استبعد بنك قطر الوطني QNB حدوث نمو اقتصادي قوي في منطقة اليورو، خلال العام الجاري، خصوصا وأن الآثار المتأخرة لتشديد السياسة النقدية لم تظهر بعد، ما يتعين على المنطقة سحب تدابير تيسير السياسة المالية تدريجيا.

وقال البنك في تقريره الأسبوعي إن من شأن المفاجآت الكلية الإيجابية، ومكاسب الدخل الحقيقي، ودورة التصنيع العالمية الأكثر دعما، أن تمنع تفاقم الركود الاقتصادي المستمر في المنطقة.

وأضاف التقرير، ظلت منطقة اليورو في دوامة سلبية منذ مطلع 2022، عندما علقت المنطقة في حلقة من عدم اليقين الجيوسياسي، وارتفاع أسعار الطاقة، والتشديد النقدي القياسي، وضعف الطلب الخارجي. ونتيجة ذلك، حدث تباطؤ كبير بعد التعافي الاقتصادي من جائحة كوفيد، على خلفية الصراع الروسي الأوكراني، ومع تجنب المنطقة لأزمة طاقة أعمق بفضل الطقس المعتدل، والدعم المالي، وقوة المواسم السياحية، فقد تم تخفيف أثر الصدمة الاقتصادية.

ولفت إلى أنه رغم أن المنطقة تمكنت من تجنب الركود حتى الآن، إلا أن هذا التهديد المحتمل لا يزال قائما، فمن بين الدول الـ 20 الأعضاء في منطقة اليورو، هناك 9 دول تعتبر رسميا في ركود أو قريبة جدا منه، بما في ذلك ألمانيا، وهولندا، والنمسا. كما أن الرياح المعاكسة لا تزال تلوح في الأفق، ولا يزال الاقتصاد في حالة جمود منذ ثلاثة أرباع، وهو راكد على نطاق واسع حتى في الوقت الذي قدمت فيه الاقتصادات المتقدمة الأخرى، كالولايات المتحدة، أداء أكثر قوة.

وأشار التقرير، إلى توقعات المحللين الاقتصاديين لمزيد من الضعف مستقبلا، حيث يشير إجماع بلومبرغ إلى نمو ضئيل تبلغ نسبته 0.5 % في 2024، وهو أقل بكثير من متوسط النمو طويل الأجل البالغ 1.4 % للمنطقة، مضيفا من الواضح لا يوجد مجال للإفراط في التفاؤل بشأن النمو الاقتصادي بمنطقة اليورو، فالآثار المتأخرة لتشديد السياسة النقدية لم تظهر بعد، ومع ذلك، فإننا نرى فرصا لحدوث مفاجآت إيجابية، ونتوقع أن تحقق المنطقة نموا تبلغ نسبته 0.8 % .

وعزا ذلك إلى ثلاثة عوامل رئيسية، هي: أولا، يبدو أن سلسلة المفاجآت الاقتصادية السلبية للمنطقة بلغت نهايتها، مما يشير إلى وجود بعض التشاؤم المفرط، ويرجح أن تعقبه مفاجآت إيجابية مستقبلا، ويتضح ذلك في التحركات الأخيرة لمؤشر سيتي للمفاجآت الاقتصادية، وللمرة الأولى منذ 9 أشهر، أنتجت البيانات مفاجآت إيجابية منذ بداية فبراير 2024، وتشير هذه التحولات ضمنا إلى أن التوقعات الحالية متشائمة للغاية، وينبغي تعديلها للأعلى.

ثانيا، يتوقع أن يفضي الانخفاض المستمر في التضخم إلى مكاسب حقيقية في الدخل، وقد يؤدي إلى تعزيز استهلاك السلع الكمالية، في ظل تراجع التضخم من ذروته البالغة 10.7% في أكتوبر 2022 إلى أن بلغ 2.9 % في ديسمبر 2023، حيث تشير المؤشرات إلى اقترابه بشكل أسرع من المعدل المستهدف البالغ 2 % ، الذي حدده البنك المركزي الأوروبي، ويشير هذا الأمر، في ظل استمرار النمو القوي للأجور الذي يتجاوز 5 % سنويا، إلى مكاسب في الدخل الحقيقي، ستترجم إلى ارتفاع في إنفاق الأسر، وبما أن الاستهلاك يشكل 73 % من الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة، فقد يكون هذا الأمر بمثابة محفز لتعزيز النمو.

ثالثا، يتوقع أن يكون قطاع التصنيع أكثر دعما للنمو الاقتصادي لمنطقة اليورو خلال الأشهر المقبلة، فبعد الركود العالمي في قطاع التصنيع، الذي كان عميقا واستثنائيا، واستمر لفترة طويلة بدأت منذ 2022، من المتوقع أن يحدث تحول إيجابي في دورة التوسع، بعد أن وصل مؤشر مديري مشتريات قطاع التصنيع العالمي لأدنى مستوى يوليو الماضي، ثم تحسن ذلك، وتشير بيانات يناير 2024، إلى أن النشاط يوشك على التحول إلى المنطقة التوسعية.

وخلص التقرير إلى أنه غالبا ما تكتسب دورة توسع نشاط التصنيع زخما سريعا، تستمر لمدة عام ونصف تقريبا، وسيكون هذا الأمر داعما لمنطقة اليورو، لا سيما وأن قطاع التصنيع يمثل ما نسبته 15-20 % من الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: بنك قطر الوطني

إقرأ أيضاً:

ناطق أنصار الله: تهجير الفلسطينيين مخطط خطير ومرفوض دوليًا

يمانيون../
أكد الناطق الرسمي لأنصار الله، محمد عبدالسلام، أن الحديث عن تهجير الفلسطينيين إلى دول الجوار يمثل تهديدًا خطيرًا للمنطقة، مشددًا على أن هذا المخطط مرفوض فلسطينياً وعربياً ودولياً وإنسانياً.

وأوضح عبدالسلام، في منشور له اليوم الأربعاء، أن هذه المحاولات تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، لكنها لن تنجح، مؤكدًا أن “أمريكا تغرد خارج سرب القوانين الدولية” وأن مخططاتها محكوم عليها بالفشل.

وأضاف أنصار الله تعتبر هذا التوجه تهديدًا للمنطقة بأكملها، مشددًا على أن “الشعب الفلسطيني لن يرضخ ولن يتخلى عن أرضه مهما كانت الضغوط”.

ودعا عبدالسلام المجتمع الدولي إلى التصدي لهذه المخططات الهدامة، مؤكدًا أن “القضية الفلسطينية ستظل حية في وجدان الأحرار حول العالم”.

وجاءت تصريحاته تعليقًا على المساعي الأمريكية لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، معتبرًا ذلك محاولة لتحقيق أهداف فشل العدو في فرضها بالقوة المفرطة.

مقالات مشابهة

  • بعد زيارته للمنطقة.. مبعوث ترامب يتحدث عن عملية إعادة إعمار غزة
  • ناطق أنصار الله: تهجير الفلسطينيين مخطط خطير ومرفوض دوليًا
  • «سلوت» يستبعد «صلاح» من المواجهة المقبلة بدوري أبطال أوروبا
  • 850 مليون درهم أرباح «الفجيرة الوطني»
  • قائد الشرطة بالسويداء يلتقي مع عناصر فرع المرور بهدف تفعيله لتخفيف الازدحام المروري في المنطقة
  • 23 مليار درهم أرباحاً قياسية لبنك الإمارات دبي الوطني
  • 23 مليار درهم أرباح بنك الإمارات دبي الوطني في 2024
  • اليوم.. محاكمة 6 متهمين بقتل شخص واستعراض القوة بمنطقة السلام
  • لأول مرة.. الكشف عن مواقع لجيش الاحتلال بمنطقة جبل الشيخ في سوريا
  • صحيفة “لويدز لست”: رغم إعلان اليمن وقف الهجمات البحرية إلا أن قطاعات صناعية لم تعد للمنطقة