“الأموال القذرة” تدمر السودان
تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT
تلاحق ويلات الحرب السودانيين، حيث تستمر المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أشهر، ما أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد 11 مليون شخصا بين نازح ولاجئ، 3 ملايين من بينهم أطفال.
وكأن الحرب ليست كافية لمعاناة السودانيين، إذ تدفع تجارة الذهب غير المشروعة وما يتبعها من تهريب للأموال بتعميق معاناة البلاد، بحسب تقرير نشرته مجلة فورين أفيرز.
وكان وزير المالية السوداني، جبريل إبراهيم، أعلن، الاثنين، انخفاض إيرادات البلاد بأكثر من 80 في المئة.
وكشف عن نهب 2700 كلغ من الذهب من مصفاة الخرطوم الحكومية، بسبب تطورات الحرب التي تدور بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ 15 أبريل الماضي.
ولم يحدد الوزير الجهات المتورطة في عملية نهب الذهب، وأشار إلى أن “احتياطي السودان من الذهب لا يزال في مكان آمن”.
وتدعم قوى إقليمية طرفي النزاع، وخلال الأشهر الماضية سعى مسؤولون أميركيون إلى إجراء محادثات مع الإمارات “لحثها على التوقف عن دعم قوات الدعم السريع، لكن هذه المساعي لم تحدث أي تغيير في سياسة الإمارات تجاه السودان”، وفق الصحيفة.
ويدعو تقرير فورين أفيرز إلى ضرورة استخدام أدوات مالية وفرض عقوبات على الشبكات التي تستهدف تجارة الذهب غير المشروعة والتي ترتبط بتسليم الأسلحة غير المشروعة أيضا.
ويشير إلى أن “الإمارات لطالما كانت نقطة ساخنة لغسل الأموال، وهي تعمل كنقطة نقل ووجهة رئيسية لغسل الأموال على مستوى العالم، حيث تشير التقديرات إلى أن هذا الأمر يساهم في 20 في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي”.
ونقل تقرير فورين أفيرز عن تقرير لمؤسسة كارينغي للسلام الدولي “أن الإمارات والمجتمع الدولي يواصلون غض الطرف عن السلوكيات الإشكالية والثغرات الإدارية.. والتي جعلت من دبي وجهة جذابة عالمية للأموال القذرة”.
وأرسل موقع الحرة طلبا للتعليق على تقرير فورين أفيرز عبر الموقع الإلكتروني للسفارة الإماراتية لدى واشنطن خارج ساعات العمل دون رد حتى نشر التقرير.
وكان تقرير لخبراء في الأمم المتحدة، في يناير، أشار إلى أدلة موثوقة على أن الإمارات كانت تنقل “دعما عسكريا” عبر تشاد إلى قوات الدعم السريع.
وسبق أن اتهم مساعد القائد العام للجيش السوداني، الفريق ياسر العطا، الإمارات وتشاد ومجموعة “فاغنر” الروسية بتقديم الدعم العسكري إلى قوات الدعم السريع، وهي تصريحات نفتها الإمارات وكذلك تشاد.
وكان مسؤول إماراتي قال لموقع الحرة، في رده على تلك الاتهامات في تقرير سابق لفورين بوليسي إن بلاده تؤكد “عدم انحيازها إلى أي طرف في النزاع الحالي في السودان وأنها تسعى إلى إنهائه، وتدعو إلى احترام سيادة السودان الشقيق”.
“أموال قذرة وذهب غير مشروع”
ويعد قطاع الذهب هدفا رئيسيا لعمليات غسيل الأموال، وكانت الإمارات قد اعترفت بأن قطاع الذهب والمعادن الثمينة لديها يجذب المجرمين، وأنه يجب عليها بذل المزيد من الجهد لوقف تدفق “الأموال القذرة والذهب غير المشروع من دول مثل السودان”، وفق تقرير فورين أفيرز.
وكانت مجموعة العمل المالي “فاتف” المعنية بمراقبة الجرائم المالية الدولية، قد أزالت الإمارات، الجمعة، من “القائمة الرمادية” لدول وأقاليم يوجد بها خطر تدفقات مالية غير مشروعة.
ورفعت المجموعة، التي تنتمي إليها دول عدة، بينها الولايات المتحدة، بهدف مكافحة الجرائم المالية، الإمارات، من القائمة التي تضم نحو 24 دولة تُعد عالية المخاطر بحسب تقرير لرويترز.
وكانت الإمارات، التي تجذب الأثرياء والمصرفيين وصناديق التحوط، قد خضعت لتدقيق شديد في عام 2022، حين أشارت المجموعة إلى مخاطر غسل أموال وتمويل إرهابيين ترتبط بمصارف ومعادن وأحجار نفيسة وعقارات أيضا.
ودعا تقرير “فورين أفيرز” الولايات المتحدة وشركاءها إلى بذل المزيد من أجل تعزيز الوساطة في السودان، وأن تستمر بالضغط على الإمارات لوقف “تمويل الحرب والإبادة الجماعية في السودان”.
وذكر أن واشنطن يمكنها أن تلوح للإمارات بأنها ستنشر تقريرا استشاريا خاصة بها مماثلا لتلك التي أصدرتها للسودان وجنوب السودان وبورما (ميانمار) في فترة سابقة، لتحذير القطاع الخاص من غسيل الأموال والتهرب من العقوبات ومخاطر الفساد على ممارسة الأعمال التجارية.
وحث التقرير الولايات المتحدة على فرض عقوبات على الشركات الإماراتية وغيرها من الشركات المتورطة في تجارة الذهب السودانية غير المشروعة، وخاصة تلك الشركات التابعة لميليشيا فاغنر الروسية.
وأعلنت الولايات المتحدة، الاثنين، تعيين الدبلوماسي السابق وعضو الكونغرس، توم بيرييلو، مبعوثا خاصا إلى السودان، وذلك في إطار مساعيها لإنهاء الحرب التي دمرت أجزاء من البلاد، وأودت بحياة عشرات الآلاف.
وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في بيان، إن “الدبلوماسي السابق عضو الكونغرس توم بيرييلو، سيتولى دور المبعوث الخاص، بينما تسعى الولايات المتحدة إلى زيادة التركيز على الصراع بعد فشل المحادثات في حله حتى الآن”.
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من نصف السودانيين البالغ عددهم أكثر من 48 مليون نسمة، أي حوالي 25 مليون شخص، باتوا يحتاجون إلى المساعدة، بمن فيهم 18 مليون شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وحتى منتصف ديسمبر الماضي سجلت منظمة الصحة العالمية 60 هجوما على المرافق الصحية، بما في ذلك إخلاء مستشفيات، في أواخر أبريل، من قبل قوات الدعم السريع.
أعربت مندوبة الولايات المتحدة، لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، الأربعاء، عن شعورها بخيبة أمل عميقة إزاء الادعاءات المفصلة في التقرير الأخير الذي أعده فريق خبراء الأمم المتحدة المعني بالسودان والتي “لم تحظ بالقدر اللازم من الاهتمام، سواء داخل مجلس الأمن أو حتى خارج الأمم المتحدة”، في حين أعلنت الأمم المتحدة انسحاب بعثة “يونيتامس” من البلاد.
وقالت غرينفيلد في بيان إن “الحرب في السودان تسببت بنزوح ثمانية ملايين شخص وانتشار المجاعة والأمراض وأن الشعب السوداني يشعر بأنه أصبح متروكاً، وهذا شعور لا يمكن السماح بأن يتحول إلى واقع معاش”.
وحذرت السفيرة الأميركية من قيام طرفي النزاع في السودان بإعاقة أعمال الإغاثة ووصول المساعدات، وقالت: “في ضوء الكارثة الإنسانية في السودان والمنطقة، من غير المقبول أن تقرر القوات المسلحة السودانية حظر المساعدات عبر الحدود من تشاد وتقويض وصول المساعدات عبر الخطوط الداخلية من الشرق، وهي خطوات تهدد شريان الحياة الحيوي لأولئك الذين يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة”.
وأضافت “وفي الوقت ذاته، تقوم قوات الدعم السريع بنهب المستودعات الإنسانية، ويجب على الجانبين السماح للمساعدات الإنسانية بالوصول دون عوائق إلى المحتاجين في جميع أنحاء السودان”.
واندلعت الحرب، في أبريل من العام الماضي، بين الجيش وقوات الدعم السريع التي فشلت في الاندماج كجزء من مساعي ترسيخ الحكم المدني.
في 15 أبريل، قبل توقيع اتفاق بشأن استئناف الانتقال الديمقراطي، اندلع القتال بين الجيش بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، الملقب بـ “حميدتي”.
الحرة
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: وقوات الدعم السریع قوات الدعم السریع الولایات المتحدة الأمم المتحدة غیر المشروعة فی السودان بین الجیش
إقرأ أيضاً:
السودان يكشف حجم دمار وتخريب في أكبر منشأة لإنتاج وتكرير النفط ويعلن تدخل دولة كبرى لإعادة الاعمار والصيانة “فيديو”
متابعات – تاق برس- كشف السودان حجم الاضرار والخراب الذي طال أكبر منشأة لانتاج وتكرير النفط في البلاد “مصفاة الجيلي لتكرير البترول” شمال العاصمة الخرطوم.
واعلن السودان رسميا عن فقدان اكثر من 700 ألف برميل جازأويل أي ما يعادل حمولة باخرة من مصفاة الجيلي لتكرير البترول شمال الخرطوم بعد احتلال الدعم السريع لها منذ بداية الحرب في منتصف أبريل من العام 2023.
وقالت الحكومة السودانية ان شركة (CNPC)،الصينية أكدت استعدادها لفحص مصفاة الجيلي وإعادة تاهيلها.
واوضح وزير الطاقة والنفط د.محي الدين نعيم، ان شركة CNPC اكدت استعدادها لفحص المصفاة لوفدهم الذى رافق رئيس مجلس السيادة الانتقالى السوداني عبد الفتاح البرهان خلال زيارتهم الى الصين مؤخرا.
وتفقد وزيرالنفط مصفاة الخرطوم بعد إستعادتها من قوات الدعم السريع. ولفت الى تضرر
العديد من الوحدات داخل المصفاة.
واضاف انه على الرغم من الخسارات الكبيرة إلا أن العاملين متحمسين جداً لإعادة تأهيل المصفاة بأسرع ما يمكن.
أعلن المهندس حسن حسين حسن، مدير القطاع الفني بمصفاة الجيلي للبترول شمالي الخرطوم، عن توفر الغاز الخاص بالطبخ المنزلي بكميات كبيرة وجاهز للاستهلاك.
واشار إلى أن المخزون الحالي كافٍ لتلبية احتياجات المواطنين في مختلف أنحاء السودان.
وقال المهندس حسن في تصريحات صحفية، إن الغاز سيصل إلى المنازل فور عودة شركات التوزيع إلى العمل، مؤكداً على أن الحكومة تعمل بشكل دؤوب لضمان استقرار إمدادات الغاز خلال الفترة القادمة.
وأضاف أن المصفاة قد أكملت كافة الترتيبات الفنية اللازمة لتوفير الغاز، وأن المواقف الحالية التي تؤثر على التوزيع ستكون مؤقتة.
كما أكد أن العمل جارٍ على تفعيل عمليات التوزيع بشكل عاجل لضمان عدم تأثر حياة المواطنين.
وقال عضو مجلس السيادة ان مساعد القائد العام الفريق مهندس إبراهيم جابر إبراهيم ، وقف على حجم الاضرار التي أحدثتها المليشيا الإرهابية المتمردة بمصفاة الجيلي لتكرير البترول، وفق خطتها الممنهجة لتدمير الاقتصاد السوداني واستهدافها المتعمد للنيل من مقدراته.
وأكد عضو السيادي خلال زيارته لمصفاة الجيلي برفقة والي ولاية الخرطوم أحمد عثمان حمزة، أن السودان قادر بإرادة شعبه وعزم رجاله من إعادة تأهيلها وبناءها من جديد، مشيداً بالطاقم الفني والهندسي الذي بدأ فورا في أعمال الصيانة والتأهيل وعمل في ظروف بالغة التعقيد وخاضوا معركة جديدة في أحد سوح معركة الكرامة الاقتصادية.
وتعهد جابر بتذليل كافة العقبات والتحديات التى تعترض سير عملية التأهيل وإعادة الاعمار وتقديم كافة أنواع الدعم والمساندة لتعود المصفاة لسابق عهدها وينعم السودان بموارده التي حاولت المليشيا جاهدة استهدافها والنيل من كرامة الشعب السوداني وعزته.
الدعم السريعالصينمصفاة الجيلي لتكرير البترول