هذا الاعتداء على الهواء مباشرة عبر حساب المجموعة على فيسبوك.

وبحسب الأناضول، كانت هذه المجموعة قد اعتدت سابقا على القرآن الكريم والعلم التركي أمام السفارة التركية في كوبنهاغن.

وتجددت أمس الجمعة المظاهرات في العاصمة العراقية بغداد ومحافظات أخرى تنديدا بالاعتداء على المصحف، حيث نظم أنصار التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر وقفات احتجاجية بعد صلاة الجمعة تنديدا بالواقعة، ورفع المحتجون الأعلام العراقية وصور الصدر ورددوا هتافات منددة بالحادثة التي أقدم عليها لاجئ عراقي في السويد.

كما رفع المتظاهرون المصاحف خلال الاحتجاجات وأحرقوا علمَيْ السويد والمثليين.

وفي 28 يونيو/حزيران الماضي، مزّق مقيم عراقي في السويد نسخة من المصحف وأضرم فيها النار عند مسجد ستوكهولم المركزي بعد أن منحته الشرطة تصريحا بتنظيم تجمّع تنفيذا لقرار قضائي، وقوبل سماح السويد بحرق المصحف بموجة استنكار وتنديد واسعة في العالمين العربي والإسلامي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: المصحف الشریف القرآن الکریم فی العاصمة فی السوید نسخة من

إقرأ أيضاً:

بمشاركة رئيس جامعة أسوان.. تكريم حفظة القرآن الكريم بالمحافظة

شهد الدكتور لؤي سعد الدين نصرت القائم بأعمال رئيس جامعة أسوان، اليوم الجمعة، حفل تكريم 400 من حفظة القرآن الكريم في المسابقة السنوية تحت شعار "القرآن يجمعنا" التي اقيمت تحت إشراف لجنة تحكيم متميزة، وبحضور عدد من القيادات التعليمية والدينية من أسوان ومختلف المحافظات.

جاء ذلك بحضور الدكتور سيد حسن، رئيس الإدارة المركزية لمنطقة أسوان الأزهرية، والدكتور رمضان أبو طربوش، شيخ مقارئ أسوان، وعدد من الشخصيات القيادية من مختلف الطوائف والأديان، إلى جانب جمع من علماء الأزهر والأوقاف. كما شهد الحفل حضور القس بولا، ممثل الكنيسة بأسوان، وهو ما يعكس تلاحم المجتمع الأسواني في دعم هذه الفعالية الدينية المميزة.

وفي كلمته خلال الحفل، أكد الدكتور سيد حسن على أهمية حفظ القرآن الكريم، موضحًا أن حفظ الكتاب العزيز ليس مجرد حفظ لألفاظ، بل هو تمسك بقيم ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف، مشيرًا إلى أن حفظة القرآن الكريم هم أرفع الناس منزلة، وهم حاملو القيم والأخلاق التي تنير دروب المجتمع.

وأكد الدكتور لؤي سعد الدين رئيس جامعة أسوان، علي حفظ القرآن الكريم لدي النشء والشباب لأن التعليم في الصغر كالنقش علي الحجر، ولذلك عبر "نصرت " عن تقديره لجميع من ساهم في إخراج المسابقة بشكل يليق بحفظة القرآن الكريم، مؤكدًا أن هذا التكريم يهدف إلى تحفيز الأجيال القادمة على حفظ وتدبر آيات القرآن الكريم، وهو ما يعزز القيم الدينية في المجتمع.

من جانبه، أشار أشرف محمد صابر، الراعى الرسمي للمسابقة، إلى أن المسابقة تميزت هذا العام بتنوع الفئات التي شاركت فيها، حيث تضمنت مسابقة لحفظ العشر الأخير من القرآن، مسابقة لحفظ عشرة أجزاء، مسابقة لحفظ القرآن كاملاً، إضافة إلى مسابقة لحفظ القرآن مع متن الجزرية وأوضح أن 558 متسابقًا تقدموا للمسابقة على مستوى المحافظة، وتمكن 400 منهم من الوصول إلى التصفيات النهائية.

كما أعلن صابر عن تكريم الفائزين ومنحهم جوائز قيمة، من بينها رحلات عمرة للفائزين الذين حفظوا القرآن كاملاً.

في كلمته، أكد الدكتور رمضان أبو طربوش على أهمية تكريم حفظة القرآن الكريم، مشيرًا إلى أن هذا التكريم هو بمثابة دعم معنوي لهم للاستمرار في حفظ الكتاب العزيز والعمل بتعاليمه، حيث أن القرآن الكريم ليس فقط دستورًا دينيًا، بل هو مصدر للسكينة والطمأنينة في الحياة.

كما أشار الشيخ صلاح أبو مسلم، منسق المسابقة، إلى أن حفظة القرآن الكريم هم "أهل الله وخاصته"، وأن تكريمهم يعد تحفيزًا لهم للاستمرار في التمسك بكلام الله، الذي يعد مصدرًا للأخلاق الحميدة والنور في الدنيا والآخرة.

وفي ختام الحفل، تم تكريم الفائزين في مختلف فئات المسابقة، من بينهم 6 أطفال فازوا في مسابقة أجمل تلاوة وصوت، و18 متسابقًا في مسابقة حفظ العشر الأخير، و13 متسابقًا في حفظ عشرة أجزاء، بالإضافة إلى 10 متسابقين فازوا في مسابقة حفظ القرآن كاملاً، و3 متسابقين فازوا في مسابقة حفظ القرآن مع متن الجزرية.

ويستمر هذا التكريم السنوي في تجسيد شعار المسابقة "القرآن يجمعنا"، ويعكس تلاحم المجتمع الأسواني في دعم وتشجيع حفظة القرآن الكريم بمختلف فئاتهم العمرية.

مقالات مشابهة

  • تكريم 400 متسابق من حفظة القرآن الكريم بأسوان
  • بغداد.. تنويه عن إجراءات عسكرية في المنطقة الخضراء
  • المطرب أحمد الأسمر: الطبلاوي قرأ القرآن الكريم بالمقامات الموسيقية
  • «المقرئ عمر الشرقاوي»: 7 مقامات موسيقية تُستخدم في تلاوة القرآن الكريم
  • بمشاركة رئيس جامعة أسوان.. تكريم حفظة القرآن الكريم بالمحافظة
  • أحمد نعينع يفتتح شعائر صلاة الجمعة بتلاوة القرآن الكريم من مسجد مصر الكبير
  • العراق يطالب أمريكا بإعادة الأرشيف الوطني العراقي
  • ترامب يغير المعادلة والعراق أمام خيار صعب بين إيران وأمريكا
  • ترامب يغير المعادلة والعراق أمام خيار صعب بين إيران وأمريكا - عاجل
  • علي جمعة: القرآن الكريم أثبت نورانية النبي