دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية
تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT
آخر تحديث: 2 مارس 2024 - 10:03 صبقلم:فاروق يوسف على جثة منظمة التحرير الفلسطينية أقيمت السلطة الفلسطينية ومن أنقاض القضية الفلسطينية خرجت غزة لتنفصل كما لو أنها وُجدت لتكون إمارة إسلامية. ولم يحدث ذلك إلا لأن كل شيء خرج بعيدا عن الوعاء الوطني وصار “المسجد الأقصى” بمثابة مسألة خلاف ديني. وهو ما شجع حركة حماس وهي تنظيم مسلح لا يمت بصلة إلى تاريخ النضال الوطني الفلسطيني على أن تتصدر المشهد، لا باعتبارها جزءا من كل، بل هي كل ما تبقى من المقاومة الفلسطينية وفي ذلك تزوير لحقيقة، ضحّى الفلسطينيون عبر سنوات طويلة من أجل تثبيتها وإجبار العالم على الاعتراف بها.
تلك الحقيقة التي أعلنها ياسر عرفات من على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة واتفقت عليها كل الفصائل الفلسطينية في الجزائر. لم تكن تلك الحقيقة أقل من دولة فلسطينية مستقلة على الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. منذ عام 2007 تحكم حركة حماس قطاع غزة. من هناك تشن حروبها. سبع حروب يحار المرء في تعريفها. أما نتائجها فيمكن التعرف عليها من خلال استمرار أهل غزة في مواجهة كارثة إنسانية، جعلت منهم محط إشفاق ورثاء وإغاثة. وليس إعمار غزة إلا فاصلة بين حربين. ما فعله الكثيرون من أجل غزة جعلهم يرتابون مما يحدث من حولهم. ذلك لأن الكثيرين صاروا يترددون في مد أيديهم إلى ساحة حرب مقنعة هي أشبه بسيرك يهدم منشآته ثم يُعيد بناءها بإتقان ومهارة ووقت قياسي. لا ضمانات. فلا أحد من الأطراف المعنية بالإعمار يفهم ما الذي تفكر فيه الأطراف المشتبكة في صراع عبثي لا نهاية له. ما لم يقله الفلسطينيون في غزة لا يصرح به الإسرائيليون. أما الفلسطينيون في رام الله فإنهم يتفرجون. دور المتفرج يليق بسلطة تخلت عن غزة كما لو أنها ليست أرضا فلسطينية. لا الخراب ولا الرثاء نافعان. الحقيقة التي يتم تزويرها على أرض الواقع ستظل ماثلة أمام إسرائيل والفلسطينيين على حد سواء. ما من مفر من دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقيةلا تعترف حماس بالسلطة الفلسطينية التي تبادلها الموقف. وهو ما يعني أن سلطة غزة صارت على عداء مع إسرائيل وفلسطين معا، إذا كانت السلطة في رام الله تمثل فلسطين من وجهة نظر القانون. أما إسرائيل فهي تحارب الفلسطينيين في غزة وتعرف أنهم لا يفكرون في دولة فلسطينية كما أنها تحارب سلطتهم في رام الله، في محاولة منها لمنع قيام دولتهم. ذلك لأن تلك السلطة التي أقيمت بناء على اتفاق أوسلو لم تكن هي الهدف، بل كانت النواة للدولة الفلسطينية المنشودة التي أعلن ياسر عرفات عن قيامها في الجزائر. في الحالين تعمل إسرائيل على تذويب القضية الفلسطينية من خلال تفتيت الإرادة الوطنية وإلقاء الكرة خارج الملعب كما يقال. ما تريد إسرائيل إثباته إنما يقع في جملة واحدة “ليست هناك فلسطين لتقوم على أرضها دولة مستقلة”. في سياق تلك النظرية فإن الحرب التي تخوضها إسرائيل بشراسة هي ليست ضد فلسطين، بل هي ضد حركة حماس المدعومة من إيران. في الوقت نفسه فإنها لا ترى في سلطة رام الله ما يؤهلها لتمثيل الشعب الفلسطيني بعد خروج مليونين هم “شعب حماس في غزة” عن سيطرتها. إسرائيل هنا تفعل ما تريده والخطأ كله يقع على الفلسطينيين الذين سمحوا لها بأن تمضي في النظر إليهم باعتبارهم غرباء عن قضيتهم التي لم تعد تجمعهم. وواقعيا فإن حركة حماس تشبه إلى حد كبير حزب الله في منطلقاته الإيرانية. حماس تخدم المشروع الإيراني في المنطقة مثلما يفعل حزب الله تماما. وكلاهما يعملان على زعزعة الأمن القومي العربي. قد يُدهش المرء إذا ما عرف أن هناك مَن ينتظر لحظة وقف إطلاق النار في غزة ليعبّر عن سعادته بانتصار حماس. ذلك هو الجنون بعينه. وهو ما تعرفه إسرائيل التي تفكر بالطريقة المجنونة نفسها. فبغض النظر عن النتائج التي انتهت إليها محكمة العدل الدولية بعد شكوى دولة جنوب أفريقيا فإن إسرائيل تعتبر الآلاف من القتلى والمعاقين والجرحى والمشردين من أهل غزة عنوانا لانتصارها. هو انتصار على شعب أعزل لن يحل مشكلتها مع الشعب الفلسطيني الذي تعرف أنه يصر على قيام دولته بمعزل عمّا تفعله حماس وسلطة رام الله. صار الاثنان بعيدين عن الإرادة الشعبية الفلسطينية التي تحلم بقيام الدولة الفلسطينية.لا الخراب ولا الرثاء نافعان. الحقيقة التي يتم تزويرها على أرض الواقع ستظل ماثلة أمام إسرائيل والفلسطينيين على حد سواء. ما من مفر من دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: دولة فلسطینیة حرکة حماس رام الله فی غزة
إقرأ أيضاً:
لماذا وافقت إسرائيل على وقف إطلاق النار في لبنان؟ نتنياهو يوضح
(CNN)-- قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن هناك ثلاثة "أسباب رئيسية" تجعله يريد وقف إطلاق النار في لبنان الآن، موضحًا أنه سيتيح "التركيز على التهديد الإيراني"، وإعطاء القوات الإسرائيلية قسطًا من الراحة، وزيادة الضغط على حماس.
"لماذا يجب أن يكون لدينا وقف إطلاق نار الآن؟ لثلاثة أسباب رئيسية"، تساءل نتنياهو، خلال بيان مصور مُسجل أذيع الثلاثاء، جاء بعد أن أخبر مسؤول إسرائيلي شبكة CNN أن مجلس الوزراء الأمني وافق على اتفاق لوقف إطلاق النار.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن السبب الأول هو "التركيز على التهديد الإيراني"، مضيفًا أنه لن يعطي المزيد من التفاصيل حول ذلك.
وأوضح أن السبب الثاني هو "إعطاء قواتنا قسطًا من الراحة وتجديد مخزون" الأسلحة، مضيفًا "والسبب الثالث لوقف إطلاق النار هو فصل الجبهات وعزل حماس. فمنذ اليوم الثاني للحرب، كانت حماس تعتمد على حزب الله للقتال إلى جانبها. ومع خروج حزب الله من الصورة، تُترك حماس وحدها. وسنزيد من ضغوطنا على حماس وهذا سيساعدنا في مهمتنا المقدسة المتمثلة في إطلاق سراح رهائننا"، حسبما قال.
وأشار نتنياهو أيضًا إلى أن مدة وقف إطلاق النار "ستعتمد على ما يحدث في لبنان".
وحذر نتنياهو من أن إسرائيل ستستأنف الهجمات إذا انتهك حزب الله الاتفاق بإعادة تسليحه أو حفر الأنفاق أو إطلاق الصواريخ أو إعادة بناء بنيته التحتية بالقرب من الحدود الإسرائيلية.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي: "مع التفهم الكامل للولايات المتحدة، فإننا نحافظ على الحرية الكاملة للعمل العسكري".