أثناء تجولك في منطقة مصر القديمة، وتحديدًا في شارع المعز، ذلك الشارع الذي تغلب عليه الأصالة، ويشع منه الجمال، وتنعكس من جناباته صور الحضارة الإسلامية، يجلس «أحمد يحيى» داخل ورشة صغيرة ورثها عن والده ليصنع من قرون الجاموس تحفًا نادرة، ومن بيض النعام أجمل الأنتيكات.

شغل علي بيض النعامالنحات أحمد يحيى

نشأ أحمد يحيى، في أسرة متوسطة الحال بمنطقة الحسين بالقاهرة، وكان والده يعمل بمهنة النحت ويعشق الكفاح والسعي لكسب لقمة العيش بالحلال، فغرز رب الأسرة حب العمل و السعي نحو تحقيق الذات لدي ابنائه، فبجانب الدراسة كان يحثهم على العمل ويدفعهم للاحتكاك بالناس والشارع لكي يتمكنوا من الانخراط داخل المجتمع الذي يعيشون فيه.

يحيى، يتحدث لـ «الأسبوع»، عن بداية عمله، قائلًا: «بدأت العمل وأنا عمري 5 سنوات كصبي لوالدي في الورشة، وبدأت أتعلم منه الصنعة يومًا بعد الآخر بجانب تركيزي في دراستي، ومع الأيام أصبحت أكتسب خبرات في طريق تعلمي المهنة، وزاد شغفي وحبي لهذا العمل، وهذا كان أكبر دافع لي.. احساس أنك بتعيد الحياة لقطعة عظام ممكن تترمي بدون فايدة وتحولها لتحفة دا أحساس جميل جدًا، وفكرة أنك بتعمل شئ مش متواجد بكثرة فده أمر رائع ».

يجلس يحيى، ساعات طويلة داخل ورشته، بين آلاته التي تركها له والده ومعدات أخرى أضافها هو للورشة كنوع من التطور الذي يواكب به العصر، وحول هذا يوضح: «أنا أبدأ عملي في تمام 8 صباحًا، واليوم عندي ليس له نهاية إلا بعد أن انتهي من كل الطلبيات بتاعتي، أو أن يغلب عليّ التعب، قضاء الوقت في أداء عمل تحبه هو ما يجعل اليوم يمر سريعًا دون أن أشعر به».

نحت على خشب الابنوس

أعمال النحات أحمد يحيى، أثارت اعجاب كل من شاهدوها، سواء كانوا مصريين أوعرب أو حتي أجانب. يقول يحيى: «بكون فخور جدًا لما أخلص شغلي واسلم الطلب للعميل، ويجد العمل استحسانه ويشيد به».

قد تظن للوهلة الأولي أن مثل هذا العمل الذي يقوم به يحيى، يحتاج إلى سنوات لتعلمه، وهذا ما نفاه يحيى مؤكدًا: «أي مهنة يدوية تحتاج فقط فى البداية إلى التركيز والتدقيق في أصغر التفاصيل، فكل تفصيلة تعني بالتأكيد إضافة لعملك، والشرط الأساسي لتعلم المهنة اليدوية سواء نحت أو تطريز أو غيرها هو الشغف وحب المهنة قبل فكرة التربح منها، بعد ذلك تتحول المهنة لطاقة خير ونافعة لصاحبها».

سلاحف من قرن الجاموس

وعن المواد الخام التي يستخدمها، يقول أحمد يحيى: «أكثر المواد التي استخدمها هي قرون الجاموس، سواء الجاموس المصري أو الجاموس السوداني، ولكل واحد منه ما يميزه، ولكل واحد استخدامه، إضافة إلى بيض النعام الغير مخصب، بجانب خشب الأبنوس».

أشكال من خشب الابنوس

وعن المصدر الذي يأتي منه بالمواد الخام التي يستخدمعا، أوضح أنه يحصل على قرون الجاموس من المذابح، ومحلات الجزارة، فى حين أنه يحصل علي بيض النعام من مزارع النعام التى أصبحت متوفرة فى مصر خلال السنوات الأخيرة.

وأشار أحمد، إلى أنه لجأ لاستخدام قرون الجاموس، كمادة خام بديلة عن سن الفيل، الذي أصبح محرم دوليًا حفاظا على سلالة الأفيال من الانقراض: «كان من حسن الحظ أن منتجات القرون لاقت استحسان العملاء، وهو ما دفعنا للاعتماد عليها بدلًا من سن الفيل».

وعن أغرب موقف تعرض له أثناء مزاولته مهنته، يقول: «كان مطلوب مني أعمل تمثال بشكل معين لسائح أوروبي، وبعد ما أنهيت عملي ورأى ما صنعته له، طلب مني أن أسافر معه واشتغل في أوروبا، ورفضت بشكل لطيف لأني لا أستطيع ترك أسرتي وبلدي».

واختتم يحيى، حديثه لـ «الأسبوع»، قائلًا: «أتمني أن يتجه الشباب لتعلم المهن اليدوية، وأنا على أتم الاستعداد لتعليم من يريد الانضمام للمهنة من البداية حتى يصل للاحتراف كمبادرة للحفاظ على المهنة من الإندثار».

اقرأ أيضاً«ياسمين».. قصة المهندسة بائعة الورد

كل كبايه وراها حكايه.. "دبور" قصة كفاح لأحدث وأشهر سيارة لبيع القهوه الجاهزة فى حلوان

وزيرة التضامن: «ديارنا» أحد أكبر وأعرق معارض الحرف اليدوية في مصر

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: فن النحت النحت بيض النعام بیض النعام أحمد یحیى

إقرأ أيضاً:

تسليم ادوات المهنة لعدد 245 من معيلات اسر الايتام في حضرموت

شمسان بوست / المكلا

سلم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الانسانية، أدوات المهنة لعدد 245 من معيلات اسر الايتام بمحافظة حضرموت بعد اجتيازهن التدريب المهني.

وشمل التدريب مجالات الخياطة، والصناعات الغذائية، والكوافير والتجميل، ودورة ريادة الأعمال، في مديريات الشحر، وغيل باوزير، وتريم، وسيئون، وذلك ضمن مشروع رعاية وكفالة الأيتام الشاملة الذي تنفذه جمعية إنسان بالتعاون مع ائتلاف الخير، من اجل  تحقيق الاكتفاء الذاتي وتحسين الوضع المعيشي، و تعزيز الاستقرار الأسري للأيتام.
  

مقالات مشابهة

  • أبرز المحطات في ذكري ميلاد صلاح ذو الفقار| ضابط الشرطة الذي أصبح دنجوان الفن المصري
  • محمد ثروت يخطف وجدان محبى الفن الجميل بالمسرح الكبير فى دار الأوبرا
  • بتكلفة 70 ألف جنيه.. فريق مصري يصنع «درون» لإطفاء الحرائق
  • رانيا يحيى: الشعب الإيطالي يعشق عمر الشريف.. والفن لغة توحد الشعوب
  • تسليم ادوات المهنة لعدد 245 من معيلات اسر الايتام في حضرموت
  • مع زيادة الأجور في تركيا أصبح العمل في هذه المهنة الخيار الأمثل!
  • سلطان بن أحمد: أنتم صناع الغد والأمل الذي تتطلع إليه أوطانكم
  • نشرة الفن| هادي الباجوري يحتفل بـ عيد ميلاد ياسمين عبد العزيز.. أحمد سعد يوجّه رسالة لـ تامر عاشور
  • «الوزراء» يكشف عن أضرار صحية تنتظر الأمريكيين عقب إخماد حرائق كاليفورنيا
  • أطفال أتوبيس الفن الجميل في جولة بدار الكتب والجمعية الجغرافية (صور)