موقع النيلين:
2025-03-01@17:21:49 GMT
ضياء الدين البلال: ولاية الجزيرة؛ قصصٌ لم تُحكَ بعد!
تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT
□ ما يحدث في الجزيرة أكبر من كارثة، وأعظم من مأساة.
□ جحافل التتار، وجيوش المغول، وحملات الدفتردار تستبيح بلاداً لم تقدم لوطنها سوى الخير.
□ قلوبٌ بيضاء كلوزات القطن.
□ أيادٍ خضراء تعطي بسخاءٍ وتواضع، كأنها تأخذ ولا تمنح.
□ دواوين مفتوحة لضيوف الهجعة، وزُوّار الصباح، وطلاب العلم.
□ خلاوي ومساجد لتعليم القرآن، وإطعام الجائع والمحروم.
□ الجزيرة حالةٌ اجتماعيةٌ نادرةٌ وفريدةٌ، ذابت فيها فوارق القبائل والألوان والطبقات.
□ ولم يبق سوى طِيب العُشرة، وحُسن الجيرة، وعجين الود والمحَبّة.
□ وفي الذاكرة، يصدح الصوت الخريفي الجميل:
في الجزيرة نزرع قطنا
نتيرب نحقِّق أملنا
□ فعلوا فيها كل المُوبقات في تواريخ الحروب؛نهب، وقتل، واغتصاب، وإذلال، وتهجير.
□ استباحة شاملة من ذئاب بشرية ضارية، ذات قلوب مُتصحِّرة، وأنفس مُتعطِّشة للدماء.
□ ذئاب لا تُفَـرِّق بين صغير وكبير، امرأة ورجل، شاب وطفل.
□ قرى ليس بها حتى أقسام شرطة، وقد لا توجد بها بندقية واحدة للصيد أو مسدس ماء للعب الأطفال.
□ تهجّـم عليها سيّارات مُدرّعَـة بالثنائي والرباعي، والدوشكات، وشهوات النهب والسلب والاغتصاب.
□ أمس….
عندما أراد أهلها الاستعداد للدفاع عن أنفسهم، ونفروا خِفافاً وثِقالاً، خذلتهم السلطات ومنعت عنهم السلاح.
□ وعندما حضر العدو المُتوحِّش، كان خيار الجيش الانسحاب لأماكن آمنة وترك أهل الجزيرة يُواجهون قوات مُدجّجة بالسلاح حتى الأسنان!!
□ والآن….
مع قطع الاتصالات وغياب الصورة الكاملة للمأساة، تتسرّب المعلومات لتخبر عن مجاعة تُحاصر أهل الزرع والضرع والقدح والمُلاح.
□ الأرض خاليةٌ من الزرع وما كان مدخراً للأيام والشهور ذهب مع الرياح!!
□ الأعمال مُتعطِّلةٌ والوظائف مُتوقِّفةٌ، وعون وغوث المُغتربين والمُهاجرين انقطع مع تعطيل شبكات الاتصالات.
□ غداً….
حينما تعود الاتصالات، وتُحكى الحكايات، وتُروى القصص، سيكتشف العالم فداحة ما كان يحدث بعيداً عن مراصد الكاميرات، ومسامع الناس، وتجاهل المجتمع الدولي..!
ضياء الدين البلال
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً: