موقع النيلين:
2025-03-12@04:56:52 GMT

عصر أحمد زويل

تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT


في الثاني من أغسطس 2016 اتصلت بي السيدة «نانا زويل» شقيقة الدكتور أحمد زويل.. وسألتني: هل حقاً رحل الدكتور زويل؟ إنني أحاول الاتصال بهم منذ إذاعة الخبر.

لم تكن كلمات السيدة نانا واضحة تماماً، فقد اختلط الكلام بالدموع، وطمس البكاء كثيراً من الحروف.
اتصلت بالعزيز نبيل أحمد زويل نجل العالم الكبير، والذي درس العلوم السياسية في جامعة جورج تاون، وكان أنْ أكدّ لي الخبر المحزن.

وقال إن العائلة تحيط بجثمانه في المستشفى بكاليفورنيا قبل أن يعود إلى القاهرة.
كانت هذه واحدة من أصعب المكالمات في حياتي، وحين زرت العائلة في الإسكندرية، واصطحبتها لاستقبال الجثمان في مطار القاهرة، لم تحتمل مشاعري أن أرى الدكتور زويل متمدداً في سيارة إسعاف عند مدخل قاعة كبار الزوار. لطالما كان الدكتور زويل ممتلئاً بالحياة والأمل، ولطالما التقينا في هذه القاعة.. عند الذهاب وعند الإياب، ولكننا في هذه المرة التقينا بعد نهاية الرحلة، وعند آخر المشوار.

في هذا الأسبوع حلّت الذكرى (78) لميلاد العالم الكبير، الذي غادر عالمنا قبل ثماني سنوات. وحين رحل الدكتور زويل كتبت مقالاً مطولاً في موقع «للعلم.. سيانتيفيك أميركان» بعنوان: «عشرون عاماً مع الدكتور أحمد زويل.. ما قبل نوبل وما بعدها»، وهو المقال الذي أُعيد نشره في صحف عربية عدة.
وكان من بين ما قلت أن الدكتور زويل ابن حضارات ثلاث: «الأعرق والأوسط والأحدث.. هو ابن الحضارة الفرعونية.. أعرق حضارات العالم، وهو ابن الحضارة العربية الإسلامية.. أقوى الحضارات الوسطى وأعلاها مكانة، وابن الحضارة الغربية الحديثة.. أحدث حضارات العالم وأكثرها سطوة وإبهاراً».في رحلة الذهاب من الشرق إلى الغرب.. تكلّلت الخُطى بالنجاح المذهل، والمكانة المتفردة. وبعد أن حصل على جائزة نوبل بدأ تدريجياً في الاتجاه شرقاً من جديد، وشرع يعمل في تأسيس مدينة زويل للعلوم، ولقد كانت رحلة العودة من «الحضارة الأحدث» إلى «الحضارة الأعرق» رحلةً مثيرة وثريّة، وسوف أنشر كثيراً من جوانبها في كتابي القادم «الكيمياء والسلطة.. كنتُ مستشاراً لأحمد زويل».

لم يكن الدكتور زويل عالماً عظيماً أو إنساناً نبيلاً فحسب، بل كان مفكراً صاحب رؤية، وصانع خريطة طريق للعلم والاقتصاد والمجتمع. ولقد تبدّت فلسفة الدكتور زويل في كتابه «عصر العلم» الذي تشرفت بتحريره وتقديمه، وكتب مقدمته الشرفيّة الأديب العالمي نجيب محفوظ، وفي الفصل الأخير من الكتاب والذي هو بمثابة حوار فكري مطوّل بيني وبين الدكتور زويل، تم إجراؤه في العاصمة السودانية الخرطوم، يمكن للقارئ أن يطالع رؤية متكاملة لمشروع حضاري ونهضوي عربي. وإذا ما أضيفت لذلك مقالات العالم الكبير في كبريات صحف العالم، ولقاءاته وحواراته المتنوعة، نكون إزاء بناء شاهق لمفكر كبير.
كم أتمنى أن تقوم وزارات التعليم في العالم العربي بتدريس كتاب «عصر العلم» للدكتور أحمد زويل، ليس فقط لأنه الكتاب الوحيد في العالم العربي الذي يحمل اسم نجمين عملاقين حازا على جائزة نوبل، ولا لأنه سيرة ذاتية جذابة ومدهشة، بل لأنه سيرة تربوية ملهمة يحتاج إليها طلابنا وشبابنا في بناء حياتهم وصياغة مستقبلهم.في الوقت الذي تمتلئ فيه وسائل التواصل بقصص الإحباط والفشل، ويصطدم الشباب بصعود عدد هائل من التافهين إلى صدارة الشهرة والاهتمام، يكمن دور الدكتور زويل الذي يمتدّ إلى الآن وبعد الآن.. في تقديس العلم وبناء الذات.. وصناعة الأمل.

أحمد المسلماني – كاتب مصري
صحيفة الاتحاد

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الدکتور زویل أحمد زویل

إقرأ أيضاً:

تداعيات مشهد مباراة القمة على مصر في مونديال الأندية وكأس العالم

كشف الناقد الرياضي أحمد جلال، تفاصيل أزمة مباراة القمة 130 والتي انسحب فيها الأهلي أمام الزمالك وتم اعتبار الأخير فائزا.

ما هو العمل الذي ندم على تقديمه؟.. الفنان أحمد التهامي يوضحبرلماني: التصالح في مخالفات البناء خطوة لحفظ حقوق الدولةلا يوجد حكم مصري في كأس العالم للأندية  

وتابع خلال لقائه مع الإعلامي أحمد موسى، مقدم برنامج على مسئوليتي، المذاع على قناة صدى البلد، أن أحمد دياب رئيس رابطة الأندية خاطب محمود الخطيب وحسين لبيب، أنه أرسل لاتحاد الكرة يفيد بأنه على استعداد لإلغاء بند الـ 15 يوما لمطالبة الفرق بحكام أجانب.

وأكد الناقد الرياضي أحمد جلال، أن الكابتن الخطيب كان رده أن الأهلي تحمل دفع نفقات الحكام الأجانب في الدور الأول، موضحا أن لبيب قال «ظروفي المادية لا تسمح وأنه لم يطالب بحكام أجانب خاصة أنه خارج المنافسة على اللقب».

وأوضح جلال، أن اتحاد الكرة المصري أعلن عدم تلقيه مراسلات في هذا الشأن وكانت هذه إشكالية جديدة في هذه الأزمة.

وأردف أنه لا يوجد حكم مصري في كأس العالم للأندية التي يمثل مصر فيها النادي الأهلي بسبب مشهد مباراة اليوم وربما يتبعه عدم وجود طاقم تحكيم مصري في كأس العالم 2026 بأمريكا لعدم الثقة.

واختتم أن هناك أزمة حقيقية في الكرة المصرية اسمها التحكيم، وتم الاستعانة بخبير أجنبي من الأفضل على التاريخ ولكن النتيجة لن تكون مفاجئة وسريعة.

مقالات مشابهة

  • من هو صديق الشرع العلوي الذي برز اسمه بعد أحداث الساحل؟
  • تداعيات مشهد مباراة القمة على مصر في مونديال الأندية وكأس العالم
  • ما هو العمل الذي ندم على تقديمه؟.. الفنان أحمد التهامي يوضح
  • فخر العرب.. أول تعليق من الفنان أحمد التهامي بعد ظهوره مع محمد صلاح
  • المسجد الأموي.. صرح يحكي قصة حضارات متعاقبة
  • جائزة نوبل 1915… لماذا استحق ويليام هنري براغ التكريم
  • بالفيديو.. الدكتور أحمد عمر هاشم يكشف عن عدد المرات التي شُق فيها صدر النبي
  • داين تدان.. نصائح مهمة من الدكتور أحمد هارون | فيديو
  • هكذا يكافئ المتقاعدون في ذي قار الحضارة …!!!سقوط أجزاء من سقف بناية مديرية تقاعد ذي قار على المتقاعدين والموظفين …!!!
  • خبير أثرى: معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» المقام فى طوكيو يضم 180 قطعة نادرة