بغداد اليوم - متابعة

مع تفاقم الجوع في قطاع غزة الذي يعاني شح الموارد لدرجة خطيرة، لا تبدو الخطة الامريكية لإنزال مساعدات إنسانية جوا واضحة الملامح حتى الآن.

فقد أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، امس الجمعة، عن خطط لتنفيذ أول عملية إنزال جوي للأغذية والإمدادات على غزة، بعد يوم من مقتل عشرات الفلسطينيين الذين كانوا يصطفون للحصول على المساعدات، مما سلط الضوء على الكارثة الإنسانية التي تتكشف في القطاع المنكوب.

إلا أن بايدن قال في وقت لاحق: "لا نعلم على نحو مؤكد متى سيتم إنزال أول دفعة من المساعدات جوا".

وسبق أن نفذت دول أخرى، منها الأردن وفرنسا، بالفعل عمليات إنزال جوي للمساعدات في غزة.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن 576 ألف شخص في قطاع غزة، أي ربع سكان القطاع، أصبحوا "على بعد خطوة واحدة من المجاعة".

وقال بايدن للصحفيين: "يتعين علينا بذل المزيد (من الجهد) والولايات المتحدة ستبذل المزيد. المساعدات التي ستذهب إلى غزة ليست كافية بأي حال".

وفي السياق ذاته، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي إن عمليات الإنزال الجوي ستصبح "مسعى مستداما"، مضيفا أن أول دفعة من الإنزال الجوي ستكون على الأرجح وجبات جاهزة للأكل، وأضاف أنها "لن تكون مرة واحدة فقط".

وصرح بايدن للصحفيين أن الولايات المتحدة تدرس أيضا إمكانية فتح ممر بحري، لتوصيل كميات أكبر من المساعدات إلى غزة.

مأساة الخميس

وقالت السلطات الصحية في غزة إن القوات الإسرائيلية قتلت أكثر من 100 شخص أثناء محاولتهم الوصول إلى قافلة إغاثة في وقت مبكر من الخميس، قرب مدينة غزة حيث يواجه الفلسطينيون وضعا يزداد بؤسا بعد مرور نحو 5 أشهر من الحرب.

وأكدت إسرائيل أن معظم الوفيات سببها تدافع الحشود نحو شاحنات المساعدات، وأن العشرات قتلوا لأن الشاحنات دهستهم أو بسبب التدافع.

وقال مسؤول إسرائيلي أيضا إن القوات أطلقت النار في وقت لاحق "في رد محدود على حشود شعر الجنود أنها تشكل تهديدا لهم".

واقتات الناس في قطاع غزة على أعلاف الماشية وأوراق الصبار للبقاء على قيد الحياة.

وقالت فرق طبية إن الأطفال يموتون في المستشفيات بسبب سوء التغذية والجفاف.

وتقول الأمم المتحدة إنها تواجه "عقبات هائلة" في إدخال المساعدات.

تساؤلات عن الإنزال الجوي

رغم أنه لم يتضح بعد نوع الطائرات التي ستستخدم في الإنزال الجوي الأمريكي للمساعدات، فإن طائرات "سي 17" و"سي 130" هي الأنسب للمهمة.

وقال الجنرال المتقاعد بالقوات الجوية الامريكية ديفيد ديبتولا، الذي تولى في السابق قيادة منطقة الحظر الجوي فوق شمال العراق، إن بوسع الجيش الامريكي تنفيد الإنزال الجوي بفعالية.

وأضاف لـ"رويترز": "هم متمرسون على هذا. هناك الكثير من التحديات لكن لا شيء يستعصي على الحل".

ومع هذا، لا تزال هناك تساؤلات حول جدوى إنزال المساعدات جوا على غزة.

وقال مسؤول امريكي، تحدث لـ"رويترز" شريطة عدم الكشف عن هويته، إن عمليات الإنزال الجوي سيكون لها تأثير محدود في التخفيف من معاناة سكان غزة.

وأضاف المسؤول: "هي لا تحل المشكلة من جذورها"، مشيرا إلى أن فتح الحدود البرية فقط هو الذي يمكن أن يكون له تأثير كبير.

وأضاف المسؤول أن "هناك مشكلة أخرى تتمثل في أن الولايات المتحدة لا تستطيع ضمان أن المساعدات لن تصل ببساطة إلى أيدي حماس، لأن واشنطن ليست لديها قوات على الأرض هناك".

وقال المدير بمجموعة الأزمات الدولية في الأمم المتحدة ريتشارد جوان، إن العاملين في المجال الإنساني يشكون دائما من أن عمليات الإنزال الجوي فرصة للاستعراض، لكنها طريقة رديئة لإيصال المساعدات".

وأضاف أن الطريقة الوحيدة لإدخال مساعدات كافية هي من خلال قوافل الإغاثة التي ستعقب الهدنة التي طال الحديث عنها.

وتابع جوان: "يمكن القول إن الوضع في غزة الآن سيئ للغاية، لدرجة أن أي إمدادات إضافية ستخفف على الأقل بعض المعاناة. لكن هذا في أفضل الأحوال إجراء مؤقت للمساعدات".

عمليات صعبة

وفي البيت الأبيض، أقر كيربي أن عمليات الإنزال الجوي في غزة "صعبة للغاية" بسبب الكثافة السكانية والصراع المستمر.

وتدعو الولايات المتحدة منذ أشهر إسرائيل إلى السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة، وهو أمر عارضته إسرائيل.

وأشار كيربي إلى أن إسرائيل جربت الإنزال الجوي للإمدادات في، غزة وأنها تدعم العملية الامريكية لفعل ذلك.

وقال مسؤول إسرائيلي في واشنطن: "نحن على علم بعملية الإنزال الجوي للمساعدات الإنسانية"، بينما لم يجب المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، على سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة طلبت موافقة إسرائيل مسبقا على عمليات الإنزال أم أنها تنسق الجهود معها.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنه جرى تسليم مساعدات إلى شمال قطاع غزة المحاصر للمرة الأولى منذ أكثر من أسبوع، الجمعة، وسلمت الأمم المتحدة أدوية ولقاحات ووقودا إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة.

وقال برنامج الأغذية العالمي قبل 10 أيام إنه أوقف تسليم المساعدات الغذائية إلى شمال غزة مؤقتا، حتى تسمح الظروف في القطاع بتوزيعها بشكل آمن.

وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، الجمعة، إنه خلال شهر فبراير، دخلت97 شاحنة في المتوسط غزة يوميا مقارنة بحوالي 150 شاحنة يوميا في يناير.

وأضافت الوكالة أن "عدد الشاحنات التي تدخل غزة لا يزال أقل بكثير من الهدف، وهو 500 شاحنة يوميا".

المصدر: وكالات

 


المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: عملیات الإنزال الجوی الولایات المتحدة الأمم المتحدة قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

فورين بوليسي : الحوثيين أثبتوا أنهم قوة هائلة

 

حيروت – ترجمة ” الموقع بوست”
قالت مجلة “فورين بوليسي” إن ظهور القوات البحرية الغربية الرائدة في العالم وهي تكافح من أجل إخضاع مجموعة من المتمردين في البحر الأحمر يثير تساؤلات مؤلمة حول فائدة القوة البحرية وكفاءة القوات البحرية الغربية التي من المفترض أن تحمل العبء في أي مواجهة مستقبلية مع منافس رئيسي مثل الصين.

 

وأضافت المجلة في تقرير لها ترجم أنه “بعد مرور أكثر من ستة أشهر على قيام جماعة الحوثي المتمردة في اليمن بتعطيل حركة المرور البحرية في البحر الأحمر بشكل خطير، تعترف البحرية الأمريكية بأنها خاضت أعنف معركة واجهتها منذ الحرب العالمية الثانية.

 

وتابعت المجلة الأمريكية “على الرغم من الجهود التي تبذلها القوات البحرية الأمريكية والبريطانية والأوروبية التي كانت موجودة طوال الوقت في محاولة، دون جدوى، لتحييد التهديد الحوثي واستعادة الأمن للشحن التجاري”.

 

وقال سيباستيان برونز، الخبير البحري في مركز الإستراتيجية والأمن البحري ومعهد السياسة الأمنية في جامعة كيل في ألمانيا: “إنها جهة فاعلة غير حكومية تمتلك ترسانة أكبر، لقد أثبت الجماعة أنهم قوة هائلة، وهي قادرة حقًا على التسبب في صداع للتحالف الغربي”. . “هذا أمر متطور كما هو الحال الآن، وعندما تواجه القوات البحرية مشكلة في الاستدامة على هذا المستوى، فإن الأمر مثير للقلق حقًا.”

 

وقال كريس روجرز، رئيس أبحاث سلسلة التوريد في شركة S&P Global Market Intelligence، إنه عندما تقوم سفينة حاويات بالتحويل حول أفريقيا، فإن ذلك يزيد من التكلفة المباشرة للشحن بإضافة 10 أيام، والكثير من الأميال، والكثير من الوقود إلى الرحلة. وأضاف: “لكن المشكلة الكبرى هي أنه يقلل بشكل فعال من القدرة المتاحة على النظام بأكمله” بنحو 6%.

 

وطبقا للتقرير فإن الحوثيين ليسوا المشكلة الوحيدة. فقد نفدت المياه من قناة بنما لفترة من الوقت. وكانت الموانئ من آسيا إلى أوروبا إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة مزدحمة بشكل غير مبرر، مما أدى إلى تراكم ضخم للسفن المنتظرة. يعمل وكلاء الشحن وتجار التجزئة على تفاقم الأمور عن غير قصد من خلال التحميل المسبق لطلبات أكبر لموسم العطلات للتأكد من حصولهم على بضائعهم، مما يزيد من الإضرار بسوق الشحن المتوتر بالفعل.

 

ويؤكد أن سلاسل التوريد تتعافى بمرور الوقت، لكن الأحداث لا تختفي بين عشية وضحاها. وقال روجرز إن تأثير السوط قد يستغرق من ستة أشهر إلى سنة حتى يظهر.

 

وتساءلت المجلة بالقول: كيف تمكنت مجموعة من الإرهابيين البحريين في دولة اليمن الصغيرة الفقيرة من ترويع الاقتصاد العالمي وإرباك بعض أكبر القوات البحرية في العالم؟

 

وقالت “كان قتال قطاع الطرق الذين هددوا الشحن التجاري هو السبب الحقيقي وراء ولادة البحرية الأمريكية”.

 

تضيف “فورين بوليسي” أن القوات البحرية – للولايات المتحدة وبريطانيا ومجموعة من السفن الأوروبية المتناوبة – تحاول استعادة الشحن الطبيعي منذ بداية حملة الحوثيين تقريبًا دون نجاح يذكر، كما يتضح من حقيقة أن أسعار التأمين التي تغطي الحرب للسفن المعرضة للخطر ويبدو أن الممر الخطير لا يزال مرتفعاً بنسبة 1000 بالمائة تقريبًا عن مستويات ما قبل الصراع.

 

وأشارت إلى أن إحدى شركات التأمين أطلقت تأمينًا خاصًا للحرب هو الأول من نوعه هذا الربيع لشركات الشحن التي لا يمكنها الحصول على تغطية بخلاف ذلك، وهي علامة أكيدة على أن الوجود البحري الغربي لم يجلب الهدوء إلى الأسواق.

 

وقال أودون هالفورسن، مدير الأمن والتخطيط للطوارئ في جمعية مالكي السفن النرويجية والنائب السابق لوزير خارجية النرويج، إن هذه الأقساط المرتفعة تضيف ما يصل إلى حوالي 1 في المائة من قيمة سفن الشحن الضخمة للعبور المحفوف بالمخاطر.

 

وأضاف “لكن السفن التي هي في مرمى النيران حقًا هي تلك المرتبطة بإسرائيل أو الولايات المتحدة أو الدول الأخرى التي يُنظر إليها على أنها تدعم إسرائيل”. وقال هالفورسن: “ما نراه هو أن الشحن المرتبط بالصين وإيران وروسيا والهند تم استهدافه بدرجة أقل بكثير”.

 

وبحسب التقرير فإن جزء من المشكلة يكمن في أن القوتين البحريتين – “حارس الرخاء” الأمريكي والبريطاني من ناحية، و”أسبيدس” التابعة للاتحاد الأوروبي من ناحية أخرى – لهما مهمتان مختلفتان. وتهدف القوة الأنجلو-أمريكية إلى اعتراض التهديدات وضرب مصدرها على الأرض؛ لقد ظل الأوروبيون أقرب إلى مهمة مرافقة مباشرة لحماية الشحن التجاري دون نقل القتال إلى الحوثيين. لا يعمل.

 

وأكد أن الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة “لتقليل” قدرة الحوثيين على استهداف الشحن انتهت إلى لعبة باهظة الثمن. وقال “لقد أثبت الحوثيون أنهم أكثر قدرة على الحركة، وحصلوا على إمدادات أفضل من إيران، مما كان متوقعا في البداية، مما جعل الانتصارات العرضية التي حققتها البحرية الأمريكية – مثل تدمير موقع رادار للحوثيين الأسبوع الماضي – مجرد قطرة في بحر”.

 

وقال برونز، الخبير البحري، “يتمتع الحوثيون بمستوى مذهل حقًا من العمق في مجالاتهم من الصواريخ والقذائف الصاروخية والصواريخ الباليستية المضادة للسفن”، “إنه شيء حقًا”. وطالما استمرت الحرب بين إسرائيل وحماس، فإن “الحوثيين لديهم سبب وفرصة ليكونوا مصدر إزعاج”.

مقالات مشابهة

  • نوفا: الأمم المتحدة تطالب بتوفير مليار ونصف مليار دولار لمساعدة الدول التي تستقبل نازحي السودان
  • الكشف عن غضب أمريكي وبريطاني بعد طلب الجنائية إصدار أوامر اعتقال لقادة الاحتلال
  • السعودية تقدم مساعدات غذائية لدعم عملية الإنزال الجوي الأردني لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة
  • «السعودية».. تقدم مساعدات غذائية لدعم عملية الإنزال الجوي الأردني لإغاثة غزة
  • السعودية تجدد استعداداها للتوقيع على خارطة الطريق اليمنية
  • المملكة تقدم مساعدات غذائية لدعم عملية الإنزال الجوي الأردني لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة
  • المملكة تقدم مساعدات غذائية لدعم عملية الإنزال الجوي الأردني لإغاثة الشعب الفلسطيني في غزة
  • أنتونوف: المساعدات العسكرية الأمريكية لنظام كييف تشجعه على ارتكاب جرائم جديدة
  • لماذا أعلنت واشنطن لاءاتها بشأن ترتيبات ما بعد حرب غزة وما مدى واقعيتها؟
  • فورين بوليسي : الحوثيين أثبتوا أنهم قوة هائلة