موقع النيلين:
2024-10-02@04:13:53 GMT

عصر أحمد زويل

تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT


في الثاني من أغسطس 2016 اتصلت بي السيدة «نانا زويل» شقيقة الدكتور أحمد زويل.. وسألتني: هل حقاً رحل الدكتور زويل؟ إنني أحاول الاتصال بهم منذ إذاعة الخبر.

لم تكن كلمات السيدة نانا واضحة تماماً، فقد اختلط الكلام بالدموع، وطمس البكاء كثيراً من الحروف.
اتصلت بالعزيز نبيل أحمد زويل نجل العالم الكبير، والذي درس العلوم السياسية في جامعة جورج تاون، وكان أنْ أكدّ لي الخبر المحزن.

وقال إن العائلة تحيط بجثمانه في المستشفى بكاليفورنيا قبل أن يعود إلى القاهرة.
كانت هذه واحدة من أصعب المكالمات في حياتي، وحين زرت العائلة في الإسكندرية، واصطحبتها لاستقبال الجثمان في مطار القاهرة، لم تحتمل مشاعري أن أرى الدكتور زويل متمدداً في سيارة إسعاف عند مدخل قاعة كبار الزوار. لطالما كان الدكتور زويل ممتلئاً بالحياة والأمل، ولطالما التقينا في هذه القاعة.. عند الذهاب وعند الإياب، ولكننا في هذه المرة التقينا بعد نهاية الرحلة، وعند آخر المشوار.

في هذا الأسبوع حلّت الذكرى (78) لميلاد العالم الكبير، الذي غادر عالمنا قبل ثماني سنوات. وحين رحل الدكتور زويل كتبت مقالاً مطولاً في موقع «للعلم.. سيانتيفيك أميركان» بعنوان: «عشرون عاماً مع الدكتور أحمد زويل.. ما قبل نوبل وما بعدها»، وهو المقال الذي أُعيد نشره في صحف عربية عدة.
وكان من بين ما قلت أن الدكتور زويل ابن حضارات ثلاث: «الأعرق والأوسط والأحدث.. هو ابن الحضارة الفرعونية.. أعرق حضارات العالم، وهو ابن الحضارة العربية الإسلامية.. أقوى الحضارات الوسطى وأعلاها مكانة، وابن الحضارة الغربية الحديثة.. أحدث حضارات العالم وأكثرها سطوة وإبهاراً».في رحلة الذهاب من الشرق إلى الغرب.. تكلّلت الخُطى بالنجاح المذهل، والمكانة المتفردة. وبعد أن حصل على جائزة نوبل بدأ تدريجياً في الاتجاه شرقاً من جديد، وشرع يعمل في تأسيس مدينة زويل للعلوم، ولقد كانت رحلة العودة من «الحضارة الأحدث» إلى «الحضارة الأعرق» رحلةً مثيرة وثريّة، وسوف أنشر كثيراً من جوانبها في كتابي القادم «الكيمياء والسلطة.. كنتُ مستشاراً لأحمد زويل».

لم يكن الدكتور زويل عالماً عظيماً أو إنساناً نبيلاً فحسب، بل كان مفكراً صاحب رؤية، وصانع خريطة طريق للعلم والاقتصاد والمجتمع. ولقد تبدّت فلسفة الدكتور زويل في كتابه «عصر العلم» الذي تشرفت بتحريره وتقديمه، وكتب مقدمته الشرفيّة الأديب العالمي نجيب محفوظ، وفي الفصل الأخير من الكتاب والذي هو بمثابة حوار فكري مطوّل بيني وبين الدكتور زويل، تم إجراؤه في العاصمة السودانية الخرطوم، يمكن للقارئ أن يطالع رؤية متكاملة لمشروع حضاري ونهضوي عربي. وإذا ما أضيفت لذلك مقالات العالم الكبير في كبريات صحف العالم، ولقاءاته وحواراته المتنوعة، نكون إزاء بناء شاهق لمفكر كبير.
كم أتمنى أن تقوم وزارات التعليم في العالم العربي بتدريس كتاب «عصر العلم» للدكتور أحمد زويل، ليس فقط لأنه الكتاب الوحيد في العالم العربي الذي يحمل اسم نجمين عملاقين حازا على جائزة نوبل، ولا لأنه سيرة ذاتية جذابة ومدهشة، بل لأنه سيرة تربوية ملهمة يحتاج إليها طلابنا وشبابنا في بناء حياتهم وصياغة مستقبلهم.في الوقت الذي تمتلئ فيه وسائل التواصل بقصص الإحباط والفشل، ويصطدم الشباب بصعود عدد هائل من التافهين إلى صدارة الشهرة والاهتمام، يكمن دور الدكتور زويل الذي يمتدّ إلى الآن وبعد الآن.. في تقديس العلم وبناء الذات.. وصناعة الأمل.

أحمد المسلماني – كاتب مصري
صحيفة الاتحاد

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الدکتور زویل أحمد زویل

إقرأ أيضاً:

محافظ الشرقية يُؤدي واجب العزاء في وفاة شقيقة الدكتور أحمد عمر هاشم

أدى المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية، مساء اليوم الأحد، واجب العزاء والمواساة للدكتور أحمد عمر هاشم الرئيس الأسبق لجامعة الأزهر وعضو هيئة كبار العلماء في وفاة شقيقته وابنة عم الدكتور محمد محمود هاشم عضو مجلس النواب والدكتور نور هاشم عضو مجلس الشيوخ، وذلك بقرية بني عامر التابعة لرئاسة مركز ومدينة الزقازيق.

 

قدم المحافظ خالص العزاء وصادق المواساة لأسرة الراحلة الكريمة داعياً المولى عز وجل أن يتغمدها بواسع رحمته وأن يسكنها فسيح جناته ويلهم أسرتها وذويها الصبر والسلوان.

 

ومن جانبهم، أعرب الدكتور أحمد عمر هاشم والدكتور محمد محمود هاشم والدكتور نور هاشم، عن تقديرهم لمحافظ الشرقية لحرصه على تقديم واجب العزاء والمواساة لهم وللأسرة في وفاة الراحلة الكريمة.

 

رافق المحافظ في تأدية واجب العزاء الدكتور أحمد عبد المعطي نائب المحافظ، والمهندس محمد نعمه كُجَك السكرتير العام المساعد للمحافظة، وشعبان أبو الفتوح رئيس مركز ومدينة الزقازيق، وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ.

 

وقد شارك أهالي قرية بني عامر، التابعة لمركز الزقازيق بالشرقية، ظهر الأحد، في تشييع جنازة «فردوس عمر هاشم»، شقيقة الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، والدكتور محمود عمر هاشم، عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بالزقازيق السابق، والتي وافتها المنية اليوم، وسط حالة من الحزن الشديد بين أفراد عائلتها وأهالي القرية.

 

وأدى المشيعون صلاة الجنازة بمسجد الشيخ أبو هاشم بالقرية، بحضور الدكتور أحمد عمر هاشم، والدكتور محمود عمر هاشم، والدكتور محمد أبو هاشم، نائب الشئون الدينية بمجلس النواب، ولفيف من الأجهزة التنفيذية والشعبية، داعين الله لها بالرحمة والمغفرة وأن يسكنها فسيح جناته، وأن يلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان.

مقالات مشابهة

  • الدكتور العيسى: وثيقة مكة ترسي حقيقة الإسلام
  • مجلس أمناء جامعة مصر للمعلوماتية يعين الدكتور أحمد حمد نائبًا للرئيس
  • جزائرية ضمن المتنافسين على لقب قارئ العالم العربي بالسعودية
  • محافظ الشرقية يُؤدي واجب العزاء في وفاة شقيقة الدكتور أحمد عمر هاشم
  • نقيب الأشراف ينعي شقيقة الدكتور أحمد عمر هاشم
  • وزير الأوقاف ينعي شقيقة الدكتور أحمد عمر هاشم
  • وزير الأوقاف والمفتي ينعيان شقيقة الدكتور أحمد عمر هاشم
  • فأس برونزي يروي قصة حضارات قديمة في روسيا قبل 5 آلاف عام
  • موعد ومكان جنازة شقيقة الدكتور أحمد عمر هاشم
  • وفاة شقيقة الدكتور أحمد عمر هاشم