تصاعدت الأحداث بشكل لم يسبق له مثيل منذ 60 عاما في "هوليود" عاصمة السينما العالمية، وذلك إثر القرار المشترك لكل من "نقابة الكتّاب الأميركية" (WGA) و"نقابة ممثلي الشاشة" (SAG)؛ بالإضراب الذي أدى إلى شلل تام في صناعة السينما، وانعكس على المهرجانات السينمائية الكبرى.

وترفع النقابة والاتحاد مطالب بتغييرات على مستوى الصناعة، وضمانات بشأن حقوق المبدعين في ظل الانتشار المتزايد للذكاء الاصطناعي، ورغم أن الاضراب لا يتضمن منع عرض الأفلام؛ فإنه منع الممثلين من الترويج لأحدث أعمالهم.

وتحول الاضراب إلى زلزال قوي يضرب مفاصل الصناعة، حيث اضطرت إدارة مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي أمس الجمعة إلى تغيير فيلم الافتتاح، كما توقف تصوير فيلم "المصارع 2″ (Gladiator 2) في مالطا بخسارة تصل إلى 600 ألف دولار أسبوعيا.

وتوقف الممثلون عن حضور حفلات الترويج لأفلامهم رغم المحاولات الجادة التي يبذلها توم كروز مع الجهات المختلفة للوصول إلى حل يستطيع من خلاله الممثلون ترويج أفلامهم مع التوقف عن التمثيل لحين الوصول إلى حلول.

وتأثرت عدة أفلام يتم العمل عليها في الفترة الحالية، ومنها الجزء الثاني من فيلم"ديون" (Dune) والمقرر عرضه في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني القادم، وتدرس الشركة المنتجة تأجيله للعام المقبل.

صناعة السينما تأثرت بشكل كبير بالإضراب المتواصل في هوليود (رويترز) تعديل في فينيسيا

وتم سحب فيلم "المتحدون" (Challengers) للمخرج لوكا غواداغنينو، بطولة الممثلة الأميركية زيندايا، والذي تم الإعلان عن اختياره ليعرض في افتتاح مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في 30 أغسطس/آب المقبل، بسبب عدم قدرة البطلة على حضور العرض لالتزامها بتعليمات اتحاد الكتّاب والممثلين في حالة الإضراب.

واستغرقت إدارة المهرجان أسبوعا لتؤكد في بيانها الصادر أمس أن العمل لن يشارك في المهرجان بعد قرار الشركة المنتجة، وهو ما يعني تأجيل عرض الفيلم إلى وقت مبكر من العام المقبل، طبقا لتقارير صحفية.

و"المتحدون" هو أول فيلم روائي طويل لمخرجه ذي الأصل الإيطالي لوكا غوادانينغو وهو من تأليف الكاتب المسرحي الأميركي جوستين كوريتزكس وإنتاج إيمي باسكال وغوادانيينو وزندايا وراشيل أوكونور، وكان التاريخ السابق لعرض الفيلم جماهيريا هو 15 سبتمبر/أيلول المقبل.

وبدلا من الفيلم الأميركي، اختار مهرجان فينيسيا فيلما إيطاليا؛ وهو" القائد" (Comandante) للمخرج إدواردو دي أنجيليس، وتدور أحداثه في ليلة مظلمة في أكتوبر/تشرين الأول 1940، أثناء الإبحار في المحيط الأطلسي، حين تصطدم غواصة يقودها القبطان سالفاتور تودارو بسفينة تجارية مسلحة، ويطلق مَدافعه على السفينة ويغرقها.

وفي تلك اللحظة، يتخذ القائد قرارا بإنقاذ 26 بلجيكيا كانوا سيغرقون في وسط المحيط وينزلهم في أقرب ميناء آمن طبقا لما يفرضه قانون البحار، واضطر القائد للإبحار فوق السطح مدة 3 أيام؛ مكشوفا لقوات العدو؛ ما عرّض حياته وحياة رجاله للخطر من أجل إنقاذ البلجيكيين.

وقال أنطونيو بارييرا مدير مهرجان فينيسيا إن الفيلم يسرد القصة الحقيقية للقائد سالفاتور تودارو الذي أنقذ حياة البحارة الأعداء، ووصف العمل بأنه "دعوة قوية لضرورة تفوق قيم الأخلاق والتضامن الإنساني في مقابل المنطق الوحشي للبروتوكول العسكري".

أزمة فيلم "المصارع 2"

من جانب آخر، وقف تصوير الجزء الثاني من فيلم "المصارع" للمخرج ريدلي سكوت في مالطا بسبب إضراب الممثلين، وهو الفيلم الذي استغرق الإعداد لتنفيذه أكثر من 20 عاما، وسيكلّف التأخر في تصويره ما يصل إلى 600 ألف دولار أسبوعيا.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

مهرجان الفيلم العربي في تورنتو.. نافذة المهاجر على السينما العربية

أُسدل الستار مؤخرا على فعاليات مهرجان الفيلم العربي بتورنتو في دورته الخامسة، حيث استقبل هذا العام أكثر من 150 فيلما مقدما من أكثر من 10 دول عربية، بما في ذلك فلسطين ولبنان ومصر وسوريا والسودان والسعودية وعمان والجزائر والمغرب وتونس وليبيا والأردن، بالإضافة إلى كندا والولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا، ودول أخرى، وتم اختيار أكثر من 35 فيلما، بما في ذلك الأفلام القصيرة والروائية، وتم عرض 13 فيلما عبر الإنترنت، وأقيمت 10 عروض شخصية.

يُعد هذا المهرجان الأول من نوعه في كندا الذي يهدف لربط المهاجرين العرب بثقافتهم الأم من خلال الاطلاع على آخر إنتاجات السينما العربية، وقد قامت بإطلاقه مجموعة من المخرجين الشباب العرب المقيمين في كندا، ومنهم المخرجة السودانية رولا طاهر، التي أكدت على أن إقامة مهرجان للأفلام العربية في كندا كان أحد أحلامها كمخرجة.

وكانت الدورة الأولى للمهرجان قد أُطلقت عام 2017، لتكون فرصة لتجمع الجالية العربية بكندا في حدث ثقافي.

من الملاحم التاريخية إلى الكوميديا السوداء

من بين أبرز الأفلام لهذا العام فيلم "الملكة الأخيرة" المستوحى من معركة الأميرة زافيرا الأسطورية ضد القرصان سيئ السمعة بربروسا، وأفلام الكوميديا السوداء مثل "مندوب"، الذي يقدم تصويرا مثيرا لاقتصاد الأعمال المؤقتة في المملكة العربية السعودية.

كما شارك في المهرجان فيلم "وداعا جوليا"، وهو الفيلم الروائي الأول لمحمد كردفاني، وأول فيلم سوداني يعرض في مهرجان كان السينمائي، ويعرض الفيلم تصادم الأعراق والأديان والسياسة في أعقاب مقتل شخص في جنوب السودان.

مقالات مشابهة

  • قصة أسطورة كرم جابر.. المصارع البطل الذي أعاد عزف السلام الوطني بعد غياب 56 عاما
  • يرفع شعار كامل العددفيلم إن شاءالله ولد لأمجد الرشيد يحظى باستقبال حافل بمهرجان عمان السينمائي الدولي
  • مهرجان المسرح المصري يكرم حسن العدل خلال حفل افتتاح دورته الـ 17
  • فيلم قلبا وقالبا 2.. ديزني تراهن على مشاهديها القدامى
  • سلوى عثمان: مصر هوليود الشرق ومهرجان العلمين يدعو للفخر
  • رسمياً.. إطلاق إسم الحسن الثاني على ملعب بنسليمان المرشح لاستضافة افتتاح أو نهائي مونديال 2030
  • مهرجان الفيلم العربي في تورنتو.. نافذة المهاجر على السينما العربية
  • مصر: حكومة جديدة تؤدي اليمين الدستورية وتغيير في حقائب وزارية سيادية بينها الدفاع الخارجية
  • كيت وينسلت تتسلم تكريمها في مهرجان ميونخ السينمائي
  • أبو الغيط يشارك في افتتاح مؤتمر الاستعراض الإقليمي الثاني للاتفاق العالمي