قال سفير السودان لدى جنوب إفريقيا أسامة محجوب حسن بإن موقف الحكومة من المنابر المتعددة يقوم على مدى توافقها مع الحفاظ على السيادة الوطنية والأمن القومي للبلاد.الجزيرة – السودان.

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

أهلاً برؤوت .. وداعاً بورتسودان

لم يكن السودان مستعمرة مثل بقية الدول التي احتلتها الإمبراطورية البريطانية وحكمتها واستغلت خيراتها في آسيا وأفريقيا وإنما كان له وضع مختلف وفق اتفاقية الحكم الثنائي بين مصر وبريطانيا. مكثت بريطانيا أقل من ستة عقود فقط وخرجت على عجل لأسباب كثيرة ومختلفة.

خرج الإنجليز بسرعة من السودان فيما تباطأوا في الخروج من بقية دول أفريقيا حتى الثمانينيات من القرن الماضي تاركين الكثير من العلامات والأسماء والإرث الثقيل.
صاحب خروج الاستعمار من غالب الدول الأفريقية والآسيوية إحساساً متعاظماً بالكبرياء والهوية الوطنية في البلدان التي نالت استقلالها حديثاً وبدأت النخب السياسية والثقافية مشروعات هائلة لاستعادة التاريخ والجغرافية من التشوهات التي اصابتها حتى بلغ الأمر بالبعض أن امتنعوا عن استخدام لغة المستعمر كوسيط في الكتابة والتخاطب.

ضمن تلك العملية ألغت الحكومة الوطنية الجديدة فور الاستقلال الاسم الاستعماري روديسيا الشمالية واتخذت اسم زامبيا عام ١٩٦٤م، وأسقطت جارتها اسم روديسيا الجنوبية واتخذت اسم زيمبابوي عام ١٩٨٠م ثم غيرت اسم العاصمة سالزبوري إلى هراري ثم انطلقت في حملة ماجدة لتغيير أسماء المدن والشوارع محواً لإرث الاستعمار والتفرقة العنصرية البغيض.
في الهند استعادت مدينة مومباي الساحرة اسمها وتناقش الدولة الكبرى هذه الأيام فكرة استعادة اسمها التاريخي بْهارات، وفي الغرب الأفريقي استعادت بنين اسمها من داهومي وساحل العبيد، وبوركينا فاسو اسمها من فولتا العليا، وناميبيا من جنوب غرب افريقيا الألمانية، وهكذا تعبر الشعوب عن اعتزازها بتراثها وثقافتها.

ستحل العام المقبل الذكري ال١٢٠ لتأسيس الميناء وبناء مدينة (برؤوت) الجديدة في العهد الإنجليزي المصري تحت اسم بورتسودان ولعل في هذه المناسبة فرصة تاريخية لاستعادة الاسم التاريخي للمدينة تخلصاً من إرث الاستعمار وافتخاراً بأحد الملامح الرمزية للهوية الوطنية.

لقد ظلت المدينة منذ تأسيسها موطناً رحباً تقاسم فيه سكان الشرق الأسبق حضوراً من بداوييت وتقراييت وسواكنية المكان المبارك مع شركائهم في تأسيس المدينة وصناعة هويتها من حضارمة ويمانية في طردونا وشايقية وتناقسة في أبوحشيش وسلبونا وترب هدل، ودناقلة وجعليين ورباطاب في ديم مدينة وسكة حديد، وهوسا وبرنو وفلاتة في دار السلام، ونوبة في فيليب، وفور وزغاوة في الرياض ودار النعيم، وعموم أهل السودان في جميع أحياء المدينة.

لقد ظلت مدينة (برؤوت) منذ بنائها عاصمة اقتصادية وتجارية وسياحية مهمة للسودان، وبعد هذه الحرب اللعينة التي تستهدف الأرض والوحدة والتراب الوطني والتاريخ والثقافة والحضارة صارت عاصمة سياسية، وليس أفضل من الحفاوة بها، بشكل رمزي معبر، وطنياً وقومياً في ذكرى تأسيسها من التخلص من الإرث الاستعماري البغيض وإلباسها هويتها الوطنية.

محمد عثمان إبراهيم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • «المصري للفكر»: تحركات مصر في إفريقيا أساسية ومهمة للأمن القومي
  • جنوب إفريقيا تفحص المسافرين بجميع الموانئ للتأكد من عدم إصابتهم بـ «جدري القرود»
  • وفد من جنوب إفريقيا يدعم أطفال الصعيد مرضى السرطان في أورام الأقصر
  • بمناسبة الذكرى الـ 126 لإعلان استقلال الفلبين.. سفير الفلبين بالقاهرة يؤكد عمق العلاقات مع مصر.. ويشكر الحكومة المصرية على مواقفها الإنسانية بشأن السودان وغزة
  • أهلاً برؤوت .. وداعاً بورتسودان
  • البرهان يبحث مع مسؤولة باليونسيف إعادة النازحين إلى ديارهم
  • وزير الري ونظيره الجنوب سوداني يبحثان موقف مشروعات التعاون الثنائي بين البلدين
  • لوكاشينكو يؤكد دعم بلاده لروسيا في المنابر الدولية
  • ميدو: على منظمي المباريات في مصر التعلم من موقف مونتيلا في يورو 2024
  • تأثير الذكاء الاصطناعي على السلم والأمن في إفريقيا