الجزيرة:
2024-11-25@16:12:19 GMT

مستشفى العودة في شمال غزة يصارع من أجل البقاء

تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT

مستشفى العودة في شمال غزة يصارع من أجل البقاء

غزة- تأجّلت ولادة الفلسطينية وصال صالحة أسبوعاً كاملاً، بسبب عدم توفر الوقود اللازم لتشغيل قسم النساء والتوليد في "مستشفى العودة" الواقع في منطقة تل الزعتر بجباليا شمال قطاع غزة.

وقبل 3 أيام وعند الثامنة مساءً وضعت وصال (22 عاماً) مولودها وليد "وقد حالفها الحظ" حسبما يقول زوجها أبو أحمد (27 عاماً) للجزيرة نت إن "وجودنا في المستشفى تزامن مع شخص أحضر غالوناً من السولار، أتاح إعادة تشغيل قسم الولادة".

وخلال هذه الأيام التي أعقبت الولادة، لم تتلق وصال أي أدوية باستثناء علاجات بسيطة مسكنة، وقد تزامنت ولادتها مع تحذير إدارة المستشفى من توقف خدماتها كلياً، جراء عدم تلقيها أي كميات من الوقود، إضافة إلى انقطاع الأدوية والمستهلكات الطبية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.

مستشفى العودة تعرض للاستهداف عدة مرات منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية (الجزيرة) انقضت المهلة

قبل نحو عامين، وضعت وصال مولودها البكر أحمد في مستشفى العودة، وتقول للجزيرة نت "الوضع اختلف كثيراً، في الولادة الأولى كانت الخدمة رائعة من حيث المراجعة والفحص الدوري، وكل ما تحتاجه الحامل كان متوفراً، أما الآن فالمستشفى مظلم وما في كهرباء ولا مولدات ولا أدوية".

و"العودة" هو المستشفى الوحيد الذي لا يزال يعمل شمال القطاع بالحد الأدنى ووفق الإمكانيات البسيطة المتاحة، بعدما عطّل الاحتلال بالاستهداف المباشر وغير المباشر جميع المستشفيات الحكومية والأهلية في مدينة غزة وشمالها.

ويرى أبو أحمد في خروج "العودة" عن الخدمة "حكماً بالإعدام الجماعي على شمال قطاع غزة" ويصف المستشفى بأنه "الأمل الوحيد للناس في الشمال، بعدما خرجت كل المستشفيات والمراكز الصحية عن الخدمة".

وسبق أن أعلنت إدارة مستشفى العودة -الثلاثاء الماضي- خروج أقسام العمليات والمختبر والأشعة عن الخدمة، بينما باتت خدمات الاستقبال والطوارئ والعيادات التخصصية والولادة مهددة بالتوقف التام خلال 48 ساعة.

وبانقضاء هذه المهلة، يقول الدكتور محمد صالحة القائم بأعمال مدير المستشفى للجزيرة نت "لقد خرجنا فعلياً عن الخدمة، ونحن نصارع حالياً من أجل البقاء" ولهذا سيواجه مئات آلاف الفلسطينيين في مدينة غزة وشمالها مخاطر الموت قصفاً وجوعاً ومرضاً، وفق تأكيد أوساط طبية وشعبية.

اطباء مستشفى العودة يجرون عمليات منقذة للحياة في ظل ظروف معقدة وإمكانيات متواضعة (الجزيرة) حكم بالإعدام

ومع إعلان وزارة الصحة -الأربعاء الماضي- خروج آخر مستشفياتها الحكومية شمال القطاع عن الخدمة، وهو "مستشفى كمال عدوان" جراء توقف المولد الكهربائي وعدم توفر الوقود اللازم لتشغيله، يفقد السكان هناك خدمات غسل الكلى والعناية المركزة والحضانة والباطنة والقلب والجراحة العامة ومبيت وطوارئ الأطفال.

وقال المتحدث باسم الوزارة الدكتور أشرف القدرة إن "توقف الخدمات الطبية شمال غزة هو حكم بالإعدام على 700 ألف مواطن". وفي بيان نشرته الصحة على منصاتها الرسمية، أكد القدرة أن "مستشفيات شمال غزة عاجزة عن توفير الخدمات المنقذة للحياة".

وتأكيداً على ذلك، اضطرت مستشفى العودة إلى تأجيل 46 عملية مجدولة لجراحة العظام، ويحذر الدكتور صالحة من أن "هؤلاء المرضى عرضة لبتر أطرافهم، والأخطر تدهور حالاتهم الصحية، وقد تؤدي للوفاة".

واستقبل مستشفى العودة 176 من جرحى "مجزرة الطحين"، التي أودت بحياة 112 فلسطينيا ومئات الجرحى، الذين احتشدوا على شارع الرشيد جنوب غربي مدينة غزة أملاً في الحصول على كيس دقيق من شاحنات مساعدات شحيحة يسمح الاحتلال بوصولها من جنوب القطاع.

وبإمكانيات متواضعة وعلى كهرباء من بطاريات صغيرة وباستخدام كشافات يدوية، أجرى الأطباء في المستشفى 7 عمليات جراحية، من بين 27 جريحاً بحاجة إلى تدخلات جراحية عاجلة.

وقال القائم بأعمال مدير المستشفى محمد صالحة إن "عمليات جراحية أجريت في قسم الاستقبال والطوارئ، وفي ظروف غاية في الصعوبة والتعقيد، من أجل إنقاذ الحياة".

مولدات مستشفى العودة توقفت عن العمل بسبب عدم توفر الوقود (الجزيرة) حصار مستشفى

تأسس مستشفى العودة الأهلي عام 1985، وهو يتبع جمعية العودة الصحية والمجتمعية، التي تديره مع مستشفى آخر بنفس الاسم في مخيم النصيرات وسط القطاع، إضافة إلى 6 مراكز رعاية صحية أولية على مستوى القطاع. واستفاد من الخدمات مجتمعة 240 ألف مواطن منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي، من بينهم 40 ألفاً شمال القطاع، منهم 7 آلاف جريح.

وعلى مدار الشهور الخمسة الماضية من الحرب، دمرت قوات الاحتلال المقر الرئيسي لمركز العودة في غزة، و3 مراكز أخرى في المدينة وشمالها، وفي مدينة خان يونس جنوب القطاع.

ويعتبر مستشفى العودة الوحيد الذي يقدم خدمات جراحة العظام والنسائية والتوليد شمال القطاع، إضافة إلى الجراحة العامة والاستقبال والطوارئ، والعيادات التخصصية والأشعة والمختبر.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي "لم تصل المستشفى أي قطرة سولار أو أدوية" بحسب تأكيد الدكتور صالحة، بسبب الرفض المتكرر للاحتلال التنسيق لمنظمة الصحة العالمية ومنظمة "أطباء بلا حدود" والمؤسسات الصحية الدولية الشريكة للوصول بالمساعدات إلى المستشفى.

مستشفى العودة وصل مرحلة الخطر وخرج عن الخدمة كليا (الجزيرة) استهداف ممنهج

وقال الدكتور صالحة إن "الاحتلال تعمّد منذ بداية العدوان، وضمن سياسته الممنهجة تعطيل المنظومة الصحية، استهداف مستشفى العودة شمال القطاع، من خلال التهديدات المباشرة بالإغلاق، ومن ثم استهدافه بالقصف المباشر، وتدمير أقسام المبيت وغرف العمليات ومنظومة الطاقة الشمسية ومخازن المياه والسولار ومستودعات الأدوية والغازات الطبية وسيارات النقل والإسعاف والإمداد الطبي التابعة".

وفي 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، استشهد 3 أطباء جراء استهداف مباشر بالقذائف، وأخرج 50% من قدرة المستشفى عن الخدمة. وذكر الدكتور صالحة أن "الاحتلال لم يكتف بذلك، بل حاصر المستشفى في 5 ديسمبر/كانون الأول الماضي لمدة 18 يوماً، ونتيجة لذلك استشهد 3 من العاملين، وأصيب 12 موظفاً من الطواقم الطبية ومتطوعون، واعتقل مدير المستشفى الدكتور أحمد مهنا و3 من الطواقم الطبية، ولا يزال مصيرهم مجهولاً".

وقال المتحدث "عملنا لشهور لجمع السولار قطرة قطرة من الميدان، وتوفير ما يمكن توفيره من الأدوية والمستهلكات الطبية اللازمة لاستدامة الخدمات الطبية، والآن وصلنا إلى مرحلة خطر التوقف والخروج عن الخدمة، والحرمان التام للمواطنين شمال القطاع من الخدمات الصحية الأساسية، بسبب خروج كل المستشفيات عن الخدمة".

واختتم صالحة تصريحاته بالقول "هذا يفاقم من الأزمات المعقدة والمركبة، وسنكون أمام كارثة محققة، ما لم يتدخل من تبقى من العالم الحر، بالضغط على الاحتلال لإمداد المستشفى بالوقود والأدوية والمستهلكات والمستلزمات الطبية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: مستشفى العودة الدکتور صالحة شمال القطاع عن الخدمة

إقرأ أيضاً:

إصابة مدير مستشفى كمال عدوان وكوادر طبية بقصف من طائرة مسيرة شمال غزة

أصيب مدير مستشفى "كمال عدوان"  في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، حسام أبو صفية، وعدد من الكوادر الطبية بالمستشفى، جرّاء قصف مكثّف لجيش الاحتلال الإسرائيلي، استهدف المستشفى ومحيطه، في ساعة متأخرة من اليوم السبت.

وأبرزت وسائل إعلام محلّية أن "مدير المستشفى، أبو صفية، أصيب بشظايا قنبلة ألقتها طائرة مسيرة من طراز "كواد كابتر"، وذلك خلال تفقّده للمرضى داخل أروقة المستشفى".

وأضافت المصادر نفسها، أنّ "طائرة مسيرة للاحتلال عملت على قصف محطة الأكسجين في مستشفى كمال عدوان، بعدّة قنابل، وهناك تحذيرات متسارعة من اشتعال النيران في المستشفى بعد تسرّبه".

عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Arabi21 - عربي21‎‏ (@‏‎arabi21news‎‏)‎‏
وكان حسام أبو صفية قد أطلق نداء استغاثة جديدا، الجمعة، حيث ندّد باستمرار حصار الاحتلال الإسرائيلي الشديد، وكذا قصف المنشأة الطبية. مشيرا إلى أن "المرضى والطاقم الطبي في مستشفى كمال عدوان يعيشون منذ أكثر من 40 يوما وضعا كارثيا. 

وأوضح أبو صفية أن "58 مصابا يتواجدون حاليا في المستشفى المحاصر، وهم من الأطفال والنساء، ويتلقون الحد الأدنى من الخدمات الصحية. فيما يوجد في العناية المركزة 8 بحالة حرجة و14 طفلا في قسم الأطفال".

وبحسب مدير المستشفى، "لم يكتف الاحتلال بذلك، بل استهدف الطواقم الطبية مباشرة مرتين، الأولى في قسم الطوارئ والثانية في قسم الأشعة، ما أسفر عن وقوع إصابات خطيرة بينهم".

عرض هذا المنشور على Instagram
وتمنع دولة الاحتلال الإسرائيلي إدخال الدواء والغذاء، وأيضا تمنع وصول سيارات الإسعاف وخدمات الدفاع المدني، رغم النداءات الدولية المتواصلة لوقف هذه الانتهاكات.

وفي السياق نفسه، كان ابن مدير مستشفى "كمال عدوان" في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، حسام أبو صفية، قد استشهد خلال قصف سابق للاحتلال الإسرائيلي على شمال القطاع. 


ووثّق مقطع فيديو، تم تداوله على نطاق واسع على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، أبو صفية بردائه الطبي، حاملا نعش ابنه على كتفيه، ودموعه تملأ وجهه. 

إلى ذلك، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ما يوصف بحرب الإبادة الجماعية، على كامل الأهالي في قطاع غزة المحاصر، لليوم الـ414 على التوالي، مرتكبة مزيدا من المجازر الوحشية بحق المدنيين العزل، وسط أوضاع كارثية بسبب نزوح معظم السكان، وانتشار الجوع بفعل الحصار المطبق.

مقالات مشابهة

  • إصابة مدير مستشفى كمال عدوان وكوادر طبية بقصف من طائرة مسيرة شمال غزة
  • إصابة مدير مستشفى كمال عدوان وعدد من العاملين إثر قصف إسرائيلي في غزة
  • مدير مستشفى كمال عدوان وعدّة كوادر طبية يصابون بطائرة مسيرة للاحتلال شمال غزة
  • إصابة مدير مستشفى كمال عدوان وعدد من الكوادر الطبية إثر قصف إسرائيلي
  • عاجل.. إصابة مدير مستشفى كمال عدوان وعدد من الكوادر الطبية جراء قصف إسرائيلي
  • محافظ أسوان يتفقد مستشفى كوم أمبو الجديد ويتابع تقديم الخدمات الطبية
  • شهيدان في قصف الاحتلال الإسرائيلي بوابة مستشفى كمال عدوان شمال غزة
  • شهداء في قصف منازل مأهولة وسط وجنوب القطاع.. واستهداف جديد لمشفى كمال عدوان
  • لليوم الثاني على التوالي.. الاحتلال يستهدف مسشتفى كمال عدوان شمال غزة
  • الاحتلال الإسرائيلي يعاود استهداف مستشفى كمال عدوان شمال غزة.. وإصابات في صفوف الكوادر الطبية