بنك قطر الوطني يستبعد حدوث نمو قوي بمنطقة اليورو في 2024
تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT
استبعد بنك قطر الوطني QNB حدوث نمو اقتصادي قوي في منطقة اليورو، خلال العام الجاري، خصوصا وأن الآثار المتأخرة لتشديد السياسة النقدية لم تظهر بعد، ما يتعين على المنطقة سحب تدابير تيسير السياسة المالية تدريجيا.
وقال البنك في تقريره الأسبوعي إن من شأن المفاجآت الكلية الإيجابية، ومكاسب الدخل الحقيقي، ودورة التصنيع العالمية الأكثر دعما، أن تمنع تفاقم الركود الاقتصادي المستمر في المنطقة.
وأضاف التقرير، ظلت منطقة اليورو في دوامة سلبية منذ مطلع 2022، عندما علقت المنطقة في حلقة من عدم اليقين الجيوسياسي، وارتفاع أسعار الطاقة، والتشديد النقدي القياسي، وضعف الطلب الخارجي. ونتيجة ذلك، حدث تباطؤ كبير بعد التعافي الاقتصادي من جائحة كوفيد، على خلفية الصراع الروسي الأوكراني، ومع تجنب المنطقة لأزمة طاقة أعمق بفضل الطقس المعتدل، والدعم المالي، وقوة المواسم السياحية، فقد تم تخفيف أثر الصدمة الاقتصادية.
ولفت إلى أنه رغم أن المنطقة تمكنت من تجنب الركود حتى الآن، إلا أن هذا التهديد المحتمل لا يزال قائما، فمن بين الدول الـ 20 الأعضاء في منطقة اليورو، هناك 9 دول تعتبر رسميا في ركود أو قريبة جدا منه، بما في ذلك ألمانيا، وهولندا، والنمسا. كما أن الرياح المعاكسة لا تزال تلوح في الأفق، ولا يزال الاقتصاد في حالة جمود منذ ثلاثة أرباع، وهو راكد على نطاق واسع حتى في الوقت الذي قدمت فيه الاقتصادات المتقدمة الأخرى، كالولايات المتحدة، أداء أكثر قوة.
وأشار التقرير، إلى توقعات المحللين الاقتصاديين لمزيد من الضعف مستقبلا، حيث يشير إجماع بلومبرغ إلى نمو ضئيل تبلغ نسبته 0.5 % في 2024، وهو أقل بكثير من متوسط النمو طويل الأجل البالغ 1.4 % للمنطقة، مضيفا من الواضح لا يوجد مجال للإفراط في التفاؤل بشأن النمو الاقتصادي بمنطقة اليورو، فالآثار المتأخرة لتشديد السياسة النقدية لم تظهر بعد، ومع ذلك، فإننا نرى فرصا لحدوث مفاجآت إيجابية، ونتوقع أن تحقق المنطقة نموا تبلغ نسبته 0.8 % .
وعزا ذلك إلى ثلاثة عوامل رئيسية، هي: أولا، يبدو أن سلسلة المفاجآت الاقتصادية السلبية للمنطقة بلغت نهايتها، مما يشير إلى وجود بعض التشاؤم المفرط، ويرجح أن تعقبه مفاجآت إيجابية مستقبلا، ويتضح ذلك في التحركات الأخيرة لمؤشر سيتي للمفاجآت الاقتصادية، وللمرة الأولى منذ 9 أشهر، أنتجت البيانات مفاجآت إيجابية منذ بداية فبراير 2024، وتشير هذه التحولات ضمنا إلى أن التوقعات الحالية متشائمة للغاية، وينبغي تعديلها للأعلى.
ثانيا، يتوقع أن يفضي الانخفاض المستمر في التضخم إلى مكاسب حقيقية في الدخل، وقد يؤدي إلى تعزيز استهلاك السلع الكمالية، في ظل تراجع التضخم من ذروته البالغة 10.7% في أكتوبر 2022 إلى أن بلغ 2.9 % في ديسمبر 2023، حيث تشير المؤشرات إلى اقترابه بشكل أسرع من المعدل المستهدف البالغ 2 % ، الذي حدده البنك المركزي الأوروبي، ويشير هذا الأمر، في ظل استمرار النمو القوي للأجور الذي يتجاوز 5 % سنويا، إلى مكاسب في الدخل الحقيقي، ستترجم إلى ارتفاع في إنفاق الأسر، وبما أن الاستهلاك يشكل 73 % من الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة، فقد يكون هذا الأمر بمثابة محفز لتعزيز النمو.
ثالثا، يتوقع أن يكون قطاع التصنيع أكثر دعما للنمو الاقتصادي لمنطقة اليورو خلال الأشهر المقبلة، فبعد الركود العالمي في قطاع التصنيع، الذي كان عميقا واستثنائيا، واستمر لفترة طويلة بدأت منذ 2022، من المتوقع أن يحدث تحول إيجابي في دورة التوسع، بعد أن وصل مؤشر مديري مشتريات قطاع التصنيع العالمي لأدنى مستوى يوليو الماضي، ثم تحسن ذلك، وتشير بيانات يناير 2024، إلى أن النشاط يوشك على التحول إلى المنطقة التوسعية.
وخلص التقرير إلى أنه غالبا ما تكتسب دورة توسع نشاط التصنيع زخما سريعا، تستمر لمدة عام ونصف تقريبا، وسيكون هذا الأمر داعما لمنطقة اليورو، لا سيما وأن قطاع التصنيع يمثل ما نسبته 15-20 % من الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: بنك قطر الوطني
إقرأ أيضاً:
نمو نشاط قطاع التصنيع في الصين خلال فبراير
تسارعت وتيرة نمو نشاط قطاع التصنيع في الصين خلال الشهر الماضي، بفضل زيادة الإنتاج والطلبيات، وفقًا للنتائج النهائية لمسح مؤسسة إس أند بي غلوبال الصادرة اليوم الاثنين.
وحسب المسح، ارتفع مؤشر كايشين لمديري مشتريات قطاع التصنيع إلى 50.8 نقطة في فبراير، مقابل 50.1 نقطة في يناير، في حين كانت القراءة الأولية للمؤشر 50.4 نقطة خلال الشهر الماضي.
وتشير قراءة المؤشر فوق 50 نقطة إلى نمو النشاط الاقتصادي في القطاع، بينما تشير القراءة أقل من 50 نقطة إلى انكماشه، بحسب وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ).
واستمر المؤشر فوق مستوى 50 نقطة للشهر الخامس على التوالي، مما يعكس تحسنًا طفيفًا في أوضاع تشغيل قطاع التصنيع في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، ليصل إلى أعلى مستوى له منذ نوفمبر الماضي.
وسجل المؤشران الفرعيان للإنتاج والطلبيات الجديدة ارتفاعات متزامنة، ليبلغا أعلى مستوياتهما منذ نوفمبر.
وتعكس الزيادة في الطلبيات الجديدة تحسنًا عامًا في الظروف الاقتصادية وإدخال منتجات جديدة. كما ارتفعت أعمال التصدير الجديدة لأول مرة منذ نوفمبر.
وساهم ارتفاع الإنتاج في زيادة نشاط المشتريات، في حين انخفضت مخزونات مستلزمات التصنيع لدى الشركات المصنعة لأول مرة منذ يوليو الماضي.
ورغم تحسن النشاط، استمر تراجع التوظيف في قطاع التصنيع للشهر السادس على التوالي.
وعلى صعيد الأسعار، ارتفعت أسعار مستلزمات الإنتاج بنسبة طفيفة، مما أتاح للشركات تقديم خصومات للعملاء، ليستمر تراجع أسعار المنتجات للشهر الثالث على التوالي.